الاعتراف لغير الله مذلة… أعترف بأن الحلقة التي استضفت فيها النائب السابق ناصر الدويلة في برنامجي الذي يعرضه تلفزيون الشاهد، هي واحدة من أجمل حلقاتي وأكثرها كوميديةً طوال عملي في التلفزيون وإدارة الحوارات، إذ حلّق أبوعلي وحلّقت معه في أفلاك ومدارات عالية، ولولا عناية الله لاصطدمنا بكوكب زحل، ولولا رحمة الرحمن لـ»تلاقطنا بالشوَش» وتبادلنا القصف بكل ما ثقل وزنه وخف ثمنه على طاولة الحوار وما جاورها ونحن نضحك.
أعترف أيضا بأنني لم أكن أتوقع موافقته على الظهور معي في البرنامج وأنا الذي نظمت فيه قصائد هجاء، كل قصيدة تزاحم سابقتها وتقول لها: «الزين عندي» بشكل شبه أسبوعي، وكان باطن كفي «يحكّني» إلى أن أكتب عن الدويلة فتتلاشى الحكة وترتاح كفي، ومع ذا، فوجئت بالزميل سعود العصفور يبلغني موافقة الدويلة على الظهور في البرنامج! يا للهول… مرحى… مرحى.
وأعترف كذلك أن الساسة في الكويت وضواحيها عودونا أن من ينتقدهم قد باء بغضب من الله وعداوة منهم، فالقضية قضية شخصية، أربعة في ستة، لذلك تجدهم «يمغمغون» كما يمغمغ الطفل الذي منعه والده من أكل الحلوى خوفا على أسنانه عندما يتصل بهم فريق الاعداد عارضا عليهم فكرة المشاركة في حلقة معي، بعكس الدويلة الذي صرخ فرحاً في الهاتف: «وين الوشيحي وينه؟ أنا أدوّره من زماااان»، وهو أقسم بعدما دخل مبنى التلفزيون أنه يكاد يغمى عليه لشدة الضحك كلما قرأ مقالاتي الهجومية على أدائه.
الدويلة ليس وحده من يثق بنفسه ويفصل السياسة عن الأمور الاجتماعية، فهناك آخرون أبرزهم النائب السابق خضير العنزي، الذي لم أكن أتوقع امتلاكه لهذا المستوى العالي من الثقة بالنفس وسعة الصدر.
وبشكل عام، يبدو أن جلود أغلب ساستنا من الحرير الكشميري الناعم، وهؤلاء يحتاجون إلى سبع وستين سنة ليخشوشنوا ويدركوا أن السياسة هي المنطقة المتاخمة للبراكين، وأن الشرر سيتطاير على ثيابهم بين لحظة وضحاها. فإن كنت –أيها السياسي- من جماعة «أح يمّه»، ودمعتك مسافة السكة، فاجلس في حضن ماما يحفظك الله وأقرئها منا السلام، فللسياسة رجالها الذين يرفع كلّ منهم شعار «أنا ولد أبوي»، وهم لخشونة جلودهم يشعرونك بأن التماسيح مترفة اعتادت زيارة عيادات الجلدية واستخدام «بودي لوشن».