محمد الوشيحي

شيوخنا… آهين

يجب أن نُمعن النظر في بطاقة النائب علي الراشد المدنية أو أن نطابق بصماته لنتأكد من أن أحدا لم ينتحل شخصيته، فالأداء الذي نشاهده الآن ليس أداء علي الراشد الذي نعرفه من قبل! أمر غريب بصراحة، لكنه ليس أكثر غرابة من تذمر بعض الشيوخ من أداء الحكومة التي يقودها أبناء عمومتهم. وإذا كان شيوخنا يتذمرون من حكومة هم أساسها فماذا نفعل نحن؟ نتدحرج ثم نتشقلب أم ماذا؟

ومع هذا فالمطالبة بـ«شعبنة الوزارة»، أي المطالبة بأن يرأس الحكومة وزير من الشعب، في ظل هذه التيارات السياسية، هَبَل وخبال أولمبي، وانظروا إلى التيارات السياسية الموجودة على الساحة، واحمدوا الله بكرة وأصيلا على أن الحكومة يقودها الشيوخ.

هناك إجماع شامل وتوافق عام على أن حكومة الشيوخ «أهون» من حكومة يقودها أحد التيارات السياسية، والمقارنة هنا من باب «الأقل ضررا». ولو ترأس التجمع السلفي الحكومة لاستيقظ الشعب من نومه ليجد نفسه بلا دم بعدما شفطه النائب خالد السلطان باقتراحاته وهو في اتجاه القبلة. أما إذا تولى «التكتل الشعبي» رئاسة الحكومة فسيوزّع البنادق والرشاشات على أنصاره ويأمر الجيش بحراسة البنوك ومصافي النفط، ولن يبني لنا حتى «مقصفاً» أو كافتيريا، وستتوقف حركة السوق، وسيتطلب «محل دراريع» رخصة بي أو تي وقانونا من مجلس الأمة، ولكل دراعة قانون، فالمهم هو المحافظة على «أموال الشعب»، وخلال سنوات ستمتلئ الديرة بالعناكب، وستمتلئ خزائننا بالمال وسنموت نحن جوعا.

والتيار الثالث سيلغي الدستور وسيعتمد نظام «الولي الفقيه»، والرابع سيتجه بنا إلى الغرب ويسلم زمام أمورنا إلى رئيس الإخوان المسلمين في مصر، مهدي عاكف، أما صالح عاشور والمهري وآية الله علي البغلي ويقابلهم محمد هايف والطبطبائي فمَن يرأسْ منهم الحكومة فسيأخذ الفريق الثاني غنائم حرب.

أما نواب التكتل الوطني السابق، فسيستيقظ ثلاثة أرباع الشعب ليجد نفسه «بدون»، ولن يبقى «كويتيا» سوى خمسة وعشرين نفراً يكفون للعب «الكوت بو ستة»، والمغلوب تُسحب جنسيته! فيهم بلاء على الجناسي، الله يجيرك. أما بالنسبة للتحالف الوطني الديمقراطي فسيمنحون رئاسة الحكومة لامرأة، و«البلد الذي يحكمه مره ما فيه ثمرة»، وسيتظاهرون ضدها في ساحة الإرادة، فهم تيار يستيقظ وينام على المظاهرات.

كل تيار سياسي سيرأسنا سينفث سموم عقده في عروقنا… إذاً، حكومة الشيوخ هي الأقل ضررا، لكن السؤال الكبير هو: هل الشيوخ الوزراء حاليا هم أفضل خياركم يا شيوخنا؟ هل هذا حدكم؟ لا وجوه جديدة لديكم على دكة الاحتياط؟ خلاص؟

الديرة تنتّع – يا شيوخنا – وستتوقف عن الحركة قبل صلاة العصر، وكلما بحثنا عن ملعب آمن نتذمر فيه بعيدا عنكم وجدناكم هناك تحتلون المقصورة الرئيسية، وكلما قلنا: آه، قلتم: آهين والثالثة مجانا.

شيوخنا، أنتم خيارنا الوحيد، فأين خياركم؟

سامي النصف

نطق

«نطق» هو الخطاب التاريخي الذي كتبه في شهر كامل وألقاه في ستة ايام «15 ـ 20 اكتوبر 1927» الغازي مصطفى كمال اتاتورك الملقب بـ «ذئب الاناضول» و«بطل غاليبولي» و«بطل الدردنيل» و«بطل السخاريا» و«بطل معارك طباق قلعة» و«محرر القفقاس» وهي المعارك العظمى التي هزم خلالها اتاتورك جيوش الانجليز والفرنسيين والايطاليين واليونانيين مجتمعين ومتفرقين، واخرجهم من بلاده ومنع تحقيق حلم الرئيس اليوناني فنريلوس باستقطاع الاناضول وارجاع اسطنبول لحظيرة الكنيسة الشرقية واعادة تسميتها بـ «القسطنطينية».

وضمن الخطاب يروي اتاتورك سبب الغائه للخلافة في 3/3/1924 حيث يذكر ان السلطان وحيد الدين الملقب بمحمد السادس قد سلم البلاد راضيا للقوى الاجنبية خوفا منه على عرشه واصبح منضما لجمعية محبي الانجليز التي كانت تطالب بحماية انجليزية دائمة للبلاد مقابل الجمعية الاخرى التي تطالب بالانتداب الاميركي، ويستشهد بخروج السلطان وحيد الدين بحماية البوارج الانجليزية لمستقره في سان ريمو بعد الثورة عليه.

ويبدي اتاتورك رفضه لما نقله له مكتوبا الشيخ راسخ أفندي من خطابات لكبار علماء مسلمي الهند والبلاد العربية من دعوته لابقاء الخلافة وتعيينه ـ أي اتاتورك ـ خليفة للمسلمين، ويبرر سبب الرفض بان من كتبوا اليه هم في النهاية رعايا دول اخرى لها ملوك وحكومات فكيف يدينون بالولاء له لا لحكامهم وبلدانهم؟! ويضيف: ماذا لو قبلت بتلك الفكرة وضحيت بأرواح ملايين الاتراك لتحرير تلك البلدان من المحتلين ثم قررت شعوبها بعد تلك التضحيات ان ينفصلوا عن دولة الخلافة فهل سنحارب مرة اخرى لمنعها بالقوة؟!

ويقول ردا على طلب جنرالات الثورة البلشفية منه المساعدة انه ارسل لهم ردا فحواه أنه لا يعتقد ان هناك دولا ظالمة ودولا مظلومة ودولا مستعمرة ودولا تستعمر بل هناك فقط شعوب ضعيفة تقبل الذل والخنوع وشعوب قوية ترفضهما واننا كأتراك من الشعوب التي لا تقبل الظلم وهذه هي رسالتنا لاخواننا في الاسلام والانسانية كي يقتدوا بما فعلناه بدلا من طلب مساعدتنا لتحرير انفسهم فنحن دعاة سلم لا حرب في الداخل والخارج ما لم نُظلَم.

وبعكس ما يعتقد لم تكن معاهدة سايكس ـ بيكو التي عقدت سرا في عام 1916 محصورة في اقتسام الجزء العربي من الدولة العثمانية بين بلدين هما انجلترا وفرنسا بل كان هناك طرف ثالث لها هو قيصر روسيا الذي تم وعده باستقطاع وضم اراضي الاناضول واسطنبول له وقد فضح «تروتسكي» تلك الوثائق بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917 وحلت اليونان محل روسيا في تلك الاطماع.

آخر محطة:

1 – هزت انتصارات الغازي مصطفى كمال وجدان العرب والمسلمين كافة فانهالت برقيات التهنئة والتمجيد على مكتبه من ايران وافغانستان والهند ومصر والعراق وليبيا وامارة شرق الاردن وسورية والحجاز ودول شمال افريقيا ومن ضمنها قصيدة امير الشعراء احمد شوقي الرائعة التي مطلعها:

الله اكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب

2 – يذكر مصطفى كمال ضمن خطاب «نطق» انه قرر ان يتضمن الدستور التركي الذي احال الحكم الفردي للسلطان الى حكم مجلس منتخب من الشعب وجود مادة ثانية تنص على ان دين الدولة هو الاسلام مع احترام المعتقدات الاخرى.

سعيد محمد سعيد

في شأن «مساءلة» حملات الحج

 

يبدو اجتماع اللجنة العليا لشئون الحج والعمرة برئاسة وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة يوم الأحد الماضي، غريبا ومباغتا! وفي ذات الوقت، منصفا إلى حد كبير… بل سار الاجتماع على ما يبدو في المسار المعتدل الذي لا يستطيع أحد أن يعترض عليه لمجرد الاعتراض… فالمقصر أخذ جزاءه، والمتميز حصل شهادة تميز نظير ما سعى إليه من «سمعة» قبل كل شيء.

وحسب علمي، فهذه السنة الأولى التي تحصل فيها 29 حملة على تقدير (امتياز)، و12 حملة على تقدير جيد جدا، ونالت حملتان تقدير (جيد)، ولو لم تحصل الحملتان اللتان تم شطبهما على حقوقهما القانونية في توضيح موقفيهما وتقديم خطابات مكتوبة للجنة، لقلنا أن اللجنة لم تنصفهما ولم تعطهما الفرصة للدفاع… لكن هذا حدث بالفعل وهو أمر تستحق عليه اللجنة الإشادة والتقدير، فالركن المهم في عمل اللجنة هم حجاج البحرين، وكذلك حملات الحج، وكلا الطرفين لهما حقوقهما على الدولة في توفير التسهيلات والإمكانات الميسرة لأداء فريضة الحج براحة وأمان ويسر، فلا أحد يرضى بما تعرض له الكثير من الحجاج من تعب ومشقة بسبب سوء مستوى هذه الحملة أو تلك، ولا يمكن ترك الأمور هكذا بلا محاسبة ولا مراقبة ولا إجراء يردع المخالفين.

في السنوات الأخيرة، ولنحصرها في حدود خمس سنوات مضت، كانت الشكاوى ترد إلى الصحافة من الحجيج – ليس بعد انتهاء موسم الحج فحسب – بل أثناء الموسم، فكانت الاتصالات ترد إلى الصحافة من حجاج واجهوا ما لم يكن في الحسبان من ظروف وعناء وترك في العراء وهروب لمسئول حملة ومواقف كثيرة شديدة الوقع، حتى أن الكثير من الحجاج كانوا إلى وقت قريب ينتظرون ما سيتخذ من إجراءات ضد الحملات المخالفة.

أضف إلى ذلك، أن مسئولي بعثة البحرين للحج كانوا يتلقون الشكاوى والملاحظات ويعدون بمتابعتها واتخاذ الإجراءات بعد عرض التقارير على اللجنة العليا لشئون الحج والعمرة، وليس في الأمر كيدا لأحد، فالمصاعب التي واجهت الكثير من الحجاج خلال الموسم الماضي ومواسم أخرى سبقت كانت كفيلة بتطبيق المادة الثامنة من المرسوم بقانون رقم (36)لعام 1976 بتنظيم شئون الحج والعمرة والتي تقضي بالتحقيق في كل ما يقع مع مقاولي الحج من مخالفات، وتحدد الجزاءات المترتبة على هذه المخالفات.

وبما أن اللجنة العليا منحت – مشكورة – مهلة للحجاج لتقديم أي شكاوى تتعلق بالخدمات المقدمة من قبل الحملات، فمن حق الحجاج أن يتعرفوا على ما تم اتخاذه من خطوات، فجاء اجتماع اللجنة لا ليحاسب المقصرين فقط، بل لمكافأة الحملات المتميزة التي لها كل الحق في هذه المكافأة، وهذا الأسلوب يمثل ضمانة مهمة لعدم تكرار المخالفات في المستقبل فقد عانى الحجاج من سوء إدارة بعض الحملات حتى أن بعضهم وجد نفسه بالعراء في الصحراء تارة، ومن دون سكن في مكة تارة أخرى، وإن كانت بعض المخالفات ستتكرر، فإن تطبيق الإجراءات المنصوصة في القانون من دون تمييز، سيحد من التجاوزات، مع الاعتبار إلى ضرورة التزام الحجاج أنفسهم بالتعليمات الصادرة من اللجنة قبل كل موسم حج.

سامي النصف

ليس من حب الكويت في شيء

امر طيب ما تقوم به وزارة الاعلام هذه الايام من تكرار الاغاني الوطنية الجميلة، وان كنا نعجب من ان الكثير منها هو من تسجيلات حقبة السبعينيات والثمانينيات، وهو ما يثبت حقيقة محاربتنا في المرحلة اللاحقة للوطنية والشعور الوطني عبر ايقاف حفلات وزارة التربية والحد من تأليف الاغاني والاناشيد التي تتغنى بحب الوطن.

وحب الكويت ليس شعارا يرفع دون مضمون، او امرا يقبل التناقض الصارخ فيه بين القول والفعل، ومن ذلك:

فليس من حب الكويت في شيء اثارة النعرات الطائفية والقبلية والفئوية بين ابنائها مما يساهم في اضعافها وتسليمها بعد ذلك لقمة سائغة للاعداء، وما اكثرهم. وليس من حب الكويت في شيء التسابق على خلق الازمات السياسية المتلاحقة طمعا في المكاسب الذاتية على حساب تنمية الوطن وازدهاره وتقدمه. وليس من حب الكويت في شيء سرقتها او محاولة تجفيف مواردها المالية المستقبلية عبر صرفها على قضايا الدغدغة والشعبوية التي تستهدف اعادة الانتخاب فقط لا غير. وليس من حب الكويت في شيء تشجيع الولاءات البديلة وتقديم مصالح الدول والاحزاب الاخرى على مصلحة بلدنا. وليس من حب الكويت في شيء ان نعادي اصدقاءها ممن وقفوا معها في محنتها ونصادق اعداءها ممن وقفوا ضدها في ازمتها الكبرى. وليس من حب الكويت في شيء الاسراف في استهلاك طاقتها ومواردها وعدم محاسبة المتجاوزين والمتلاعبين في مؤسساتها وشركاتها العامة والخاصة. وليس من حب الكويت في شيء محاربة المخلصين والمبرزين من ابنائها وتشجيع محدودي الفهم والقدرة. وليس من حب الكويت في شيء افشاء مناهج الاضراب والاعتصام المدمرة على ارضها. وليـــس من حب الكويت في شيء اعتبارها بقـــرة حلوب «غبية» او محطة وقود تملأ الجيـــوب منـــها ثم تترك دون عودة، او محاولة الاستيلاء على اراضيها العامة بألف طريقة وطريقة. وليس من حب الكويت في شيء ان يقدم اي شيء آخر مهما عظم على مصلحتها حتى لو كان دستورها، فالكويت هي الاصل والباقي فروع، وهي الاولى دائما وما عداها في المقام الثاني، فقد عشنا سنوات طوالا دون دستور الا اننا لم نستطع العيش يوما واحدا عندما فقدناها. وليس من حب الكويت في شيء اساءة معاملة ضيوفها ومقيميها او التصرف في بلاد الآخرين بشكل يسيء لسمعتها. واخيرا ليس من حب الكويت في شيء ألا نخلص في اعمالنا او الا نعمل على تطوير انفسنا فالاوطان لا تنهض الا بنهوض ابنائها.

آخر محطة:
من حب الكويت ما يفعله وزير البلدية الفاضل د.فاضل صفر من التواجد في مراكز العمل الساعة الـ 6.30 صباحا، قد اتعبت من سيأتي بعدك يا دكتور.

احمد الصراف

مجاري صبحان وآلام الرقبة

تبلغ موازنة الدولة 19 مليار دينار، أو 65 مليار دولار، وتصرف بشكل أساسي على الرواتب والدفاع والصحة و…التعليم. ولو نظرنا الى عدد موظفي الدولة المناط بهم أمر الاهتمام بصحة المواطنين والمقيمين لوجدنا ان ما يصرف على السلامة والعلاج من خلال وزارتي الصحة والبلدية، وأعمال وزارة الأشغال المرتبطة بسلامة المواطن والمقيم وصحتهما، يبلغ مئات ملايين الدنانير من دون مبالغة. ولو دققنا أكثر لوجدنا أن نسبة كبيرة مما يتناوله المواطن من طعام تنتج في مصانع محلية، وأن نصيب الأسد في إنتاج هذه المواد يأتي من منطقة صبحان الصناعية، وان هذه المنطقة وبالرغم من الـ 65 مليارا التي تصرفها الدولة سنويا، وكل ما تدعيه الحكومة من اهتمامها بصحة المواطن وسلامة عقله وبدنه، وكل نشرات ودعوات التوعية الصحية، بالرغم من كل ذلك، تعتبر منطقة «صبحان» الصناعية الغذائية غير ملائمة أو مهيأة حتى الآن لصناعة الأغذية، بالرغم من مرور 40 عاما على إنشائها، لأنها وببساطة ومن دون خجل تفتقد في جزء كبير منها لأبسط أنظمة المجاري والصرف الصحي، كما ان الجزء الذي توافرت فيه مؤخرا فقط أنظمة المجاري لم يتم ربطها بالمصانع بسبب… «عدم وجود ميزانية»!! وهذا يعني ان بعض مصانع المنطقة التي تتخصص في إنتاج المواد الغذائية لا تزال تقوم بصرف فضلاتها الصناعية والبشرية في جور صحية خاصة بها، والكثير منها يفتقد لأبسط متطلبات البيئة، كما ان الروائح الصادرة من بعضها تملأ يوميا أنوف العاملين فيها، يحدث هذا في دولة تدعي الرخاء والثراء وندعي العيش فيها، وتخصص حكومتها ومجلسها بكل عباقرته المهمومين بالظواهر السلبية، مئات ملايين الدنانير على الصحة والسلامة العقلية؟
نترك التعليق وهز الرأس أسفا، نتركه لكم، بعد أن غزت الآلام رقبتنا يوم أمس بسبب حركة لاإرادية مفاجئة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

55555555

الكويتي بطبيعته لا يجيد صنعة «الشحاطة»، أو الفشخرة، وهو «الأقرب إلى سطح الأرض» مقارنة بأقرانه، هكذا تقول تركيبته. حتى شيوخنا وتجارنا لا تستطيع تمييزهم عن الناس العاديين من ناحية السكن ونوع السيارة وما شابه، خصوصا أثناء السياحة في الخارج، فلا حرس شخصياً ولا مرافقين من الحشم والأتباع ولا موكب سيارات مبالغاً فيه ولا يحزنون، كما يفعل بعض الشيوخ والتجار من الدول الأخرى. وأيضا على مستوى بيوتهم، أي بيوت شيوخ وتجار الكويت، لن تجد فارقا كبيرا بينها وبين بيوت الناس العاديين، و«دار سلوى» التي هي قصر سمو أمير البلاد أكبر دليل على بساطة الكويتيين… وقصر دسمان كذلك.

وفي هذه الأيام تستعد شركة «فيفا للاتصالات» لطرح رقم مجنون في مزاد علني عبارة عن ثماني خمسات، 55555555، يا ألطاف الله، على أن يذهب ريع البيع إلى بعض الجمعيات الخيرية التي لم تحددها الشركة! وهنا المشكلة في رأيي، فإما أن تترك الشركة للشاري حرية اختيار جهة التبرع، أو أن تذكر الشركة أسماء اللجان الخيرية المستفيدة، لأن بعض المزايدين لا يريدون هذه اللجنة أو تلك. وإن كان التبرع بادرة تستحق الشركة عليها الشكر، ودلالة على عدم جشعها.

ولو كان هذا الرقم في دولة الإمارات أو المملكة العربية السعودية أو قطر لما قلّت قيمته عن خمسة عشر مليون ريال، مع الرحمة والنفاذ، أي نحو مليون ومئتي ألف دينار. والبعض يتذكر لوحة السيارة الإماراتية التي تحمل رقم (1) إن لم تخني الذاكرة، والتي بيعت بعشرة ملايين درهم، فما بالك برقم واحد يتكرر من الآن إلى بكرة العصر.

وقد تناقشت مع اثنين من الربع عن تخميناتنا للسعر الذي سيباع به الرقم المجنون هذا، فتوقع الأول أن يباع بعشرين ألف دينار فقط، ويبدو أن لصاحبنا هذا علاقة نسب بالفقر. في حين توقع صاحبي الثاني بيعه بخمسين ألف دينار، وجاء دوري فتفذلكت وقلت: لو تم عرضه قبل الأزمة الاقتصادية لبيع بنصف مليون دينار بالتمام والرِّفاء والبنين، وهو يستحق أكثر من ذلك، لكنّ الكويتي لا يبالغ كما ذكرت، أما هذه الأيام، ولأن الكاش عزيز، فسيباع بمئة وثمانين ألف دينار أزرق لا غير، وستفوز بالمزاد سيدة كويتية. وأنا جاهز لشرائه من الفائز «على خرابه».

وسأتابع تخمينات القراء في تعليقاتهم على الأسئلة الثلاثة: بكم سيباع هذا الرقم في رأيك؟ وما جنس الفائز به، رجل أم امرأة؟ وما جنسية الفائز؟… المايكروفون للقراء باستثناء النائب الموسوعة ناصر الدويلة الذي يعرف كل شيء في أي مكان وزمان، و… «نقدر».

سامي النصف

اضبط.. فساد في «العدل»

كيف ينفع الدواء متى ما فسد الملح الذي يعالج به؟! اذا كان فساد البلدية لا تحمله البعارين فإن الفساد الاداري في وزارة العدل تعجز عنه افيال الهند والسند مجتمعة، فتصديق الوكالة العامة او الخاصة الذي لا يأخذ في الدول الاخرى اكثر من 3 دقائق يحتاج في وزارتنا العتيدة الى مراجعة متواصلة لـ 3 ايام متتالية.

وتسجيل الاراضي والعقار الذي لا يزيد في الدول الاخرى عن انتظار يوم او يومين يحتاج في وزارة العدل الكويتية الى شهرين او ثلاثة اشهر من الانتظار والطلبات المتواصلة التي يفترض ان تطلب بشكل مسبق مع تقديم الاوراق، لا بعد ذلك بأسابيع او أشهر، والغريب اننا لا نسمع الا بانباء المطالب المالية التي لا تنتهي لموظفيها دون محاولة جدية لتحسين مستوى الاداء الوظيفي لهم.

ذهبت بالامس نحو الساعة الـ 11 للقسم المخصص لوزارة العدل في «الحكومة مول» لتوقيع عقد عمل كما تقتضي القوانين المرعية فإذا بـ «القيصر» الصغير الذي يفترض ان يعطي ارقام الدور للمراجعين قد قرر من تلقاء نفسه التوقف عن ذلك العمل رغم ان عدد المراجعين في الصالة لا يزيد على خمسة وباق على انتهاء الدوام اكثر من ساعتين وقد اخبرني احدهم بأن ذلك الموظف يقوم بذلك الفعل منذ الساعة العاشرة صباحا بقصد «تطفيش» المراجعين ثم يقوم بعد ذلك بفتح باب الدور (!)، كما لاحظت ان هناك عشرة موظفين آخرين لا يعملون شيئا على الاطلاق رفعت فوقهم لافتة «خدمات وزارة العدل»، والواجب التحول لمفهوم الموظف الشامل وجعل هؤلاء العشرة يقتسمون العمل مع زملائهم الآخرين.

وحتى لا يذهب اليوم سدى على هذه القضية البسيطة قررت الذهاب لمبنى وزارة العدل الرئيسي في مجمع الوزارات المجاور وهناك اخبرني شاب كويتي اسمر مسؤول عن توزيع الدور بأنه لا يستطيع اعطاء ارقام للمراجعين لكون «جميع» الـ 17 موظفا وموظفة العاملين في القسم قد تغيبوا دون عذر منذ الصباح كوسيلة لإطالة امد اجازة العيد الوطني والسفر خارج البلاد.

يقول رئيس وزراء ماليزيا السابق د.مهاتير محمد ان نهضة بلده قامت على تعزيز ما يسمى «الادارة بالزيارة» اي ارغام المسؤولين على ترك ابراجهم العاجية والنزول لمراكز العمل لمعرفة ما يفعله الموظفون من اباطرة وقياصرة وفراعنة بالبشر، واراهن شخصيا على ان موظفينا لا يعرفون شكل الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين حتى من بقي في موقعه لعشرات السنين لغياب التواصل والمراقبة والمتابعة بين المسؤول والعاملين لديه.

وهمسة لسمو رئيس مجلس الوزراء ان ذلك الاهمال والاذلال والفساد الاداري المتفشي في اروقة وزارات ومؤسسات الدولة هو ما يثير حنق المواطنين بشكل متواصل على الحكومة ويجعلهم يرفعون على الاعناق اي نائب يتصدى لها ويستجوب مسؤوليها، ويسقطون بالمقابل من يعلن اصطفافه معها، لذا فالحل الحقيقي للازمات السياسية المتكررة ينبع من العمل على الاصلاح من الجذور ونزع مشاعر عدم الرضا الدائمة لدى الناس.

وهمسة اخرى في اذن وزير العدل وباقي الاخوة الوزراء من الحاجة الماسة للالتفات للشق الاداري وليس فقط السياسي من العمل الوزاري عبر ضرورة تطوير مستوى الخدمات في الوزارات المختلفة وتعزيز احساس المواطن والمقيم بأن الخدمات الادارية تتجه يوما بعد يوم للافضل كما نرجو، لا للاسوأ كما نرقب.

آخر محطة:
يقوم على مشروع «الحكومة مول» اخوة افاضل غير مقصرين في عملهم الا ان بعض موظفي الوزارات المختلفة العاملين هناك هم اساس البلاء والفوضى وتعطيل المصالح ومن ثم التسبب في قتل مشروع «الحكومة مول» الواعد.

احمد الصراف

شارك في الاستفتاء يا مؤمن

كعادة «جماعتنا ومتخلفينا» في تخريب كل اختراع واكتشاف، والتلذذ باستخدام الجانب السيئ منه، ولا نستثني «الغير» من مثل ذلك بالطبع، فقد دخل الكثير من الاطراف المريضة على الانترنت، إما للاثراء‍ غير المشروع من وسيلة الاتصال السريعة المعرفة هذه، وإما لنشر آراء متطرفة او فاسدة، او من اجل التخريب ليس الا، وهذا اساء إلى الانترنت، وجعل منه في احيان كثيرة وسيلة نصب واحتيال وتضليل وفساد، فعلى سبيل المثال انتشرت قبل سنوات على الانترنت رسالة تفيد بان شركة «مايكروسوفت» او ربما شركة اخرى معها، ستدفعان دولارا اميركيا واحدا لاحد المستشفيات الاميركية المتخصصة في علاج السرطان من اجل انقاذ حياة فتاة صغيرة مصابة بالسرطان في حال قيام مستلم الرسالة باعادة ارسالها الى طرف او اطراف اخرى، وكلما زاد عدد هؤلاء اسرع ذلك في توفير المال اللازم لعلاج الطفلة! وقد وردتني تلك الرسالة من اكثر من طرف، وكانت في كل مرة تتضمن الكثير من الاسماء والعناوين. وفجأة، وبمثل ما بدأت السلسلة انقطعت، بعد ان اكتفى من ارسلها في جمع ربما مئات آلاف عناوين المشتركين في خدمة الانترنت، وباعها لشركة اعلانات مثلا، او لوكالة نصب نيجيرية، او حتى لوكالة مخابرات ما، وتبين متأخرا ان الامر لم يكن اكثر من خدعة رخيصة‍‍!
كما وردتني قبل ايام رسالة «حزينة» تتضمن صورة طفلين مفقودين واسميهما الكاملين، وعنوان والدتهما، مع نداء استغاثة لمساعدتها في العثور عليهما، وطلب مرسلها اعادة ارسال الرسالة الى اكبر عدد ممكن من الاصحاب والاهل لعل وعسى ان يساعد نشرها في استدلال الام الثكلى على فلذتي كبدها! قمت بناء على نصيحة صديقتنا السيدة «خلف» بالاتصال بعنوان الام وطلبت منها الاتصال بي على الفور لان بامكاني مساعدتها في العثور على ابنيها، ولكنها لم تتصل على الرغم من قيامي باعادة ارسال الرسالة لاكثر من مرة، مع تضمينها ارقام هواتفي وعناويني الاخرى، ومنها تبين ان الامر لم يكن اكثر من خدعة رخيصة اخرى لجمع اكبر عدد من العناوين البريدية.
كما انتشرت على الانترنت صورة «وثائقية» عن كشف اثري مهم في الجزيرة العربية لهياكل بشرية يزيد أطوال اصحابها على المترين بكثير، وورد في الرسالة انها لقوم عاد وثمود! مع ايراد آيات قرآنية تحت الصور لاعطائها بعدا دينيا معينا! وتبين بعد الفحص السريع ان صور الهياكل البشرية مفبركة!
كما ان هناك رسالة اخرى تتضمن صورا لمدينة «ارم» ذات العماد، التي ورد ذكرها في القرآن، وان آثارها اكتشفت حديثا، وتبين مباني قديمة باعمدة عالية وتماثيل منحوتة في الصخر.
وتضمنت الرسالة، كالعادة آيات قرآنية وادعية خاصة! ولكن بتكبير الصور والتدقيق في تفاصيلها يتبين واضحا انها لمعابد هندوسية في مدينة هندية اثرية!
وفي محاولة لنشر العداء غير المبرر للغرب، من خلال التأكيد على تآمرهم ضدنا، قام بعض المرضى النفسيين بتوزيع رسالة على الانترنت مفادها ان هولندا تفكر جديا في منع طباعة القرآن الكريم وتداوله فيها، وان على المسلمين وقف ذلك من خلال المشاركة في استفتاء على الانترنت في الموقع التالي www.stand.nl/index.php ومن ثم التصويت بالضغط على مربع أحمر، والذي يعني عدم موافقة المشارك على منع طباعة القرآن في هولندا! وتضمنت الرسالة نداء عاطفيا، حيث قالت: «.. يا جماعة الخير يا أنصار كتاب الله وسنة رسوله، انشروا رسالة النصرة التالية لكتاب الله، وما عليك سوى فتح الموقع التالي، وهو باللغة الهولندية، والضغط على كلمة «اونينس oneens» في المربع الأحمر، والتي تعني «غير موافق» وذلك تأييدا لحملتنا المضادة لمنع طبع القرآن في هولندا، نكرر، ما عليك الا الضغط على المربع الأحمر لرفض الوقف، واعادة ارسال الرسالة الى كل من تعرف، وهذا فرض ديني عليك، ولك الثواب، ولكي تثبتوا لأعداء الدين انكم تغارون على اسلامكم اكثر مما يظنون، فالقرآن سيمنع في هولندا، والمسلمون يرفعون شكوى والحكومة تصدر تصويتا في احد مواقع الانترنت، وللأسف النتيجة حتى الان 30 لعدم منع الطباعة، و70 لمنع الطبع، فلا تخذل كتاب الله وصوت يا مسلم»… وحيث ان الموقع باللغة الهولندية فان الكثيرين لم يتعبوا أنفسهم بالتحقيق في حقيقة الاستفتاء، وقام «مؤمنون» بالمشاركة المكثفة فيه وفقما طلب منهم! ولكن القارئ «ن. الكندري» شك في الأمر فقام بالبحث في النت فتبين له ان الموضوع كذب في كذب، ولا أساس للادعاء بكامله. وقد قمت من طرفي بالاتصال بالسفارة الهولندية لمساعدتي في ترجمة مضمون الموقع اعلاه فتبين انه يخص استفتاء ما لا علاقة له بطبع أو عدم طبع القرآن لديهم، وألا شيء من هذا القبيل تم أو يتم تداوله في هولندا على الاطلاق، وعلى أي مستوى كان!
ولكن هدف من أرسل تلك الرسالة الالكترونية عن طريق الانترنت قد تحقق، ونجح من خلالها في تشويه صورة واحدة من اكثر الدول الأوروبية المتقدمة حباً وتسامحا مع الأجانب واتباع الديانات الأخرى.
***
• ملاحظة: لفت القارئ «فهد ب.» نظرنا الى ان الزميل عادل القصار كان من أشد المتحمسين لمشروع الوسطية في الدين والاعتدال في الفكر، وكان حتى يوم واحد من آخر مقال له يدعو إلى الوسطية ويتمسك بالاعتدال، فكيف انقلب 180 درجة وأصبح فجأة مؤيداً لأفكار عبدالله النفيسي التي طالب من خلالها بقتل كل من يهاجم حماس، وأن يقوم فدائي باسل برش مادة الانثراكس على أم‍يركا ليقتل 330 ألفاً من سكانها؟
نتمنى ردا سريعا من الزميل المعتدل والوسطي، والا يربط الأمر بتوقف الدعم من مركز الوسطية وسفر الحاج عصام البشير الى وطنه!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

بوفيصل

لأن الأنفس يا «بوفيصل» وجدت أن باب اللصوص هو الأسهل للثراء والوجاهة، فناقلاتنا التي سرقت قبل 20 عاماً لم تجد من يردعها، بل إن «الحرامي صار بالصف الأمامي».

«بوفيصل» ألم تتساءل: لماذا يضرب الكويتيون مواطنيهم من رجال الأمن، لإرضاء القبيلة؟

لأن الدولة يا «بوفيصل» رسخت القبيلة والطائفة والعائلة على حساب الأرض، فإن كنت عجميا فلن يخلّص ويسهّل أمورك سوى العجمي، وإن كنت شيعيا فلن تحتمي وتلجأ لتسيير شؤونك إلا للشيعي، بل إن الدولة يا «بوفيصل» قررت أن تمنح حتى مقاعدها التنفيذية في الحكومة بنظام الكوتا غير المقننة، فالشيعي يأخذ مقعداً أو مقعدين كأقصى تقدير، والمرأة كذلك، والقبلي كذلك، والتاجر أيضا وهلمّ جرّا.

«بوفيصل» ألم يتبادر إلى ذهنك تساؤل ملح عن سبب تراجع الإبداع الفني والرياضي والعلمي والأدبي والثقافي في الكويت؟

لأننا يا «بوفيصل» فرشنا السجّاد الأحمر لدولة الفتوى وأغفلنا دولة القانون، فالمهري يخبرنا ماذا نلبس وهايف يلزمنا لأي بلد نسافر، وعدنان يحدد لنا من يدخل البلد، والرفاعي يحرّم كرة القدم، ونحن أصبحنا لا نعلم من نحن، ولمن نعمل ألكويتنا نعمل؟ أم لوهابي أم إخونجي أم لهذه أم تلك الحوزة؟

«بوفيصل» ألم تستغرب من أن هدر المال بإسقاط القروض أو ما يُدعى بالإنقاذ الاقتصادي أصبح هو ديدن المجلس والحكومة؟

لأن المقترضين يسمعون يوماً تلو اليوم بأن الفوائض وسعر البرميل تنامى على مدى أربع سنوات من دون وجود مشروع واحد… مشروع واحد فقط سواء كان صحيا أو تعليميا أو سكنيا أو على صعيد البنى التحتية قيد التنفيذ، فنحن لم نسمع عن مشروع تقوم به الدولة طوال السنوات الأربع الماضية سوى ستاد جابر الذي تنفذه شركة رئيس مجلس الأمة، وهو متأخر عن موعد تسليمه لعامين ونصف إلى الآن دون إلزامه بشرط جزائي واحد، فلماذا نستغرب ونحن نرى أموالهم لا تذهب سوى إلى اللصوص وأصحاب الكروش؟

«بوفيصل» قبل أن أتركك، هل تعلم أن شابين قاما بضرب شاب قبل أيام، وجرمه الوحيد هو أنه كان يستمع إلى الموسيقى في سيارته؟!

«بوفيصل»… وفقك الله في عامك الثالث لما فيه خير الكويت.

خارج نطاق التغطية:

عبدالله مندني، وسيد هادي العلوي، ويوسف خضير علي، وعامر فرج العنزي، وجاسم محمد علي، مبارك علي صفر، وإبراهيم علي صفر، وخليل خير الله البلوشي، وخالد أحمد الكندري، وحسين علي رضا، ومحمد عثمان الشايع، وبدر ناصر العيدان… شهداء القرين كم نحتاجكم اليوم؟!

سامي النصف

محاضرة في النادي الديبلوماسي

بدعوة من اتحاد البورصات العربية وهيئة سوق المال في قطر القيت يوم الثلاثاء الماضي محاضرة في النادي الديبلوماسي بالدوحة، كان عنوانها «دور الاعلام الاقتصادي في خلق وعي استثماري» وكان الحضور جمعا من رجال المال والاعمال ومحرري الصفحات الاقتصادية في الصحف القطرية.

ومما تضمنته الورقة حقيقة ان الاسواق المالية في العالم اجمع خلقت لتبقى ولتلبية حاجات المستثمرين ولاشك في أن الانخفاض الحالي في مؤشراتها هو انعكاس مباشر للازمة العالمية القائمة التي اصابت جميع القطاعات، وستبقى تلك المؤشرات في حالة انخفاض ما بقيت الازمة مع حقيقة ان الاسواق لا تبقى في حالة انخفاض او ارتفاع دائم الى الابد.

هناك اربع شرائح تستفيد عادة من دخول الاسواق المالية، ودور الاقتصاد الاعلامي هو نشر الوعي الاستثماري بين تلك الشرائح حتى لا تلتبس عليها الامور او يحاول البعض لعب دور البعض الآخر، واولى تلك الشرائح هي الشباب ممن يودون وضع اموالهم في اوعية استثمارية تحقق لهم عند قرب تقاعدهم بعد عقدين او ثلاثة عقود من الزمن عوائد ما كان لهم ان يحصلوا عليها فيما لو وضعوا اموالهم في اي اوعية اخرى.

هؤلاء ينصحون عادة بشراء اسهم بنوك وشركات جديدة يعرف عنها عادة النمو السريع في اعمالها وضربنا امثلة بما هو معروف من ان من اشترى اسهم تأسيس بشركة المليونير تافت بعشرة آلاف دولار تحولت الى 300 مليون دولار، ومن اشترى عام 84 اسهم شركة الاتصالات الكويتية بـ 40 الف دينار تحولت بعد عقدين من الزمن الى ما يقارب 4 ملايين دينار ومثل ذلك اسهم شركة المحمول المصرية التي ارتفعت خلال 10 أعوام بمقدار 1361%، وهي عوائد لا يمكن ان يحصل عليها المستثمر الشاب من اي نشاط اخر كما انها لا تتأثر بالصعود او النزول المؤقت للسوق.

الشريحة الثانية هي المتقاعدون ممن يريدون عوائد مجزية على مدخراتهم تسد الفجوة بين الراتب العادي والراتب التقاعدي ومثل هؤلاء يتجهون عادة لاسهم «العوائد» اي البنوك والشركات الراسخة التي تعطي في العادة ارباحا سنوية تعادل ثلاثة اضعاف عوائد الودائع فإن اعطت الودائع 3 – 4% اعطت اسهم العوائد 10 ـ 12%.

الشريحة الثالثة هي شديدو الاختصاص من اصحاب المعرفة والمعلومة والتفرغ التام للسوق ممن يخلقون ارباحا مجزية عبر الاستفادة من الاسهم «الدورية» والتذبذبات اليومية للاسعار، ومن الاخطاء الشائعة الحدوث ـ بسبب نقص الوعي الاستثماري مما يؤدي للكوارث ـ: توجه اصحاب الشريحتين السابقتين من غير ذوي الاختصاص والتواجد الى محاولة الاستفادة من تذبذبات الاسواق وهنا مكمن الخطورة.

الشريحة الرابعة هي من اصحاب الاختصاصات المهنية المختلفة ممن يرون بسبب تخصصاتهم ان المستقبل الزاهر هو لهذا القطاع او ذاك، اي للعقارات او الاتصالات او الخدمات او البتروكيميكال.. الخ، وقد لا يملك هؤلاء الثروات اللازمة للبناء او انشاء شركات خاصة بهم فيستعاض عن ذلك بشراء اسهم الشركات المعنية وانتظار تحقق رؤيتهم باسهل الطرق.

آخر محطة:
فتح النادي الديبلوماسي القطري ابوابه لمن يريد تأجير قاعاته ومطاعمه لخلق عوائد اقتصادية تغطي تكاليفه وتحقق الربح، نرجو ان يقوم النادي الديبلوماسي الكويتي بعمل مماثل والا يقتصر رواده على القلة من الديبلوماسيين.