علي محمود خاجه

ليش مو واثق؟

كل تلك الأمثلة تدل على أن الرجل أو الزوج أو رئيس مجلس الإدارة لا يثق بمن معه سواء كان الأصدقاء أو الزوجة والأبناء أو بقية أعضاء مجلس الإدارة، وبالطبع فإن عدم الثقة هذه لن تنتج أي شيء صالح أبداً، فلا الأصدقاء سيكونون خير رفاق ولا الزوجة والأبناء سيكونون أسرة صالحة، ولا الشركة ستسير بنجاح وتفوق.

رئيس مجلس الوزراء المستقيل ناصر المحمد، وبعد أن عطّل البلد لأيام وأسابيع لكي يختار وزارته بعناية وحرص على أنهم هم القادرون على قيادة البلد وإخراجه من مأزق التوقف، أعلن وبكل صراحة بأنه لا يثق بأي وزير من وزارته المستقيلة، ففور قبول الاستقالة وتكليفها بتصريف العاجل من الأمور، قرر رئيس الوزراء إيقاف جميع التعيينات الوظيفية في القطاعات كافة التابعة للحكومة لمدة شهرين، خوفاً من أن تكون هناك أي تعيينات لأغراض انتخابية.

القارئ للخبر بداية قد يرحب بخطوة إيقاف التعيينات الحكومية، أملاً في أن تكون هناك عدالة قدر المستطاع في الانتخابات، والبعد عن التأثيرات غير النزيهة على الناخب، لكن واقع الأمر للأسف يثبت بأن هذا القرار لا يمكن تفسيره إلا بأمر واحد وهو أن رئيس الوزراء لا يثق في وزرائه ولا يختلف أبداً عن ذلك الرجل في أول المقال وأصدقائه، ولا عن الزوج ولا عن رئيس مجلس الإدارة. وهو أمر من الممكن إضافته للائحة الطويلة من الأسباب التي تثبت عدم قدرة ناصر المحمد على إدارة السلطة التنفيذية.

لقد توقفت التعيينات لمدة شهرين، وفي حالة كحالة الكويت أخيراً، بمعنى أن تقام الانتخابات كل سنة فإن هذا يعني إيقاف التعيينات أربعة أشهر في كل عام، وهي المصيبة التي قد ترفع مستوى البطالة بشكل أكبر وقد تحبط الكثير من الشباب حديثي التخرج وتقتل آمالهم وطموحاتهم.

خارج نطاق التغطية:

الكثير من المتجاوزين للسرعة القانونية في الطرق لا يهدئون السرعة إلا عند كاميرات الطرق… وما إن يتجاوزونها حتى يعود عداد السرعة إلى ما فوق الـ120 كم/ساعة، وهو ما يعني أن الكاميرات لا تفعل شيئا سوى كسر رتم الطريق والتسبب في الزحام دون رادع حقيقي يغير من الواقع شيئاً.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

التحذير من الانهيار الاقتصادي الكبير

في ديموقراطيات الدول الاخرى يرسم المختصون في الاحزاب الكبرى السياسات الاقتصادية والتعليمية والصحية للبلاد، وتعكس بعد ذلك تصريحات النواب تلك السياسات المرسومة لهم، وفي ديموقراطية «حارة كل من ايدو الو» التي نعيشها اصبح كل نائب وحتى كل مرشح، حتى لو لم يحمل الا الشهادة الابتدائية ولم يقرأ قط ورقة في حياته، مفتيا واخصائيا كبيرا في كل الأمور.

فيفقعنا كل صباح ذلك النائب السابق أو المرشح الحالي بتصريح اقتصادي خطير يحار في تفسيره ادم سميث وكارل ماركس معا، وفي الظهيرة يتململ العالم اينشتاين صاحب النظرية النسبية في قبره مما يسمعه منه من تقييم لتقنية المفاعلات النووية في المنطقة، أما في المساء والسهرة فيتفرغ المحروس حفظه الله لتصريحات عميقة حول التنمية والبيئة والبنى الاساسية وكيفية معالجة اشكالية ثقب الاوزون وأي من الخيوط انفع لرقعه.

وفي الدول المتقدمة تصبح قصص نجاح الشركات الكبرى ومدرائها أمرا يقتدى به ولا يفرح احد قط بفشل أو اخفاق هذه الشركة أو تلك، وتصنف عادة بعض الشركات الرئيسية بـ «انها اكبر من ان يسمح لها بالفشل أو السقوط»، اما في بلد الحقد والحسد فلا ينظر قط بإعجاب لكبار الاقتصاديين والمنجزين في كافة المجالات، بل نرى الحبور والسرور لتعثر شركات كبرى مثل جلوبل والدار وغيرهما مما يعمل لديها آلاف الكويتيين والوافدين، ولا حول ولا قوة الا بالله.

يدعي البعض ان الشركات المساهمة العامة لا تقدم شيئا للاقتصاد المحلي بعكس الشركات الاجنبية التي تدفع الضرائب، والحقيقة كالعادة هي أبعد ما يكون عن ذلك القول، فشركاتنا المساهمة التي يملكها للعلم مئات آلاف المواطنين الكويتيين، لا رؤساء مجالس اداراتها، تدفع 3 ضرائب لا واحدة للبلد: اولاها ضريبة مؤسسة التقدم العلمي، وثانيتها ضريبة الزكاة للفقراء والمحتاجين، والضريبة الثالثة هي تحملها لكافة تكاليف ومصاريف مشروع دعم العمالة الوطنية، وكفى افتراء على تلك الشركات.

وقد تمخضت قمة العشرين عن تخصيص مبالغ جاوزت المليار مليار دولار جديدة (تريليونا) لضخها في الاسواق المالية في محاولة اخرى لوقف كرة الثلج المتدحرجة ولإعادة الثقة بالاقتصاد المحلي والعالمي.

والواجب علينا بعد اقرار مشروع الاستقرار المالي ان يترك لمحافظ البنك المركزي والفريق الاقتصادي المختص مرونة الحركة، فلا احد يعلم بشكل مسبق حجم المبالغ اللازمة لايقاف التدهور ولنضع جميعا ثقتنا بكبار المختصين كحال الدول الاخرى، لا بيد من لا يعون تبعات مزايداتهم الانتخابية على أمن البلد والتي ستجعل ثمن وصولهم للكراسي الخضراء الاغلى في العالم كونه سينتج عنه تدمير للوطن.

آخر محطة:

بدأنا نصدق بالفعل ان بعض المزايدات التي سبق ان ساهمت في وقف عملية التنمية في البلد والتي تروم هذه الايام وقف مشروع الاستقرار الاقتصادي بهدف تدمير البلد، ليست مصادفة على الاطلاق، بل هي مواقف مدفوعة الثمن من قبل بعض الجهات المستفيدة من خراب الكويت وتخلفها. حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له، لا احد يصدق في هذه الاوقات العصيبة ان يحقق البعض نسب أرباح تبلغ عشرات الآلاف في المائـة (!)، والسر سهل وبسيط ويمكن لجميع الشركات الاخرى ان تقتدي به في غياب الرقابة، وملخصه استدخال اصول يملكها اعضاء مجلس ادارة الشركة المعنية بأثمان مضاعفة آلاف المرات، فما يساوي مليونا يسجل سعره بمئات الملايين، وهكذا، ولا عزاء للمصداقية في البلد.

احمد الصراف

فأرة سانتا باربارا والأشغال

تمتاز المجتمعات الغربية بأمور كثيرة تفتخر بها، وما يجعلها فريدة حالة الشعور بالإنسانية التي تطغى على تصرفات الفرد الغربي العادي في أي مجتمع كان، فطريقة تعاملهم بشكل عام مع الآخرين ومع الحيوانات والبيئة تتطلب منا تعلم الشيء الكثير منها.
في احد شوارع سانتا باربارا في ولاية كاليفورنيا، اعتاد المارة مشاهدة مواطن متشرد من ملتحفي السماء ليلاً ومتخذي الطريق بيتا، اعتادوا مشاهدته مع كلب وقطة وفأر يجرها خلفه، ولكن بوضعية غير اعتيادية، فقد نجح هذا الانسان، الذي اختار العيش بحرية من دون قيود ولا بيت أو سيارة أو زوجة وأبناء وضرائب وفواتير كهرباء وماء وغاز وتأمين، في خلق إلفة بين هؤلاء الأعداء التاريخيين وجعلها تعيش مع بعضها بعضا، فالفأر يجلس طوال الوقت على ظهر القطة التي تجلس بدورها بكسل واضح على ظهر الكلب، الذي اختار وصاحبه السير في طرقات المدينة، مسترقين نظر المارة المعجبين برؤية ذلك المنظر الفريد، طالبين من صاحبها التقاط الصور الفريدة لها ومعها مقابل دولارات بسيطة، والغريب ان أياً من الحيوانات الثلاثة لا تخاف من لمسها أو حملها واللعب معها.
الفيلم القصير والممتع عن هذه المجموعة الفريدة، الذي قام عمدة مدينة سانتا باربارا بتصويره ووضعه على «اليوتيوب» يستحق المشاهدة، ويمكن ذلك على الرابط التالي من دون تغيير في الحروف: www.youtube.com/v/D85yrlgA4NK
في جانب آخر، وعبر المحيط، دان كبير قضاة بريطانيا اللورد «وول» وسائل الاعلام البريطانية لقيامها بإطلاق تسمية «جريمة شرف» على الحالات التي تقتل فيها فتاة أو امرأة لمخالفتها عادات وتقاليد ذويها أو أقاربها!! ودعا اللورد «وول» الى الوقف الفوري لاستخدام هذه التسمية المضللة التي لا علاقة لها، حسب قوله، بالشرف على الاطلاق، مشددا على ان حقوق الانسان والحفاظ على مثله ومبادئه اهم من قضايا ومواضيع الشرف، وبالأخص شرف العائلة، وقد جاء هذا الهجوم غير العادي مع ازدياد عدد جرائم القتل في بريطانيا على خلفيات عائلية خاصة بين الجاليات المسلمة.
يذكر ان جرائم عدة ترتكب سنويا في الكثير من الدول الاسلامية، وبالذات باكستان، وفي عدد من الدول العربية، والأردن بالذات، التي تتساهل قوانينها مع هذا النوع من الجرائم، وقد تبين في حالات كثيرة وبعد الفحص الطبي، ان الفتاة التي اتهمت بتلويث شرف العائلة بريئة ولا ذنب لها.

أحمد الصراف