محمد الوشيحي

رد على ترفق بلحانا يا مرزوق الغانم

اليوم «آمال» ستكون بقلم النائب الفاضل مرزوق الغانم:

الأخ/ خالد هلال المطيري المحترم

رئيس تحرير جريدة «الجريدة»

تحية طيبة وبعد،

بالإشارة الى المقال المنشور في الصفحة الاخيرة من عدد يوم الثلاثاء الموافق 17/2/2009، في جريدتكم الغراء، بقلم الكاتب المحترم محمد الوشيحي بعنوان «ترفق بلحانا يا مرزوق الغانم» أرفق لكم ردا على المقال المذكور، راجين التكرم بنشره في نفس مكان المقال، وذلك عملا بحرية الرد المكفولة لي والتي ينص عليها قانون المطبوعات والنشر.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،،،

مرزوق علي الغانم

الأخ الفاضل / محمد الوشيحي

أكتب إليك ردا على مقالك الأخير الذي نشرته «الجريدة» يوم الثلاثاء 17/2/2009 تحت عنوان «ترفق بلحانا يا مرزوق الغانم»، علما أنه ليس من عادتي الرد على كتاب الرأي لإيماني بحقهم المطلق في توجيه سهام النقد للشخصيات العامة، ولكني حرصت هذه المرة على الرد احتراما لحق القارئ في معرفة المعلومة الصحيحة من جهة، وحرصا على حقي في دفع المعلومات غير الصحيحة وما ينجم عنها من استنتاجات ظالمة من جهة أخرى. أضف إلى ذلك انك من الكتاب الذين أحترمهم وأقدرهم وأعلم يقينا بأنه لا يحرك قلمك إلا قناعاتك التي ترتكز على المصلحة العامة دون غيرها.

أبدأ بما أبديته من استغراب لاختلاف رأيي في مشروع قانون الاستقرار المالي عن رأي غرفة تجارة وصناعة الكويت ممثلة بتصريح السيد الوالد أطال الله في عمره مع كامل الاحترام وأظن أنها نقطة تحسب لي وليست علي، وأود أن أؤكد لك أنني تربيت في كنف الوالد على الحرية وفضيلة الاختلاف، لاسيما أنه سبق للوالد أن نال شرف تمثيل الأمة أيضا ويعرف تماما ما تعنيه هذه المسؤولية من التزام تجاه كل المواطنين، وما تفرضه من مراعاة للمصلحة العامة ليس إلا.

أما عن رأيي في القانون ومع كل الاحترام والتقدير لمحافظ البنك المركزي ولكل من شارك في صياغة وتعديل مشروع قانون الاستقرار المالي، فإني آخذ على هذا القانون ما يعطيه من تفويض تشريعي كامل للبنك المركزي لينقله من مؤسسة حكومية رقابية إلى مؤسسة تشريعية إن صح التعبير. وأنا هنا لا أعترض على مبدأ السلطة التقديرية للبنك المركزي، ولكن أعترض على إطلاقها دون تعريفات محددة واضحة، واعتراضي هذا يحمي الاقتصاد والبنك المركزي ذاته. ومن جهة أخرى أرى أن مشروع القانون قد ترأف كثيرا دون مبرر في عقاب من تعمد التلاعب والتدليس.

أما عن قولك بأنني أريد إنقاذ شركاتي الخسرانة، فالشركة الوحيدة التي أرتبط بها وأتشرف برئاسة مجلس إداراتها منذ تأسيسها هي شركة بوبيان للبتروكيماويات، التي أفخر بملاءتها ونتائجها ونشاطها التشغيلي، وهي ليست بحاجة للاستفادة من أي قانون جديد، أما إن قصدت علاقتي غير المباشرة بالأنشطة والشركات العائلية، فأنا قد أديت قسما مغلظا أمام الله والشعب والضمير، وهو قسم يحميه إيماني وتحفظه عقيدتي وتفرضه أخلاقي وتربيتي، ولست على استعداد لجرح هذا كله بمال العالم كله. وبالتالي أعرف تماما كيف أدرأ عن نفسي شبهات تسخير تمثيل الشعب لتحقيق مصلحة خاصة، وفي الوقت ذاته أرفض أن أكتم شهادة الحق مخافة التفسير الخاطئ أو المغرض.

العزيز أبا سلمان… لم توفر الدولة خلال السنوات الماضية أي فرص استثمارية تتيح للمواطن استثمار مدخراته في غير العقار والأوراق المالية، فهي لم تطرح مشاريع تنموية كبيرة أو مشاريع استثمارية ضخمة تمتص مدخرات صغار المستثمرين لتكون استثمارا آمنا لهم ومفيدا لوطنهم، ما أدى إلى توجه معظم مدخرات المواطنين وخصوصا صغار المستثمرين إلى سوق الكويت للأوراق المالية، وجعل عدد المواطنين المساهمين في مختلف الشركات المدرجة يزيد على سبعمئة ألف مساهم، لذلك من أجل المواطن ومنع تبخر مدخراته علينا أن نقدم البديل، فليس من المنطق أن ترفض حلاً دون أن تقترح بديلاً له، وهذا منهج التزمت به وسرت عليه، ولذلك سأتقدم وزملائي المحترمين بتقديم تعديلات على مشروع قانون الاستقرار المالي، ويبقى لمجلس الأمة أن يأخذ بما تقره أغلبية أعضائه.

أما التعديلات التي ننوي تقديمها فتتلخص في ثلاثة محاور: آليات محددة وواضحة لدعم الوحدات الاقتصادية المستحقة، وتغليظ العقوبات على المتلاعبين، ومساعدة المواطن الذي تأثر بالأزمة دون خرق المبادئ الشرعية وأسس العدالة والشفافية. وأعلم يا أبا سلمان أنها مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، ويجب أن تخضع للغة الأرقام، ونحن نعكف على دراسة هذه التعديلات لتقديمها بأسرع وقت ممكن.

العزيز أبا سلمان… تعلم بأن صلاح الفرد أو فساده غير مرتبط بانتمائه العائلي أو القبلي أو الطائفي أو الجغرافي أو الطبقي، إنما يرتبط بسلوكيات الفرد وممارساته، لذلك أرجو أن يكون حكمك مبنيا على هذه القاعدة.

ختاما وبعد الاعتذار عن الإطالة تمنيت أن تكون لك لحية يا صديقي لأترفق بها. ولكن لك قلم أرجو أن يترفق بالحقيقة، ودمت صديقا.

أخوك / مرزوق علي الغانم

* * *

أقول للصديق مرزوق الغانم بعد شكره على التوضيح:

«بيدي لا بيد عمرو حلقت لحيتي»… يا أبا علي.

سامي النصف

زاد المسافر وسيوة وشاطئ الغرام

مصر جميلة بمناخها وطيبة اهلها واماكنها السياحية المتعددة التي تستحق الزيارة وقد قررت والزميل صالح الشايجي الذي اصبح يحمل لقب «مجاور النيل» ان نزور بعض ارجاء مصر المحروسة للاطلاع على احوالها وكانت نتيجة تلك الزيارات موجبة.

كانت زيارتنا الاولى برفقة الزميل العزيز اسامة الغزولي للقرية البيئية المسماة «زاد المسافر» التي اقامها الاعلامي عبده جبير في احضان الفيوم الخضراء بعد عودته من الكويت، ويمكن لزائر القرية ان يقيم بها وان يستمتع بالطبيعة والأكل الشهي من بط وسمك وفراخ غير ملوثة بالمبيدات وكل ذلك بسعر مغر جدا والقرية مليئة بالسائحين الاجانب الذين يعجبهم هذا النوع من الحياة.

ثم توجهت والزميل «مجاور النيل» الى مرسى مطروح وأقمنا في فندق سان جيوفاني الساحر الذي يقع على شاطئ الغرام حيث الصخرة التي غنت عليها الراحلة ليلى مراد اغنيتها الشهيرة «احب اتنين سوا، الميه والهوا» وقد سمي الشاطئ والشارع باسم الفيلم، وفي مطروح فندقان آخران هما الماظة وكارلوس ويقعان على شواطئ بيضاء وبحور متعددة الالوان وجميع تلك الفنادق تصنف بخمس او حتى سبع نجوم.

وارتحلنا برفقة صديق من مرسى مطروح هو السيد عبد بونويجي الذي ينتسب لقبيلة اولاد علي الى واحة «سيوة» الشهيرة التي تقع على بعد 300 كم من مطروح والواحة جميلة وتستحق الزيارة بعد انتهاء الاعمال في الطريق المباشر لها من القاهرة والذي سيختصر المسافة الى النصف وقد لاحظنا كثرة السائحين الاجانب فيها وتشتهر الواحة بتمورها وزيتونها ومياهها المعدنية ورمالها الساخنة التي تشفي امراض الروماتيزم.

ومما يحسب بالقطع لعهد الرئيس محمد حسني مبارك العمل الدؤوب والمتواصل لانشاء بُنى اساسية من طرق سريعة وخدمات ومدن متطورة على طول الطريق من القاهرة الى الاسكندرية وصولا الى مرسى مطروح وقد توقفنا في احد تلك المشاريع في طريق عودتنا للقاهرة والحقيقة ان ما شاهدناه من مروج خضراء وملاعب غولف ومطاعم ووسائل ترفيه يجعل تلك المنتجعات تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة و.. عمار يا مصر، غيرك يدمر وانت تبنين.

آخر محطة:
زرنا ابان زيارتنا للقناطر الخيرية قرية «سنتريس» المجاورة التي ينتمي اليها «الدكاترة» زكي مبارك وقد سعدت بمشاهدة بيته ومكتبته وقريته التي كنت اتابع ما يكتبه عنها في مقالاته بمجلة «الرسالة» المصرية في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي.

احمد الصراف

أحلام هيفاء السقاف

«شبعنا اضطهادا وخوفا وذلا، نقول لأعرابكم: ألف كلا، فلسنا متاعا لكم قانعات، ولسنا لأمثالكم ساجدات. عصور الجواري طوتها السنون، فهل نحن في شرعكم جاريات؟ إلى الخلف عودوا كما تشتهون، فلسنا لأغلالكم عائدات!»

(من مقال لـ«هيفاء السقاف»)

***
وقفت الدراجة النارية، التي كانت تستقل رجلين ملتحيين، في احد شوارع «كابول» بمحاذاة فتاتين في عمر الورد، وكان الوقت صباحا وشديد البرودة، وسألهما احد الرجلين عن وجهتهما، فما ان اجابتا بأنهما في طريقهما الى المدرسة، حتى اخرج احدهما من جيبه لعبة على شكل مسدس بلاستيكي وصاح «الله أكبر» ورشّ الفتاتين بزخات من سائل شفاف من المسدس، ومع تعالي صراخ الفتاتين، ولّيا هاربين، فقد كان السائل الشفاف «ماء نار» تكوي الجلد!
ترقد المسكينتان (شفيقة وسكينة) الآن في احد مستشفيات كابول، حيث تتلقيان علاجا على يد اطباء اميركيين، وذكر مصدر في المستشفى بأن الشقيقتين سيسمح لهما بالخروج خلال اسابيع قليلة، بعد اجراء جراحات تجميل لهما، وان كبراهما فقدت بصرها الى الابد!
تكرر وقوع مثل هذه الجريمة في شوارع مقاطعات افغانية عدة، وبالذات في المناطق التي تقع تحت سيطرة عصابات «طالبان». كما جرى تفجير مبان عدة لمدارس مخصصة للبنات، ومنع، تحت التهديد بالقتل، اصحاب مدارس اخرى من فتح ابوابها، وكل ذلك بغية وقف الحركة النشطة لتعليم الاناث التي تسارعت مع دحر قوات طالبان التي كان منع تعليم البنات اولى مهماتها فور سيطرتها على افغانستان قبل سنوات عشر تقريبا، بحجة ان تعليمهن مخالف للشرع الاسلامي. ومن الواضح ان بقاء البنات من غير تعليم يسهل عملية سيطرة الرجل «المتدين» عليهن مستقبلا، ومعاملتهن كالجواري. واكاد اجزم ان غالبية الكتّاب، سواء في «القبس» او غيرها، من المنتمين للتيارات الاسلامية، لم يعيروا اخبار هذه الاعتداءات في افغانستان وبعض مقاطعات باكستان المحاذية لها اية اهمية، هذا اذا لم يكن البعض منهم يؤيدها علنا او سرا. ومن المستبعد ان نقرأ نقدا لمثل هذه الجرائم في اي من الزوايا والتكيات الصحفية لهؤلاء، خصوصا المغالين منهم في تدينهم، فنقد حركة طالبان، بالرغم من كل جرائمها في حق شعب افغانستان والبشرية، امر مستبعد بعرف هؤلاء، وهنا يكمن الفرق بين روحية المتدين ونظرته إلى الآخرين، ونظرة المثقف الملتزم الدفاع عن القضايا الانسانية، ولا ندّعي شرف الانتماء إليه بالضرورة!
نعود إلى مقدمة المقال وكلمات السيدة هيفاء السقاف، التي تقطر حزنا، بالرغم من لهجة التحدي التي تغلف كل حرف فيها، ونتمنى حقا لو انها تمثل ولو جزءا من الواقع المرير الذي تعيشه المرأة المسلمة في الخليج وباكستان وافغانستان وايران.
وفي مقابلة اجرتها اذاعة الـ«بي بي سي» مع الحائزة جائزة نوبل للسلام السيدة شيرين عبادي، الايرانية الجنسية، بمناسبة مرور 30 عاما على «الثورة الاسلامية» في وطنها، ذكرت أن قادة الثورة قاموا في الاشهر الخمسة التي تلت نجاحها بإلغاء كل المكتسبات التي حصلت عليها المرأة اثناء حكم الشاه، حتى قبل صدور دستور البلاد وانتخاب رئيس للجمهورية الوليدة حديثا، وانها شخصيا عُزلت من منصب القضاء الذي كانت تتولاه في ذلك الوقت، على الرغم من تأييدها للثورة، بحجة انها امرأة، ولا يجوز، بعرف آيات الله، لبنات جنسها تولي منصب القضاء (!!) وقالت إن جميع القوانين المساندة للمرأة، كالحضانة والنفقة وتقييد حق الزواج بأكثر من واحدة وغيرها الكثير، أُلغيت بأوامر شفهية من «الولي الفقيه»، من دون سند قانوني، او حتى انساني، ولا يزال الحظر ساريا!
كنت اتمنى يا عزيزتي الرائعة هيفاء ان اشاركك احلامك، ولكن الواقع المؤلم والمر والمأساوي الذي تعيشه المرأة في منطقتنا لا يسمح لي حتى بمجرد الحلم… فاعذريني!

أحمد الصراف