لو كنت مرشحاً، فإن أول ما أقوم به هو تصريح ناري ألهب به الصحف ومواقع الإنترنت، وبعدها يتم اعتقالي… فأتلقى التهاني والتبريكات بالفوز. فمن تعتقله الدولة في موسم الانتخابات في غالب الأحيان يخرج بطلاً فائزاً منتصراً ضامناً لعدد هائل من الأصوات لم يكن يحلم به. ترشح الطاحوس لجريمة الفرعية، وهو لم يكن حتى يفكر في العبور منها منتصراً، فجاء الاعتقال كصك نجاح مضمون في جريمة الفرعية وتليها الانتخابات العامة بشكل شبه مؤكد، واعتُقل بورمية فزاده الاعتقال قوة ومتانة ليضاف رصيد أصوات ضخم إلى رصيده السابق الذي كسبه بالمطالبة بتبديد أموال الدولة. واعتُقل أخيراً عضو المجلس الوطني سابقاً خليفة الخرافي على تصريح أدلى به قبل عام ونصف، فأبهر الكثيرين وكسب تعاطف أصوات أكثر، ولكن هذا قد لا يحقق له النجاح كما حققه لبورمية والطاحوس لطبيعة الدائرة التي يخوض فيها الانتخابات. وبعد أن يصل المعتقلون إلى الكرسي الأخضر ستطلب النيابة رفع الحصانة عنهم، ولن يتحقق لهم ذلك بلا شك كعادة المجلس في الدفاع عن نوابه، إذن… فإن ما أحدثته تصرفات الحكومة هو بكل بساطة وهب المقاعد لبعض المرشحين ممن لم تكن لهم فرصة، إضافة إلى تعزيز مقاعد أخرى. ما أقوله ليس بتجنٍ على الحكومة أو سوء نية بل هو واقع واضح المعالم لا يحتاج إلى تفسير، فإن كانت الحكومة جادة حقاً في تطبيق واحترام القانون وعدم التعدي على الدستور، فمَن منكم يملك تفسيراً على صمتها المريب على جريمة الفرعية؟ فالنتائج تتوالى وبالأرقام الدقيقة على صدر صفحات صحفنا اليومية، ولم تفعل «الداخلية» شيئاً سوى أنها حوّلت أجهزتها المختصة إلى مصورين يصورون موقع الفرعية على الرغم من علم الحكومة أن التصوير لا يُعتد به قانوناً! أي استهزاء بالعقول الذي يجعل من الحكومة تحاول خداع الناس بصور فوتوغرافية تبين فيها سعيها إلى فرض القانون؟ إن كانت الحكومة تدخلت في سنوات سابقة في الانتخابات بشكل مباشر من خلال تزوير إرادة الشعب، فإن ما يمارس اليوم هو أكبر تزوير لإرادة الشعب، فهي تفتح الباب للجرائم وتمنح المقاعد لمن تشاء من خلال هبّة الاعتقالات الجديدة. المصيبة ليست في المجلس ولن تكون في المجلس أبداً، المصيبة في ترحيب الحكومة بأشخاص لا يستحقون الوصول إلى المجلس، وتسخير قواها كافة لوصول أولئك الأشخاص، ومن ثم يشتكون من تعسف المجلس. خارج نطاق التغطية: «نظامنا التعليمي سيئ، فهل يعني ذلك أن نلغي التعليم»، هذا هو مضمون عبارة المرشحة رولا دشتي في الرد على المطالبين بإلغاء المجلس لسوء أدائه… نِعم الرد ونِعم المنطق… فشكراً د. رولا.
اليوم: 20 أبريل، 2009
ماش خلاف يا القلاف
نحن في السنوات الخداعات التي حدثنا عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم، خذ العلم وما جاك عندي. نحن في زمن سيد حسين القلاف، الذي أعاده الله إلينا سالما على الطائرة الأميرية قبل أيام. وسيد القلاف سيبكي أمامك على الدستور، لكنه سيتشقلب بعد قليل وسيطالب بتعليق الدستور من كرعانه على ناصية الشارع، هل كيف؟ لا أدري.
وسيطالب بالحريات، لكنه سيظهر على إحدى الفضائيات وسيطلب من أمن الدولة، على الهواء مباشرة، القبض على «المذيع الضابط».
لماذا؟ لأنني لم أمسح له جوخا كما اعتاد البعض أن يفعل له. إنه تدين الساسة موديل 2009 الدفعة الثانية.
القلاف بطل الأولمبياد في عدم تقبل النقد والخسارة… تنتقده؟ يا ويلك ويا سواد ليلك، عقيدتك مشكوك فيها مفروغ من أمرك، راجع الإدارة… لا تنتخبه؟ ستغضب عليك جدته يوم القيامة. طيب وما شأن جدته رضي الله عنها في انتخابات الدوائر الخمس والعشرين؟ اللهم «لا علم لنا إلا ما علمتنا».
سيد القلاف، اسمعني وأنا أخوك، أو «وأنا أخيك» كما هي لهجتي واللهجة المنقرضة لقبيلة أزد شنوءة: «ماش خلاف يا القلاف في هجومك علي، فغيرك كثر هاجمتهم وهاجموني، وهذا دأب الصحافة والصحافيين، أو بعضهم على الأقل، لكن قبل أن تهاجم أحدا أو تتهجم عليه، أحضر كفيلا بأن دموعك لن تنهمر على خدك في حال رد عليك الآخرون الصاع صاعين والكف السياسي كفين، وأحضر كفيلا آخر، يرحمنا ويرحمك الله، يضمن لنا ألا تستنجد بجهاز أمن الدولة ولا أي جهاز حكومي آخر، عندها تعال وستجد أوراقنا مفتوحة لك قبل قلوبنا، وأقلامنا ممدودة لك قبل أيدينا».
سيد القلاف، إذا أتاك رسولي هذا، وقبلت الشروط فارسم لنا توقيعك المبارك على ورقة وارفق معها توقيعات شهود ثقات أربعة. معلش سامحني، فأنا لم أعتد الاصطدام بالمرهفين، ولم أكن أعرف أنك مرهف الاحساس. لكن قبل ذلك أجبني ممّا أجابك الله: تعلم ونعلم أن أغلبية نواب البرلمان السابق سيعودون هم أنفسهم، وهم من تسميهم «التأزيميون»، فلمَ أتعبت نفسك وتركت مستشفاك وعدت لنا من هناك لترشح نفسك، فإن سقطت ستحمّل الناخبين المساكين ذنبك إلى يوم الدين، كما فعلت سابقا، وإن نجحت فستستقيل؟ هاي غير حجاية سيد؟ إلا إذا كان الهدف من عضويتك مواصلة المطالبة بتعليق الدستور من كراعينه.
* * *
ثلة من عشاق الوطن الشباب أسسوا موقعا إلكترونيا يدعو إلى الانتخاب على أساس الوطن فقط، لا على أساس القبيلة ولا العائلة ولا الطائفة ولا الفئة، تابعوا موقعهم وستصفقون لهم بقلوبكم قبل أيديكم www.for_q8.com
ديموقراطية مرض النواب وموت الأوطان
مما تناقلته اخبار الامس خبر اطلاق النيابة العامة لسراح السيد الطاحوس بكفالة مالية وعرض السيد بورمية على النيابة العامة واستدعاء السيد خليفة الخرافي للتحقيق معه، ومن ثم يثبت مرة اخرى اننا دولة مؤسسات وعدل وقانون، فهل تستحق دولة لديها مثل تلك المعاملة الكريمة لابنائها ان يشهّر بها او ان تقوّض دعائم السلـم الاجتماعــي بـين ابنائها؟!
لذا فما الداعي لكل الاعتصامات والتصريحات التي صدرت؟ وهل لو لم تتم تلك الامور لـ «اختفى» المحجوزون لنجدهم بعد ذلك مقطوعي الايدي والرؤوس كما يحدث في الدول الثورية التي لا نسمع عنها الا كل خير في الاخبار؟! لقد استدعي السيد الخرافي ولم يحتشد احد بسبب ايمان الجميع بعدالة النظام القضائي الكويتي وهو ما يجب ان نحرص عليه جميعا مادمنا آمنا بأننا نعيش تحت مظلة القانون والدستور.
ان الديموقراطية الكويتية تمارس في بلد لا يزيد عدد سكانه على مليون نسمة وضمن مجتمع الاسرة الواحدة وتحت حكومات متعاقبة يؤخذ عليها التهاون لا الشدة مع مواطنيها، فكيف حولنا كل تلك المعطيات الموجبة الى ديموقراطية غاضبة غير باسمة تتسبب في تساقط النواب الافاضل من امراض القلب والضغط والارهاق والاجهاد بل قاربت على التسبب في موت الوطن فكيف الحال لو كنا امة من ملايين او مليارات البشر كالحال مع الهند واميركا واندونيسيا وروسيا.. الخ.
اننا بحاجة ماسة الى ممارسة رشيدة للعمل السياسي الكويتي يتم من خلالها اختيار انزه وأكفأ الوزراء ثم يقابل ذلك اختيار الناخبين للنواب الامناء غير المتأزمين وخلق قواعد جديدة للعبة السياسية تتحول فيها من الغضب الى الرضا ومن الشدة الى الاسترخاء ومن الاضواء الاعلامية الباهرة الى اطفاء تلك الاضواء كي يعمل الجميع بصمت وحكمة وصحة وكي تتسبب تلك الممارسة في احياء الاوطان بدلا من موتها.
آخر محطة:
(1) الرواتب التقاعدية للوزراء والنواب قصد منها العمل في موقع الخدمة العامة لسنوات طوال قبل استحقاق تلك الرواتب المجزية التي تحصل من ميزانية مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي نملكها جميعا، هذه الايام وبسبب تكرار الحل والاستجواب اصبح بعض الوزراء والنواب لا يخدمون البلد الا اشهراً وحتى اسابيع قليلة، لذا نرجو ان تتقدم الحكومة المقبلة بتعديلات جوهرية تفرض حدوداً دنيا للخدمة حتى لا يتم الاضرار بمؤسسة التأمينات.
2 – نرجو من الجميع مشاركة مجموعة جميلة من شباب الكويت ضمن حملة «الكويت ضميرك» الداعية لتحكيم الضمير عند الانتخاب وذلك على موقع www.for_Q8.com