سامي النصف

لأجل الكويت .. وسّعوا دائرة المحاسبة!

واضح بشكل جلي ان إظهار العين الحمراء وتفعيل القوانين قد آتى ثمره وردع بعض المرشحين من محاربي طواحين الهواء والمتعدين على مكانة وكرامة الأسرة الحاكمة وهو أمر جيد الا انه من الضروري ألا يكتفى به بل يجب ان توسّع دائرة المحاسبة ضد كل من يريد حرق الوطن لأجل تحقيق مطامعه الشخصية ومن ذلك:

يجب الاستدعاء والمحاسبة الشديدة لمن يحرض السنة على الشيعة والشيعة على السنة وأهل الحضر على القبائل والقبائل على أهل الحضر، ومن يهدد ويتوعد رجال الاقتصاد الوطني من تجار وغيرهم، ومن يثير الكراهية في المجتمع كحال ما نسمعه من أقوال لبعض المرشحين لا يسمح بها حتى في أرقى وأعرق المجتمعات الديموقراطية المعاصرة والقديمة.

وبنظرة سريعة لما يدور على الساحة الانتخابية نجد ان الدائرة الأولى تمثل وبحق أجلّ وأجمل صور الوحدة الوطنية فلا فرعيات ولا كلام طائفيا مدغدغا والحال كذلك مع الدائرتين الثانية والثالثة التي يختلط فيها الحضر والبدو والسنة والشيعة دون مشاكل بل ويصعب معرفة من صوّت لمن، حيث لا توجد عمليات تخندق عرقية او طائفية بل روح وطنية تعطي من تراه صالحا وتحجب صوتها عن الطالحين..

وتمثل الدائرة الانتخابية الرابعة حتى هذه اللحظة احد اشكالات الانتخابات الكويتية حيث يكثر فيها كلام التحريض المذهبي من بعض المرشحين (شيعة يهدمون مساجد السنة) والفئوي (اقوال بعض المرشحين بالتحريض على الدولة والحضر والتجار).. الخ، وقد استمعنا لصوت عاقل من المرشحة الفاضلة سلوى المطيري حثت فيه على التهدئة في الدائرة، وهو ما يفرض على المخضرمين من مرشحين ونواب سابقين قيادة الشباب لتعزيز مشروع الوحدة الوطنية بدلا من التحريض على الدولة وعلى الآخرين، فالكراسي الخضراء لا تسوى حقيقة ما يدفع من أثمان للوصول اليها.

الدائرة الخامسة اختلط فيها الحابل بالنابل فهناك فرعيات وهناك رافضون للفرعيات وهناك فرعيات مضادة والأفضل من هذا كله تطبيق القانون الذي ما وضع إلا لخدمة الجميع وان يترك كل شاب قبلي، حضري، سني، شيعي لا فرق، يرى في نفسه القدرة على العطاء والخدمة العامة ويترك الأمر في النهاية للناخبين كافة من نساء ورجال للاختيار الحر الشريف القائم على الكفاءة والأمانة والوطنية والقدرة على مساعدة الناس.

آخر محطة:

نرجو أن تكون الانتخابات الحالية رسالة واضحة من شباب وشابات كل المناطق تظهر حرصهم على الوحدة الوطنية والتصويت على معطى حب الكويت لا معطى الإثارة والعاطفة والدعاوى الكاذبة. حتى نكون منصفين وموضوعيين مع طريقة تعامل الدولة مع اختراق القوانين إبان الانتخابات نقول ان جميع القوانين توضع لشعوب تعلم ان تلك التشريعات وضعت لخدمتها، لذا تحرص على عدم مخالفتها او تشجيع من يثير العامة ضدها ولا يمكن للدول ان تطبق القوانين في وجه عمليات عصيان جماهيرية دون مسبب.

احمد الصراف

سيناريو الخمسة ملايين مرة

يقف المواطن المسلم، والعربي بالذات، امام قنصلية، او سفارة دولة غربية، ضمن طابور طويل لأيام وأيام، احيانا تحت البرد واخرى تحت الحر والرطوبة والغبار، وتحفى قدمه وتتعطل اعماله ويعطش ويجوع وتبلى احذيته من الذهاب والاياب، وبعد انتظار قد يطول احيانا لسنوات، ان كان سعيد الحظ، يحظى بتأشيرة سفر إلى دولة غربية لا يعود بعدها إلى وطنه! وان لم يحصل على التأشيرة، فإنه غالبا ما سيمتطي ظهر باخرة غير صالحة حتى لنقل الدواب لتمخر به عباب البحر، وغالبا المتوسط، ليلقي به قبطانها على احد شواطئ اوروبا، او يودع داخل حاوية حديدية و«يشحن» إلى مدينة غربية وكأنه كومة قش او شحنة بصل ليصل منهك القوى، بلا حول ولا قوة، هذا ان لم يقض حتفه جوعا وارهاقا داخل صندوق حديدي مقفل على رصيف ميناء مهجور!
الذنب، حتى الآن، ليس ذنب هؤلاء المهاجرين التعساء الباحثين عن لقمة عيش كريمة، او الهاربين من سطوة حاكم جائر او الباحثين عن امل في ثراء سريع، فلا احد يود هجرة اهله وصحبه وخلانه ومسقط رأسه، ان لم يكن مجبرا على ذلك! فالذنب يقع على حكومات أغلبية دولنا التي لم تستطع تأمين العيش الكريم لمجاميع هائلة من مخرجات مختلف مستويات التعليم فيها التي لا تجد عملا، ولا سكنا ولا مستقبلا ولا املا في تكوين اسرة او البقاء على قيد الحياة!
موضوع هذا المقال لا يتعلق بالحكومات، على الرغم من عظم مسؤوليتها، بل بما يتحول إليه ذلك المهاجر، او طالب التأشيرة او المتسلل المسلم إلى أوروبا بعد دخولها واستقراره فيها، والزواج من احدى بناتها وتغطية رأسها بحجاب كثيف، حيث نجده يتحول من ذلك الشخص المسالم والهادئ والذي ربما كان على استعداد لتوقيع تعهد بتنصره او تهوده ان اتيحت له فرصة العيش في دولة اوروبية، نجده يتحول إلى انسان شرس في تعامله مع حكومة وطنه الجديد، كثير المطالب دائم الازعاج، ومشاكس إلى اقصى الحدود متى ما تعلق الامر بمعتقده، وكأن احدا سيسلبه منه ويحرمه من ممارسة طقوسه، وبالتالي نجده يسعى بشراسة إلى المطالبة ببناء دار عبادة او تخصيص مساحة لمقبرة، وغير ذلك من جل اهتمامات المهاجرين الجدد، الذين اصبحوا جزءا من الامراض التي اصبحت المجتمعات الغربية تعاني منها في السنوات الاخيرة، والذين اصبح تواجدهم في التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية اكثر منه في فصول دراسة لغة البلاد التي اختاروها وطنا، بعد ان لفظتهم اوطانهم!

أحمد الصراف
habibi [email protected]