قبل سنوات، عندما كنت أكتب في جريدة "الراي"، العزيزة على قلبي، انتقدت محمد الصقر على جزئية لا أتذكرها الآن، أعتقد أن لها علاقة بالبرلمان العربي أو ما شابه، فجاءني اتصال عاتب من الصديق، البرلماني السابق والإعلامي الحالي، خميس العجمي ختمه بجملة: "يا بوسلمان، أنا تعاملت مع أعضاء كثر عن قرب بحكم وظيفتي، وسأصف لك محمد الصقر في كلمتين يستخدمهما كبار السن، (الصقر… رجّال بِطْعَمه)"، أي أنه من الرجال ذوي النكهة، ثم راح يعدد لي صفات يراها هو في محمد الصقر، فقلت لخميس: "والله لو كان بطعم المندي، هو يستحق النقد".
والمقالة التي يكتبها الكاتب عن مالك الجريدة هي مقالة "ملعونة صلايب"، تسبب الصلع الكلوي. ولم أكن أنوي الكتابة عن "بو عبدالله" بخير طوال عمله البرلماني، إلا أنه "خانني" واعتذر عن عدم خوض الانتخابات، رغم إدراك الجميع أن نجاحه "بهالشارب". وهنا لم يبقَ لي خيار إلا أن أذكّره بأن بعض البيوت القائمة على شتيمته والافتراء عليه أضحت الآن مهددة بالزوال بسبب قراره هذا، وسيتشرد الكتّاب – أصحاب البيوت تلك – في الشوارع، وقد تدهسهم السيارات المسرعة على الخط السريع. آه كم بيتٍ بُني على شتيمتك، لكنها بيوت بلا أساس، ليتك «تميت جميلك» وأكملت عضويتك إلى أن ينتهوا من التأثيث، حرام عليك يارجل، ذنب هؤلاء كلهم في رقبتك اليسرى.
وليتك ترتدي القميص رقم عشرة وشارة الكابتن، وتأتي هنا لتقود منتخب "الجريدة" المقبل على النهائيات، فمحمد الصقر الإعلامي أفضل من محمد الصقر السياسي، بصراحة، مهما علا كعبه سياسياً، فتعال إلى هنا لنتبادل الباصات الصحافية، ولننفرد بمرمى السبق، ونسجل الأهداف ونحتفل بالفوز معاً. تعال فقد عرفناك صحافياً قبل أن تكون برلمانياً، وقبل أن تكون رئيساً للبرلمان العربي، وقبل أي منصب آخر تقلدته، تعال فـ"ما الحب إلا للحبيب الأولِ".
تعال يا بو عبدالله لتشاركنا صناعة صحافة تحترم عقلية القارئ، صحافة عليها القيمة، ليس فيها تجنٍّ ولا فجور ولا مداهنة ولا فتور، صحافة تقدم "المفطّح واللازانيا وشاي الفحم وستروباري جيز كيك" على أطباق من الوطنية والمصداقية والمسؤولية.
تعال لتفض الهوشة ما بيني وبين رئيس التحرير خالد الهلال على ملكية "رسمة الكاريكاتير"، فكل منا يشدّها ناحيته حتى كادت تتمزع بين أيدينا، هو يصر على أنها تمثل رأي "الجريدة" وأن "لك يا الوشيحي زاويتك فاكتب فيها ما لذ لك وطاب"، وأنا أصر على أن رسمة الكاريكاتير هي زوجتي الثالثة بعد أم سلمان وزاوية آمال، وأنني المسؤول عن زوجاتي الثلاث! وللأمانة، هو عرض عليّ صفحة كاملة في الداخل أضع فيها أفكاري كلها ويرسمها الرسام، لكنني ترددت لضيق الوقت، فتعال لتقلّب الرأي معنا على بطنه وظهره.
أبا عبدالله، "أرواح نخدموا صحافة"، كما يقول الجزائريون، فوجودك بيننا سيرفع سرعة المحركات التوربينية.