احمد الصراف

طائفية وقبلية جمعياتنا

وزارة الشؤون الاجتماعية، على الرغم من كل مثالبها، تعمل جاهدة للالتزام بالقانون في ما يتعلق بأنشطة الجمعيات التعاونية، وربما لو كان القرار بيدها لما ترددت في الغاء نظام الجمعيات التعاونية، وتحويل هياكلها الىشركات مساهمة تقتصر ملكيتها على ابناء المنطقة السكنية، ويكون للملكية فيها حدود قصوى! نقول ذلك بسبب الوقت والجهد الكبيرين اللذين تبذلهما الوزارة في مراقبة هذه الجمعيات والاشراف على انشطتها وحل مجالس اداراتها وتعيين مجالس مؤقتة، بحيث يمكن القول ان لا جمعية تقريبا سلمت من تدخل الوزارة في كل شؤونها، في الوقت الذي يفترض فيه عكس ذلك تماما!
يجب ان نعترف بان الجمعيات التعاونية، على الرغم مما تقدمه من فوائد لاهالي كل منطقة سكنية، فإن الفساد المالي والاداري يعشش في غالبيتها، وربما يكون ثلث مجالس ادارات الجمعيات الحالية معينا من وزارة الشؤون!! كما من الواضح والمعروف ان انتخابات مجالس ادارات هذه الجمعيات يطغى عليها الحس الطائفي والقبلي وحتى الحزبي الديني الممقوت، ومع هذا لم تتحرك الحكومة لوضع حد لما تسببت به هذه الانتخابات من خراب سياسي، فجزء كبير من مفاسد الحياة البرلمانية كان سببه انتخابات الجمعيات التعاونية التي لا يسمح لغير المنتمين الى طوائف او قبائل او احزاب دينية معينة بالوصول الى مجالس اداراتها، ولو كان الاكثر كفاءة في المنطقة وحاملا لأعلى الشهادات الدراسية والخبرة العريضة في انشطة التعاونيات، ويفضل عليه جاهل طائفي قبلي حزبي، ولو كان زعيما في التفاهة والغباء، والامثلة من حولنا اكثر من أن تحصى!
والمؤسف ان عددا كبيرا من هذه الجمعيات لا يكتفي بممارسة الفساد الاداري والمالي، بل يساهم كذلك في زعزعة الامن الاجتماعي بمتاجرة بعض مسؤوليها في العمالة غير المشروعة. والمؤسف اكثر ان مئات ملايين الدنانير سرقت من صناديق هذه الجمعيات، على مدى نصف القرن الماضي، كما ارتكب فيها العديد من الجنح والجرائم ولكن لا احد من مرتكبيها سعدت حوائط حتى نظارة مخفر باستضافته.
اما اتحاد الجمعيات التعاونية المناطة به مهمة تنظيم عمل الجمعيات، فيكفي ان نقول ان وزارة الشؤون قامت بحل مجلس ادارته اكثر من مرة وللاسباب نفسها، فمتى يعاد النظر في قانون الجمعيات التعاونية؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

قالها نزار… «خيرتك فاختاري»

ليس أبرد من فاروق الفيشاوي ولا أتفه إلا انتخابات البرلمان هذا العام. وأخشى على مَن يمتدح هذه الانتخابات أن يتصادق كفي مع خده، ويعزفان أجمل الألحان.

والبرلمان المقبل سيكون أشعث أغبر، رؤيته تقطع الخلف. ومَن يلوم الناس في اختيارهم وهم يعلمون أن نهج الحكومة وطريقة اختيار أعضائها لن يتغيرا، وأن الحكومة المقبلة ستكون كسابقاتها، ملابسها في غاية البهدلة والهرتلة، ولن يقبل الزواج بها إلا الأشعث ذاك وأمثاله.

يا سادة، الشعب لن يعتدل في جلسته ويغسل شعره وينتقي خيرة أبنائه للزواج من الحكومة ما لم يشاهد العروس تتمخطر في فستانها البنفسجي الأنيق، رائحة عطرها الزكية تعلن السيطرة على الأجواء، طموحها يشغل بال الشعراء، تستيقظ «من النجمة» لتسقي حديقة منزل أهلها قبل أن تذهب إلى الجامعة، ثم تعود وتعاتب الخادمة التي لم ترتب الورود في الصالة، فإذا لم تفعل «العروس» ذلك وبقيت في فراشها تتنقل ما بين المسلسلات التركية فلن يلتفت الشعب إليها وسـ»يقزرها» سهرات وصرمحة بين المطارات… بحسب العروس سيختار الشعب العريس، فإنْ «قدّمت» العروس السبت فسيمد الشعب كفه إليها بالأحد، وإن أعطته الأربعاء فسيطبع يوم الاثنين على جبهتها الكريمة.

صدقوني، الشعب –في الأغلب- لا يبالي للأسف ما لم يشعر أن الحكومة تبالي، والخيار لها هي، وها هو الشعب يغني لها قصيدة نزار قباني: «إني خيرتك فاختاري، ما بين الموت على صدري، أو فوق دفاتر أشعاري، لا توجد منطقة وسطى، ما بين الجنة والنارِ»، ثم يكمل الشعب: «قولي… انفعلي… انفجري، لا تقفي مثل المسمارِ، لا يمكن أن أبقى أبدا، كالقشة تحت الأمطارِ، مرهقة أنتِ وخائفة، وطويلٌ جدا مشواري»، الله الله الله عليك يا نزار كم تُسكرنا كلماتك العظيمة وهي تدور بيننا بلا أقداح، وليتها تُسكر الحكومة وهي جالسة والشموع حولها في شرفتها المطلة على مياه الخليج تتذكر ذنوبها، وليتها تتأثر فتبكي مثلنا على ما حدث لهذا الوطن اليتيم الذي بعثرت أمواله على ملذاتها.

نزار، ليت الكويت وقفت كما تقف حبيبتك، كالمسمار، كنا قَبِلْنا على مضض، فقضاء أخف من قضاء، ليتها فعلت ولم تقف منحنية كالعرجون الذليل، في منظر يبكي أبا جهل وأمية بن خلف. ويمينا بالله يا نزار، لو شعر الناس بصدق حكومتهم وشاهدوا تشكيلة وزراء مقنعة لوقفوا أمامها سدا منيعا ولا سد مأرب، يدافعون عنها بأنفسهم وأولادهم. ليتها تعلن لنا الآن قبل الغد توبتها ونيتها بدء صفحة جديدة ناصعة الانجاز.

واستأذنك يا نزار بإضافة بيت من عندي موجها إلى الحكومة: «قومي بل هبّي واقفة، وستجري كل الأنهارِ». 

سامي النصف

الأبطال الحقيقيون والأبطال الزائفون

عندما احتل بلدنا الطاغية صدام في ليل مظلم داهم ظهر معدن الشعب الكويتي بجميع فئاته وطوائفه بأجل وأجمل صورة وتسابق الرجال والنساء لتقديم دمائهم وارواحهم رخيصة فداء للوطن، وخط الشهداء امثال مبارك النوت واحمد قبازرد ويوسف المشاري وأسرار القبندي والآلاف غيرهم اسماءهم بأحرف من نور ودخلوا التاريخ كأبطال حقيقيين لبلدنا.

اذا كان ابطال الكويت الحقيقيون قد تصدوا لسلطة الغزاة القمعيين ودفع احدهم روحه ثمنا لعدم انزال صورة السلطة الشرعية للبلاد فقد تصدى ابطالنا الزائفون هذه الايام لتلك السلطة الشرعية وهددوا رجال امننا من حضر وقبائل بوضع جثثهم فوق جثث مناصريهم الذين حملوهم على الاكتاف بعد ان خدعوا بأصوات حناجرهم العالية وقديما قال امير الشعراء احمد شوقي:

هتف الشعب بأسماء قاتليه يا له من ببغاء عقله في اذنيه

ويدعي بعض ببغاوات شارع الصحافة بأن لا محاسبة على الرأي وان الامم المتقدمة لا تحجر ولا تسجن احدا بناء على رأي يقوله ويا له من حديث افك يكذبون به على انفسهم ويغررون به بالشباب الغر الصغير، ففي أم الحريات اميركا تسجن لاشهر او سنوات لو حرضت على الكراهية او شككت في الهولوكست وقبل مدة حجزت لوريل غريغ كونها شككت في كيفية تعاطي الحكومة مع اعصار كاترينا، كما سجنت الصحافية الشهيرة جوديث ميللر لمدة 6 اشهر مع النفاذ بسبب طريقة تعاملها مع احدى القضايا السياسية.

وفي بريطانيا حبس لمدة ثلاث سنوات المدعو عمر عثمان (ابوقتادة) لا لقنابل صنعها او لأعناق قطعها بل لآرائه المتشددة التي تثير الكراهية وتمس الامن القومي ومنعت عنه الزيارة كما منع من التحدث بالهاتف الا باللغة الانجليزية، وهناك عشرات الامثلة التي وجدتها على الانترنت والتي تظهر انه حتى اكثر الدول ليبرالية وتحررا مثل سويسرا والسويد وسنغافورة ونيوزيلندا تحاسب وتحجز وتسجن من يدلي بآراء تمس السلام والأمن الاجتماعي.

ان الاشكال الكبير هو ان المرشحين من كبار السن يتحدثون ويدغدغون، ولكنهم لا يعلمون كيف سيتصرف صغار السن من المستمعين بعد دغدغتهم، ومما يظهر بما لا يقبل الشك ان ما قاله بعض المرشحين ومن تبعهم من كتاب «مع الخيل يا شقرا» لا يقصد منه على الاطلاق الحفاظ على الحريات العامة بل الدغدغة وادعاء البطولات الكاذبة للوصول للكراسي الخضراء التي يسفح كل شيء لاجل الوصول اليها حتى لو دمر الوطن، ان احدا من المتباكين على الحريات لم ينطق بحرف واحد اعتراضا واحتجاجا على حجز المرشح خليفة الخرافي.

آخر محطة:
ان كنا نريد لعبة سياسية كريهة غبية غاضبة فلنصوت للغاضبين، والمؤزمين والابطال الزائفين، وان كنا نريد مستقبلا مشرقا لابناء الكويت جميعا فلنغير المعادلة هذه المرة ولنصوت بعقولنا للحكماء والامناء والاكفاء، والخيار لنا ولا نلوم إلا انفسنا، فالحكمة الحكمة.

احمد الصراف

الغربيون البائسون حقا

يتم على نطاق واسع تداول تقرير بيئي يتعلق باحتمال تعرض العالم لعاصفة شمسية مدمرة عام 2012، يمكن أن تعيد الكرة الأرضية الىعصر القرون الوسطى. ويقول الخبر الذي نشرت أجزاء منه، كتنبؤات، بعض المصادر العلمية الجادة، انه في أحد الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر 2012، وربما في 2023(!!!) ستكون البشرية على موعد مع حدث كوني لم يسبق له مثيل، سيبدل الأمور ويقلبها رأسا على عقب، وسيكون سكان لندن، ولماذا ليس نواكشوط أو مقديشو، أو حتى «واكادوغو»، الأسرع تعرضا للكارثة حيث ستبدأ الأضواء، بعد 90 ثانية من بدء الكارثة، بالزوال، وفي خلال ساعة ستغيب الطاقة الكهربائية عن أجزاء كبرى من بريطانيا، وتصاب جميع شبكات الهاتف المحمول بالعطل، والإنترنت بالشلل (هذه هي الكارثة الحقيقية بالنسبة للكثيرين)، وستشوش القنوات التلفزيونية (ولماذا تشوش إن لم يكن هناك كهرباء؟) كما ستصمت محطات الإذاعة الى الأبد (وهذا أمر جميل بالنسبة لاذاعاتنا وتلفزيوناتنا)!!
وقبل حلول اليوم التالي سوف يكتشف العالم المتحضر (وهنا بيت القصيد) أنه قد انساق الى حالة فوضى عارمة، وسيموت 100 ألف شخص أوروبي (يعني ما ينفع 90 ألفاً؟ وماذا عن الآخرين، طُز فيهم؟)، ولن يتم دفن الموتى، وستصاب صنابير المياه بالجفاف. وفي غضون أسبوع سيفقد سكان الأرض كل ما بحوزتهم من حرارة وضوء نتيجة غياب المخزون. وسوف تنفد البضائع من الأسواق (لم يتطرق التقرير عن كيفية النفاد، بالشراء أم بالسرقة)، وستنهار المجتمعات، فلا أدوية ولا صناعة ولا زراعة ولا غذاء، كما ستنهار نظم الاتصال والسفر (السفر إلى أين؟)، وان أوروبا والغرب سيعودان مرة أخرى الى حياة القرون الوسطى(!!).
لا أعتقد أن هذا الخبر، وان كان صحيحا، يعني شيئا لنا، نحن دول منظومة مجلس التعاون بالتحديد، الأغنى والأكثر فهما في العالم!! فلو قمنا بفتح عقول غالبيتنا، وفهمنا طريقة تفكير معظمنا، وقمنا بإزالة كل ما جلبته التقنية الغربية لنا من سيارات ومعدات وأجهزة، لوجدنا أننا لا نزال نعيش حقيقة بعقلية وفهم وتفكير وتصرف بشر القرون الوسطى!!
وبالتالي، فإنني، ونيابة عن إخوتي وأخواتي من مواطني منظومة دول مجلس التعاون، والوافدين، نقول لواضع هذا التقرير البيئي: بلله واشرب ماءه، فليس لدينا ما نفقده!! ومزاين الإبل لدينا، التي لا تمتلكون ما يماثلها، ستكون عونا لنا بحليبها كغذاء وبأبوالها كدواء، فما حاجتنا اليكم أيها الغربيون البائسون؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

لكي لا نفقد المنامة (3)

 

تنعقد الآمال على تحرك مجلس بلدي العاصمة بالتنسيق مع وزارة شئون البلديات والزراعة ومحافظة العاصمة لصوغ خطة تهدف إلى الحفاظ على هوية المنامة، فالفرص لا تزال متاحة، من وجهة نظر الكثير من أهاليها، لإحياء بعض المواقع والبيوت التاريخية تماما كما حدث لمشروع تجديد جامعي المؤمن والفاضل، ومع تنفيذ مشروع تطوير سوق المنامة القديم، فإنه بالإمكان تخصيص بعض المرافق التي تقدم لرواد السوق معلومات بشأن تاريخ العاصمة تكون بمثابة مركز معلومات تتضمن وثائق وصورا.

ومع نجاح جهود إحياء مدينة المحرق من خلال المشروعات الثقافية والتاريخية البارزة، وهي جهود بادرت في ترجمتها على أرض الواقع منذ سنين، وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قبل توليها الحقيبة الوزارية، وأعادت تلك المرافق رونق الهوية والأصالة للمحرق، وآن الأوان لكي تنصب الجهود على العاصمة، فمع التزايد المذهل للوافدين وكثافتهم الملحوظة في كل أحيائها وفرجانها، لا يمكن بالطبع إخراج هؤلاء الناس منها، ولكن بالإمكان تشجيع الملاك وتوعيتهم بعدم تأجير البيوت في الأحياء القديمة لغير البحرينيين أو لغير العرب أو لغير العوائل الأجنبية، لكي لا يكون النصيب الأكبر في تأجير المنازل في الفرجان المعروفة في قلب المنامة كسكن للعمال العزاب، وهذه ظاهرة أرهقت المناطق القديمة بالكثير من الممارسات والصور السيئة التي تتنافى حينا مع عادات وتقاليد البلاد، وتتنافى مع القانون في أحيان أخرى كما حدث بالنسبة إلى المنازل التي اكتشفت كأماكن لممارسة الدعارة وبيع الخمور وممارسة الأنشطة التجارية المخالفة وخصوصا تحضير الأطعمة خلاف الاشتراطات الصحية.

وفي المنامة، الكثير من المؤسسات الأهلية التي يمكن أن تساهم في صوغ مشروع الحفاظ على هوية العاصمة، فهناك جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، ومركز المنامة الإعلامي، وجمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية، وجمعية سيد الشهداء، مضافة إليها المؤسسات الثقافية والخيرية التي تمثل المناطق والضواحي التابعة للمنامة، وفي مقدور الجهات المسئولة وعلى رأسها محافظة العاصمة والمجلس البلدي، وبدعم من المجلس النيابي، العمل معا لترجمة الأفكار إلى أرض الواقع.

وهناك خطوة سابقة نتمنى أن تتبعها خطوات قادمة، وهي تلك المتعلقة بمشروع التطوير الحضري للعاصمة، والذي جاء إثر مسح ميداني ومخططات شملتها دراسة أعدتها وزارة شئون البلديات والزراعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDB)، وهو مشروع ركز على معالجة مشاكل العاصمة واحتياجاتها من ناحية الأراضي والمشاريع الخدمية، وتوفير الحلول للخدمات الإسكانية بما يتناسب مع خصوصية العاصمة الثقافية والاجتماعية.

وللحديث صلة

احمد الصراف

سوزان بويل وشاهين جعفر

نشرت «القبس» في عدد 23/4 خبرا عن سوزان بويل القروية الاسكتلندية التي أسرت قلوب الملايين بصوتها العذب، خلال مشاركتها في برنامج British got talent، وتجاوز عدد مشاهديها من خلال «اليوتيوب» حتى امس، الجمعة، أكثر من 45 مليون مشاهد، وهو الأعلى في تاريخ هذا الموقع، وغيره من المواقع بالطبع!!!
يقول روبرت كانفيلر، أستاذ علم الإنسان في جامعة واشنطن الاميركية، إن سوزان بويل أبرزت معنى الفضيلة والإنسانية لدى البشر، وأعادت صوغ معايير الجمال والنجاح في آن واحد!!
سوزان بويل، لمن لم يقرأ عنها، امرأة في السابعة والأربعين، ذات ملامح ريفية بسيطة، ووزن فوق المعدل بكثير، ولا تتمتع بأي مسحة جمال وذات شعر منفوش لم يعرف المشط طريقه له، ومع هذا تجرأت ووقفت أمام أكثر لجان اختيار الهواة من المطربين الشباب شراسة، لتثبت لهم ان الجمال والعمر ليسا بمقياس أمام الفن العظيم والموهبة الصادقة، ولتفوز فوزا عظيما!
وفي السياق نفسه قام هذا البرنامج الجماهيري باستضافة الطفل البريطاني Shaheen Jafargholi الذي يعيش في سوانزي بوليز، حيث أبهر الحضور ولجنة التحكيم بصوته العذب القوي الذي دفع كامل أعضاء اللجنة، بمن فيهم سايمون اللعين والجمهور، وربما لأول مرة في تاريخ البرنامج، للوقوف تحية واحتراما لشاهين الذي نال تصفيقا لم ينله أحد في تلك القاعة الكبيرة!!
شاهين جافركولي، كما تشي ملامحه الشرقية الواضحة ولكنته المميزة، ربما يكون من أصول إيرانية أو تركية، وربما يكون اسم والده جعفر غولي، ولكنه لم يتطرق له، بل قال إنه يعيش مع والدته و«قطته»، وان والدته هي التي ربته منفردة وجعلت منه ما هو عليه!
ولكن اللجنة المحكمة لم تلتفت لكل تلك التفاهات والصغائر عن الأصل والفصل والدين والملامح واللكنة، التي عادة ما تملأ رؤوس الكثيرين منا، فما رأته وركزت عليه هو أداء ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره 12 عاما وموهبته الكبيرة، ولا شيء غير ذلك!
يمكن مشاهدة شاهين على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=yVU4IkzMNIo
آه ما أحوجنا الى مثل هذه الإنسانية والتسامح ورؤية الجانب الجميل في البشر، بدلا من كل ذلك الحقد الذي يملأ النفوس والقلوب ويدفعها الى ان تغادر الحياة مفتتة الأجساد جارّة أرواح مئات الأبرياء معها، لا لشيء إلا لاستعجالها في دخول الجنة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي


أعيدوا النقطة
 يا هوه

والله العظيم لو أنك ارتديت بشتك وزيّنت صدرك بما لذ وطاب من الأوسمة ووقف خلفك مرافقوك من الحشم والخدم واستعنت بأجهزة الدولة كلها وأجهزة نوكيا فوقها، ثم وقفت أمام المصورين ليلتقطوا صوراً فوتوغرافية لك، لما استطعت أنت التقاط صورتك الحقيقية من الأرض إذا سقطت من أعين الناس، وشكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عفوا، دشيت عرض على المقالة، ومن يلومني بعدما سرقت حكومتنا نقطة من «كويت الريادة» وتركتها لنا «كويت الربادة»، وكنا حتى العام الماضي الأوائل عربيا على مستوى الحريات الصحافية بحسب المنظمات العالمية، وبعد القبض على الزميل المذيع بداح الهاجري سينخفس ترتيبنا أخفس الخافسين! يا أخي ملعون أسلاف المنظمات العالمية وتقييمها سواء وضعتنا على قمة الترتيب أو على سفحه، كيف سنقيّم نحن مستوى حرياتنا والسالفة صارت «كلمة والثانية تروح أمن الدولة»؟

وأمس اتصلت بشقيقي، أو «شكيكي» كما يقول «صديكي» الزميل سعد العجمي، الذي يحوّل القاف – بين جملة وضحاها – إلى كاف، فلا فضل عنده لحرف على حرف إلا بالضمة، وكلنا لآدم وآدم من تراب. المهم اتصلت بشكيكي فوجدت موبايله مغلكا، فلطمت وجهي خمس لطمات عجاف: «هل قبضوا عليه في أيام القبض المباركة أم ماذا؟».

حكومة «لو عثرت بغلة في العراق»، قطعت عنا الكهرباء، السنة تلو السنة، ومنا المرضى والشيوخ والنساء والأطفال، ولايزال كبارها في الحكومة على كراسيهم، لم يتزعزعوا قيد أنملة ولا عقربة، وتركت مستشفى جابر بحجر واحد لا أنيس له في الخلاء الخالي، وماتت مواطنة لعدم توافر سرير لها في مستشفيات دولة تقرض البحر مياها واليابسة رمالا، ولم تحل حكومتنا نفسها إلى أمن الدولة، كما فعل خليفة الخرافي، بل جثمت على أنفاس الكراسي وأنفاسنا بكل قواة عين.

حكومة «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، لم تقم مشروعا واحدا ينفع الناس ويمكث في الأرض، لكنها جرت جري وحوش البر لترضي وحوش البحر فأقرت «قانون الاستقرار»، ولولا «الاستقرار» لمرجحتنا زلازل الفقر. ولذلك ومن أجل ذلك سكتت تيارات «الرفاه السياسي» عن انتقادها والهجوم عليها، لأنها «استقرت بالاستقرار»، وكلما اهتزت «ستستقرها» الحكومة.

طيب آمنا بالله، خالد الطاحوس وضيف الله بورمية وخليفة الخرافي قالوا كلاما يستحق المحاسبة والاقتصاد، مع رفضنا للتعسف ضدهم، لكن ما ذنب بداح الهاجري ليحتجز في زنزانة؟ هل «البيع جملة»؟ ستقول إنها أوامر النيابة؟ ماشي، النائب العام والقضاء كله على العين والرأس، نحترم ونجل هذه السلطة، لكننا نتحدث عن ظروف الحجز، لماذا لم يُحتجز الهاجري في غرفة عادية فيها كرسي وتلفزيون ويُعطى الصحف والكتب والشاي والقهوة، بل والكابتشينو إذا أراد، على اعتبار أنه إنسان لا يمثل خطرا على أمن الدولة؟ أم أن القضية تعذيب وإرهاب؟ ستقول نحن أفضل من غيرنا، فلا سراديب مظلمة ولا قلع أظافر ولا حرق لأعضاء الجسم؟ وسأقول لك «صح لسانك لو أنك لم تقل ذلك»، وإن سحبتنا للمقارنة بعراق صدام فسنسحبك للمقارنة بـ»فنلندا هالونين»، وإذا كنت لا تحب الدول الاسكندنافية وبردها، فسنأخذك إلى اليهود أحفاد القردة، لتنظر ما الذي سيحدث لرئيس حكومتهم ووزير داخليته لو تعرض مواطن اسرائيلي أمه قردة (كما نزعم نحن أحفاد ملكة النحل) لهزّة كتف، هزة كتف فقط من قبل الحكومة.

أعيدوا إلينا النقطة، قبل أن تصيبنا النقطة… وفي ختام حفلنا الكريم لا يسعني إلا ان أستذكر ما قاله الزميل في هذه الصحيفة، الشاعر المتمرد أحمد مطر في واحدة من أعظم قصائده: «ستعود أوطاني إلى أوطانها، إن عاد إنساناً بها الإنسان». 

سامي النصف

توزيع ثروة هيكل

محمد حسنين هيكل هو المنظّر الاول للفكرة التدميرية القائلة بتوزيع ثروات شعوب الخليج على الآخرين، وقد روج هيكل لتلك الفكرة المدغدغة المجنونة ابان احتلال الكويت دعما لصدام، وقد أشرت في مقال سابق لكتاب «البحث عن هيكل» للباحث مرسي النويش الذي أثبت أن من يطالب بتوزيع ثروات الآخرين لم يتبرع قط بقرش واحد من ثروته الضخمة لأقربائه وأهل قريته «البسوسة»!

ذكرت مجلة «المصور» المصرية في عددها الاخير أن هيكل يتسلم سنويا 5 ملايين دولار (30 مليون جنيه) من إحدى المحطات الاخبارية الخليجية لقاء حفنة الاكاذيب والمعلومات الزائفة التي يرويها كل أسبوع والتي تستهدف تحريض الشعوب العربية على أنظمتها كي تعم الفوضى وينتشر القتل وتمنع شعوبنا العربية من التقدم.

ويملك هيكل عن طريق ابنائه حسن وأحمد وشقيق زوجته محمود تيمور شركة للاوراق المالية، وهي من أكبر شركات التداول في الشرق الاوسط وتبلغ أرباحها مليارات الجنيهات كل عام ومثلها شركة استثمارية ربحت قبل مدة 700 مليون دولار (3.3 مليارات جنيه) من بيع حصتها من الاسهم في الشركة المصرية للاسمدة لشركة إماراتية، وجميع نشاطات شركات هيكل الاقتصادية لا انتاج أو فائدة مضافة لها على الاقتصاد المصري، بل ساهم البعض منها في توريط آلاف البسطاء والفقراء في صفقات خاسرة تسببت في ضياع مدخراتهم.

واتهم د.عماد أبوغازي في مقال نشر له على صفحات جريدة الدستور المصرية هيكل بسرقة الارشيف المصري مستغلا موقعه ومنصبه السابق كمستشار وكوزير للاعلام، مطالبا اياه برد وتسليم تلك الوثائق التي يستشهد بها ضمن برنامجه التلفزيوني للدولة المصرية كونه لا يملك حق الاحتفاظ بها.

وكان المؤرخ العراقي الشهير البروفيسور سيار الجميل قد أرسل إحدى طالباته وهي د.سحر ماضي للتحقق من دعوى هيكل بأنه التقى العالم الشهير اينشتاين قبل وفاته، وقد سافرت الدكتورة الى النمسا ثم التقت بهيكل في القاهرة دون ان تخبره عن بحثها وسألته عن ذلك اللقاء الفريد وعما كان يلبسه اينشتاين وكيفية تدخينه لغليونه، وما اذا كان أعسر أم يستخدم يده اليمنى وتفاصيل مكتب العالم الذي تم فيه اللقاء المفترض، وقد ثبت لها بشكل قاطع أن هيكل يكذب حتى النخاع وفي ذلك تكرار لأكاذيبه حول نقله لوقائع حرب العلمين من الجبهة والتي اكتشف بعدها أنه كان يحصل عليها من جلوسه في مخفر شرطة الزيتونة الذي كان يعج بالجنود الانجليز السكارى ابان حجزهم للصباح.

ويذكر الباحث المصري وليد خليفة كيفية دخول هيكل لعالم الصحافة، ففور صدور قرار وزير الشؤون عبدالحميد حقي بالغاء البغاء الرسمي بسبب تفشي الامراض بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية كلف فيليب حنين سكرتير تحرير جريدة «الايجبشن غازيت» الصحافي الشاب هيكل بأولى مهامه وهي لقاء بنات الليل واظهار موقفهن واعتراضهن على ذلك القرار المجحف بحقهن وتحمس هيكل لذلك الموضوع، ومازال متأثرا ببدايته تلك.

آخر محطة:
يتهم هيكل دول الاعتدال العربية بمعاداة ايران ـ وليس العكس ـ وينسى ان النظام الثوري الذي كان يدعمه هو أول من اختلق المشاكل مع ايران التي كانت ترتبط بعلاقة نسب وود مع مصر الملكية.

سعيد محمد سعيد

لكي لا نفقد المنامة (2)

 

ليس مستغربا أبدا أن يبادر عدد من أهالي المنامة، أو لنقل من (خالص أهلها) الذين لا يستطيعون مفارقتها أبدا، من العوائل والأفراد الذين لا يزالون يعيشون هناك، ويستعرضوا فصولا محزنة من المشاعر على ما آل إليه حال المنامة… إنهم بذلك يكتبون وثيقة ولاء وانتماء للبحرين، لا مثيل له، وخصوصا أنهم أهل العاصمة، الذين ينظرون إلى الحكومة بنظرة المواطن الذي يريد أن يرى في العاصمة، ما يدل على أنها بحرينية… من وسطها… من عمقها ومن قديم أحيائها وما تبقى لإحيائه منها.

ولأنني في هذه السلسلة، أردت أن أتناول حقيقة أوضاع العاصمة لأثير أفكار المسئولين تجاه (التغريب القسري) الذي تعيشه المنامة، فلا ريب في أننا نحتاج الى الأرقام، وليكن، فوفقا للبيانات الإحصائية الصادرة ضمن التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2001، فإن عدد سكان العاصمة بلغ 163 ألفا و696 نسمة، يبلغ البحرينيون 55 ألفا و230 نسمة، فيما يبلغ عدد الأجانب 108 آلاف و466 نسمة، وحسب تقديرات مجلس بلدي العاصمة، فإن عدد سكان العاصمة حتى العام الماضي 2008 بلغ 175 ألف نسمة، لكن حتى العام 2011، سيصل تعداد سكان المنامة إلى 181 ألف و361 نسمة، منهم 61 ألفا و191 من البحرينيين، و120 ألفا و170 نسمة من غير البحرينيين، ويبدو واضحا أن البحرينيين في «عاصمة البلد» لن يتجاوزوا (غيرهم) مهما كان.

تبلغ مساحة العاصمة 27 ألفا و48 كيلومترا مربعا، أما وحداتها السكنية (وفقا لتعداد 2001) فبلغت 34 ألفا و210، وكثافتها السكانية تستوعب 5582 فردا لكل كيلو متر مربع.

في شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي 2008، أعددت تقريرا بشأن أوضاع العاصمة، وأجريت مقارنة أعيدها هنا بين العاصمة المنامة (كمدينة)، وبين المحافظة الشمالية كأكبر محافظة من ناحية الكثافة السكانية، فإن البشر يتكدسون في المنامة بشكل لا يمكن إغفاله، فمساحة المحافظة الشمالية بالكيلومترات المربعة تبلع 253 ألفا و31 كيلومترا مربعا، ويبلغ تعداد سكانها حسب العام 2001 قرابة 193 ألفا و78- نسمة، ونسبة البحرينيين تبلغ 81.4 في المئة، فيما نسبة غير البحرينيين تصل الى 18.5 في المئة، وعدد الأسر البحرينية يبلغ 23 ألفا و99 عائلة، أما غير البحرينية فتصل الى 3705، ويبلغ عدد قراها 42 قرية ومدينة، وعدد مجمعاتها 146 مجمعا، ومع كل مواصفات المحافظة الشمالية، فإن العاصمة ستحمل تعداد سكان مقارب، في مساحة أصغر وأصغر بكثير… فرق بين مدينة ومحافظة!

هذه الأرقام الهائلة، لاشك في أنها ستؤثر على الهوية الوطنية والثقافة والتراثية لعاصمتنا، والمهم من ذلك، أن نتساءل ونحصل على إجابة: «لماذا لم نجد تحركا من جانب الدولة للحفاظ على هوية العاصمة من الاندثار القسري، وخصوصا بالنسبة للأحياء القديمة في وسط المنامة، ومنها الفاضل والمخارقة، والصفافير، والحمام، والحطب ومشبر وكانو، وصولا إلى النعيم، أليست هويتها البحرينية مهددة وسط غزو وافد رهيب…؟»

الوضع صعب ومتشعب، والإجابة صعبة، لكن سنتناول المزيد مستقبلا.

سامي النصف

المفهوم الخاطئ

ما يحدث هذه الأيام ليس وليد اللحظة بل هو تراكم سنوات طوال ارتكبت خلالها العديد من الحكومات المتعاقبة أخطاء جساما نسلط الضوء على البعض منها منعا لتكرارها وكي لا نرجع بعد أشهر قليلة لنفس الإشكالات والتأزمات السابقة التي كادت تطيح بأمن واستقرار البلد إلى الأبد، ومن تلك الأخطاء:

الاعتقاد الخاطئ بأن الممارسة السياسية «الصحيحة» تقتضي إرضاء طلبات جميع النواب ورغبات جميع المواطنين حتى لو تطلب الأمر القفز على القوانين المرعية والتجاوز على أملاك الدولة وأُعطي القانون بالتبعية إجازة قسرية لسنوات طوال وتحولت المخالفات الطارئة إلى حقوق دائمة يشعر الناس بالظلم الشديد متى ما أزيلت أو تمت محاربتها. الديموقراطية يقوم أساسها على الرأي والرأي الآخر وحوار مستمر لإقناع المواطنين بصحة مسار الحكومة أو مسار المعارضة، في الكويت تخلت الحكومات بالكامل عن مخاطبة الشارع الكويتي ومحاولة كسبه ومن ثم استسلم الشارع بكل فئاته للخطاب المؤجج والمحرض وأصبح مهيأ لمن يريد قيادته ضد السلطة والنظام. وتعمدت بعض الحكومات إبان تلك السنوات تقريب ومكافأة كل من يعاديها ويُشهّر بها وإبعاد من يصادقها أو يدافع عنها من أهل السياسة والإعلام فدفعت الأثمان باهظة عند الأزمات – وما أكثرها – حيث اصطف الجميع وأولهم حلفاؤها المفترضون ضدها. غياب الكوادر الذكية المؤهلة لدعم القرار الحكومي بحيث يعصم في مضمونه من الزلل والأخطاء الجسيمة، ومع تكرار تلك الأخطاء ضعفت هيبة الدولة وسهل على من يعاديها أو ينتقدها أن يستشهد بهذا المثال أو ذاك لإظهار ضعفها أو عدم جديتها. ولم تعمل الدولة شيئا في مجال التوعية السياسية للشباب ولم تتضمن المناهج المدرسية والبرامج الإعلامية شيئا يذكر في هذا الخصوص مما جعلهم أداة طيّعة يشكّلها من يريد لخدمة أغراضه ومآربه، والغريب أن كثيرا من عمليات التجنيد تلك تمت تحت سمع وبصر الحكومة، إذا لم نقل بدعمها، وفيما بعد تحولت جميع تلك الكوادر ضدها. وتم بقصد وحسن نية إضعاف الروح الوطنية الكويتية وتخذيل التيار الوطني الحقيقي المحب للكويت والسكوت عن خصومه ممن يروجون للولاءات البديلة بجميع ألوانها وأطيافها، وحوربت تحت سمع ونظر الحكومة حتى احتفالات وزارة التربية البريئة في الأعياد الوطنية وأُلغيت مناهج التربية الوطنية من المدارس.. والموضوع ذو شجون.