احمد الصراف

مع شينهم قواة عينهم!

في قصة من التراث أن «جحا» استعار آنية من جاره ثم اعادها إليه بعد ايام ومعها ملعقة، فسأله الجار عنها فقال ان آنيته ولدت ملعقة.
تكررت قصة الاستعارة والولادة مع اكثر من جار فسمع الحي بذلك فأصبحوا يأتون بأوانيهم إلى بيت جحا لتتوالد فيه، وعندما تجمع كم كبير منها في بيته ابقاها مدة طويلة رافضا اعادتها إلى أصحابها، وبعد زيادة الضغط عليه أخبرهم بأنها ماتت!! فتساءلوا باستغراب: وهل تموت الأواني المعدنية؟ فرد قائلا: نعم، إذا صدقتم انها تلد؟

واجهتني قبل سنة مشكلة تعلقت بحاجتي الماسة إلى مساحة تخزينية في الشويخ أو الري، وارتفاع ايجار المعروض منها إلى خمسة دنانير في الشهر للمتر الواحد، وهو مبلغ غير مجد تجاريا بأي مقياس. سمع مقيم هندي بمشكلتي فاقترح عليّ تأجير مخازن في الصليبية، وفي منطقة زرائب الماشية بالذات، وبعشرين في المائة من الايجار الساند في السوق. وقال إن المخازن جيدة ومجهزة بجميع التسهيلات، ولا خوف من التخزين فيها، على الرغم من مخالفتها للقانون، بحجة ان صاحب المزرعة «شيخ»، ولن يجرؤ احد بالتالي على الاقتراب من المنطقة التي تحولت إلى مخازن عامرة!!
راودتني النفس كثيرا في قبول العرض، فالفرق بين الايجارين، بالنسبة للمساحة التي كنت احتاج اليها كان بحدود 180 ألف دينار لسنة واحدة فقط، وهو مبلغ كبير ان كانت الحاجة إلى سنتين، ولكن الحرص الذي تعلمته من اصدقائي «النيادة»، والرغبة في الالتزام بالقانون تغلبا بسرعة على الطمع في تحقيق ارباح كبيرة، وقمت بالتالي بتدبير اموري بشراء مخزن كبير مقابل مبلغ اكبر، ولم اندم قط على قراري ذلك!!
تذكرت قصة جحا ومشكلتي مع التخزين وانا اقرأ تفاصيل مقابلة «القبس» مع مجموعة من التجار، المستأجرين، لمساحات في مزرعة العوالي في منطقة الصليبية: وعن مشكلتهم المتمثلة في قيام صاحب الحيازة الزراعية بهدم المخازن عليهم من دون اعطائهم مهلة كافية، حسب ادعائهم، بعد ان ضغطت لجنة ازالة التعديات على املاك الدولة عليه وهددت بسحب الجاخور او الزريبة منه ان لم يقم بإعادتها إلى وضعها السابق!!
وقد رفض هؤلاء المستأجرون في بداية المقابلة مع القبس الاقرار بارتكابهم أي مخالفات تستحق قيام صاحب المزرعة بإزالة المباني، بحجة أنهم استأجروها منه كأرض فضاء وبموجب عقود «رسمية» وموافقات خطية.. منه!! ولا ادري ما الذي يعنونه بــ«عقود رسمية»!! فعقد الايجار موقع بين طرفي العلاقة، ولا علاقة له بالرسمية اصلا! ثم عاد هؤلاء واقروا بأن مخالفاتهم تمت بعلم وتصريح صاحب الحيازة! وهذا ايضا كلام غير مقبول فصاحب الحيازة صاحب مصلحة، وليس جهة رسمية تمنح وتمنع. وقالوا ان الكويت «دولة قانون ومؤسسات يحترمها الجميع!!» وهذا كلام جميل، ولا علاقة له بالمشكلة اصلا، فلماذا لم يقوموا هم في المقام الأول باحترام المؤسسات والقانون والاستئجار في مناطق مخصصة كزرائب؟ أما مطالبتهم «جمعية حقوق الانسان» بالتدخل، فعجيبة حقا، فهل قاموا قبلها باللجوء إلى القضاء ولم ينالوا مرادهم مثلا؟ وهل يعتقدون أن ساحته ليست المكان المناسب لحل القضية؟ وماذا عن الوفر الذي حققوه في الايجار بين ما دفعه من كان في وضعي وبين ما دفعوه من فتات لصاحب الحيازة الزراعية؟ الا يكفي هذا الفرق لتغطية تكلفة نقل بضائعهم في الوقت المناسب إلى مخزن آخر مخصص للتخزين وليس كزريبة أو مزرعة؟! وكيف صدقوا أن هناك مخازن تؤجر بدينار للمتر، والسعر السائد في السوق هو أكثر من أربعة دنانير، وعندما اقتربت جرافات الإزالة منهم لم يصدقوا أنها ستقوم بهدم مخازنهم على رؤوسهم؟ هل نسوا أن الأواني التي تلد تموت ايضا؟
إن تصرف هؤلاء المستأجرين، ولا يلامون عليه وحدهم، ماهو إلا عينة من دولة التسيب التي عشناها لسنوات، ولانزال نعيشها في قطاعات كثيرة، والتي جعلت من مثلها أمرا مقبولا وربما حان الوقت لكي نكون أكثر عقلانية في تصرفاتنا.

ملاحظة: صرح الشيخ «أحمد الخليفة»، وهو مدير إدارة حساسة في وزارة الداخلية، وله دور نشط ومهم في حمايتنا وأبنائنا من خطر المخدرات، بأن «رجاله» ستناط بهم في عطلة رأس السنة مهمة مراقبة الإسطبلات والمخيمات والشقق المشبوهة ومداهمة أي حفلات صاخبة، وسيتم «إبعاد الأجنبي» المتورط ومعاقبة المواطن!
نتمنى ان يكون كلام الشيخ أحمد للاستهلاك المحلي فقط، وألا أحد تم إبعاده من قبل رجاله! فأي كلام غير ذلك يعني نسف كل ما نقوله ونعتقده ونشعر به من أننا نعيش في دولة عصرية لها حكومة ومجلس نيابي وقضاء وصحافة حرة، وفيها قانون عقوبات يحدد كل جريمة وطريقة عقاب مرتكبها!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

صناعة الفتنة… حيث المقام مناسبا!

 

لم تكن الصورة تكاملت لدي شخصيا، وربما الحالة ذاتها مع الكثير من أهل البلد، حينما تساءلت بيني وبين نفسي: «لماذا يتضاعف نشاط مثيري الفتنة في بلادنا كلما مر بنا ظرف؟ هل انعكست الصورة التي كنا نخزنها في ذاكرتنا منقولة عن الآباء والأجداد الذين كانوا يتصدون بقلب واحد وصف واحد للفتنة حال بروز رأسها؟ أم أن الموروث ذاته كان مكذوبا ومزيفا؟ وإذا كان المنقول سليما صادقا، وهذا هو المؤكد قطعا، هل كان الآباء والأجداد أكثر وعيا وعلما وإدراكا وأخلاقا ووطنية وامتثالا لتعليمات الدين الإسلامي العظيمة، أكثر من أبناء اليوم؟».

لكن، ربما يتساءل طرف، ما الذي دفع بتلك التساؤلات لعقلك أصلا؟

وهو سؤال يستحق الإجابة، ولا بأس من القول أن ما نشهده، منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل، من ممارسات فتنوية وطائفية وكيدية، لا يتوافق أبدا مع منطلقات المشروع الإصلاحي الذي تأسس على هدف واحد: مصلحة البحرين وأهل البحرين، حاضرا ومستقبلا… وتحت هذا الهدف، تندرج العشرات من الأهداف الفرعية التي -إن لم أكن مخطئا أو حالما- ليس من ضمنها تفتيت المجتمع وتحقيق غلبة فريق أو طائفة أو عيّنة، على فريق أو طائفة أو عينة أخرى من المواطنين!

وحتى أكمل موضوع الدعوات الفتنوية لتدمير طائفة بعينها الذي طرحته في هذه الزاوية يوم الخميس الماضي تحت عنوان :»الويل لنا»، أسوق استدراكا مهما، وهو أن خلاف طائفة مع الدولة، وفقا لمطالب كفلها الدستور، ومنحها المشروع الإصلاحي فرصة الانطلاق بمساحة أرحب، والمناداة بتلك المطالب، ما هو إلا حراك ديمقراطي طبيعي، مع إعادة التأكيد على رفض الأساليب العنيفة واستخدام الوسائل التخريبية والتأليب ضد الدولة ودعوات (الموت) والويل والشتائم والتحريض ضد أبناء الشعب… أقول إن ذلك الخلاف، يأخذ صفة الاستيعاب في حدود الدولة ومؤسساتها التشريعية والمدنية من خلال فتح قنوات الحوار، وإلا ستبقى أصوات الفتنة الدافعة في اتجاه نسف الولاء وربطه بإيران والمطامع الصفوية التاريخية من جهة، والأنشطة اللاسلمية المهددة للاستقرار والأمن الاجتماعي ماضية في مسارها الخاطئ، تغذيها تصريحات ومقالات وخطب ومنشورات ومواقف يعتقد أصحابها، كل أصحابها، أنهم على الحق ومن هم دونهم على باطل وضلال.

إلا أنني، حصرت نفسي في تلك التساؤلات السابقة الذكر، تماما كما حصر غيري بها، مع أنها مغلوطة كاذبة، ولا تثبت ولاء الموالين، ولا خيانة المعارضين، لأنها هي الأخرى محصورة في أشخاص بعينهم، وخطباء بعينهم، وناشطين بعينهم، وصحف بعينها، وكتّاب مقالات محدودين، ومنتديات إلكترونية مشهود لها بالنوايا السيئة مسبقا… لكن مع شديد الأسف، تصبح تلك الأطراف وكأنها الطرف الأوحد، لأنه لا توجد في الطرف الآخر، مبادرات من شخصيات وقيادات تحمل مشروعا وطنيا حقيقيا للخروج من الأزمة والأزمات المتتالية التي تمر بها بلادنا، ولا توجد، مع شديد الأسف أيضا، مبادرات من الدولة لتشجيع هذا المسار باعتباره المسار القادر على إخراجنا مما نحن فيه بالتحاور.

التحاور هنا يصبح معدوما لأن صناع الفتنة، أيا كان تصنيفهم وفقا للأطراف (بعينها) المذكورة أعلاه، عملت على ألا يكون (للحوار) مكان، ومع ذلك، هل يجب أن تعيش الدولة (عقدة) أولئك؟ فإنها إن رغبت في ذلك، فلن تنتهي تلك الملفات أبدا وربما تعقدت مستقبلا إلى درجة لا يرتضيها أحد، وإن رغبت -أي الدولة- في الحوار فإنها الطرف الأقوى والأجدر، على أن يكون لديها حسن ظن في أن أبناءها لا يوالون غيرها، ولا يرتضون بديلا لها في حكم أو في شرعية، ومن جهة أخرى، تبدي كل الأطراف، وعلى الأخص المعارضة والناشطين، أنهم يعملون لصالح البحرين فقط… دون هذا وذاك، فيا ليل… ما أطولك

احمد الصراف

كيف نرفس أنفسنا بأرجلنا؟

ورد في الصحف المحلية قبل أيام أن أمين سر اتحاد طلبة الكويت في الاردن الطالب عبدالله العازمي تقدم بطلب الى وزير التربية والتعليم العالي الاردني لاعفاء طلبة الكويت من الراغبين في استكمال دراساتهم العليا في جامعاتها الحكومية والخاصة من شرط الحصول على شهادة التوفل! ولا استبعد هنا وقوف بعض اعضاء البرلمان الكويتي وراء امين السر هذا، بعد ان اصبح شراء الشهادات العليا امراً مقبولا بين اعضاء البرلمان، وبعد تدني مستوى التعليم في الكويت بشكل عام، وتبين من الخبر ان الحكومة الاردنية وافقت على الطلب، وهي ربما تقول في عبها «الله لا يردكم»! وقد شارك الملحق الثقافي في الاردن، السيد حمد الدعيج، الذي يسبق اسمه حرف «الدال» في المفاوضات وبارك طلب الاتحاد، وسعى جاهدا الى تحقيق الطلب لدى وزارة التربية والتعليم العالي الاردنية!
والتوفل T.O.E.F.L لمن لا يعرف هي اختصار لـ Test Of English As Foreign Languaga، وهي الطريقة الوحيدة المعترف بها عالميا التي يمكن عن طريقها تقدير مستوى استيعاب او معرفة الطالب، او اي شخص اخر، للغة الانكليزية، وليست هناك اي طريقة اخرى معتمدة او موثوق بها بأفضل منها، وعادة ما يعتبر الحصول على 500 نقطة في التوفل الحد الادنى المقبول، ولكن جامعات كثيرة اخرى تطلب عادة نسبة اعلى بكثير.
خبر الجريدة عن مطالبة الطلاب وموافقة الحكومة الاردنية على الغاء شرط الحصول على التوفل يعني ان هؤلاء الطلبة لا يزالون يحاولون دخول الجامعات، وانهم رسبوا، او سقطوا، المرة تلو الاخرى في الاختبار، مما يعني اضطرارهم للعودة الى الكويت، وبالتالي لم يجدوا امامهم سوى اسلوب الاستجداء والوساطة في سبيل الغاء امتحان التوفل عنهم ليتمكنوا من دخول الجامعات الاردنية آمنين مطمئنين، فكان لهم ما ارادوا، فالظاهر ان الجامعات الاردنية، والخاصة بالذات لا تريد فقد هذا المورد المالي الكبير، وليذهب العلم والتعليم الى الجحيم!!
ان صدور هذا الاستثناء امر مخجل للكويت وللاردن وللتعليم بشكل عام، والمخجل اكثر مشاركة اكاديمي ودبلوماسي بمستوى الملحق الثقافي في تسهيل هذا العبث العلمي الخطير، ونتيجة ذلك ستكون وخيمة على مستوى خريجي الجامعات الاردنية مستقبلا، هذا بخلاف ما سببه الخبر وسيسببه من حساسية بين طلبة الكويت وغيرهم، من الطلبة الفاشلين، الذين لم تسع جهات محسوبة على حكوماتهم، التي احترمت نفسها، ولم تتدخل لاعفاء طلبتها من شرط الحصول على شهادة التوفل الضرورية.
ان مجرد قبول الجامعات الاردنية لطالب، خصوصا في دراسات محددة، بمستوى لغوي متدن، يعني ان هذه الجامعات تفتقد بشكل واضح الاحترام الذي تستحقه المؤسسة الاكاديمية، وبالتالي من المهم والضروري قيام السيدة وزيرة التربية والتعليم العالي بالتدخل ووقف هذا العبث بمستوى طلبتنا العلمي، فإما ان شهادة التوفل مهمة، وبالتالي يجب على كل راغب في الحصول على تعليم عال جاد الحصول عليها، وإما انها غير ذلك وبالتالي يتطلب الامر الغاءها عن الجميع، اما الكيل بميزانين او مكيالين لان نائبا فاشلاً او وسيطا خائبا اشتهى ذلك، فانه امر غير مقبول من اي عاقل محب لوطنه.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

«المعلم»… قصة حقيقية

هو فلسطيني بحجم الفيل الهندي، ذو لحية خفيفة بعارضين تركهما ليرسما حدود وجهه المترامي الأطراف، شجاع ولا عنتر، كريم ولا حاتم، ذكي، كل ما فيه ذكي، من الدعامية للدعامية، قناص فرص ولا أباتشي، عمل من التراب ذهبا ناصع الصفار.
بدأ الحياة من الخطوة الأولى، من العوز، من مهنة تتناسب وحجمه، «عتال»، و«خذاها كعّابي» بحثا عن النجاح إلى أن وجده فعانقه وأخذه بالأحضان وذرف دموع التعب على كتفيه، وعض عليه بالنواجذ.
ولأنه ابن أوادم فقد تعامل مع النجاح تعامل عيال الأوادم. لا يظلم أحدا ولا يأكل حق أحد، ولا يتوقف ليناقشك «اين ذهبت الدولارات العشرة»، هو أكبر بكثير من التفاهات التي لو التفت إليها لما أسس هذه الإمبراطورية المنتشرة على طول الخارطة، بدءا من كندا وليس انتهاء بالكويت. متابعة قراءة «المعلم»… قصة حقيقية

سامي النصف

النابغة سعاد

ذكّرنا الزميل المبدع ذعار الرشيدي مشكورا بمقالنا في 1/1/2008 والذي تطرقنا فيه لكيفية منع قتل 400 بريء منذ ذلك اليوم حتى 1/1/2009 عبر حوادثنا المرورية غير المبررة، وقد وضعنا ضمن المقال جملة مقترحات للتخفيف من الحوادث وتقليل عدد القتلى والجرحى والمعاقين، وبالطبع لم يؤخذ بشيء منها وانتهى العام بمقتل ما يقارب 400 قتيل و… على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!

لو ركبت مع سائقين الأول لم تشعر بقيادته والثاني كاد في بدء الطريق ان يصطدم بسيارة وبعدها بقليل تجاوز في آخر لحظة اجتياح أحد المارة ثم اقترب بعد ذلك كثيرا من الاصطدام بالرصيف، السائقان لم يقع لهما حادث الا ان الدلالات العلمية تظهر ان السائق الثاني سيتعرض لحادث مريع لتكرار قربه في أكثر من موضع من حدوثه ولن تسلم الجرة في كل مرة، تعلمنا ضمن علوم سلامة الطيران التخصصية ان كثرة الوقائع تعني قرب وقوع الكوارث وقد حذرنا قبل أشهر قليلة الفاضل وزير المواصلات من قضايا سلامة الطيران ولكن… على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!

الوزارة القادمة هي وزارة السنوات الثلاث العجاف بكل تحدياتها الاقتصادية والسياسية والأمنية وانخفاض سعر النفط وانحسار الوفرة المالية التي تغطي عادة العيوب والأخطاء فهل سننتقي الرجال الأكفاء المناسبين لحقبة الغد أم نلتزم برجال بمواصفات الأمس ونرجع لمقولة… على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!

أعلنت مكتبة البابطين المركزية عن اقامة دورات «مجانية» لمحو أمية الكمبيوتر للمتقدمين بالسن بعد أن أنهت 31 دورة حتى الآن انتسب لها مئات المتدربين والمتدربات، المرجو من الأخت سعاد العتيقي أن يتم في البدء تعليم الكبار كيفية استخدام الانترنت للتصفح والحصول على المعلومات وفتح البريد الالكتروني ثم الحاقها بعد ذلك بالعمليات التخصصية وليس العكس فشيابنا بالهم قصير وإذا ملوا هربوا، لو أعطينا العزيز عبدالعزيز البابطين أرض مكتبته ووقفه مجانا لما أوفيناه جزءا صغيرا من حقه تجاه بلده خاصة انه لا مصلحة أو فائدة شخصية له من هذين المشروعين إلا اسم وسمعة الكويت في الداخل والخارج وعلى من نقرأ مزامــيرنا يا بوسعود؟!

اسمه زياد بن معاوية بن ضباب بن يربوع وسمي النابغة الذبياني كونه قد كتب وقرض الشعر كبيرا وكان عزيزا في قومه وافر الثراء حتى انه كان يأكل ويشرب في آنية من الفضة والذهب وكانت تضرب له قبة حمراء أينما نزل، اسمها سعاد خالد عبداللطيف الحمد بدأت الكتابة قبل مدة قصيرة لدى الزميلة «الصوت» وهي جدة وكتاباتها تستحق ان تسطر بماء الذهب ولكن على من تقرئين مزاميرك يا النابغة سعاد؟!

وأخيرا مزمار لأبنائنا الأعزاء أعضاء اتحاد طلبة جامعة الكويت ممن كانت أعمارهم لا تزيد على أشهر قليلة عام 90، النظام المصري الذي تزمعون التظاهر أمام سفارته هو أكثر من وقف مع الكويت في عام الغزو، ورجح قرار تحريرها في مؤتمر القمة العربية في أغسطس 90 والرئيس المبارك مبارك هو من أرسل جنوده ليكونوا في مقدمة طلائع التحرير في حين كان أهل غزة والحركات المؤدلجة يتظاهرون بجنون مطالبين بإبادة شعبنا بالأسلحة الكيماوية، وقليلا من الخجل ايها الأبناء الأعزاء والكثير من العرفان للشقيقة العزيزة مصر وقيادتها وشكرا لقيادات الداخلية.

آخر محطة:

(1) العزاء الحار لآل دشتي الكرام وللزميل الإعلامي عبدالحميد عباس دشتي على مصابهم، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

(2) العزاء الحار لآل الاسطى الكرام وللزميل الإعلامي قيس الاسطى على مصابهم، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

احمد الصراف

حذاء وعقل وموقف

رفع النائب الطبطبائي حذاء قدمه اليسرى بيده اليمنى، كما لاحظ الزميل عبدالرحمن النجار، وألقى كلمة حماسية في مهرجان الاكتفاء بنصرة الشعب الفلسطيني، واتخذ «بوزات» متفرقة أمام مصوري الصحف، ومن ثم غادر الساحة الى احدى ديوانيات «كيفان» ليبين انتصاره لهم!! وقام جمع من المتظاهرين في المهرجان نفسه بحرق العلم الإسرائيلي، تأييداً لنضال أهالي غزة، ومن ثم لفوا أنفسهم بغترهم وعباءاتهم ودلفوا الى بيوتهم. وتوجه عدد من أئمة المساجد المشاركين في المهرجان ذاته، بالدعاء لنصرة مسلمي غزة، ونسوا مسيحييها، ثم انصرفوا لمتابعة قناة «الجزيرة». وبلغ المهرجان ذروته بمطالبة جمع من أعضاء مجلس الأمة والكتل السياسية وممثلي جمعيات النفع العام، ورجال دين بلحى متنوعة الأشكال والأطوال، ومن خلال خطب حماسية تطاير خلالها رذاذ كثير، طالبوا الحكومات والشعوب العربية بالوقوف إلى جانب أهالي غزة!! وما ان تمت تلبية مطالبهم حتى افرنقعوا إلى بيوتهم الآمنة، وهم مرتاحو البال. كما تضمن مهرجان الاكتفاء، كلمة مسجلة لزعيم حماس غير المتوج، السيد خالد مشعل، قال فيها للمتجمهرين: الوقت الذي نعيشه وقت الحقيقة والشرف!! فهل يعني ذلك ان الأوقات الأخرى لم تكن أوقاتاً حقيقية ولا أوقات شرف؟ وقام بعدها أحد المعارف، على هامش المهرجان، بتوجيه اللوم لي على ما كتبته هنا يوم الثلاثاء الماضي عن محنة أهالي غزة، ولكن سرعان ما انشغل عني وعن أهالي غزة بلعبة بينغ بونغ.
وقام آخر بالطلب مني التوقف عن الكتابة لأنني لا أصلح لها، ولا أدري من الذي أوهمه بغير ذلك، وبعد ان انتهى من تفريغ الفراغ الذي بداخله، اعتذر مغادراً ليلحق ساعة بث الحلقة 12188 من المسلسل التركي (خرج ثم عاد)!!
وفي خضم كل هذه الأحداث، حيث أنا المدان بشتى التهم، وغير الوطني وغير المسلم وغير العربي وغير الإنساني، وفاقد الشهامة والوفاء والرحمة، ذهبت الى جمعية الهلال الأحمر الكويتي عارضاً تقديم مساعدات عينية طبية فقالت لي سيدة فاضلة مسؤولة هناك، إن الجمعية تعاني الأمرين، ومن الأشقاء بالذات، في توصيل المعونات الغذائية والطبية لغزة!! فسمع المحادثة صديق وقال إن بعض الجمعيات الخيرية تدعي استعدادها لتوصيل المعونات لغزة، فقلت له إذا كانت الحكومات وجمعيات الهلال والصليب تواجه المصاعب فكيف لجمعيات مشبوهة جداً أن تقوم بذلك؟!
وهنا وليت وجهي شطر بنك الدم الكويتي، وتبرعت هناك بثلاثة أرباع الليتر من دمي الغالي لأهالي غزة من دون منة، متناسياً إساءاتهم الماضية لوطني، وخرجت مسروراً بعد ان أعطيت إمعاناً في مثالية لا أملكها، هدية تبرعي بالدم لأحد حراس المبنى.
ملاحظة: اليوم هو الأول من عام 2009، ولا أعتقد أنه سيكون عاماً جيداً على أصعدة عدّة، ولأكثر من سبب، ولكن لا يسعنا إلا تمني السعادة والخير للجميع.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الويل لنا!

 

وكأن الخطب جاهزة… والتصريحات معلبة مبوبة، والنعيق في المنتديات الإلكترونية الطائفية سيئة الصيت للمناداة بطرد طائفة بأكملها من البلاد ورميها في قاع الشقاء والعناء… أقول، كأنها كانت على أهبة الاستعداد! فما أن تقع واقعة أو يحدث أمر أمني، أو حتى مرور سحابة صيف عابرة، إلا وانبرى (نفر قليل عديم الفائدة والتأثير) لمطالبة الدولة بـ(إعدامهم كلهم)… (تسفيرهم كلهم)… (حرمانهم كلهم)… لأنهم كلهم (خونة) يوالون إيران، وهم ليسوا سوى أحفاد ابن العلقمي، رمز الخيانة الشيعية التاريخية العظمى التي لا يمكن نسفها!

وكأن الدولة ستستمع لهم؟ وتطلق عبارة «شبيك لبيك» لمطالبهم؟

نعم هي لن تستمع لهم، لكن من الخطأ السكوت عنهم؟ وتتركهم يثيرون فتنة تلو الفتنة، في منابر الجمعة وفي التصريحات الصحافية وفيما خفي عنّا وعن أعين أخرى!

ولابد من التأكيد مرة تلو المرة، على أن من تثبت إدانته في أعمال الشغب والتخريب وتعريض أمن البلاد والعباد للخطر أيا كان انتماؤه الطائفي، فيجب أن يلقى أشد عقوبة وفقا للقانون، بعد حصوله على محاكمة عادلة، لكن أن تنشط بعض الأقلام من الزملاء كتّاب (الأنواط) وخصوصا الضيوف على البلاد منهم، أو يتفوه بضع خطباء عُرفوا بالفتنة من أصلهم، أو أن ترتفع الأصوات الخفية في منتديات نتنة لدعوة الدولة الى استئصال أبناء الشيعة وحرمانهم وإعدامهم وقتلهم وتدمير مساجدهم التي لا توحد الله سبحانه وتعالى، وهدم حسينياتهم التي يمارسون فيها الرجس والشرك والضلالات، فإن في ذلك، والخطاب أوجهه إلى قيادتنا الرشيدة، وإلى كبار المسئولين كل في موقعه… في ذلك تأجيج وَقْعُهُ أشد من أصوات المفرقعات واسطوانات الغاز، وأشد من أفكار المغرر بهم، وأقوى ما يحاك في الظلام والخفاء، سواء ضد الحكومة، أو ضد الشعب…

في العمود السابق المعنون: «بين البحرين وإيران»، استعرت عبارة (ويكفي أن نعود إلى جنيف يوم 11 مايو/ أيار من العام 1970 ونطّلع على الوثيقة التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة السير ونسبير بعد الاستفتاء على عروبة البحرين، وهي وثيقة مهمة شاهدة على الولاء الكامل للأرض، وأن الأسرة الخليفية هي القيادة الشرعية لهذه البلاد، ليتم دحض الافتراءات التي يحاول مروجوها النيل من ولاء الكثير من أبناء البلد وإلحاقهم بولاءات مستوردة)… استَرْعَتْ تلك العبارة اهتمام أحدهم ليتصل مرارا وتكرارا ومن قِبَل أكثر من رقم هاتفي ثابت وجوال، ويغيّر صوته، فقط ليشفي غليله بالقول أنـ(كم)خونة، وتسعون لدمار البلاد يا أحفاد ابن العلقمي، وما كلمة الولاء للعائلة الخليفية إلا كذبا وتقية…

دعونا من هذا كله، فما لنا ومجهولي الهوية من الجبناء التي تمتلئ بأسمائهم المستعارة المواقع الإلكترونية والتعقيبات على الأعمدة، ولنذهب مباشرة إلى مجالس أهل البديع والجسرة مثلا كما سنحت الفرصة لي، لنجد كلاما لا يصدر إلا من العقل والقلب البحريني الأصيل، فأولئك الشباب المغرر بهم، سواء أولئك المتهمين في قضية المخطط الإرهابية ثبتت التهمة عليهم أم لم تثبت… وأولئك الذين يحرقون هنا وهناك، وأولئك، في الطرف الآخر، الذين يؤججون الفتنة الطائفية في المناطق السنية ضد الشيعة، هؤلاء كلهم مخطئون لكنهم أبناء البلد، وكثيرا ما أعجبتني مقولة الفنان إبراهيم راشد الدوسري الذي قال واصفا الشباب المغرر بهم: «شباب في هذا العمر، فشباب في هذا العمر من السهل إذا فتحوا آذانهم أن يغرر بهم، لكن في قاع مشاعرهم هم بحرينيون أصيلون».

لا شك في أن المرحلة التي تمر بها البلاد حساسة، بل في غاية الحساسية، وسأعود قليلا الى الاتهام الشهير لنا بأننا أحفاد ابن العلقمي فقد تساءلت كثيرا، ولننظر بتمعُّن في هذا التساؤل: «هل كان هولاكو والمغول، بكل جبروتهم وطغيانهم وقوتهم العاتية، ينتظرون معلومات أو أوامر (أن ادخلوا بغداد أو لا تدخلوها) من ابن العلقمي أو من غيره! ولو افترضنا أنه قال لهم: «لا تدخلوا، فجيش الدولة العباسية سيدمركم تدميرا؟ هل كانوا سيخافون ويرتعدون ويعودون أدراجهم هلعا»…

سقطت بغداد في العام 656 للهجرة، لكن كل اللوم وقع على الحكومة العباسية يا سادة… واقرأوا التاريخ جيدا!

لا يهم أمر التوغل في التاريخ، ولنعش الواقع، والواقع البحريني تحديدا، فثمة مخاوف من كل الأطراف، من أن يزداد تربص المتربصين من الداخل والخارج؛ لكن «خطاب الويل والثبور» الذي يرفعه دعاة نسف طائفة بأكملها في البلاد، لن يكون هو الحل إطلاقا… وأنا شخصيا، أدرك جيدا أن الدولة تدرك الحل، وتعرفه جيدا وهي الثقة بالنسبة لنا، وأعيد العبارة التي أغضبت البعض بصياغة أخرى: «ونوالي الحكومة الشرعية للأسرة الخليفية، كقيادة دستورية»…

للحديث صلة