علي محمود خاجه

مو إنتو اللي صفّيتوه؟

موقع الأمة الإلكتروني المميز نشر قبل أيام قليلة، ونقلاً عن جريدة «الطليعة» قصة حل نادي الاستقلال، هذا النادي الذي يعد منارة وطنية ساهمت في توعية وتثقيف المجتمع الكويتي في فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

وقد تزامنت هذه القصة مع قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

ولكي ننشط الذاكرة قليلا، ولتوضيح الصورة لمن لا يعلم فإن نادي الاستقلال قد تأسس في عام 1962 ومارس نشاطه الوطني على مر السنوات إلى عام 1976، وهو عام التعدي على الدستور من خلال حل مجلس الأمة حلا غير دستوري، فقد تم حل مجلس إدارة نادي الاستقلال، وتعيين مجلس إدارة مؤقت مكوّن من أشخاص لا يمتّون لمجلس الإدارة أو للجمعية العمومية للنادي بأي صلة، بعد أن رفض جميع أعضاء النادي، وهم أكثر من 500 عضو، أن يكونوا في مجلس الإدارة المشوّه أو المؤقت هذا.

واعتبرت الحكومة إصرار أعضاء نادي الاستقلال على الحضور إليه والمواظبة والمرابضة فيه استفزازا، مما جعلها لا تجد إلا أن تصدر قرارا بتصفية النادي دون غيره من الأندية، ولم تكتف بذلك بل قامت، وبطريقة قراقوشية، بحرق مكتبته، وتم تحويل مقره بطريقة أعتقد أنها متعمدة إلى ناد للمعاقين والموجود في حولي!!

بعد كل هذا التعسف والحقد الحكومي السابق على نادي الاستقلال نفاجأ بوزير «الشؤون» الحالي يصرّح لإحدى الصحف تعليقا على المطالبات بعودة نادي الاستقلال، بالتالي: «ليس له وجود منذ قرار حلّه، وليس له شخصية قائمة، ولا كيان قانونيا له».

بأمانة أجهل كيف لوزير لـ«الشؤون» وشخصية سياسية أن يصدر منها هذا الكلام غير المفهوم أو غير المنطقي أبدا، فعدم وجود النادي هو بسبب وزارة «الشؤون» نفسها التي صفّت نادي الاستقلال دون غيره، وشخصية النادي القائمة أوقفتها وزارة «الشؤون» وكيانه القانوني تم إلغاؤه من وزارة «الشؤون» التي يتولى مسؤوليتها حاليا بدر الدويلة؟

أي تعنت وضحك على الذقون هذا الذي يجعل حتى الساذج لا يصدّق ما يقوله بدر الدويلة، إن كنت يا بدر تسير وفق القانون فإن أول ما عليك فعله هو تصحيح كوارث من سبقك في الوزارة، ودمّر بتعمد وسبق إصرار ذلك الصرح الثقافي الذي يأسف جيلي على أنه لم يعاصره، بل سمع عنه فقط؟

أعيدوا لنا رائحة الماضي الاجتماعي الثقافي الجميل، أعيدوا لنا استقلال نادي الاستقلال.

خارج نطاق التغطية:

الأستاذ تركي الدخيل الإعلامي المعروف يقول إنه قرأ إحدى الفتاوى التي تحرّم أن تستخدم المرأة الابتسامات والضحكات على غرار «ههههه» في المنتديات والمواقع الإلكترونية، هل يمكن أن يتم تشويه ديننا أكثر؟ أم أن هذا هو أقصى حد؟!

سامي النصف

نادي الاستقلال

لم أكن سابقا منضما لنادي الاستقلال ولا اعتقد أنني سأكون بالضرورة عضوا فيه فيما لو تمت إعادة إشهاره، لذا أرى أنني أقرب للحياد والموضوعية في موضوعه.

أعتقد أن على الحكومة أن تسمح بعودة النشاط لنادي الاستقلال حفاظا على الحيدة والعدل والإنصاف تجاه القوى العاملة على الساحة السياسية الكويتية خاصة أنها تسمح في الوقت الحاضر لقوى تزمع استجوابها وإسقاطها بالعمل والحال كذلك مع القوى المتطرفة من جميع الألوان التي تستهدف زلزلة كيان الدولة والتي يمكن لتخندقها ان يحرق البلاد ويضر بالعباد.

إن على الحكومة أن تشجع توازن القوى في المجتمع وأن تدعم دعاة الدولة المدنية كما تدعم دعاة الدولة الدينية سواء بسواء حيث لا فائدة من الاستمرار في المسار الخاطئ السابق الذي يرجح كفة على كفة أو يدعم هذا التوجه ويعادي ذاك.

إن أدلجة ودروشة المجتمع الكويتي عبر السماح لتيار واحد بالعمل وتجنيد الأتباع لا يتماشى على الإطلاق مع التوجه الاستراتيجي الهادف لتحويل الكويت لمركز مالي عالمي حيث لن يتقاطر السياح والمستثمرون على بلد يسود الانغلاق أجواءه وتعادي قواه السياسية توجهاتهم الليبرالية.

إن على الحكومة أن تحزم أمرها سريعا فيما يخص مسألة نادي الاستقلال كي لا تخسر دعم ممثلي تيار سياسي كبير في البلد، كما ان عليها ان تدعم وتقوي التيار الوطني في البلد بعد أن ازدادت قوى الولاءات البديلة شراسة، كما ان عليها ألا تحسب تيار نادي الاستقلال على زيد أو عمرو من الناس ممن تسببوا في حله في المقام الأول كونهم لم يعودوا فاعلين على الساحة السياسية.

آخر محطة:
نتفهم تماما مبدأ عفا الله عما سلف وأن نغفر لمن وقف ضدنا إبان الاحتلال الغاشم، ما لا نفهمه أو نتقبله المحاولة الفجة لتزييف الحقائق أمام النشء الكويتي عبر الادعاء الكاذب بأن هذه المجموعة أو ذاك التوجه لم يفرح لأنيننا ويسعد لاحتلال بلدنا ويطرب حتى النخاع بسفك دمائنا، إذا ما استمر الحال فلن نتعجب لو قيل إن ما حدث في أغسطس 90 لم يكن إلا حلم ليلة صيف ولم يكن هناك احتلال ولا يحزنون.

احمد الصراف

فضيحة المعجم المفسر

ما الذي سيكون عليه رد فعلك ان اكتشفت ان مؤسسة حكومية مرموقة قامت بالمشاركة في تغطية نصف تكاليف ترجمة وطبع دليل هاتف من الإنكليزية الى العربية، ويحتوي على أسماء نصف مليون مشترك، وان مجموعة كبيرة من الأطباء، والوزراء السابقين، والأكاديميين وحملة شهادات علمية عليا وجيش صغير من الإداريين شاركوا جميعا في الترجمة؟ ستشعر حتما بخيبة أمل، فما الفائدة المرجوة من ترجمة مجموعة أسماء من لغة لأخرى، كترجمة اسم John WilliamMartin، ليصبح في النسخة العربية «جون وليم مارتين»؟ ولكن الغريب ان شيئا من هذا القبيل حصل في «مركز تعريب العلوم الطبية» التابع لمجلس وزراء الصحة العرب (أي لا أحد) عندما قام المشرفون عليه بالبدء في انجاز مشروع ضخم يتعلق بترجمة مئات آلاف المصطلحات الطبية الأجنبية والانكليزية بالذات، الى العربية، تحت اسم «المعجم المفسر للطب والعلوم الطبية»، من إعداد السيد يعقوب الشراح، الذي لا صلة له بالطب، واشراف الطبيب والوزير السابق عبدالرحمن العوضي، الذي لا أعتقد ان سنه ومشاغله التجارية ومساهماته في إدارة العديد من المؤسسات غير الربحية الأخرى، تسمح له بالتفرغ للإشراف على ترجمة هذا المعجم، الذي سيتضمن عند الانتهاء منه، ملايين الكلمات الانكليزية والعربية المترجمة.
صدر الجزء الأول من المعجم قبل أيام، وخصص للحرف A، ووصفه أحد أشهر وأكفأ أطباء الكويت، بعد الاطلاع عليه، أنه «كنز من المعلومات غير المفيدة»! فإذا كان غرض القائمين على المشروع الاستفادة المادية منه، والخروج بمجلدات ضخمة لغرض الإنتاج فقط، فالمشروع لا شك انه ناجح! وان كان الهدف منه علميا بحتاً، فقد أفادني الطبيب نفسه وزملاء له ممن استشرتهم، بأن قلة فقط «قد» تستفيد من هذا المعجم، ومن خارج الكويت حتما، ولكن ما صرف، وسيصرف على اخراجه من مبالغ طائلة، شارك في دفعها مركز تعريب الطب ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، لا تبرر الاستفادة المتواضعة المتوقعة من هذا المعجم الذي سيأخذ مكانه على أرفف العيادات الطبية من دون حراك!
بتصفح المعجم سنجد ان كلمة عبداللطيف ترجمت Abdulatif، وان ability ترجمت الى مقدرة، وان Araban ترجمت أرابان، وان Abrin ترجمت ابرين، وTube ترجمت أنبوب، وهكذا مع آلاف الكلمات الأخرى، اما Abdomen فقد ترجمت «بطن» مع وضع شرح بأن البطن هو الجزء الواقع بين الصدر والحوض! فهل يمتلك احد الثقة برأي أو تشخيص طبيب بحاجة لمعرفة ان Abdomen تعني بطن، وأنه «الجزء الواقع بين الصدر والحوض؟».
كما لجأ فريق الترجمة إلى استخدام كلمات عربية مثل «خيلي» و«إنفحي» و«زيغ» و«انتاني» كترجمة نهائية لكلمات ومصطلحات أجنبية، علما بأن هذه الكلمات، وآلافا غيرها تحتاج بذاتها إلى معجم آخر لتفسير معانيها‍‍‍‍‍‍‍‍!!
لا أدعي المعرفة، وقد أكون مخطئا، فلا يسندني في ما ذكرت غير آراء مجموعة من الأطباء الذين لا مصلحة لهم في نقد هذا المشروع والشك في أهداف القائمين عليه، ونتمنى أن نسمع ردا من مركز تعريب العلوم الطبية يوضح الأهداف الخفية أو السرية لهذا المشروع الضخم.

أحمد الصراف