احمد الصراف

حسن حظنا بعادل القصار

قد يكون من حسن، او سوء حظنا، وربما حظ الزميل عادل القصار، اننا لاسباب عديدة لا «ننجح» دائما في قراءة كل ما يكتب، وربما لو فعلنا ذلك لكنا الآن غير ما نحن عليه، من نواح كثيرة!
كتبت قبل ايام مقالا انتقدت فيه بشدة السيد عبدالله النفيسي بمناسبة ما ورد على لسانه في ندوة عامة عن الكيفية التي يمكن بها لـ «فدائي باسل» منتم إلى القاعدة او إلى غيرها، القيام بتهريب بضعة ارطال من مادة الانثراكس السامة والقائها على تجمع سكاني في اميركا وقتل 330 ألفا منهم! وقد تجنبت نشر كل ما ذكره النفيسي في تلك الندوة لاسباب خاصة. وعلى الرغم من خطورة التحريض الذي ورد على لسان ذلك المحاضر، ونبرة التشفي التي كانت تطغى على صوته، فإن الزميل القصار لم يتردد في تأييد دعوة النفيسي، واصفا اياه بالتالي: «.. ان الانظمة (الحاكمة) تنزعج منه لما يحمله من كاريزما عالية في التنظير الاستراتيجي والتحليل المعلوماتي والتعبئة الجماهيرية..»! وأعترف بأن هذه اول مرة اقرأ فيها تعبير «كاريزما» عالية في التنظير، فهل اصبحت كلمة كاريزما، ع‍لى يد الزميل، تعني «معرفة» او قدرة مثلا، لا ادري؟ علما بان الكويت، وفي احلك ساعات تاريخها الحديث، لم يسبق لها ان رأت في شخص المعني بالوصف تلك «الكاريزما العالية في التنظير والتحليل المعلوماتي والتعبئة الجماهيرية»(!!)
ويستمر الزميل القصار في كيل المديح للسيد النفيسي ويصف دعوته التحريضية المتمثلة بإلقاء مسلم «فدائي وباسل» مادة الانثراكس على البيت الابيض، بساكنه الجديد الذي لم نعرف خيره من شره حتى الآن، ومن ثم قيام ذلك الباسل برفع عقيرته بالدعاء بألف الصلاة والسلام على حبيب الله محمد، يصفها بانها ذلك النوع من «التحريض الايجابي والمشرف الذي يشكر عليه»(!!)، فإذا كان هذا رأي القصار وهو يتلقى العلاج في مستشفيات اميركا، فما الذي كان سيقوله في اميركا، وفي وصف تلك الدعوة الارهابية لو كان يرقد في احد مستشفيات طهران او السودان مثلا؟
نعود إلى شريط السيد النفيسي ونقول ان النقطة الخطيرة الثانية التي تطرق إليها تتعلق بطلبه الواضح بضرورة قيام «اطراف ما» بقتل، اكرر بقتل الكتاب الصحفيين كافة الذين كتبوا ضد حماس وضد المقاومة! وهذا في نظره أمر، ويجب أن يتم فورا من دون محاكمة أو سؤال حتى! وللعلم يا عادل فإن دعوة النفيسي تعني قتل نصف زملائك في «القبس»، غير بقية الكتاب في الصحف الاخرى! فهل تعتقد حقا انك كنت بكامل وعيك عندما أيدت هذا المطلب الخطير الموثق، بالصوت والصورة، الذي لا نعرف لماذا لم تتحرك السلطات للنظر فيه!؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

سلط ملط

الدولة ترتدي قميص نوم شفافاً يكشف جميع مفاتنها، والجمهور المسطول مستمتع ومنشكح! جزء كبير من سكرتارية مديري مصافي النفط من المقيمات، وهنّ على اطلاع على تفاصيل التفاصيل النفطية، والنفط هو بابا وهو ماما بالنسبة للكويتيين، وهو المعيل الوحيد لنا، وإذا مات معيلنا فسنشحت على باب السيدة.

وجزء كبير من موظفي إدارات الجنسية والجوازات وتنفيذ الأحكام وإدارات أخرى مهمة جدا في وزارة الداخلية من المقيمين العرب، وملفاتنا أمامهم كالبوفيه المفتوح ينتقون منها ما لذ وطاب لعيون الأحباب! حتى وزارة الدفاع، جزء كبير من موظفيها الإداريين من المقيمين العرب، وهؤلاء يعرفون عن الضباط والأفراد كل ما يخطر وما لا يخطر على بالي وبالك، يعرفون كل شيء عن أسرة الضابط وأنواع أمراضها، وأين يسكن هذا الضابط، وأين سافر في هذا الصيف وذاك الشتاء، وعلى متن أي خطوط جوية. وهؤلاء المقيمون يدخلون المواقع العسكرية بصفة رسمية بحكم وظائفهم، ثم نقرأ اللوحات التحذيرية أمام المواقع «ممنوع الاقتراب والتصوير»! اقتراب مين وتصوير مين بعدما طارت الطيور بأخلاقها؟

وزارة الشؤون كذلك تفيض كأسها بالمقيمين، اشي أحمر على أزرق على أخضر على بمبي، وهؤلاء يعرفون عدد الأسر الكويتية التي تتقاضى معونات اجتماعية، وكم تتقاضى، ولماذا. وبعض سفاراتنا كذلك تمتلئ بالمقيمين، وبعض إدارات وزارة العدل يسيطر عليها المقيمون الذين يعرفون كل الجنح والجنايات وأسماء مرتكبيها وعوائلهم وفضائحهم، وغيرها وغيرها وغيرها من دهاليز وحواري الكويت وخطوطها السريعة.

وأنا هنا أتحدث عن الوظائف الإدارية لا التخصصات الفنية النادرة. ولو كانت الكويت تعاني نقصا في عدد الموظفين الإداريين لقبلنا العذر على مضض، لكن ديوان الخدمة المدنية يزدحم بالمواطنين المقيدين على كشف انتظار الوظائف. شوف العجب! يا سيدي نحن في دولة يخجل من عُرْيِها رواد شواطئ العراة، دولة تتمشى في الأسواق سلط ملط، ونحن شعب لا يهمنا أن يبطحنا الغريب أرضا، المهم هو أن يبطح بعضنا بعضا، وربع تباطحوا ما ذلوا، وأشهد بالله أن «ردانا» غير قابل للمساومة.

والمفارقة المضحكة أن المقيمين يكتمون الأسرار أكثر من الكوايتة أنفسهم! فالكوايتة شعب مخرخر، بدءا من الوزراء ومجلسهم -الذي تتسرب تفاصيله قبل أن ينفض- إلى أصغر موظف، إلا ما ندر.

ومجلس الوزراء هو مؤسسة لا تكر ولا تفر، ووجودها مثل عدمه، الخالق الناطق، وأظن أن عدمها أرحم. جربوا الحياة بلا حكومة، جربوا مثلا أن نرسل الوزراء كلهم على حسابنا «علاج بالخارج»، بعيد الشر، سوف لن ينقصكم شيء سوى قبعة ودشداشة الشيخ محمد الصباح -نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية- اللتين يرتديهما كل سنة مرة في مزرعة «عزايز». ولم يصعب عليّ حال أحد كما صعب عليّ حال هاتين المسكينتين، القبعة والدشداشة، ولو أنهما تحدثتا لصرختا طلبا للتقاعد بعد خدمة دامت أكثر من سبع وتسعين سنة، أي منذ أن كنت أنا في ثالثة متوسط، في مدرسة عبد الرحمن الدعيج وهو يرتديهما! ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء يا طويل العمر واعتقهما لوجه الله تكفى.

* * *

بدءاً من اليوم سيتغير بريدي الإلكتروني من «الياهو» المجاني ابن المجاني، إلى بريد «الجريدة» الإلكتروني المدفوع الأجر، كما هو واضح في أعلى المقالة.

سامي النصف

أميركا بين أعدائها وأصدقائها

الدول كالافراد يعرف مسارها وشخصيتها من أصدقائها كما يعرف من اعدائها، فإن صادقت الاشرار وعادت الخيرين كانت دولة شيطانية شريرة، وان صادقت الخيرين وعادت وحاربت الاشرار من طغاة وقتلة وارهابيين كانت دون شك خيرة يفخر بها تاريخنا الانساني.

طبقا للمعادلة المنطقية السابقة يمكن لنا تقييم الولايات المتحدة التي قامت في بدايات القرن الماضي بالتصدي لمحور الشر المكون من الاباديين هتلر وموسوليني والطغمة العسكرية الحاكمة في اليابان ممن ساموا شعوب الدول التي ابتليت باحتلالهم البغيض العذاب وارسلوهم لافران الغاز وخنادق القتل الجماعي، ومع نهاية الحرب الكونية الثانية أنشأت الولايات المتحدة منظومة حقوق الانسان وتصفية الاستعمار للدفاع عن شعوب العالم المستضعفة.

وفي المرحلة اللاحقة تصدت أميركا للطاغية ستالين ولمحور الشر الذي يمثله كما ارسلت جنودها لتحرير كوريا الجنوبية من غزو الطاغية كيم ايل سونغ وساهمت في ازدهارها وقد اثبتت السنون صحة ذلك المسار عبر ما نراه من مجاعات تجتاح كوريا الشمالية بسبب نظامها القمعي الابادي الذي يزمع هذه الايام تسليم سدة الحكم وعرش الجماجم لحفيد الطاغية الاول بعد ان سلمه لابنه.

كما تصدت الولايات المتحدة لقوى الاستعمار القديم الاوروبية فوقفت ضد بريطانيا وفرنسا ابان حرب السويس مما عجل بانحسار ذلك الاستعمار واستقلال الدول التي يحتلونها وواصلت أميركا دعمها الفاعل لشعوب العالم المستضعفة فشجعت ثورات الاتحاد السوفييتي وافغانستان ودول اوروبا الشرقية حتى حصلت على استقلالها والحال كذلك مع الشعوب التي حكمتها منظومات عسكرية قمعية موالية للغرب فشهدنا تساقط تلك الانظمة في ايران والسودان والفلبين وبنما وزائير وتاهيتي وغيرها بدعم من الولايات المتحدة إعلاما وأجهزة.

وشهدنا في منطقتنا تصدي الولايات المتحدة للانظمة القمعية كحال صدام وامثاله فبعضهم سقط والباقي سيسقط ويهزم في القادم من الايام كما تصدت في الوقت ذاته للجماعات الارهابية التي تخدع السذج والمغفلين وتتسبب في قتل الابرياء من شيوخ واطفال ونساء كمنظمات القاعدة وحزب الله وحماس والزرقاوي ومقتدى الصدر ومن دار في فلكهم التدميري وقد تصدت قبلهم لمنظمة شبيهة بهم هي الخمير الحمر الكمبودية التي يحاكم قادتها هذه الايام على جرائمهم.

وبالمقابل لأميركا اصدقاء يتشاركون جميعا في انهم رواد الرفاه والازدهار والتنمية في العالم كدول غرب اوروبا وشرق آسيا ودول الخليج ومصر والمغرب والاردن والبرازيل وتركيا والارجنتين والهند والصين الجديدة مما يظهر بشكل قاطع ان أميركا سلم لمن يهتم برفاه وتنمية شعبه وهي حرب ضارية على الطغاة والقمعيين، وتلك هي شمس الحقيقة التي لا تغطيها اكاذيب وتخرصات غوبلزات العصر امثال هيكل وعطوان والمسفر والبكري وغيرهم من ايتام صدام واطفال كوبونات النفط العراقي المغرية.

آخر محطة:
ورث كاسترو الحكم لأخيه ليكمل مسار تدمير بلده، ويزور ويزيف هذه الايام الطاغية الفنزويلي شاڤيز الانتخابات ليكتم انفاس شعبه للابد، كما اظهرت الانباء الموثوقة استيلاء بعض القادة الثوريين في المنطقة ممن يدعون التواضع والتدين على مئات المليارات من ثروات شعوبهم خلال الخمس سنوات الماضية، ولا عزاء بعد ذلك للاغبياء.

سعيد محمد سعيد

هؤلاء البشر… «ملائكة» البحرين

 

تعجب أشد العجب، حينما تستمع إلى قصة من أغرب القصص عن مواطن أو مواطنة أو أسرة بحرينية تعيش وكأنها في مكان ناءٍ معزول عن حياتنا اليومية!على رغم أن بلادنا صغيرة ويعرف الناس بعضهم بعضا، لكنك حين تستمع إلى قصة من تلك القصص، يخيل إليك وكأنما هناك بشر لهم عالمهم الخاص، ومقدرتهم النادرة على تحدي الظروف.

لكن على أية حال، فإن تلك القصص، وعلى رغم ندرتها، إلا أن فيها عِبَر كثيرة، ودروس عظيمة المعاني، من المفيد أن يعرفها الناس، وخصوصا من يمرون في ظروف مشابهة، فلدينا هنا قصة سيدة بحرينية توفي زوجها لتواجهها بعد وفاته ظروفا معيشية صعبة، لكنه الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتسلح بالإرادة القوية لتخطي الأوقات العصيبة… فحمل مسئولية الأسرة المكونة من ستة أبناء لم تكن سهلة إطلاقا، فيما كان الموقف الأصعب والأقسي هو اكتشاف إصابة الأم بنوع من أشد أنواع سرطان الثدي، ليبدأ فصل جديد من المعاناة، لكن الأسرة التي آلمها ما حل بالأم الحبيبة، تعلقت برحمة الله سبحانه وتعالى، وكان القرار الأصعب هو إجراء العملية للوالدة لاستئصال الثدي في ظل ظروف مادية صعبة بعد وفاة الوالد وتسديد ما عليه من ديون… اجتمع الأبناء والبنات حول الأم يشدون من أزرها وتشد من أزرهم حتى جاء موعد إجراء العملية التي تمت بنجاح ولله الحمد، وعلى رغم الظروف الصعبة التي عاشتها الأسرة بسبب صعوبة حال الأم الصحية، والمعاناة والألم طيلة علاج الأم بالعلاج الكيماوي لأشهر طويلة، إلا أن رحمة الله شملت الأسرة وحلت المعجزة الإلهية بشفاء الأم من المرض، وكانت الصورة الأجمل هي التفاف الأهل والجيران والمعارف حول الأسرة.

الأمر الملفت، أن تلك المواطنة تسلحت بطاقة من الصبر والتحمل كانت لها العون في تجاوز الكثير من المحن، وعلى رغم أنها مرت ببعض المراحل التي كادت تحطم معنوياتها ومنها تعرضها في شبابها لمرض جلدي نادر غيّر بشرتها، ولم تنفع معه العلاجات المكلفة، إلا أنها رضيت بنصيبها، وكانت قلقة من أن يؤثر المرض على علاقتها بزوجها طيلة وجوده على قيد الحياة، وهو الذي وقف معها وشد أزرها، كما أنها تأثرت بطبيعة الحال لنظرة المجتمع لها نتيجة إصابتها بالمرض، لكن ذلك لم يؤثر على اندماجها بشكل طبيعي في ممارسة حياتها الطبيعية، وكانت تواصل الدور الاجتماعي في المشاركة مع أهل القرية في الأفراح والأتراح على رغم عدم تقبل البعض لها.

هذه المواطنة، تمكنت من تربية أبنائها خير تربية على رغم ما واجهته في حياتها، وعلى رغم ظروفها المعيشية الصعبة، إلا أنها لم تهتز يوما حتى لا تتأثر أسرتها، وهدفها أن تواصل كفاحها من أجل أبنائها.

هذا الصنف من البشر، هم «ملائكة» البحرين الطيبة… يكافحون من أجل أن يقدموا للمجتمع أفرادا يعرفون معنى العطاء، مهما قست عليهم الظروف

محمد الوشيحي

رد على ترفق بلحانا يا مرزوق الغانم

اليوم «آمال» ستكون بقلم النائب الفاضل مرزوق الغانم:

الأخ/ خالد هلال المطيري المحترم

رئيس تحرير جريدة «الجريدة»

تحية طيبة وبعد،

بالإشارة الى المقال المنشور في الصفحة الاخيرة من عدد يوم الثلاثاء الموافق 17/2/2009، في جريدتكم الغراء، بقلم الكاتب المحترم محمد الوشيحي بعنوان «ترفق بلحانا يا مرزوق الغانم» أرفق لكم ردا على المقال المذكور، راجين التكرم بنشره في نفس مكان المقال، وذلك عملا بحرية الرد المكفولة لي والتي ينص عليها قانون المطبوعات والنشر.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،،،

مرزوق علي الغانم

الأخ الفاضل / محمد الوشيحي

أكتب إليك ردا على مقالك الأخير الذي نشرته «الجريدة» يوم الثلاثاء 17/2/2009 تحت عنوان «ترفق بلحانا يا مرزوق الغانم»، علما أنه ليس من عادتي الرد على كتاب الرأي لإيماني بحقهم المطلق في توجيه سهام النقد للشخصيات العامة، ولكني حرصت هذه المرة على الرد احتراما لحق القارئ في معرفة المعلومة الصحيحة من جهة، وحرصا على حقي في دفع المعلومات غير الصحيحة وما ينجم عنها من استنتاجات ظالمة من جهة أخرى. أضف إلى ذلك انك من الكتاب الذين أحترمهم وأقدرهم وأعلم يقينا بأنه لا يحرك قلمك إلا قناعاتك التي ترتكز على المصلحة العامة دون غيرها.

أبدأ بما أبديته من استغراب لاختلاف رأيي في مشروع قانون الاستقرار المالي عن رأي غرفة تجارة وصناعة الكويت ممثلة بتصريح السيد الوالد أطال الله في عمره مع كامل الاحترام وأظن أنها نقطة تحسب لي وليست علي، وأود أن أؤكد لك أنني تربيت في كنف الوالد على الحرية وفضيلة الاختلاف، لاسيما أنه سبق للوالد أن نال شرف تمثيل الأمة أيضا ويعرف تماما ما تعنيه هذه المسؤولية من التزام تجاه كل المواطنين، وما تفرضه من مراعاة للمصلحة العامة ليس إلا.

أما عن رأيي في القانون ومع كل الاحترام والتقدير لمحافظ البنك المركزي ولكل من شارك في صياغة وتعديل مشروع قانون الاستقرار المالي، فإني آخذ على هذا القانون ما يعطيه من تفويض تشريعي كامل للبنك المركزي لينقله من مؤسسة حكومية رقابية إلى مؤسسة تشريعية إن صح التعبير. وأنا هنا لا أعترض على مبدأ السلطة التقديرية للبنك المركزي، ولكن أعترض على إطلاقها دون تعريفات محددة واضحة، واعتراضي هذا يحمي الاقتصاد والبنك المركزي ذاته. ومن جهة أخرى أرى أن مشروع القانون قد ترأف كثيرا دون مبرر في عقاب من تعمد التلاعب والتدليس.

أما عن قولك بأنني أريد إنقاذ شركاتي الخسرانة، فالشركة الوحيدة التي أرتبط بها وأتشرف برئاسة مجلس إداراتها منذ تأسيسها هي شركة بوبيان للبتروكيماويات، التي أفخر بملاءتها ونتائجها ونشاطها التشغيلي، وهي ليست بحاجة للاستفادة من أي قانون جديد، أما إن قصدت علاقتي غير المباشرة بالأنشطة والشركات العائلية، فأنا قد أديت قسما مغلظا أمام الله والشعب والضمير، وهو قسم يحميه إيماني وتحفظه عقيدتي وتفرضه أخلاقي وتربيتي، ولست على استعداد لجرح هذا كله بمال العالم كله. وبالتالي أعرف تماما كيف أدرأ عن نفسي شبهات تسخير تمثيل الشعب لتحقيق مصلحة خاصة، وفي الوقت ذاته أرفض أن أكتم شهادة الحق مخافة التفسير الخاطئ أو المغرض.

العزيز أبا سلمان… لم توفر الدولة خلال السنوات الماضية أي فرص استثمارية تتيح للمواطن استثمار مدخراته في غير العقار والأوراق المالية، فهي لم تطرح مشاريع تنموية كبيرة أو مشاريع استثمارية ضخمة تمتص مدخرات صغار المستثمرين لتكون استثمارا آمنا لهم ومفيدا لوطنهم، ما أدى إلى توجه معظم مدخرات المواطنين وخصوصا صغار المستثمرين إلى سوق الكويت للأوراق المالية، وجعل عدد المواطنين المساهمين في مختلف الشركات المدرجة يزيد على سبعمئة ألف مساهم، لذلك من أجل المواطن ومنع تبخر مدخراته علينا أن نقدم البديل، فليس من المنطق أن ترفض حلاً دون أن تقترح بديلاً له، وهذا منهج التزمت به وسرت عليه، ولذلك سأتقدم وزملائي المحترمين بتقديم تعديلات على مشروع قانون الاستقرار المالي، ويبقى لمجلس الأمة أن يأخذ بما تقره أغلبية أعضائه.

أما التعديلات التي ننوي تقديمها فتتلخص في ثلاثة محاور: آليات محددة وواضحة لدعم الوحدات الاقتصادية المستحقة، وتغليظ العقوبات على المتلاعبين، ومساعدة المواطن الذي تأثر بالأزمة دون خرق المبادئ الشرعية وأسس العدالة والشفافية. وأعلم يا أبا سلمان أنها مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، ويجب أن تخضع للغة الأرقام، ونحن نعكف على دراسة هذه التعديلات لتقديمها بأسرع وقت ممكن.

العزيز أبا سلمان… تعلم بأن صلاح الفرد أو فساده غير مرتبط بانتمائه العائلي أو القبلي أو الطائفي أو الجغرافي أو الطبقي، إنما يرتبط بسلوكيات الفرد وممارساته، لذلك أرجو أن يكون حكمك مبنيا على هذه القاعدة.

ختاما وبعد الاعتذار عن الإطالة تمنيت أن تكون لك لحية يا صديقي لأترفق بها. ولكن لك قلم أرجو أن يترفق بالحقيقة، ودمت صديقا.

أخوك / مرزوق علي الغانم

* * *

أقول للصديق مرزوق الغانم بعد شكره على التوضيح:

«بيدي لا بيد عمرو حلقت لحيتي»… يا أبا علي.

سامي النصف

زاد المسافر وسيوة وشاطئ الغرام

مصر جميلة بمناخها وطيبة اهلها واماكنها السياحية المتعددة التي تستحق الزيارة وقد قررت والزميل صالح الشايجي الذي اصبح يحمل لقب «مجاور النيل» ان نزور بعض ارجاء مصر المحروسة للاطلاع على احوالها وكانت نتيجة تلك الزيارات موجبة.

كانت زيارتنا الاولى برفقة الزميل العزيز اسامة الغزولي للقرية البيئية المسماة «زاد المسافر» التي اقامها الاعلامي عبده جبير في احضان الفيوم الخضراء بعد عودته من الكويت، ويمكن لزائر القرية ان يقيم بها وان يستمتع بالطبيعة والأكل الشهي من بط وسمك وفراخ غير ملوثة بالمبيدات وكل ذلك بسعر مغر جدا والقرية مليئة بالسائحين الاجانب الذين يعجبهم هذا النوع من الحياة.

ثم توجهت والزميل «مجاور النيل» الى مرسى مطروح وأقمنا في فندق سان جيوفاني الساحر الذي يقع على شاطئ الغرام حيث الصخرة التي غنت عليها الراحلة ليلى مراد اغنيتها الشهيرة «احب اتنين سوا، الميه والهوا» وقد سمي الشاطئ والشارع باسم الفيلم، وفي مطروح فندقان آخران هما الماظة وكارلوس ويقعان على شواطئ بيضاء وبحور متعددة الالوان وجميع تلك الفنادق تصنف بخمس او حتى سبع نجوم.

وارتحلنا برفقة صديق من مرسى مطروح هو السيد عبد بونويجي الذي ينتسب لقبيلة اولاد علي الى واحة «سيوة» الشهيرة التي تقع على بعد 300 كم من مطروح والواحة جميلة وتستحق الزيارة بعد انتهاء الاعمال في الطريق المباشر لها من القاهرة والذي سيختصر المسافة الى النصف وقد لاحظنا كثرة السائحين الاجانب فيها وتشتهر الواحة بتمورها وزيتونها ومياهها المعدنية ورمالها الساخنة التي تشفي امراض الروماتيزم.

ومما يحسب بالقطع لعهد الرئيس محمد حسني مبارك العمل الدؤوب والمتواصل لانشاء بُنى اساسية من طرق سريعة وخدمات ومدن متطورة على طول الطريق من القاهرة الى الاسكندرية وصولا الى مرسى مطروح وقد توقفنا في احد تلك المشاريع في طريق عودتنا للقاهرة والحقيقة ان ما شاهدناه من مروج خضراء وملاعب غولف ومطاعم ووسائل ترفيه يجعل تلك المنتجعات تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة و.. عمار يا مصر، غيرك يدمر وانت تبنين.

آخر محطة:
زرنا ابان زيارتنا للقناطر الخيرية قرية «سنتريس» المجاورة التي ينتمي اليها «الدكاترة» زكي مبارك وقد سعدت بمشاهدة بيته ومكتبته وقريته التي كنت اتابع ما يكتبه عنها في مقالاته بمجلة «الرسالة» المصرية في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي.

احمد الصراف

أحلام هيفاء السقاف

«شبعنا اضطهادا وخوفا وذلا، نقول لأعرابكم: ألف كلا، فلسنا متاعا لكم قانعات، ولسنا لأمثالكم ساجدات. عصور الجواري طوتها السنون، فهل نحن في شرعكم جاريات؟ إلى الخلف عودوا كما تشتهون، فلسنا لأغلالكم عائدات!»

(من مقال لـ«هيفاء السقاف»)

***
وقفت الدراجة النارية، التي كانت تستقل رجلين ملتحيين، في احد شوارع «كابول» بمحاذاة فتاتين في عمر الورد، وكان الوقت صباحا وشديد البرودة، وسألهما احد الرجلين عن وجهتهما، فما ان اجابتا بأنهما في طريقهما الى المدرسة، حتى اخرج احدهما من جيبه لعبة على شكل مسدس بلاستيكي وصاح «الله أكبر» ورشّ الفتاتين بزخات من سائل شفاف من المسدس، ومع تعالي صراخ الفتاتين، ولّيا هاربين، فقد كان السائل الشفاف «ماء نار» تكوي الجلد!
ترقد المسكينتان (شفيقة وسكينة) الآن في احد مستشفيات كابول، حيث تتلقيان علاجا على يد اطباء اميركيين، وذكر مصدر في المستشفى بأن الشقيقتين سيسمح لهما بالخروج خلال اسابيع قليلة، بعد اجراء جراحات تجميل لهما، وان كبراهما فقدت بصرها الى الابد!
تكرر وقوع مثل هذه الجريمة في شوارع مقاطعات افغانية عدة، وبالذات في المناطق التي تقع تحت سيطرة عصابات «طالبان». كما جرى تفجير مبان عدة لمدارس مخصصة للبنات، ومنع، تحت التهديد بالقتل، اصحاب مدارس اخرى من فتح ابوابها، وكل ذلك بغية وقف الحركة النشطة لتعليم الاناث التي تسارعت مع دحر قوات طالبان التي كان منع تعليم البنات اولى مهماتها فور سيطرتها على افغانستان قبل سنوات عشر تقريبا، بحجة ان تعليمهن مخالف للشرع الاسلامي. ومن الواضح ان بقاء البنات من غير تعليم يسهل عملية سيطرة الرجل «المتدين» عليهن مستقبلا، ومعاملتهن كالجواري. واكاد اجزم ان غالبية الكتّاب، سواء في «القبس» او غيرها، من المنتمين للتيارات الاسلامية، لم يعيروا اخبار هذه الاعتداءات في افغانستان وبعض مقاطعات باكستان المحاذية لها اية اهمية، هذا اذا لم يكن البعض منهم يؤيدها علنا او سرا. ومن المستبعد ان نقرأ نقدا لمثل هذه الجرائم في اي من الزوايا والتكيات الصحفية لهؤلاء، خصوصا المغالين منهم في تدينهم، فنقد حركة طالبان، بالرغم من كل جرائمها في حق شعب افغانستان والبشرية، امر مستبعد بعرف هؤلاء، وهنا يكمن الفرق بين روحية المتدين ونظرته إلى الآخرين، ونظرة المثقف الملتزم الدفاع عن القضايا الانسانية، ولا ندّعي شرف الانتماء إليه بالضرورة!
نعود إلى مقدمة المقال وكلمات السيدة هيفاء السقاف، التي تقطر حزنا، بالرغم من لهجة التحدي التي تغلف كل حرف فيها، ونتمنى حقا لو انها تمثل ولو جزءا من الواقع المرير الذي تعيشه المرأة المسلمة في الخليج وباكستان وافغانستان وايران.
وفي مقابلة اجرتها اذاعة الـ«بي بي سي» مع الحائزة جائزة نوبل للسلام السيدة شيرين عبادي، الايرانية الجنسية، بمناسبة مرور 30 عاما على «الثورة الاسلامية» في وطنها، ذكرت أن قادة الثورة قاموا في الاشهر الخمسة التي تلت نجاحها بإلغاء كل المكتسبات التي حصلت عليها المرأة اثناء حكم الشاه، حتى قبل صدور دستور البلاد وانتخاب رئيس للجمهورية الوليدة حديثا، وانها شخصيا عُزلت من منصب القضاء الذي كانت تتولاه في ذلك الوقت، على الرغم من تأييدها للثورة، بحجة انها امرأة، ولا يجوز، بعرف آيات الله، لبنات جنسها تولي منصب القضاء (!!) وقالت إن جميع القوانين المساندة للمرأة، كالحضانة والنفقة وتقييد حق الزواج بأكثر من واحدة وغيرها الكثير، أُلغيت بأوامر شفهية من «الولي الفقيه»، من دون سند قانوني، او حتى انساني، ولا يزال الحظر ساريا!
كنت اتمنى يا عزيزتي الرائعة هيفاء ان اشاركك احلامك، ولكن الواقع المؤلم والمر والمأساوي الذي تعيشه المرأة في منطقتنا لا يسمح لي حتى بمجرد الحلم… فاعذريني!

أحمد الصراف

سامي النصف

نحو تعريف جديد للبطل العربي

تمر علينا هذه الأيام ذكرى استشهاد أحد أبطال العرب الكبار ونعني الشهيد رفيق الحريري الذي من علامات ورموز بطولته انه أوقف الحرب الأهلية في لبنان عبر تبنيه لمشروع اتفاق الطائف في وقت يفخر فيه الآخرون من لوردات الحرب اللبنانية بإشعالها وتدمير وطنهم الثاني.. المائة!

ويحسب للشهيد الحريري انه عمّر لبنان الذي خرّبه منتقدوه، وحقنه لدماء أبنائه في وقت يبني فيه الآخرون عروش زعمائهم على جماجم الأبرياء من مواطنيه، ولم يعرف عن الشهيد انحيازه او تعصبه الديني أو الطائفي في وقت يفخر فيه منافسوه بانتماءاتهم الدينية والطائفية المدمرة.

وكما أنقذ الشهيد البطل الحريري لبنان من مأساته في حياته، استطاع عبر استشهاده وبعد مماته أن يحرر بلده من الاحتلال وان يوقف من عملية تسجيل قضايا الاغتيالات ضد مجهول عبر إشراك العالم أجمع في إصدار القرارات الأممية التي ستتأكد من عدم ذهاب تلك الجرائم دون عقاب كما هو الأمر المعتاد في لبنان.

إننا في حاجة هذه الأيام لتعريف جديد للبطل العربي بعد امتلاء تاريخنا المعاصر بالطغاة والقتلة والمغامرين والغزاة ممن أحالوا هزائمهم النكراء إلى انتصارات وهمية كاذبة، ونحتاج توازيا لتعريف جديد لمفهومي الهزيمة والانتصار في قاموسنا العربي.

فأي انتصار هذا الذي تم في غزة وقد سُفكت دماؤنا لا دماء الخصم، وهدمت مبانينا لا مبانيهم، وحوصرت أرضنا لا أرضهم، وعاش أهلنا في العراء والجوع والبرد القارس بينما يعيش مواطنوهم في البيوت والمستوطنات الدافئة والآمنة، كما تيتم أبناؤنا لا أبناؤهم وترملت نساؤنا لا نساؤهم وثكلت أمهاتنا لا أمهاتهم؟ إن كان هذا هو الانتصار بالمفهوم العربي والإسلامي فمرحى مرحى بالهزائم التي لن تكون بالقطع أسوأ من تلك الانتصارات.

آخر محطة:

تسببت الانتصارات المتتالية المذهلة في تحول الإسرائيليين إلى التوجه اليميني المتطرف الرافض لمبدأ الدولتين والمشجع لعمليات الاستيطان، وهيك نصر لن ينتج عنه إلا.. هيك نتيجة. هذه النوعية من الحروب تجعلنا نُصر على خيار السلام والاعتراف بإسرائيل، لا حفاظا على وجودها بل على وجودنا قبل ان نتحول إلى أمة عربية منقرضة.

احمد الصراف

الأصول الفارسية والعمالة الغربية

يحلو لبعض المعقبين او المعلقين على ما اكتب، وخصوصاً في المدونات والمواقع والصحف الالكترونية، الغمز واللمز من قناة اصولي، او مذهبي الديني، وتكرار وصفي بالفارسي العنصري او بالمتخفي بالتقية، او بالصفوي عميل السفارة الايرانية. ويرفعون احيانا «قدري» فيتهمونني بالعمالة لأميركا والغرب. ولو علم هؤلاء حقيقة ما في داخلي وعقلي وفكري لما ترددوا في شق جيوبهم، وربما حتى سراويلهم، كمدا بسبب سوء ظنهم وسقم رأيهم!
لا انكر اصولي الفارسية، وجميل ان ينتمي الواحد منا إلى حضارة رائعة مثل حضارة الفرس، بكل ما قدمته للبشرية والحضارة الانسانية في ميادين الرسم والنحت والشعر والغناء والطرب والبناء والخط والطب والفلسفة والمعمار والطبخ وغير ذلك الكثير، وهنا نتوقف ونضع حدا فاصلا بين التمني والواقع، خصوصاً بعد ان عاث الملالي في تلك الحضارة، وقلبوا الكثير من روائعها إلى حظائر.
ولكن كيف يمكن ادعاء الانتماء إلى حضارة نحن منها على كل هذا البعد والفراق، خصوصاً بعد ان تشرّب الواحد منا، طوال حياته، ثقافة شبه الصحراء هذه بكل حلوها ومرها، واصبح جزءا من هذه الارض، شاء ذلك او ابى، هو او غيره! فالانتماء، بالرغم من سهولته النسبية، امر بالغ التعقيد لمن يحترم نفسه وعقله ويعرف قدراته وحقيقة مشاعره. فكيف يمكن ادعاء الانتماء إلى حضارة لا نعرف لغتها ولا نشعر بما يشعر به اهلها، ولا يهزنا ما يهزها غير اغنية هنا وتنهيدة هناك، مثلهم مثل اي شعب آخر يمتلك الكثير ليعطيه للعالم، ولكن هذا لا يعني ان العالم ينتمي إليهم لمجرد اعجابه بما يقدمونه. وعلى هذا الاساس يمكن القول ان الانتماء ليس جواز سفر او اسما او حتى جنسية او مذهبا او دينا محددا، بل لغة وفهم وتلاحم بيئي وثقافي ومشاعر شتى. وهذه المشاعر التي اشعر بها، ويشعر بها الآخرون بطبيعة الحال، هي التي تجعلني «كويتيا» اكثر بكثير ممن يحاولون الطعن في وطنيتي وانتمائي. فأنا اكثر صدقا واخلاصا لوطني منهم، ولا احتاج إلى شهادة احد هنا. فهؤلاء السفهاء الذين استمرأوا مهاجمة كل من لا ينتمي إليهم، وإلى فكرهم المتخلف، سواء القبلي او الطائفي منه، لديهم عقد نقص هائلة لا يمكن التنفيس عنها الا بمهاجمة من هو افضل منهم. فرائحة تراب هذه الارض وعبق تراثها اللذين تشرّبتهما عروقنا هما اكثر قوة من كل خيال ووصف، وهما الاساس والاصل، ولا يعلو عليهما اي امر آخر، لا العروبة ولا القومية ولا الفارسية ولا اي شيء آخر. ومن فشل في ان يكون مواطنا منتميا، مثل اولئك الذين قبلوا بالمشاركة في مؤامرة دينية في الشيشان او حرب قبلية في افغانستان او حتى مقاومة وطنية في غزة، فليس مؤهلاً اصلا للحكم على مشاعر الآخرين الوطنية! فمن فشل في ان يكون مخلصا لوطنه، يفشل حتما في ان يكون محللا لأي امر صالح آخر، وهذا مصير كل اولئك الفاشلين الذين يعشقون وصف انفسهم، او وصف الآخرين لهم، بــ «المجاهدين». فأسامة بن لادن مجاهد، والملا عمر مجاهد، والزرقاوي مجاهد، ومحمد عطا مجاهد، مع جيش آخر صغير من الكويتيين والسعوديين والجزائريين والمصريين وغيرهم الكثير، وما أكثرهم وما اقل نفعهم لأمتهم واوطانهم واسرهم والبشرية جمعاء! ولو تفحصنا خلفيات جميع، ربما لا احد يستحق الاستثناء، من حارب خارج حدود وطنه، دفاعا عن معتقداته او آرائه او تلبية لنداء شيخه او معلمه، لما وجدنا بينهم مواطنا صالحا واحدا بالمفهوم الانساني المتعارف عليه! فكيف يمكن ان نطلق وصف فدائي او مجاهد مثلا على من ترك وراءه زوجة وابناء رضّعاً ليذهب إلى العراق او أفغانستان ليقاتل، وربما ليقبض عليه ويسجن او يقتل هناك؟ من الذي سيطعم زوجته وابناءه من بعده؟ ومن سيربي ويعلم ايتامه ويوقف جريان عجلة التخلف المتمثلة في الجهل والفقر والمرض؟ وهل الموت في سبيل العقيدة سينقذ اطفال هؤلاء «المجاهدين» من كل امراض المجتمع؟ ألم تنجح الكثير من قوى العالم من صليبيين واتراك عثمانيين وفرنسيين وبريطانيين واسرائيليين وغيرهم في التحكم بمقدرات شعوب المنطقة على مدى اكثر من الف عام لا لشيء الا بسبب تخلف شعوبها وقلة حيلتها الناتجة عن جهلها؟ فمن الذي سيوقف انهيار مجتمعاتنا ان فشلنا في ان نصبح حتى نصف مواطنين صالحين؟ اسئلة عديدة ستبقى لعقود من دون جواب، لأن من يمتلك الاجابة لا يود الادلاء بها!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

ترفق بلحانا يا مرزوق الغانم

لأمر رباني «تنمّل» رجلي اليمنى عندما يحدثني أحدهم عن الاقتصاد، لكنني رغم ذلك أفك الخط وأنط الشط الاقتصادي. وبعدما علمت بأن النائب مرزوق الغانم (وهو صديق مال أنا) في صدد تقديم تعديلات على مشروع محافظ البنك المركزي، حككت رأسي بحثا عن سبب اختلاف رأي صديقنا النائب مع رأي غرفة التجارة والصناعة التي أيدت «مشروع المحافظ»، ولم أجده! يا للهول، على رأي يوسف وهبي، مرزوق الغانم يخالف رأي غرفة التجارة التي يرأسها والده الفاضل علي الغانم؟ كيف؟

ثم إن النائب مرزوق الغانم متضرر بصورة مباشرة، وإذا تقدم بتعديلات فبالتأكيد ستكون عينه اليمنى على شركاته الخاصة وعينه اليسرى على مؤسساته الخاصة، وهنا لندن! وهو، أي النائب مرزوق الغانم، ومن باب الحياد كان قد انسحب من عضوية إحدى اللجان عندما تبين له أن قريبه أحد المعنيين بالأمر، فكيف يتقدم الآن بتعديلات بينما هو نفسه، قبل أقربائه وأصدقائه، متضرر وسيارته مدعومة من الجنب؟ الشبهة هنا مصلعة برأسها الكريم يا صديقي.

يا أبا علي، إذا كان «مشروع المحافظ» -وهو الذي يخرخر شبهات وأخطاء، ويضع زمارة رقبتنا في يد محافظ البنك المركزي- لا يسد رمقكم، فبالله عليك ما الذي تنوي فعله أنت وصاحبك النائب علي الراشد بالأموال العامة، خصوصا أنكما تعتقدان أن مشروع المحافظ لا يكفي لحل الأزمة؟ وبعدين، الله يخليك، اتركا عنكما حكاية قروض المواطنين التي عارضتماها في السابق، وستستخدمانها الآن كورقة سولوفان زاهية الألوان تغلفان بها مقترحكما المنتظر. وهو مقترح كما نظن سيحلق لحانا «وجهين» وعلى الناشف. شوية «جيليت» يرحمنا ويرحمك الله ونردها لك في الأفراح.

مرزوق الغانم، صورتم لنا خسائر شركاتكم بأنها تؤثر في اقتصاد البلد، وأن اقتصادنا «على شفايف حفرة»، وأنت وأنا والعريس وأهل العريس نعلم بأن هذا الكلام هلس فاخر وملخ من الآخر… وعن نفسي، وهذا توقيع مني على وصل أمانة، سأكتب مؤيدا بأصابعي العشرة وبخشمي لو تم الكشف عن مكافآت أعضاء مجالس إدارة الشركات الكبرى الخسرانة، ولو تضمنت تعديلاتكما معاقبة المتلاعبين بأموال الناس، وتفاصيل الصفقات الهلامية التي تسببت بخسائرها.

* * *

بالنسبة لموضوع المقالة السابقة، كنت قد علمت بأمر الباخرتين قبل كتابة المقالة بيومين فكتبت، فانهمرت المعلومات المرعبة مدرارا على رأسي بعدما أقسمت للمصدر بالحفاظ على سرية المعلومات، وارتفع صوت نبضات قلبي، ورجاني المصدر أن أتوقف عن الكتابة حول الموضوع «كي لا أسبب الهلع للناس»، على أن يتحرك هو وآخرون لعلاج الموضوع بصمت… وكنت قد تلقيت اتصالات من النائب مرزوق الغانم، وللأسف لم يتمكن أيٌّ منا من الحديث مع الآخر رغم تبادلنا الاتصال أكثر من ثلاث مرات من كل منا بسبب خاصية انتظار الخط الثاني، وكذلك من مكتب النائب خالد السلطان، ومن مكتب معالي وزير البلدية الذي أبدى اهتماما جديا يشكر عليه، ومن رئيس جماعة الخط الأخضر البيئية، الناشط البيئي خالد الهاجري، أو خالد الأخضر كما أحب أن أسميه، والذي يمتلك معلومات جيدة عن الموضوع، وأيضا تلقيت إيميلاً من جماعة «صوت الكويت»، وأحلتهم كلهم إلى الأخ محمد عبدالله بودي المهتم بالموضوع وتفاصيله، والذي أبلغني أنه سيطلب لقاء عاجلا جدا مع مراجع عليا في الدولة لإنهاء الموضوع بالسرعة القصوى، وأشار إلى استعداده للحضور إلى لجنة البيئة في مجلس الأمة للإفصاح عن كل ما في حوزته من معلومات إذا استدعته اللجنة.

والتزاما بالعهد الذي قطعته على نفسي للمسؤول الذي طالبني بالتوقف، سأكتفي بما نشرت، وسأضع نقطة على السطر بعدما علقت الجرس، في انتظار إجراءات فعلية سريعة، أما إذا تأخرت إجراءات التطهير والإخلاء فسيسقط التزامي الأدبي، وحينئذ سيتحدث القلم الأحمر، وسأحرض الناس على رفع دعاوى تعويض ضد الحكومة، والمطالبة بسقوط الرؤوس المسؤولة.

وليت الوزير السابق عبدالرحمن العوضي يترك عنه عنصريته السامة التي يفرغها في عروق الوطن بين حين وآخر، ويلتفت إلى أمر هاتين الباخرتين، خصوصا أنه يترأس إحدى الجهات المسؤولة عن البيئة… اي هين.