بشرنا وزير الداخلية بأن الجسور الحديدية التي قامت وزارته بتركيبها على الطرق السريعة والتي تتضمن شاشات عرض صغيرة سيستفاد منها بطريقة كاملة ومناسبة خلال شهر من تصريحه، وها قد مر أكثر من ثلاثة اشهر على ذلك التصريح، ولم يتغير شيء في تلك اللوحات غير اضافة اربعة ارقام لها تبين الوقت، وهذا آخر شيء يحتاجه سائق أي مركبة على الطرق السريعة بسبب تعدد وسائل معرفة الوقت لديه!! إن وزير الداخلية مطالب باجراء تحقيق عن الجهة التي أوصت بشراء هذه الجسور وتركيبها، والجهة التي وافقت عليها في نهاية الامر، علما بأن لا أحد من كبار ضباط وزارة الداخلية الذين سألتهم عن موضوع هذه الجسور يعلم شيئا عن الجهة الموردة او الغرض الحقيقي من وراء تركيب تلك الهياكل الحديدية الباهظة الثمن، ولا عن الجهة التي اقرت شراء نظام واجهزة الكمبيوتر الداعمة لها! ومن الواضح ان الملايين التي صرفت على شرائها قد ضاعت. كما أنها ستتعرض قريبا للخراب والتلف وسيلحقها الصدأ خلال فترة قصيرة، قبل أن نعرف الغرض من تركيبها، وهي الآن لا يستفاد منها في غير بيان السرعة القصوى المسموح بها على طريق ما، علما بأن على يمين كل جسر توجد لوحات معدنية لا يتجاوز ثمن الواحدة منها عشرين او ثلاثين دينارا، تقوم بأداء الغرض نفسه منذ سنوات من دون كمبيوتر أو تلف أو صيانة، وبالتالي لم يكن هناك أي داع اصلا لهذه الجسور الحديدية التي يذكرني وجودها صباح كل يوم بذلك العبقري الذي وافق قبل سنوات على طلاء المنحدرات الترابية التي تشكل الأكتاف الداعمة للجسور على الطرق السريعة بطلاء أخضر اللون لتبدو وكأنها مناطق مزروعة!! كما تذكرني تلك الجسور أيضا بمئات أشجار النخيل «البلاستيكية» البشعة الشكل واللون، التي قام «عبقري» آخر بالموافقة على زراعتها في كل أنحاء الكويت، والتي اختفت فجأة بعد أن تعرضت للتلف والخراب وبعد أن أضحكت العالم علينا، وبينت مدى سقم ذوقنا وسماجته، وبعد أن استفاد من وراء تركيبها من استفاد(!!)
أحمد الصراف