احمد الصراف

دعوة لقتل 330 ألف أميركي (1/2)

نشر إعلان، في صورة خبر، في صحيفة باكستانية قبل فترة قصيرة تعلق بقيام مواطن هناك برصد جائزة لكل من يقتل اميركيا، اي اميركي! اثار خبر رصد الجائزة حفيظة طبيب اسنان استرالي، فكتب في اليوم التالي تعليقا عليه ونشر التعليق في الصحف الاسترالية، حاول فيه تعريف من هو الاميركي المطلوب قتله، لتسهيل مهمة الطامحين، او الطامعين، في الحصول على الجائزة في التعرف عليه!
يقول الطبيب ان الاميركي هو الانكليزي والفرنسي والايطالي والايرلندي والالماني والاسباني والبولندي والروسي واليوناني، وهو حتما كندي ومكسيكي وافريقي وهندي وصيني وياباني ومن كوريا،واستراليا، وايران، والدول العربية قاطبة، وباكستان، وحتى افغانستان، كما قد يكون الاميركي من قبائل الكومانشي، او الشيروكي، او الاوسغي، او البلاك فوت، او النافاهو او الاباشي والسيمينولي، او اي من قبائل اميركا الاخرى، وقد يكون الاميركي مسيحيا، وقد يكون يهوديا، بوذيا، او مسلما، والحقيقة ان هناك مسلمين في اميركا اكثر مما هناك في افغانستان، والفرق انهم في اميركا احرار في اتباع ما شاؤوا من معتقدات دينية، فمواطنو اميركا احرار حتى في اختيار عدم اتباع اي عقيدة دينية، فهذا الامر بين كل فرد وربه، وهو مسؤول امامه وليس امام حكومته، او عصبة من الاشرار الذين يدعون تمثيل الحكومة او الرب.
الاميركي هو الذي يعيش في اكثر المناطق ازدهارا على مر التاريخ، وجذور ذلك الازدهار تراها في وثيقة اعلان الاستقلال التي تعترف بحق كل فرد في ان يسعى جاهدا لان يكون سعيدا.
اميركا كانت دائمة كريمة مع الآخرين، فهي التي ساعدت تقريبا كل دول العالم وقت الحاجة، ولم تطلب من اي منها دفع مقابل ما منحته، فعندما احتل الاتحاد السوفيتي افغانستان قبل 20 عاما، قامت اميركا بتقديم العون للافغان للتخلص من محتليهم، واستعادة وطنهم، وحتى ساعة وقوع احداث الحادي عشر من سبتمبر كانت اميركا المانح الاكبر لفقراء افغانستان.
كما ان الاميركيين يرحبون دائما بالاحسن، في اي مجال كان، الافضل في المنتجات والافضل في الروايات والدراسات، والافضل في الموسيقى، والافضل في الاطعمة، والافضل في الخدمات، كما انهم يرحبون في الوقت نفسه بالاقل جودة وحظا.
يعتبر «تمثال الحرية» الرمز الوطني لاميركا، وهو الذي يرحب بالقادمين إليها من المتعبين والفقراء والمحرومين والبؤساء الذين لفظتهم بلادهم ليجدوا انفسهم على شواطئها، وهؤلاء في الحقيقة هم الذين بنوا اميركا، وكان بعض هؤلاء من العاملين في برجي التجارة العالمي في صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 ساعين لحياة افضل لاسرهم، ويقال انهم انتموا لاكثر من 30 جنسية وثقافة ودين ولغة، ويشمل ذلك حتى لغات الدول التي قدم منها الارهابيون الذين فجروا البرجين.
وعليه، يمكن ان تجرب، ايها الطامع في الجائزة، ان تقتل اميركيا، اذا كان لا بد من القيام بذلك، ولكن لا تنس ان هتلر حاول ذلك من قبل، كما حاول الجنرال توجو الياباني، وستالين وماوتسي تونغ، وعدد آخر من المتعطشين للدماء من طغاة العالم، ولكن إن فعلت ذلك ونجحت في القيام بقتل اميركي، فانت في الحقيقة تقتل نفسك، فالاميركيون ليسوا بشرا محددين من منطقة محددة، بل هم الذين تتمثل بهم الروح الانسانية المحبة للحرية، أينما كانوا.
وكما ان خطأ طبيب لا يلغي الطب فإن السياسة السيئة لرئيس اميركي، أو أكثر، لا تلغي روعة أميركا وعظمتها.
* * *
• ملاحظة: نهنئ أنفسنا وكل المحبين الفرحين بعيد فالنتاين!!

أحمد الصراف