محمد الوشيحي

الصهبجية 
وخالد الهلال

خلاص، يكفينا لت وعجن ودق وطحن في وصف حكوماتنا، حبّات السبحة، حكومات التوائم اليابانية التي لو حاولت إيجاد فروقات بينها لبكيت بكاء لا شفاء بعده، كلها سيم سيم. على أن الوصف الأمثل للحكومة التي تشكلت أمس الأول هو ما جاء في أغنية «الصهبجية» التي غناها سيد مكاوي، وكتبها صلاح جاهين وأدمنها الأخوة الحشاشون: يا صهبجية آه يالاللي، عايزين شوية، آه يالاللي، حاجة م اللي هية، آه يالاللي، حبة (آهات) على (عيني) على (ليلي) على (ترالاللي).

هي حكومة حبة آهات، على شوية يا عيني، مع شوية يا ليلي، على كثير من الترالاللي. والترالاللي فيها هو الأكثرية، أما الجديد الوحيد فهو عودة «القديم» أحمد الفهد، ولا حديث للناس إلا عن عودته، وهو لم يكن ليقبل العودة لولا أنهم أرضوه بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية الاقتصادية، واترك عنك كليشة السياسيين «أنا جندي أخدم بلدي من أي موقع»، واترك عنك أيضا بقية المنصب، وزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان، فالمنصب الأخير هذا منحوه إياه لسبب يتيم، وهو وجود مكتب يحتوي خط تلفون وموقف سيارة يستطيع الفهد من خلال المكتب هذا إدارة مسؤولياته، ولولاه (أي لولا وجود المكتب في وزارة الإسكان) لاستأجر صاحبنا شقة في حولي شارع تونس، وجاءت وزارة الاسكان لتحل محل شقة شارع تونس.

وهذه ذقني، سأسكسكها لو التفت أبو الفهود إلى وزارة الاسكان، وسأحلقها لو لم يترك «الإسكان» أمام باب المسجد ليلتقطها أحد العائدين من صلاة الفجر ويسلمها وزارة الشؤون، تؤويها وتصرف عليها. هذا بالنسبة لذقني، أما في ما يخص رموشي فسيُدنْدِن عليها معجون الحلاقة لو عيّنت الحكومة متحدثا باسمها يقف أمام وسائل الإعلام ليناقشها أسبوعيا حول أدائه وأداء ربعه الوزراء، أو لو ألغت الحكومة دعمها لبعض «الصُحْفجية»، على رأي الشاعر الفاجومي، أو لو قال أحد الوزراء للرئيس في أي موضوع «لا»، أو لو تجرأ وزير وطلب مناقشة أحد زملائه في شؤون وزارته، كما ينص الدستور، وخصوصا إذا كان الزميل هذا شيخا، طبعا باستثناء أحمد الفهد الذي سيناقشك في أمور وزارتك وسينسى وزاراته… ويا صهبجية آه يالاللي، عايزين شوية آه يالاللي، حاجة م اللي هية، آه يالاللي، حبة جسور على مستشفيات على مدارس في حولّي.

وبأمانة شديدة، أنا متفائل بقدرة الفهد على التنمية، وأعتقد أنه الوحيد الذي كان سيحطم رقم مسلم البراك في عدد أصوات الناخبين لو أنه خاض الانتخابات، ولا عزاء للتحالف الوطني وأمينه العام خالد الفضالة، وجريدتَي «الجريدة» و»القبس»، وتحديدا الزميل خالد الهلال، رئيس تحرير هذا الجرنال الجميل، والنائب عادل الصرعاوي الذي يتعامل مع الفهد كما يتعامل النائب ضيف الله بورمية مع القروض، على طريقة الإيدز، يعض خشمك الكريم ولا يتركك إلى أن تقوم الساعة… تموتان أنت وهو، فيسري عليك من قبره إلى قبرك ويعضّك! يا عمي خذ نظارتي الشمسية وفكني/ لا / طيب خذ النظارة والساعة والموبايل والكفن/ لا / طيب، أنا وأنت في مقبرة واحدة، يعني بِجاه حقوق الجيرة حل عني/ لا… هذي والله البلشة. ليس أمامك إلا أن تعيش طبيعي وهو متعلق بخشمك. 

سامي النصف

أو أحضروا لنا شعباً من اليابان!

رغم ان حملة الدكتوراه لا يزيدون كنسبة لعدد السكان في الكويت عن 0.01% على احسن الفروض إلا ان التشكيلة الحكومية الجديدة ضمت عددا يقارب النصف من الحاصلين على شهادة الدكتوراه من ارقى الجامعات العالمية كجامعتي هارفارد ولندن، ومنهم عميد سابق لكلية الطب، اما البقية فمن ضمنهم رئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس أركان الجيش وهما منصبان رفيعان لا يصلهما الا المميزون، وأما الباقون فهم من السفراء وحملة البكالوريوس أو اصحاب خبرات طويلة في العمل السياسي والمهني والاقتصادي، فهل يحمل من ينتقد التشكيل الحكومي نفس مؤهلات من ينتقدهم؟!

كما احتوت التشكيلة الجديدة على تمثيل متوازن لاغلب ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الكويتي، فقد مُثل بها الرجال والنساء والحضر والقبائل والسنة والشيعة والاسلاميون والليبراليون.. الخ، واذا كان ثناء بعض النواب على التشكيلة الجديدة يحسب لهم كونهم ابدوا حسن نواياهم تجاهها كما ينص على ذلك الدستور في مادته رقم 50 التي تجعل «التعاون» هو الاصل في العلاقة بين السلطات، فان احدا لا يقبل النقد المسبق والحكم قبل المداولة لبعض النواب ممن هدد وتوعد وقفز على المادتين 50 و56 من الدستور ونسي انه لو شكل الوزارة بذاته لكان ناقدوها اكثر من مادحيها حيث اختلف الناس حتى على الأنبياء والرسل وقديما قيل: ارضاء الناس غاية لا تدرك.

والنائب للحكومة ووزرائها اقرب للقاضي فيما يعرض امامه من قضايا، فإن حكم قبل المداولة سقط حكمه وانتفى العدل والانصاف من قوله اللاحق، والحال كذلك مع النائب الذي يملك الاستجواب وطرح الثقة عن الوزراء، فان اعلن نهارا جهارا انحيازه المسبق ضد الحكومة او حتى ضد بعض شخوصها وقبل ان تمارس عملها سقط حقه في محاسبتها اللاحقة وجاز للمجلس لو كان يملك لجنة قيم او اداة لمحاسبة اعضائه ان يستدعي النائب لمعرفة الدوافع الحقيقية لموقفه المسبق الذي يسيء لصورة المجلس ويجعله المتسبب في تعطيل عمليات التنمية، لا الحكومة، خاصة انه قد ثبت ان بعض مواقف التأزيم السابقة كانت مدفوعة الثمن.

في أميركا وجميع الديموقراطيات المتقدمة لا يسمح باصدار تشريعات مستعجلة او انفعالية، بل تدرس جميع التشريعات بصورة متأنية فتحال من المجلس الاول للمجلس الثاني ثم تعقد جلسات استماع معلنة ويتم تلقي تقارير الخبراء وجهات الاختصاص، وهي عملية تستغرق سنوات عديدة لتحصين التشريعات من الخطأ والزلل، وفي الكويت لا يزيد زمن اصدار تشريع عن الوقت اللازم لكتابة مستعجلة على ورقة بيضاء يتم احراج النواب الآخرين للتوقيع والتصويت عليها كحال اضافة الضوابط الشرعية للمادة 35/1962 التي لو طبقت لسقطت شرعية جميع مجالس ما بعد عام 2006 ومن ضمنها المجلس الحالي لعدم تقيد «الناخبات» بتلك الضوابط كما ينص القانون المستعجل، وضرورة ان تمتد الضوابط للرجال كذلك طبقا لمواد الدستور التي تمنع التمييز بين الرجال والنساء، وفي الخلاصة: من سيحتج اليوم على وجود عضوات ووزيرة دون ضوابط عليه ان ينظر لذاته وما سيحدث لو طبقت تلك المادة ومواد تجريم الفرعيات ومواد اخرى عليه.

آخر محطة:
1 – يقابل هذا العدد الكبير من حملة الشهادات العليا في الحكومة عدد قريب منه في مجلس الامة حيث اوصلت الانتخابات الاخيرة 12 من حملة الدكتوراه و23 من حملة البكالوريوس والليسانس اي بنسبة 72%، فاذا لم ننجز هذه المرة فعلينا ان نحضر حكومة ومجلسا وقبل ذلك شعبا من ألمانيا أو سويسرا أو اليابان، ولا حل للاشكال السياسي الكويتي غير ذلك.

2 – العزاء الحار لآل معرفي الكرام في فقيدهم الكبير د.عباس معرفي، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولاهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

احمد الصراف

التيس وقهوة نجمة الكتب

تجد المقالات التي أقتبسها أو أنقلها من الإنترنت قبول الكثيرين، ويقابل ذلك اعتراض البعض الآخر، بحجة انني اتجاهل ذكر المصدر أو المؤلف، ولا يلام هؤلاء على عدم المامهم بحقيقة ما تحتويه الشبكة العنكبوتية من كم هائل من القصص والحكم والأقوال والاحداث والمعلومات المفيدة، التي لا يعرف أحد حقيقة مصدرها، فهي كسمك البحر أو حبة الفاكهة التي لا تحمل اسم بلد الصنع، وهذه المواد بالتالي برسم الجميع ينهلون منها ما يشاؤون دون حساب. ويعتقد البعض الآخر كذلك انني ألجأ للنت عندما لا تتوافر لدي مادة كتابية أو موضوع مقال، وهذا ايضا غير دقيق، فلدى ادارة التحرير دائما مقالات جاهزة للنشر تغطي اسبوعا او اكثر احيانا، ومشكلتي ليست مع الكتابة، بل مع نشر ما أكتب، حيث ان «القبس» لا تحتمل اكثر من 5 او 6 مقالات في الاسبوع.
***
رابط الانترنت التالي يتعلق بخطبة يلقيها رجل دين سعودي على اطفال صغار. وجمال وروعة الخطبة يكمن في اسلوبها التعليمي الحديث الذي لم يسبق ان تطرق له احد من قبل، حيث يبدأ المتحدث خطبته او درسه بشرح معنى «التيس» وبأنه ابن الماعز، وانه افضل من الانسان لانه يشرب الماء والحليب، والانسان يدخن السيجارة ويشرب الخمرة، وبالتالي هو افضل من البشر. كما ان التيس يلعب في الزريبة، وبعض الناس يلعبون في دين الله، وان التيس يتحول يوم القيامة الى تراب وبعض الناس يذهبون الى جهنم، والكثير من البشر يتمنون التحول الىتراب بدلا من الذهاب الى جهنم.. وبالتالي التيس أفضل من الانسان!!
وتستمر ملحمة المقارنة بين الانسان والتيس وافضلية الأخير، دون اعتبار لمكانة الانسان وعمله واختراعاته وانجازاته واكتشافاته الجغرافية والطبية وما حققته القلة من توفير ملايين اطنان الاغذية للجياع في العالم، وبعد هذا يصبح التيس افضل منه لانه يشرب الحليب والانسان يدخن السيجارة او ان التيس سيتحول الى تراب وبعض البشر سيذهبون الى النار (!!!).
نترككم مع الرابط متمنين لكم حسن الاستماع.
وهناك رابط آخر يتعلق بحديث تلفزيوني للداعية المصري صفوت حجازي، عضو الاخوان المسلمين، الذي يدعو فيه الى مقاطعة سلسلة محلات شهيرة. المضحك في هذا الكليب، الذي انتشر في العالم اجمع، ان الداعية لا يعرف حتى طريقة نطق الاسم الصحيح للسلسلة التي يود اكراه الناس فيها والتحذير من خطورتها، ويستمر يكرر التسمية الخطأ المرة تلو الأخرى بشكل مضحك. والرابط هو:
http://www.youtube.com/watch?v=DO2NqMeOSuo@feature=related 

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

يبيعون الدين ويشترون الفتن الطائفية!

 

لو تتبعنا البؤر التي انطلقت منها الدعاوى الطائفية للتفريق بين جناحي المجتمع الإسلامي، السنّة والشيعة، في مختلف دول العالم الإسلامي، لما وجدنا أدنى صعوبة في وضع اليد على مجموعة من الأسماء الشهيرة من يطلق عليهم (علماء الأمة) من الرموز المعتبرة لدى الكثير من المسلمين، كانوا، ولا يزالون ولربما… سيستمرون، في نفخ نار الطائفية ومضاعفة البلاء المقيم، وهم إنما يفعلون ذلك، أيا كان انتماؤهم المذهبي، كما يقولون ويصرحون هم بأنفسهم، إلا لخدمة الإسلام!

وتبدو الغاية، لا تترابط ولا تبرر للوسيلة العدائية المتبعة، ألا وهي خدمة الإسلام كما يزعمون، ولا يمكن أن تكون هذه (الغاية) مقبولة ومسلما بها، حتى بين عامة أبناء الأمة، الذين أرهقهم الفعل السيئ البغيض الذي يقوم به عدد من أقطاب المنابر الطائفية، ولعلَّ هذه النقطة تحديدا، هي ما جمعتني مع الشيخ سليمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، حين التقيت به في منتدى الإعلام العربي في إمارة دبي يومي 11 و12 مايو/ أيار الجاري، وأبلغته صراحة بأن الكثير من المسلمين اليوم يعلّقون الآمال على الجهود التي يبذلها الشيخ العودة وغيره من العلماء المعتدلين، لإنهاء ممارسات العداء المؤيدة لأعداء الأمة والمدعومة منهم، والمنفذة على أيدي زمرة ممن حملوا لقب (أصحاب الفضيلة العلماء)، سواء كانوا من السنّة أم من الشيعة، وأن هذه المسئولية، جبارة عظيمة، لا يقوى على حملها إلا من يدرك مسئوليته الشرعية والوطنية، لا أولئك الذين يبيعون الدين كل يوم لشراء الفتن الطائفية.

ومن السهل أن نلاحظ، أن علماء الفتنة أولئك ينشطون وفقا للمستجدات التي تشهدها المنطقة، وهم يدركون جيدا أن قائمة من الخلافات التاريخية المحكومة بالنبش في كتب التاريخ، والتصيُّد المبرمج، هو أسلوبهم القديم المتجدد والمفضوح للإضرار بالمجتمع الإسلامي، لكن بيننا الآلاف من الناس تصدقهم وتتلقى شرورهم.

ولعلَّ أكثر ما يثير أولئك المعادين لأمتهم، أن يجدوا مبادرة تلوح في الأفق بين علماء معتدلين لإنهاء الخلافات والتصادم، فيهبوا مدعومين بالملايين من الدولارات، لينفذوا مخططاتهم الخبيثة، ومهمتهم هنا سهلة ميسرة؛ لأن المجتمع الإسلامي اليوم، مرهون بالخلاف والعداء، ولذلك، كان أمين المؤتمر الإسلامي الأوروبي، ورئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي محمد البشاري محقّا حين أعلن أن العلماء الصادقين العاملين هم من تتوجب عليهم قيادة مبادرات إنهاء العداء بين بني الإسلام، وألا يتم استغلال الصراع الطائفي من قبل أي جهة خبيثة النوايا.

أرى أن الحوار مفيد، والعدل لابد أن يكون هو الأساس، وإن رأينا بعض الشطحات في لقاءات الحوار فذلك لا يعني بطلانه، ولكن علينا أن نزيد في موضوع الحوار، ونزيد في التقريب بين المذاهب الإسلامية ونعمل بالفعل في مجمع الفقه الدولي، أو في بعض المجامع الأخرى كمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية أو من خلال المؤسسات الإسلامية كالأزهر على مسألة التقريب.

البشاري واحد ممن ساهموا في وضع استراتيجية للتقريب بين المذاهب الإسلامية في أكثر من لقاء تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الإيسيسكو ومؤسسة الإمام الخوئي، وكان من بين أهم بنود تلك الاستراتيجية العمل على تنقية المناهج الدراسية من العداءات المذهبية والعداوة التاريخية بين السنّة والشيعة.

لكن يبدو أن الدعوة لتأصيل مفهوم الوسطية عند كل المذاهب، لا تروق لعلماء الفتنة، على مستوى الخليج والعالم العربي والإسلامي، حتى وجد بعضهم حمل راية جديدة أسموها مسئولية غزوة أحد أو التحكيم، ذلك لأنهم لا يمكن أن يناموا ليلهم وهناك من يسعى لتوجيه عامة أبناء الأمة والدعاة إلى القضايا المعاصرة

احمد الصراف

تماثيل الكويت ووقفة الحصان

لأسباب بالية ربما لا تمت للفهم الصحيح للمعتقد بصلة، ترفض الحكومة في الكويت وضع تماثيل لبشر أو «لذوات الأرواح» في الساحات أو المباني العامة. وتسبب القرار في بقاء أعمال كبيرة وعظيمة لمشاهير النحاتين والفنانين التشكيليين الكويتيين وغيرهم ضمن أربعة جدران يعلوها الغبار بسبب هذه المعارضة الحكومية غير المفهومة.
ولو نظرنا لكل دول العالم الإسلامي، باستثناء بعض دول الخليج، لرأينا، ومنذ مئات السنين، أن مختلف أشكال التماثيل للمبدعين والقادة العسكريين والملوك والرؤساء تملأ ساحاتهم والأماكن العامة في وزاراتهم، ولم ينتج عن ذلك أي ضعف في العقيدة لدى شعوب تلك الدول أو لجوء أحد لعبادة تلك التماثيل أو التعامل معها بأكثر مما تعنيه من قيمة معنوية. وربما سيكون بإمكان أعضاء مجلس الأمة الجديد إجبار الحكومة على إعادة النظر في قرار المنع، الذي لم يصدر أصلا، والطلب منها العمل على وضع تماثيل لرجالات الكويت في الساحات العامة… ولكن مع من نتحدث؟
وفي السياق نفسه، قرأت عن رمزية التماثيل في المتاحف والساحات العامة في كل دول العالم وما تحمله من معان كانت خافية عليّ. فالتماثيل التي يكون موضوعها حصانا يمتطيه شخص ما هي عادة ما تخصص للملوك ورؤساء الدول أو للقادة العسكريين فقط، أما غيرهم فيكونون عادة في وضع الوقوف أو الجلوس. وطريقة وقوف الحصان تحدد الطريقة التي مات بها راكبه، ملكا كان أم قائدا عسكريا. فإن كان الحصان يقف على قوائمه الأربع فهذا يعني أن صاحبه قد مات بشكل طبيعي في فراشه وبين أهله. وإن كانت قائمتا الحصان الأماميتان مرتفعتين في الهواء فهذا يعني أن الممتطي، ملكا كان أم عسكريا، قد مات في ميدان المعركة. وإن كانت إحدى قوائمه مرفوعة فقط فهذا يعني أن الملك أو القائد قد مات في فراشه، متأثرا بجراح معركة عسكرية. 

أحمد الصراف

سامي النصف

الدكاترة عبدالعزيز البابطين

حضرت بالأمس في مدينة الماتي بجمهورية كازخستان حفل منح جامعة الفارابي العريقة شهادة الدكتوراه الفخرية للصديق عبدالعزيز سعود البابطين، ومعروف ان تلك الجامعة هي اكبر جامعات آسيا الصغرى قاطبة وقد كانت ضمن اكبر 5 جامعات في الاتحاد السوفييتي سابقا وتقع مبانيها على مساحة نصف مليون متر مربع ويعمل بها اكثر من الفي مدرس.

وتلك الشهادة للعلم هي الدكتوراه العاشرة التي يحصل عليها الاخ عبدالعزيز البابطين نظرا لاعماله الجليلة في خدمة بلده الكويت ولأمتيه العربية والاسلامية حيث تقوم مؤسسته بارسال البعثات واقامة الملتقيات والمنتديات في العواصم المختلفة، وقد تبنى بوسعود ابان زيارتنا كلفة ارسال 10 طلاب كازخستانيين للدراسة في القاهرة حتى نيل الدكتوراه، على ان تتبنى جامعة الفارابي في المقابل تحمل كلفة دراسة 10 طلاب كويتيين لعلوم الفيزياء والتكنولوجيا المتقدمة فيها، كما قدم 5 بعثات اخرى للجماعة الاسلامية هناك، ويوجد 147 طالبا كازخستانيا يدرسون ضمن بعثة مؤسسة البابطين في القاهرة.

وقلّ أو ندر ان حازت شخصية غير رسمية هذا العدد من شهادات الدكتوراه، حيث لا تمنح مثل تلك الشهادات عادة الا لرؤساء الدول والمبرزين من العظماء والمخترعين، وقد يكون من المستغرب ان يمنح البابطين جميع تلك الشهادات من الجامعات الاخرى ولم تقدم له جامعة بلده تلك الشهادة رغم الدورات التدريبية التي يقيمها معها منذ 6 سنوات لتعلم مهارات اللغة العربية وتذوق الشعر العربي، ومنا للفاضلة وزيرة التربية التي نتمنى ان تبقى في الوزارة المقبلة لتحقق احلامها واحلام بلدها لقدراتها الاستثنائية.

والحقيقة ان جهد عبدالعزيز البابطين الخيّر يعادل جهد دولة بأكملها حيث سخر اعمال مؤسسته لخدمة بلده الكويت وجعلها جسرا يصلح بالثقافة واعمال الفكر والادب ما تفسده السياسة بين الدول والشعوب، ويكفيه في هذا السياق فخرا تكفله مؤخرا بمصاريف مركز الكويت للدراسات العربية في جزر القمر والذي يقوم بتدريس اللغة العربية للوزراء والقضاة والسفراء والمدرسين، وقد نجح قبل ذلك في جعل اللغة العربية تدرس في مدارس اقليم الاندلس الاسباني وهو ما يجعلنا نشعر بأن مسار الاخ عبدالعزيز البابطين هو استكمال وتتمة لمسار الفاتحين العرب الاوائل دون حرب او ضرب، بل عبر نهج السلام والتوادّ وحوار الحضارات.

آخر محطة:
1 – هناك فضائية اسلامية مستعدة للانطلاق من كازخستان لتغطي جميع دول آسيا الوسطى وغرب الصين وجنوب روسيا ولا تحتاج الا الى 1.5 مليون دولار فقط، ومنا لوزارة الاوقاف وغيرها من جهات رسمية واهلية.

2 – كازخستان هي اكبر بلد اسلامي في المساحة (2.7 مليون كم2) وشعبها كما رأينا يقدر ويوقر العرب كحال الاندونيسيين في السابق، لذا نتوقع ان نشهد قريبا اعمالا ارهابية دنيئة على ارضها يقوم بها كالعادة تنظيم القاعدة كي تنفر شعوب آسيا الوسطى من العرب تكرارا لما تم مع شعوب العالم الاخرى.

3 – لم ينصف فيلم «بورات» الشهير الذي تصدر قائمة المشاهدين في اميركا واوروبا قبل نحو العامين شعب كازخستان الصديق.

احمد الصراف

الليبرالية القبيحة ويوسف الجاسم

سرني رد الصديق «يوسف الجاسم» على مقالتي «التيار الليبرالي القبيح»، ومبعث سروري يعود إلى أنه أتاح لي فرصة لأقول ما لم أقله!! ولكن ألا يعتقد أن رده ما كان سيكون، أو قد يكون مختلفا لو لم تنجح أي من المرشحات في الانتخابات الماضية؟ ماذا سيكون عليه موقفه وردة فعله عندما يكتشف أن تقاعسنا «النسبي» كان السبب في عدم إيصال سيدة لقاعة البرلمان، أو حتى تأخير وصول مرشح ظلامي منافس؟ نعم يحق الآن أن نعتب ونلوم ولكن الفشل لم يكن بعيدا، فمبلغ 35 ألفا التي جمعتها في يومين لاشك ساهم في خلق شيء ما وكان من الممكن أن يكون ذلك الشيء أكبر بكثير، ونعيد ونكرر بأننا لا نورد ذلك من منطلق المنة، بل توضيحا لموقف.
المهم في الموضوع ليس الدفع أو عدم الدفع، فهذه تبقى أمور نسبية لا يمكن الحكم من خلالها على مواقف الأفراد بشكل قاطع، ولكن المؤلم أن نلاحظ المرة تلو الأخرى أن كل ذلك التشنج «الليبرالي» وكل ذلك الحماس وكل ذلك التأييد وكل تلك المواقف والمقالات، طوال ربع قرن، لم تكن إلا كومة من الهباب والسخام والكلام «الخرطي»!
المسألة يا صديقي «أبا خالد» لا تعود ليوم أو يومين أو حادثة بعينها فأنا، بحكم سني وكتاباتي، أعرف ما يكفي لتعرية الكثير من مدعي الليبرالية هؤلاء سواء من خلال مواقفهم من الآخر مذهبيا، دينيا، ماليا، عائليا، أو حتى جنسيا، ولكن كنا دائمي «التطنيش» حريصين على إيجاد الأرضية المشتركة وتلمس الأعذار لهذا وذلك، ولكن الكيل طفح، وكان يجب أن يقال شيء ما. إن 26 ليبراليا (!!) من أصل 30 ليس بالأمر الهين، خاصة عندما نعلم أنهم، من وجهة نظر بعضهم، ليسوا بشرذمة أو شتات، بل قادة رأي وأصحاب «مواقف» ومسؤولون كبار حاليون وسابقون!
إن الحقيقة يا يوسف تتطلب منا الصراحة والصراحة تقول ان التيار الليبرالي غير موجود، وما هو موجود منه قبيح إلى درجة كبيرة، وأنت خير من خبر الكثير من هذا القبح والتشرذم، ولكن أسلوبك في معالجة الأمور والتصدي لها يختلف عن أسلوبي الصدامي المباشر. وهذا الموقف المتقاعس والرديء يتطلب تعريته والكتابة عنه المرة تلو الأخرى لكي نتعلم ونتضامن ونتحد ونبعد عنا أدران التخلف والبؤس.
شكرا لك يا صديقي، ومرة أخرى عتبك مقبول، ولكني لا أزال على موقفي، وستثبت الأيام صحة هذا الموقف، ولو أنني أتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئا.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

النفير تلو الآخر

دعت وزارة الداخلية (القبس 22/2/2009) في دراسة قدمتها لمجلس الوزراء، الى إنشاء مركز تأهيل ذوي الافكار المتطرفة، سواء العائدون من معتقل «غوانتانامو» أو الموقوفون في قضايا ارهابية في امن الدولة، اضافة الى الذين يتطوعون لدخول المركز بشكل ذاتي بواسطة أولياء أمورهم. واستطردت الدراسة في القول ان قضايا أمن الدولة والتحقيقات التي تمت مع العناصر الكويتية المتطرفة كشفت عن ان غالبيتهم اكتسبت الافكار والمعتقدات التكفيرية من مشايخ متطرفين يحملون الفكر التكفيري واصدقاء يعتنقون هذا الفكر، كما تم استغلال المساجد من قبل هذه العناصر المتطرفة لنشر أفكارهم بين الشباب الكويتيين، والمواقع الأصولية على صفحات الإنترنت، والصحافة المحلية التي تبالغ في إظهار معاناة المسلمين في دول عدة.
وبإمكاني القول الآن – وبعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على ذلك التقرير الخطير – ان شيئا لم يستجد بخصوصه، ولم تتخذ أي احتياطات، ولم يفكر احد في امر بناء او انشاء مركز التأهيل، ولا تزال العناصر الاصولية ومن الفرق الدينية المختلفة والمتضادة، ولأي مذهب انتمت، تتزايد أنشطتها ويزيد تأثيرها في الساحة المحلية، وسيكون لها دور مدمر في اي انتخابات مقبلة، سواء كانت سياسية أو جمعيات نفع عام.
على الحكومة الانتباه لخطورة تقرير وزارة الداخلية وعدم تجاهله، وأن تعمل على منع قدوم أو جلب، رجال دين أجانب للكويت، ولأي مذهب انتموا، ففي الكويت ما يكفي من هؤلاء وغالبيتهم على كفاءة عالية، ومهمة إلقاء المحاضرات الدينية ليست بتلك الصعوبة لكي يجلب لها «خبراء» عرب او غير ذلك، خاصة ان المواضيع يتكرر الحديث فيها منذ سنوات طوال، كما ان رزق رجال الدين هؤلاء يكمن في تزيين الفرقة وتسليط الضوء عليها، وتسفيه آراء وأفكار أصحاب المذاهب الأخرى، ولا شك أننا في غنى عن سماع محاضرات تأجيج النفوس والصدور، فما لدينا من هموم تكفينا، ودورنا هنا لا يتعدى التمني واطلاق النفير وإرسال التحذير الواحد تلو الآخر من اجل المصلحة العامة، ولا شيء غير ذلك، وليقل الجهلاء والسفهاء ما شاءوا، فلا حرج عليهم ولا هم يحزنون.

أحمد الصراف
habibi [email protected]