نحن في السنوات الخداعات التي حدثنا عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم، خذ العلم وما جاك عندي. نحن في زمن سيد حسين القلاف، الذي أعاده الله إلينا سالما على الطائرة الأميرية قبل أيام. وسيد القلاف سيبكي أمامك على الدستور، لكنه سيتشقلب بعد قليل وسيطالب بتعليق الدستور من كرعانه على ناصية الشارع، هل كيف؟ لا أدري.
وسيطالب بالحريات، لكنه سيظهر على إحدى الفضائيات وسيطلب من أمن الدولة، على الهواء مباشرة، القبض على "المذيع الضابط".
لماذا؟ لأنني لم أمسح له جوخا كما اعتاد البعض أن يفعل له. إنه تدين الساسة موديل 2009 الدفعة الثانية.
القلاف بطل الأولمبياد في عدم تقبل النقد والخسارة… تنتقده؟ يا ويلك ويا سواد ليلك، عقيدتك مشكوك فيها مفروغ من أمرك، راجع الإدارة… لا تنتخبه؟ ستغضب عليك جدته يوم القيامة. طيب وما شأن جدته رضي الله عنها في انتخابات الدوائر الخمس والعشرين؟ اللهم "لا علم لنا إلا ما علمتنا".
سيد القلاف، اسمعني وأنا أخوك، أو "وأنا أخيك" كما هي لهجتي واللهجة المنقرضة لقبيلة أزد شنوءة: "ماش خلاف يا القلاف في هجومك علي، فغيرك كثر هاجمتهم وهاجموني، وهذا دأب الصحافة والصحافيين، أو بعضهم على الأقل، لكن قبل أن تهاجم أحدا أو تتهجم عليه، أحضر كفيلا بأن دموعك لن تنهمر على خدك في حال رد عليك الآخرون الصاع صاعين والكف السياسي كفين، وأحضر كفيلا آخر، يرحمنا ويرحمك الله، يضمن لنا ألا تستنجد بجهاز أمن الدولة ولا أي جهاز حكومي آخر، عندها تعال وستجد أوراقنا مفتوحة لك قبل قلوبنا، وأقلامنا ممدودة لك قبل أيدينا".
سيد القلاف، إذا أتاك رسولي هذا، وقبلت الشروط فارسم لنا توقيعك المبارك على ورقة وارفق معها توقيعات شهود ثقات أربعة. معلش سامحني، فأنا لم أعتد الاصطدام بالمرهفين، ولم أكن أعرف أنك مرهف الاحساس. لكن قبل ذلك أجبني ممّا أجابك الله: تعلم ونعلم أن أغلبية نواب البرلمان السابق سيعودون هم أنفسهم، وهم من تسميهم "التأزيميون"، فلمَ أتعبت نفسك وتركت مستشفاك وعدت لنا من هناك لترشح نفسك، فإن سقطت ستحمّل الناخبين المساكين ذنبك إلى يوم الدين، كما فعلت سابقا، وإن نجحت فستستقيل؟ هاي غير حجاية سيد؟ إلا إذا كان الهدف من عضويتك مواصلة المطالبة بتعليق الدستور من كراعينه.
* * *
ثلة من عشاق الوطن الشباب أسسوا موقعا إلكترونيا يدعو إلى الانتخاب على أساس الوطن فقط، لا على أساس القبيلة ولا العائلة ولا الطائفة ولا الفئة، تابعوا موقعهم وستصفقون لهم بقلوبكم قبل أيديكم www.for_q8.com
اليوم: 21 أبريل، 2009
زوّار الفجر وضيوف النهار
كان الصديق خالد المشاري يتابع برنامج «اقوال الصحف» على قناة «سكاي نيوز» البريطانية عندما وضعت صورة الصفحة الاولى لجريدة «كويت تايمز» وتظهر خلالها صور السادة الداخلين والخارجين من ضيوف أمن الدولة الكويتي وقد قدموا بسياراتهم الخاصة الفارهة، وتساءل الصديق بوعبدالله ومن معه:
هل هناك دولة اخرى في المنطقة يصل بها المطلوبون لامن الدولة نهارا، لا عبر زوّار الفجر، وتظهر صورهم وهم يبتسمون دون وضع أكياس على رؤوسهم او يظهر التعذيب وسوء المعاملة على وجوههم واجسادهم؟! وقليلا من الخجل يا مرشحي الندامة والتحريض والتغرير بالشباب! وليت للناخبين عينا فترى ما نحن فيه من نعمة ثم تفكر بعقولها وتسقط كل المدغدغين والابطال الزائفين بدلا من حملهم على الاعناق.
جربت الدولة التعامل مع الفرعيات بالقوة الناعمة، اي السكوت عنها ففشلت، ثم بالقوة الصلبة اي العسكر، فلم تنجح في منعها، وقد يكون الحل في القوة الذكية، اي اصدار تشريعات تسمح للخاسرين بالطعن فيمن ينجح بوسائل غير شرعية (فرعيات، شراء اصوات) ومن ثم اسقاط عضويته، حينها لن يلجأ احد لتلك الوسائل غير المشروعة للوصول، لعلمه بأنه لن يبقى طويلا على الكرسي الاخضر الذي يسفح ويسفك كل شيء لأجله.
اسقطت احدى الفرعيات جميع النواب السابقين على معطى انهم لم يستجوبوا وزيرا كل ذنبه انه طبق قانونا صادرا عن مجلس الامة، وانجحت فرعيات اخرى كل نائب هدد وتوعد واعلى صوته على المسؤولين دون مبرر، كما تم اخذ التعهد من الناجحين باستجواب ومساءلة هذا الوزير او ذاك قبل ان يعمل او تشكل الوزارة (!) اي خلق وَصْفة جديدة لابقاء الكويت ضمن مسار التأزم والتخلف وتعطيل عمليات التنمية، والسؤال:
هل يعني هذا ان وصفة النجاح المستقبلية لم تعد الامانة والذكاء والكفاءة والوطنية بل الشتم والذم وتحريك المجاميع ووضع الجثث فوق الجثث؟!
بعد ان اظهر نظام الدوائر الخمس عورته والتي ستزداد سوءا متى ما تحولنا لنظام الدائرة الواحدة المدمر او حتى نظام الدوائر العشر المختلف عليه، لماذا لا نسمع اصواتا جريئة بقول الحق تقول اننا اخطأنا عندما اندفعنا لامر لم تقم به ديموقراطية اخرى قط، اي تقليل عدد الدوائر بدلا من زيادتها؟! ومن ثم فالعودة عن الخطأ خير من التمادي فيه، وعليه ينبغي المطالبة بالعودة لنظام الـ 25 دائرة المفترى عليه والذي ثبتت براءته المطلقة من تهم تسببه في الفرعيات وشراء الاصوات وانه ما يمنع النائب من ان يصبح ممثلا للامة بدلا من تمثيل عائلته او قبيلته او طائفته.. الخ من تلك الافتراءات.
آخر محطة:
أستغرب ممن يتعامل مع رد الفعل «حجز الــ 5 نجوم غير الضار» ويغمض عينيه عن الفعل الذي تسبب فيه (التحريض، التهديد، العصيان، الشتم، الجثث فوق الجثث، تعزيز الفوضى، وشريعة الغاب.. الخ). أسقطت الاحداث الاخيرة كثيرا من الاقنعة وكشفت المستور.. واأسفاه!
دموع المرشحين!
كل من يعتقد، فردا كان او جمعية أو حكومة، أن الجمعيات الدينية المسيسة لن تتدخل في الانتخابات ماديا ودعم مرشحين معينين، لا شك واهم. وكل من يعتقد أن من الممكن مراقبة أموال الجمعيات الخيرية ومنعها من الصرف على الحملات الانتخابية للمنتمين اليها واهم ايضا، وكل من يعتقد أن من الممكن السيطرة على هذه الجمعيات ومراقبة أعمالها ووضع سجلاتها قيد المراقبة ومصروفاتها قيد التدقيق، واهم ايضا وايضا، فلا حل بغير الغاء كيانات وتراخيص جميع هذه الجمعيات الدينية ومصادرة أرصدتها وتحويلها الى بيت الزكاة، فوجودها طيلة العقود الأربعة الماضية كان أحد أهم اسباب الاحتقان السياسي الذي طالما عانينا منه الكثير، وهي السبب وراء التطرف الطائفي الذي اصاب شرائح كبيرة من المجتمع وقسمها الىفئات متناحرة، ولا ننسى ما أثير عن دور هذه الجمعيات في تمويل الإرهاب في الداخل والخارج، وما سرق من أموالها وقضايا الفساد العديدة التي تورطت بها طوال عقود، اما ما ورد على لسان السيد أحمد الصانع، المراقب في وزارة الشؤون الاجتماعية، من أن الوزارة بالمرصاد لأي محاولة لاستغلال المال الخيري سياسيا، فلا يعدو ان يكون نوعا من الإلهاء والتهدئة، ولكنه بعيد عن الواقع، فالوزارة بكل مستوياتها على علم تام وأكيد أنها اعجز من ان تراقب هذه الجمعيات الممتدة أخطبوطيا، خاصة ان مائة منها على الأقل غير مرخصة ولا تتبع أي جهة، والحكومة لا تزال تغض النظر عن قيامها علنا بجمع التبرعات، فكيف يمكن أن تكون الوزارة بـ«المرصاد» لجهة لا تعترف حتى بوجودها؟ ولو افترضنا أن الحكومة نجحت في الأيام المقبلة في كشف عمليات تم فيها استخدام أموال الجمعيات والمبرات في دعم مرشحين معينين، فإنها أعجز من أن تتخذ أي إجراء بحقها، فقد سبق أن حذرت وزارة الشؤون وهددت بالويل والثبور أي جمعية تخالف تعليماتها في ما يتعلق بطرق جمع الأموال، وقد خالفت الكثير منها في عيد الأضحى الماضي وتصرفت بأموالها على هواها، ورصدت الوزارة المخالفات ودونتها في محاضر وأدرجتها ضمن كشوف ولكن سرعان ما وجدت تلك التقارير الدامغة طريقها للحفظ، وربما لسلال القمامة!!
إن الكويت مقبلة على انتخابات نيابية جديدة، وقد تكون بالنسبة للكثيرين الأخيرة التي يؤمَل منها أي خير، وبالتالي من المهم أخذ الحذر فيها، وبذل ما أمكن من جهد، حكومي وشعبي، لمراقبة هذه الجمعيات والمبرات الدينية المسيسة والمتطرفة، والى أي جهة أو مذهب انتمت، ومنعها من استخدام أموالها سياسيا، كما من المهم الاستفادة من التشرذم الحالي الذي تعانيه الأحزاب الدينية ومحاولة الدفع بأكبر عدد من المرشحين الوطنيين للوصول الى البرلمان، وهذا ما نسعى اليه وعدد من المهتمين بالشأن العام، ولا هدف ولا مأرب لنا غير خدمة الوطن وجعله جميلا مع الجميع ومتسامحا مع الآخر، ومحبا للعالم.
•••
• ملاحظة: وردتنا رسالة هاتف صريحة من «زكاة سلوى» هاتف 65122422 هذا نصها: ساهم بمسح دمعة اليتيم وكن رفيق النبي في الجنة، اكفل يتيما بعشرة دنانير سنويا (!!) ونترك التعليق لكم، والقرار للسيد أحمد الصانع، لكي لا تذهب تلك الأموال لمسح دمعة «مرشح»!
أحمد الصراف