محمد الوشيحي

قالها نزار… «خيرتك فاختاري»

ليس أبرد من فاروق الفيشاوي ولا أتفه إلا انتخابات البرلمان هذا العام. وأخشى على مَن يمتدح هذه الانتخابات أن يتصادق كفي مع خده، ويعزفان أجمل الألحان.

والبرلمان المقبل سيكون أشعث أغبر، رؤيته تقطع الخلف. ومَن يلوم الناس في اختيارهم وهم يعلمون أن نهج الحكومة وطريقة اختيار أعضائها لن يتغيرا، وأن الحكومة المقبلة ستكون كسابقاتها، ملابسها في غاية البهدلة والهرتلة، ولن يقبل الزواج بها إلا الأشعث ذاك وأمثاله.

يا سادة، الشعب لن يعتدل في جلسته ويغسل شعره وينتقي خيرة أبنائه للزواج من الحكومة ما لم يشاهد العروس تتمخطر في فستانها البنفسجي الأنيق، رائحة عطرها الزكية تعلن السيطرة على الأجواء، طموحها يشغل بال الشعراء، تستيقظ «من النجمة» لتسقي حديقة منزل أهلها قبل أن تذهب إلى الجامعة، ثم تعود وتعاتب الخادمة التي لم ترتب الورود في الصالة، فإذا لم تفعل «العروس» ذلك وبقيت في فراشها تتنقل ما بين المسلسلات التركية فلن يلتفت الشعب إليها وسـ»يقزرها» سهرات وصرمحة بين المطارات… بحسب العروس سيختار الشعب العريس، فإنْ «قدّمت» العروس السبت فسيمد الشعب كفه إليها بالأحد، وإن أعطته الأربعاء فسيطبع يوم الاثنين على جبهتها الكريمة.

صدقوني، الشعب –في الأغلب- لا يبالي للأسف ما لم يشعر أن الحكومة تبالي، والخيار لها هي، وها هو الشعب يغني لها قصيدة نزار قباني: «إني خيرتك فاختاري، ما بين الموت على صدري، أو فوق دفاتر أشعاري، لا توجد منطقة وسطى، ما بين الجنة والنارِ»، ثم يكمل الشعب: «قولي… انفعلي… انفجري، لا تقفي مثل المسمارِ، لا يمكن أن أبقى أبدا، كالقشة تحت الأمطارِ، مرهقة أنتِ وخائفة، وطويلٌ جدا مشواري»، الله الله الله عليك يا نزار كم تُسكرنا كلماتك العظيمة وهي تدور بيننا بلا أقداح، وليتها تُسكر الحكومة وهي جالسة والشموع حولها في شرفتها المطلة على مياه الخليج تتذكر ذنوبها، وليتها تتأثر فتبكي مثلنا على ما حدث لهذا الوطن اليتيم الذي بعثرت أمواله على ملذاتها.

نزار، ليت الكويت وقفت كما تقف حبيبتك، كالمسمار، كنا قَبِلْنا على مضض، فقضاء أخف من قضاء، ليتها فعلت ولم تقف منحنية كالعرجون الذليل، في منظر يبكي أبا جهل وأمية بن خلف. ويمينا بالله يا نزار، لو شعر الناس بصدق حكومتهم وشاهدوا تشكيلة وزراء مقنعة لوقفوا أمامها سدا منيعا ولا سد مأرب، يدافعون عنها بأنفسهم وأولادهم. ليتها تعلن لنا الآن قبل الغد توبتها ونيتها بدء صفحة جديدة ناصعة الانجاز.

واستأذنك يا نزار بإضافة بيت من عندي موجها إلى الحكومة: «قومي بل هبّي واقفة، وستجري كل الأنهارِ». 

سامي النصف

الأبطال الحقيقيون والأبطال الزائفون

عندما احتل بلدنا الطاغية صدام في ليل مظلم داهم ظهر معدن الشعب الكويتي بجميع فئاته وطوائفه بأجل وأجمل صورة وتسابق الرجال والنساء لتقديم دمائهم وارواحهم رخيصة فداء للوطن، وخط الشهداء امثال مبارك النوت واحمد قبازرد ويوسف المشاري وأسرار القبندي والآلاف غيرهم اسماءهم بأحرف من نور ودخلوا التاريخ كأبطال حقيقيين لبلدنا.

اذا كان ابطال الكويت الحقيقيون قد تصدوا لسلطة الغزاة القمعيين ودفع احدهم روحه ثمنا لعدم انزال صورة السلطة الشرعية للبلاد فقد تصدى ابطالنا الزائفون هذه الايام لتلك السلطة الشرعية وهددوا رجال امننا من حضر وقبائل بوضع جثثهم فوق جثث مناصريهم الذين حملوهم على الاكتاف بعد ان خدعوا بأصوات حناجرهم العالية وقديما قال امير الشعراء احمد شوقي:

هتف الشعب بأسماء قاتليه يا له من ببغاء عقله في اذنيه

ويدعي بعض ببغاوات شارع الصحافة بأن لا محاسبة على الرأي وان الامم المتقدمة لا تحجر ولا تسجن احدا بناء على رأي يقوله ويا له من حديث افك يكذبون به على انفسهم ويغررون به بالشباب الغر الصغير، ففي أم الحريات اميركا تسجن لاشهر او سنوات لو حرضت على الكراهية او شككت في الهولوكست وقبل مدة حجزت لوريل غريغ كونها شككت في كيفية تعاطي الحكومة مع اعصار كاترينا، كما سجنت الصحافية الشهيرة جوديث ميللر لمدة 6 اشهر مع النفاذ بسبب طريقة تعاملها مع احدى القضايا السياسية.

وفي بريطانيا حبس لمدة ثلاث سنوات المدعو عمر عثمان (ابوقتادة) لا لقنابل صنعها او لأعناق قطعها بل لآرائه المتشددة التي تثير الكراهية وتمس الامن القومي ومنعت عنه الزيارة كما منع من التحدث بالهاتف الا باللغة الانجليزية، وهناك عشرات الامثلة التي وجدتها على الانترنت والتي تظهر انه حتى اكثر الدول ليبرالية وتحررا مثل سويسرا والسويد وسنغافورة ونيوزيلندا تحاسب وتحجز وتسجن من يدلي بآراء تمس السلام والأمن الاجتماعي.

ان الاشكال الكبير هو ان المرشحين من كبار السن يتحدثون ويدغدغون، ولكنهم لا يعلمون كيف سيتصرف صغار السن من المستمعين بعد دغدغتهم، ومما يظهر بما لا يقبل الشك ان ما قاله بعض المرشحين ومن تبعهم من كتاب «مع الخيل يا شقرا» لا يقصد منه على الاطلاق الحفاظ على الحريات العامة بل الدغدغة وادعاء البطولات الكاذبة للوصول للكراسي الخضراء التي يسفح كل شيء لاجل الوصول اليها حتى لو دمر الوطن، ان احدا من المتباكين على الحريات لم ينطق بحرف واحد اعتراضا واحتجاجا على حجز المرشح خليفة الخرافي.

آخر محطة:
ان كنا نريد لعبة سياسية كريهة غبية غاضبة فلنصوت للغاضبين، والمؤزمين والابطال الزائفين، وان كنا نريد مستقبلا مشرقا لابناء الكويت جميعا فلنغير المعادلة هذه المرة ولنصوت بعقولنا للحكماء والامناء والاكفاء، والخيار لنا ولا نلوم إلا انفسنا، فالحكمة الحكمة.

احمد الصراف

الغربيون البائسون حقا

يتم على نطاق واسع تداول تقرير بيئي يتعلق باحتمال تعرض العالم لعاصفة شمسية مدمرة عام 2012، يمكن أن تعيد الكرة الأرضية الىعصر القرون الوسطى. ويقول الخبر الذي نشرت أجزاء منه، كتنبؤات، بعض المصادر العلمية الجادة، انه في أحد الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر 2012، وربما في 2023(!!!) ستكون البشرية على موعد مع حدث كوني لم يسبق له مثيل، سيبدل الأمور ويقلبها رأسا على عقب، وسيكون سكان لندن، ولماذا ليس نواكشوط أو مقديشو، أو حتى «واكادوغو»، الأسرع تعرضا للكارثة حيث ستبدأ الأضواء، بعد 90 ثانية من بدء الكارثة، بالزوال، وفي خلال ساعة ستغيب الطاقة الكهربائية عن أجزاء كبرى من بريطانيا، وتصاب جميع شبكات الهاتف المحمول بالعطل، والإنترنت بالشلل (هذه هي الكارثة الحقيقية بالنسبة للكثيرين)، وستشوش القنوات التلفزيونية (ولماذا تشوش إن لم يكن هناك كهرباء؟) كما ستصمت محطات الإذاعة الى الأبد (وهذا أمر جميل بالنسبة لاذاعاتنا وتلفزيوناتنا)!!
وقبل حلول اليوم التالي سوف يكتشف العالم المتحضر (وهنا بيت القصيد) أنه قد انساق الى حالة فوضى عارمة، وسيموت 100 ألف شخص أوروبي (يعني ما ينفع 90 ألفاً؟ وماذا عن الآخرين، طُز فيهم؟)، ولن يتم دفن الموتى، وستصاب صنابير المياه بالجفاف. وفي غضون أسبوع سيفقد سكان الأرض كل ما بحوزتهم من حرارة وضوء نتيجة غياب المخزون. وسوف تنفد البضائع من الأسواق (لم يتطرق التقرير عن كيفية النفاد، بالشراء أم بالسرقة)، وستنهار المجتمعات، فلا أدوية ولا صناعة ولا زراعة ولا غذاء، كما ستنهار نظم الاتصال والسفر (السفر إلى أين؟)، وان أوروبا والغرب سيعودان مرة أخرى الى حياة القرون الوسطى(!!).
لا أعتقد أن هذا الخبر، وان كان صحيحا، يعني شيئا لنا، نحن دول منظومة مجلس التعاون بالتحديد، الأغنى والأكثر فهما في العالم!! فلو قمنا بفتح عقول غالبيتنا، وفهمنا طريقة تفكير معظمنا، وقمنا بإزالة كل ما جلبته التقنية الغربية لنا من سيارات ومعدات وأجهزة، لوجدنا أننا لا نزال نعيش حقيقة بعقلية وفهم وتفكير وتصرف بشر القرون الوسطى!!
وبالتالي، فإنني، ونيابة عن إخوتي وأخواتي من مواطني منظومة دول مجلس التعاون، والوافدين، نقول لواضع هذا التقرير البيئي: بلله واشرب ماءه، فليس لدينا ما نفقده!! ومزاين الإبل لدينا، التي لا تمتلكون ما يماثلها، ستكون عونا لنا بحليبها كغذاء وبأبوالها كدواء، فما حاجتنا اليكم أيها الغربيون البائسون؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

لكي لا نفقد المنامة (3)

 

تنعقد الآمال على تحرك مجلس بلدي العاصمة بالتنسيق مع وزارة شئون البلديات والزراعة ومحافظة العاصمة لصوغ خطة تهدف إلى الحفاظ على هوية المنامة، فالفرص لا تزال متاحة، من وجهة نظر الكثير من أهاليها، لإحياء بعض المواقع والبيوت التاريخية تماما كما حدث لمشروع تجديد جامعي المؤمن والفاضل، ومع تنفيذ مشروع تطوير سوق المنامة القديم، فإنه بالإمكان تخصيص بعض المرافق التي تقدم لرواد السوق معلومات بشأن تاريخ العاصمة تكون بمثابة مركز معلومات تتضمن وثائق وصورا.

ومع نجاح جهود إحياء مدينة المحرق من خلال المشروعات الثقافية والتاريخية البارزة، وهي جهود بادرت في ترجمتها على أرض الواقع منذ سنين، وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قبل توليها الحقيبة الوزارية، وأعادت تلك المرافق رونق الهوية والأصالة للمحرق، وآن الأوان لكي تنصب الجهود على العاصمة، فمع التزايد المذهل للوافدين وكثافتهم الملحوظة في كل أحيائها وفرجانها، لا يمكن بالطبع إخراج هؤلاء الناس منها، ولكن بالإمكان تشجيع الملاك وتوعيتهم بعدم تأجير البيوت في الأحياء القديمة لغير البحرينيين أو لغير العرب أو لغير العوائل الأجنبية، لكي لا يكون النصيب الأكبر في تأجير المنازل في الفرجان المعروفة في قلب المنامة كسكن للعمال العزاب، وهذه ظاهرة أرهقت المناطق القديمة بالكثير من الممارسات والصور السيئة التي تتنافى حينا مع عادات وتقاليد البلاد، وتتنافى مع القانون في أحيان أخرى كما حدث بالنسبة إلى المنازل التي اكتشفت كأماكن لممارسة الدعارة وبيع الخمور وممارسة الأنشطة التجارية المخالفة وخصوصا تحضير الأطعمة خلاف الاشتراطات الصحية.

وفي المنامة، الكثير من المؤسسات الأهلية التي يمكن أن تساهم في صوغ مشروع الحفاظ على هوية العاصمة، فهناك جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، ومركز المنامة الإعلامي، وجمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية، وجمعية سيد الشهداء، مضافة إليها المؤسسات الثقافية والخيرية التي تمثل المناطق والضواحي التابعة للمنامة، وفي مقدور الجهات المسئولة وعلى رأسها محافظة العاصمة والمجلس البلدي، وبدعم من المجلس النيابي، العمل معا لترجمة الأفكار إلى أرض الواقع.

وهناك خطوة سابقة نتمنى أن تتبعها خطوات قادمة، وهي تلك المتعلقة بمشروع التطوير الحضري للعاصمة، والذي جاء إثر مسح ميداني ومخططات شملتها دراسة أعدتها وزارة شئون البلديات والزراعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDB)، وهو مشروع ركز على معالجة مشاكل العاصمة واحتياجاتها من ناحية الأراضي والمشاريع الخدمية، وتوفير الحلول للخدمات الإسكانية بما يتناسب مع خصوصية العاصمة الثقافية والاجتماعية.

وللحديث صلة