سامي النصف

ليس من حب الكويت في شيء

امر طيب ما تقوم به وزارة الاعلام هذه الايام من تكرار الاغاني الوطنية الجميلة، وان كنا نعجب من ان الكثير منها هو من تسجيلات حقبة السبعينيات والثمانينيات، وهو ما يثبت حقيقة محاربتنا في المرحلة اللاحقة للوطنية والشعور الوطني عبر ايقاف حفلات وزارة التربية والحد من تأليف الاغاني والاناشيد التي تتغنى بحب الوطن.

وحب الكويت ليس شعارا يرفع دون مضمون، او امرا يقبل التناقض الصارخ فيه بين القول والفعل، ومن ذلك:

فليس من حب الكويت في شيء اثارة النعرات الطائفية والقبلية والفئوية بين ابنائها مما يساهم في اضعافها وتسليمها بعد ذلك لقمة سائغة للاعداء، وما اكثرهم. وليس من حب الكويت في شيء التسابق على خلق الازمات السياسية المتلاحقة طمعا في المكاسب الذاتية على حساب تنمية الوطن وازدهاره وتقدمه. وليس من حب الكويت في شيء سرقتها او محاولة تجفيف مواردها المالية المستقبلية عبر صرفها على قضايا الدغدغة والشعبوية التي تستهدف اعادة الانتخاب فقط لا غير. وليس من حب الكويت في شيء تشجيع الولاءات البديلة وتقديم مصالح الدول والاحزاب الاخرى على مصلحة بلدنا. وليس من حب الكويت في شيء ان نعادي اصدقاءها ممن وقفوا معها في محنتها ونصادق اعداءها ممن وقفوا ضدها في ازمتها الكبرى. وليس من حب الكويت في شيء الاسراف في استهلاك طاقتها ومواردها وعدم محاسبة المتجاوزين والمتلاعبين في مؤسساتها وشركاتها العامة والخاصة. وليس من حب الكويت في شيء محاربة المخلصين والمبرزين من ابنائها وتشجيع محدودي الفهم والقدرة. وليس من حب الكويت في شيء افشاء مناهج الاضراب والاعتصام المدمرة على ارضها. وليـــس من حب الكويت في شيء اعتبارها بقـــرة حلوب «غبية» او محطة وقود تملأ الجيـــوب منـــها ثم تترك دون عودة، او محاولة الاستيلاء على اراضيها العامة بألف طريقة وطريقة. وليس من حب الكويت في شيء ان يقدم اي شيء آخر مهما عظم على مصلحتها حتى لو كان دستورها، فالكويت هي الاصل والباقي فروع، وهي الاولى دائما وما عداها في المقام الثاني، فقد عشنا سنوات طوالا دون دستور الا اننا لم نستطع العيش يوما واحدا عندما فقدناها. وليس من حب الكويت في شيء اساءة معاملة ضيوفها ومقيميها او التصرف في بلاد الآخرين بشكل يسيء لسمعتها. واخيرا ليس من حب الكويت في شيء ألا نخلص في اعمالنا او الا نعمل على تطوير انفسنا فالاوطان لا تنهض الا بنهوض ابنائها.

آخر محطة:
من حب الكويت ما يفعله وزير البلدية الفاضل د.فاضل صفر من التواجد في مراكز العمل الساعة الـ 6.30 صباحا، قد اتعبت من سيأتي بعدك يا دكتور.

احمد الصراف

مجاري صبحان وآلام الرقبة

تبلغ موازنة الدولة 19 مليار دينار، أو 65 مليار دولار، وتصرف بشكل أساسي على الرواتب والدفاع والصحة و…التعليم. ولو نظرنا الى عدد موظفي الدولة المناط بهم أمر الاهتمام بصحة المواطنين والمقيمين لوجدنا ان ما يصرف على السلامة والعلاج من خلال وزارتي الصحة والبلدية، وأعمال وزارة الأشغال المرتبطة بسلامة المواطن والمقيم وصحتهما، يبلغ مئات ملايين الدنانير من دون مبالغة. ولو دققنا أكثر لوجدنا أن نسبة كبيرة مما يتناوله المواطن من طعام تنتج في مصانع محلية، وأن نصيب الأسد في إنتاج هذه المواد يأتي من منطقة صبحان الصناعية، وان هذه المنطقة وبالرغم من الـ 65 مليارا التي تصرفها الدولة سنويا، وكل ما تدعيه الحكومة من اهتمامها بصحة المواطن وسلامة عقله وبدنه، وكل نشرات ودعوات التوعية الصحية، بالرغم من كل ذلك، تعتبر منطقة «صبحان» الصناعية الغذائية غير ملائمة أو مهيأة حتى الآن لصناعة الأغذية، بالرغم من مرور 40 عاما على إنشائها، لأنها وببساطة ومن دون خجل تفتقد في جزء كبير منها لأبسط أنظمة المجاري والصرف الصحي، كما ان الجزء الذي توافرت فيه مؤخرا فقط أنظمة المجاري لم يتم ربطها بالمصانع بسبب… «عدم وجود ميزانية»!! وهذا يعني ان بعض مصانع المنطقة التي تتخصص في إنتاج المواد الغذائية لا تزال تقوم بصرف فضلاتها الصناعية والبشرية في جور صحية خاصة بها، والكثير منها يفتقد لأبسط متطلبات البيئة، كما ان الروائح الصادرة من بعضها تملأ يوميا أنوف العاملين فيها، يحدث هذا في دولة تدعي الرخاء والثراء وندعي العيش فيها، وتخصص حكومتها ومجلسها بكل عباقرته المهمومين بالظواهر السلبية، مئات ملايين الدنانير على الصحة والسلامة العقلية؟
نترك التعليق وهز الرأس أسفا، نتركه لكم، بعد أن غزت الآلام رقبتنا يوم أمس بسبب حركة لاإرادية مفاجئة!

أحمد الصراف