سعيد محمد سعيد

امتثالا لعاشوراء… فلتفتح أبواب العدالة!

 

ليس عصيّا أن يفهم البشر، كل البشر، أهداف نهضة الإمام الحسين(ع)… بعيدا عن صيحات الشرك وعبادة القبور وإثارة الفتنة وشتم الصحابة والتحريض ضد الدولة وضد الطائفة السنية الكريمة وجملة من الادعاءات المعلبة القديمة القديمة المجددة في (معلبات).

تصك آذان التاريخ وتأبى إلا أن تتجدد تلك المقولة العظيمة التي هي أساس نهضة الإمام الحسين (ع): «وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي… أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».

تلك هي الغرسة اليانعة الخالدة للنهضة الحسينية، نمَت وتفرعت الى قائمة خالدة أيضا من المبادئ: التوحيد، المساواة، العدالة، مكافحة الفساد والظلم، حقوق الإنسان، وغيرها مما نعجز عن حصره في معركة لم تدم أكثر من 3 ساعات عسكريّا، واستمرت وستستمر الى أبد الآبدين إسلاميّا وإنسانيّا.. لتتساقط حولها مقولات صغيرة سخيفة من قبيل انعدام «فائدة» الأمة من هذه النهضة، أو من قبيل الصراع الطائفي البغيض الغائر في عقول ظلامية من قبيل أن من يحيي ذكرى استشهاد الحسين (ع) هم من قتله، فشيعته هم ممن دعوه ثم انقلبوا عليه وخانوه وأسلموه للسيوف والرماح، هو وأصحابه وأهل بيته، ثم هم يبكون ويلطمون عليه اليوم تكفيرا لفعلة أجدادهم الشنيعة، واذا كان هناك من يريد أن يريح قلبه، نقول له إن قتلة الإمام الحسين هم ألوف من المرتزقة، سواء كانوا سنة أم شيعة، حتى لو كان من بينهم جدي السادس والستين وثلاثمئة وألف، فلعنة الله على جدي!

كل ذلك لا يهم أيها الأعزاء، ما يهم هو أن نمتثل لمبادئ عاشوراء ونفتح أبواب العدالة على مصراعيها، في عصرنا هذا وفي زماننا الحاضر وفي بلادنا، ولتفتح المحاكم أبوابها وليأخذ القانون مجراه تجاه ما يأتي:

– إذا كان هناك من استغل ذكرى عاشوراء لتفريق المسلمين وللتعدي على معتقدات الناس واستخدم المنبر لشتم الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين، فليبادر أصحاب النخوة والحمية الغيارى على دينهم ومعتقداتهم في تقديم أولئك (المتجاوزون) الى المساءلة القانونية، كل ما عليهم هو أن يجمعوا الأدلة، والقرائن، ويعرضوها على القضاء، فليس صعبا الحصول على الأشرطة المسجلة والمتلفزة لخطباء الفتنة، من قبل من يدعي حرصه على الدين وعلى تراث الأمة، وليثبت أنه صادق فيما يقول ويتجه مباشرة الى المحاكم… أما إذا عجز أو أعدم الحيلة، فليخرس.

– عاشوراء الحسين (ع) ليست لتأليب المواطنين ضد بلادهم وضد قيادتهم، وليست لإشاعة روح العداء ضد الدولة أو ضد أية طائفة من الطوائف… إذا، سنكون مساندين لكل من يثبت بالدليل أن هناك من الخطباء من تمادى كثيرا وشحن الناس ضد بلادهم وقيادتهم، وبادر بتقديم دعاوى ضدهم، فهذه مسئولية، ومن ينكر كرم الدولة والقيادة في هذه الذكرى، وحرصها على تقديم التسهيلات، فلا يستحق أن يكون طرفا في إحياء الذكرى، فالوطن هو الذي احتضن هذا الإحياء.

وإن لم يكن لديه سوى الهرطقات والشحن المقصود، فليخرس أيضا.

– ينطبق الكلام على أولئك الذين تجاوزوا حدودهم كثيرا كثيرا كثيرا، مع أبناء الطائفة الجعفرية، فمن وصفهم بالكفار والروافض المجوس وبني صهيون، كما فعل ويفعل وسيفعل النائب الشيخ العالم العامل المتفاني لوطنه ولولاة الأمر جاسم السعيدي، أو كما فعل ويفعل وسيفعل من استضافته جهة رسمية – مع شديد الأسف – من دعاة وخطباء، لم يكن لديهم ما يوحدون الأمة به، ولو على الأقل بخطاب صادق عما يجري في قطاع غزة وفي سائر بلاد المسلمين، وصبوا جام غضبهم على طائفة واحدة وأوغروا صدور من حضر محاضراتهم بكلام لا نعتقد أن الدولة ترضى به، وإن رضيت، فما أشدها من كارثة!

من باب الاعتراف بالجميل والتقدير، لم تقصر الدولة إطلاقا في تسخير امكانيات وخدمات وتسهيلات لا يجحدها إلا ناقص عقل سواء لموسم هذا العام أم المواسم السابقة، والفضل لله ولقيادة البلاد، لكن أن يتم التغاضي عن الأفاعي التي تبث سموم الفرقة والطائفية والصراع المدمر للوطن، فالدولة وحدها تعرف كيف توقفهم عند حدهم.

سامي النصف

لائحة جديدة لحقبة جديدة (2)

استكمالا لمقال الأمس حول مكونات اللائحة او خارطة الطريق الجديدة الواجبة للكويت الجديدة والمواكبة للتحديات غير المسبوقة القادمة.

(5) بعد فشل الشركات المساهمة الكبرى في توفير بدائل التوظيف للشباب الكويتي بسبب الخسائر الضخمة التي تكبدتها نتيجة لمضاربات أسواق الأسهم واضطرتها للتخلص من العمالة الكويتية بدلا من الاستزادة منها، نرى الحاجة الى تحول مالي ومجتمعي لدعم اقتصاد المبادرات الفردية كالحال في الدول المتقدمة ومن ثم تحويل القطاعات التعاونية والنفطية والغذائية والحرفية والفنية من استحواذ الشركات المساهمة عليها الى ملكية الأفراد، فهذا يملك سوبر ماركت بدلا من الجمعية التعاونية وذاك يملك محطة بنزين، وثالث مطعم وجبات سريعة.. الخ.

(6) القضاء التام والسريع على البيروقراطية الحكومية ودهاليز الفساد المعششة فيها لصالح مرونة مدروسة توفر التصاريح السريعة لأصحاب المبادرات الفردية الراغبين في فتح مطاعم وكراجات وبسطات ومحلات كي يقتاتوا منها، كما يجب ألا يسمح بقيام تجمعات احتكارية لأنشطة معينة.

(7) بعد معاناة البنوك مع قروض الشركات والقروض الاستهلاكية، يجب ان تتحول بنوكنا التجارية إلى جهات تختص باعطاء قروض تصاحبها توصيات فنية لتشجيع الشباب على العمل الفردي الحر كحال بنوك الدول المتقدمة التي تقوم – وكواجب اجتماعي – على اقراض العاطلين قبل العاملين وعلى القروض المنتجة قبل المستهلكة وللأفراد قبل الشركات.

(8) حث الوكلاء العامين في الدولة على تشجيع الشباب على فتح عشرات المحلات والمنافذ لتوزيع منتجهم بدلا من احتكار الاستيراد والتوزيع.

(9) التحول بالتعليم العام الى ما هو أقرب لمناهج التعليم في المدارس الخاصة الأجنبية وثنائية اللغة التي تقوي شخصية الفرد وتزوده بالتقنيات اللازمة لخوض التحديات الاقتصادية القادمة وفي المقابل تقليص دور مدارس تخريج الموظفين واصحاب البطالة المقنعة عبر تحويل البعض منها الى منهاجية التعليم المشترك التي يشارك فيها أولياء الأمور بجزء من تكلفة التعليم المتقدم.

(10) اعادة النظر في كثير من المفاهيم الخاطئة والتشريعات الضارة التي اقرت في حقبة تختلف تماما عن تحديات ومخاطر الحقبة القادمة فيتم منح ـ لا منع ـ الأراضي العامة لمن يريد ان يطورها ويستثمرها.

1(1) الاستماع ـ وكنوع من التغيير ـ للمختصين «صناعاً وزراعاً وتجاراً وعقاريين ومستثمرين.. الخ» عند الرغبة في اصدار تشريعات تمسهم، فأهل مكة ـ لا غيرهم ـ هم أدرى بشعابها.

1(2) وضع وزراء شديدي الاختصاص في أعمال الوزارات التي سيقومون عليها فلا توجد وفرة مالية أو فسحة من الوقت لمنهاج التجربة والخطأ.

آخر محطة:
وصلتنا من الأخ الفاضل توفيق الجراح رئيس اتحاد العقاريين رسالة ودراسة أعدتها شركة مجمعات الأسواق وشركة المشروعات العالمية الاستشارية حول قانوني السكن الخاص 8، 9 لسنة 2008، الدراسة وافية وكافية وتظهر سلبيات هذين القانونيين على النشاط العقاري في الكويت، مرة أخرى نرجو الاستماع للمختصين والأخ توفيق الجراح من كبارهم، ولنا عودة للموضوع وللدراسة المرفقة.

احمد الصراف

سكوت وخمطة فتاوى

فجأة، ومن دون مقدمات، بدأ عقل طبيب الاعصاب الناجح سكوت ماكلر، يفقد الاتصال بكل عضلة في جسمه. وعلى الرغم من ان الامر بدأ بشكل تدريجي فان الشلل التام سرعان ما هاجمه خلال فترة قصيرة، وهو لا يزال في اربعينات عمره.
لعدم رغبة سكوت في البقاء حيا بمساعدة الاجهزة الطبية فقد قرر وضع حد لحياته، وهكذا قام بتسجيل رسالة صوتية مؤثرة لطفليه الصغيرين يخبرهما فيها بأنه سيذهب بعيدا عنهم، ولن يرياه، ولكنه سيراقبهما من هناك بكل حب وسعادة، وهما يتقدمان في الحياة، فهناك الكثير الذي ينتظرهما في الحياة!
ولكن اليوم، وبعد 9 سنوات من بدء مأساة سكوت، فإنه لا يزال على قيد الحياة ولا يزال عقله متقدا، كما كان، وفي قمة عطائه وبخلاف ذلك فلا شيء فيه يتحرك سوى نظرات عينيه التي اصبح يتخاطب عن طريقها مع زوجته، فلكي يقول نعم ينظر اليها مباشرة، وان اراد العكس يحول نظره عنها، ولا شيء غير ذلك.
العلم الحديث، والحقيقي، لم يترك سكوت لحاله فقد طور العالم جوناثان وول جهاز كمبيوتر متقدما، بإمكانه التدخل وتمكين سكوت من مجرد الاكتفاء بالتفكير لكي تنتقل افكاره للكمبيوتر تتحول لكلمات يكتبها ينطق بها الجهاز العجيب نيابة عنه بصوت واضح ومسموع، ولا يتطلب الامر من سكوت غير ارتدائه غطاء رأس يحول انشطة المخ الكهربائية الى كلمات وجمل بمجرد التفكير فيها.
وقام برنامج «60 دقيقة» التلفزيوني الشهير بإجراء مقابلة مع سكوت وسئل عن السبب الذي جعله يغير رأيه ويبقى على قيد الحياة فقال، عن طريق جهاز الكمبيوتر الموصول بعقله، انه فعل ذلك لأنه اصبح قادرا على التواصل مع الآخر!
على الرغم من ان اختيار الكلمة عقليا وتحويلها لكلمة مقروءة لا تزال عملية بطيئة، فانها سريعة بما يكفي لأن يستمر سكوت في عمله السابق كاختصاصي، وفي اجراء ابحاثه من خلال مختبره في جامعة بنسلفانيا، حيث يداوم على العمل كل يوم! مشلول تماما يداوم في عمله ونصف شعب «خير أمة» بكل كروشه ولحاه لا يعرف للدوام طريقا.
الغريب انه في اليوم نفسه الذي وردني فيه هذا الخبر نشرت «السياسة» ان مفتي عام السعودية اعتبر رفض البعض الصلاة على السجاد المفروش في الحرمين والمساجد لأنها موطوءة، بأن الرفض «تنطع وتشدد لا اصل له»! وتبين من الخبر ان بعض المسلمين يرفضون الصلاة على السجاد ويفضلون اداءها على الحصير، لانها من الارض، والسجاد قد يكون من غير ذلك.
أعجبت في البداية بفتوى الشيخ لما فيها من انفتاح، ولكن في اللحظة نفسها وردتني رسالة ثالثة يقول فيها رفاق للشيخ نفسه ان استخدام الكرسي حرام، فالسلف الصالح كان يجلس على الارض، وفتوى اخرى تقول بحرمة اهداء الزهور، طبيعية كانت ام صناعية، وخصوصا للمرضى. وأباح آخر، وهو علي الخضير، الكذب وشهادة الزور على من خالف رأي السلف وذلك لنصرة الاسلام. وصدر اكثر من تحريم للعبة كرة القدم، وكان آخرها للشيخ عبدالله النجدي لأن قوانينها من وضع الكفار، ولا يجوز التشبه بهم وارتداء الملابس المرقمة واتباع اوامر «الحكم» واستخدام كلمات كـ «البينالتي والكورنر»، وتقبيل اللاعبين بعضهم بعضا والاصرار على الفوز. كما حرم آخر تعليم اللغات الاجنبية، والانكليزية بالذات، لقول ابن تيمية «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اهل الجحيم» فلا يصح لمسلم التكلم بغير العربية، ومن اراد تعليم ابنه اللغة الانكليزية فإنه سيحاسب يوم القيامة، لأن ذلك التعلم يؤدي الى محبة الطفل لأهل اللغة التي يعرفها. كما حرم خامس ارتداء الكعب العالي للمرأة لأنه يعرضها للسقوط ويظهر قامتها بأكثر مما هي عليه، وفي هذا تدليس وابداء لبعض الزينة. وعن الشيخ ناصر الفهد صدرت فتوى تحرم اداء التحية العسكرية، او احترام النشيد الوطني او العلم. كما اصدر ابراهيم بن صالح الخضيري القاضي بالمحكمة العامة في الرياض فتوى يحرم فيها مشاهدة قناة «الحرة». اما فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز فقد جاءت في تحريم القول بدوران الكرة الأرضية.
وهناك فتوى للشيخ ناصر بن حمد الفهد بتحريم العطور وتحريم التصفيق، وسبق ان حرم ابن تيمية تعلم الكيمياء ووصفه بالسحر. وحرم الشيخ صالح الفوزان السياحة او السفر خارج المملكة السعودية تحريما قطعيا.
هذه عينة فقط من فتاوى فريق واحد، فما بالك بما لدى الاطراف الاخرى، وبالذات المخالفة لها، من فتاوى اغرب واكثر تشددا او ارتخاء، او بين بين، وصفحات «القبس» لا يمكن ان تتسع لذكرها جميعا، وهذا بلا شك ساهم في ادخال المسلمين في متاهات لا يعرفون كيفية الخروج منها او الفكاك من اسرها، فهل من منقذ؟

***
ملاحظة: وأخيرا، وبعد انتظار لم يطل، سمحت ظروف «جمعية الهلال الاحمر» بقبول تبرعنا العيني من المواد الطبية لجرحى غزة، فشكرا لجهودها. وفي الوقت الذي نتبرع فيه دما ومالا لأهالي غزة، يستمر بعض النواب وزعماء التشدد الديني في إلقاء الفاضي من الخطب والدعوة لصلوات القنوت! ولا يزال النائب الطبطبائي منشغلا بترتيب «حفلة» المزاد على حذائه الشهير!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

بين السماحتين

في حال تم توزير سماحة أحمد باقر للمرة الرابعة، أو الخامسة، سيحتفظ بكأس «جول ريميه» إلى الأبد. وأحمد باقر يقود السلف كما تقود أنت ابنك للمدرسة، ومن السلف دخل إلى الحكومة، فقادها كما تقود أنت ابن ابنك للحضانة، تعاقب أجيال. وهو يحب الكويت ويخاف عليها، تماما كما يخاف عليها سميّه سماحة سعادة الوكيل باقر المهري. جعلها الله في ميزان أعمالهما، وقاتل من خاصمهما، من أمثال الوشيحي، عليه من الله ما يستحق.
سماحة أحمد باقر كان قد أحال الناس إلى فتوى بتحريم اسقاط فوائد القروض، وأظنه تحدث حينذاك عن عذاب القبر وألسنة اللهب في جهنم والمسيح الدجال، فخفنا وبكينا، وداهمتنا الكوابيس، ورضينا بعدم اسقاط الفوائد، ولو طلب منا يومها التبرع برواتبنا لتبرعنا. وكانت الفوائد لا تتجاوز المليار ونصف المليار دينار، لكن الفتوى جاءت بخلاف ما يشتهي، فأفتى سماحة باقر من جيبه الأيسر، وقيل بل الأيمن، وجيوب المؤمن كلها خير. متابعة قراءة بين السماحتين

سامي النصف

لائحة جديدة لحقبة جديدة (1)

مررنا خلال العقود الماضية بالعديد من الازمات والكوارث، الا أن الازمة الحالية قد تفوق كل ما شهدناه وعشناه حتى اليوم لغموض معطياتها الثلاثة وهي تحديدا (أ) تداعيات الازمة الاقتصادية المالية واستحقاقاتها وتأثيراتها على الناس، (ب) مدى مستوى انحدار أسعار النفط وهل سيبقى سلعة استراتيجية أم يتحول مستقبلا الى سلعة خاملة كالفحم والموز وغيرهما، (جـ) الملف النووي الايراني وما سيحدث له وكيف سيستخدم الملف بالتوازي مع الوضع الاقتصادي الخانق هناك، حيث يقال ان ايران هي إحدى اكثر ثلاث دول في العالم تضررا بما يجري.

لقد وفرت لنا الوفرة النفطية في السابق الاموال التي تكفلت بتغطية العيوب وتصحيح الاخطاء وعمليات الارضاء، والواجب ان نحتاط للاسوأ هذه المرة ونبتعد عن السقوط المتكرر والمعتاد في الحفر الاقتصادية والسياسية والامنية، حيث قد لا تتوافر لنا مستقبلا الموارد الكفيلة باخراجنا منها وعليه فالحكمة والقراءة الصحيحة للاوضاع تحتم علينا ان نستبدل اللائحة أو الخريطة الزرقاء للماضي بخريطة ولائحة جديدة للمستقبل من مكوناتها:

إعادة تعديل الهرم المقلوب منذ عقود عبر اختيار أكفأ وأذكى وأفضل العناصر البشرية المتاحة في البلد ـ لا أسوئها ـ لتسلم زمام الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية، فقد استشعر الاخوة النواب واعضاء الكتل السياسية والمثقفون والاعلاميون خطورة المرحلة غير المسبوقة المقبلة وطالبوا علنا باختيار الاكفأ والافضل، وعدم التذرع بالمحاصصة، وهو ما سيرضيهم ويرضي قبلهم الشعب الكويتي قاطبة. تبنى على تبني تعيين شخصيات غير كفؤة في السلالم الوظيفية إذا اصبحنا القدوة غير الحسنة في عقد الصفقات الاقتصادية والتنموية في المنطقة وقد تفرض ظروف المستقبل أن نتحول للقدوة الحسنة، فلا نقبل قط بأن يقوم المفاوض الكويتي بشراء ما قيمته مليار بخمسة مليارات، أو ندفع ما تبقى من اموالنا العامة لحيازة ما لا نحتاجه. استيعاب حقيقة مهمة بأننا في اللحظات الاخيرة لاتخاذ قرارات كبرى لصالح ديمومة الكويت فبقاء وازدهار الامم لا يتم بالمصادفة والركون للدعة وغياب التخطيط الصحيح، ومن ثم انتظار الكوارث لمعرفة اضرارها، ان القرارات الاستراتيجية الصحيحة تحتاج الى سنوات طويلة لتؤتي ثمرها فلا يوجد شيء اسمه «مصباح علاء الدين» الذي يلبي الطلبات ويحقق الاحلام في التو واللحظة، كما ان العناصر الصالحة والدماء الكفؤة تحتاج لفسحة من الزمن لنجني خيرها وثمرها فقد ولّى زمن المعجزات. ضرورة العمل على التحول من منهاجية الاقتصاد الكسول غير المنتج الذي ساد عمل القطاعين العام والخاص في السابق الى منهاجية الاقتصاد الصناعي والزراعي والتجاري والعقاري النشط والمنتج كي تتحول البورصة «غير المنتجة» أو للمرة الاولى من اول اهتمامات الناس الى آخرها.. يتبع في الغد.

آخر محطة:
 كشفت احدى الصحف الزميلة ان حذاء النائب الذي هدد به القيادة الفلسطينية التي لامها على تحالفها مع «الغرب» هو من نوع «هش بوبي» الانجليزي الفاخر ـ رغم توافر الاحذية المصنوعة في الدول الاسلامية بالاسواق ـ وقد شوهد النائب الفاضل وهو يغادر الحفل في سيارته الاميركية، وهيك نضال وإلا فلا!

علي محمود خاجه

لمن يهمه الأمر

المتطلبات العامة:

– أن يكون مسلما، على الرغم من أن الدستور لا يشترط ذلك.

– أن يصرّح ولا يحفظ أسرار الاجتماعات الوزارية… وأن يسرّب الأخبار للصحف ووسائل الإعلام.

– أن يتقدم لكي يكون عضوا في الوزارة دون تحديد الوزارة المطلوبة، فالطبيب ليس بالضرورة أن يكون وزيرا للصحة.

– أن يحدد المتقدم مذهبه العقائدي وعائلته وقبيلته في استمارة الطلب.

– لا يجب إطلاقا ذكر السيرة الذاتية للمتقدم أو المؤهلات العلمية فهي لا تؤثر في قبول الطلبات.

– أن يكون مهيأ لانسحاب الفريق الوزاري في أي لحظة من جلسات المجلس ودون أي أخطار مسبق.

– ألا يلجأ إلى القانون إطلاقا.

متطلبات خاصة:

وزير الداخلية: أن يطلب عون بعض أصحاب اللحى في تسيير شؤون الوزارة، خصوصا فيما يتعلق بصيانة الأخلاق، فالمجتمع الكويتي منحل أخلاقيا ويحتاج إلى «الخيازرين» لتأديبه.

وزير الخارجية: أن يطمئن الناس دائما بأن كل «شي» تمام.

وزير الأشغال: أن يوقع عقودا بملايين الدنانير، كي توضع علامات ضوئية في الشوارع تحدد سرعة السيارات، وأن تكون كل مناقصات الإنشاءات في الدولة حكرا على شركة واحدة فقط حتى إن تأخرت تلك الشركة في تسليم المشروعات ثلاثة أو أربعة أو خمسة أعوام إضافية.

وزير التربية: ألا يهتم بالتعليم وأن يكون حريصا على منع أي شخصية تركية (نور- لميس- مهند) وأي وجه جميل من الدخول إلى المدارس، وألا تكون له علاقة لا من قريب أو بعيد بالتعليم العالي، فهي مقتصرة على شخصية واحدة.

وزير الإعلام: ألا يعمل شيئا ويفوِّض هايف والطبطبائي بعمل كل شيء، فهم أهل اختصاص بالإعلام كما يعلم الجميع.

وزير الكهرباء: أن يحرص على صرف الملايين لحملة ترشيد وألا يهتم ببناء المحطات الكهربائية أبدا.

وزير النفط: ألا يخطط ولا يفكر ولا يعمل شيئا فكل مشاريعه ستلغى، لأن الصحيفة «أم جوتي» غير راضية عنه.

وزير المالية: أن يكرر طوال مدة وزارته أن المحفظة المليارية ستدخل البورصة غدا.

وزير التجارة: أن يحل مشاكل الغلاء كلها سواء غلاء الثياب أو الغذاء أو حتى العقار بأن يوزع المعكرونة.

** فمن يجد في نفسه المواصفات السابق ذكرها فليتقدم فورا ليصبح وزيرا في الوزارة الجديدة.

سامي النصف

فريق كرة قدم سياسي

اللعبة السياسية هي كاللعبة الرياضية، حيث يعلم على سبيل المثال رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم المتواجد مع فريقه في مسقط انه لن يستطيع الفوز بالمباريات والتحديات الموجودة امامه فيما لو اعتمد المجاملة والمحاباة والمحاصصة في تشكيله للفريق وأبعد الاكفاء والمقتدرين.

فلكي تفوز بالمباريات ضد الفريق الآخر عليك ان تختار اكفأ اللاعبين واشدهم احترافا، ثم تحتاج لهم بعد ذلك مدربين واصحاب خطط استراتيجية وتكتيكية يعرفون كيف يتقدمون ومتى يتراجعون، وكيف يسجلون الاهداف في مرمى الخصم لا مرمى فريقهم وما اكثر من اعتادوا تسجيل الاهداف في مرمى فريقهم ضمن بعض فرقنا الحكومية السابقة.

كما ستنعدم فائدة الاستعانة بأحسن اللاعبين اذا لم يتجانسوا ويلعبوا كفريق واحد بدلا من اللعب الاناني الفردي، او حتى قيام نصف الفريق بعرقلة نصفه الآخر في الملعب وامام المشاهدين، وقد حدث احيانا ان تآمر بعض اللاعبين مع الفريق الخصم ضد زملائهم في الفريق عبر تسريب الخطط والمناورات والتكتيكات طمعا في المكاسب الذاتية.

وضمن التكتيك الصحيح ان يحاول فريق كرة القدم السياسي ان يحوز رضا الجمهور ودعمه الا ان ذلك الهدف السامي يجب الا يتم على حساب حسن اداء اللاعبين او جودة اللعب، فالجمهور قد تعجبه احيانا بعض الألعاب الخارجة والعنيفة والغريبة التي قد تخسر الفريق المباراة وتتسبب بطرد بعض اللاعبين وعندها ينقلب عادة الجمهور على فريقه ولا يقبل حينها مقولة اننا لم نقم بتلك الحركات الا رغبة في ارضائك.

ولا شك في ان مستلزمات واستعدادات فريق ينوي الدخول في مباريات ضد فرق محلية صغيرة كما حدث لفريقنا خلال الـ 45 سنة الماضية، ستختلف بشكل كامل وجذري عما سيقوم به نفس الفريق فيما لو اخبر بأنه سيواجه هذه المرة تحديات بحجم متطلب الفوز على فرق البرازيل والمانيا والارجنتين وايطاليا، اللعب هو اللعب والملعب هو الملعب الا ان الفارق يكمن في حجم ونوع تحدي الماضي مقارنة بتحدي المستقبل.

ان الجمهور وممثليه من الاخوة اعضاء مجلس الامة قد شعروا هذه المرة بحجم التحديات المستقبلية واتفقوا في الاغلب على انهم غير راغبين في التدخل بتشكيل الفريق حتى لا يلاموا على اخفاقه او حتى على تداعيات ما قد يحدث مستقبلا، كما اعلنوا مشكورين انهم يودون الغاء المحاصصة التي تسببت في اشراك لاعبين دون المستوى تسببوا في انزال الهزائم في الماضي لذا لا داعي للعجلة هذه المرة فالمهم حسن التشكيل وجودة اللعب وقبلهما الفوز والاداء المميز للفريق فهذا ما سيرضي الجمهور وممثليه او يغضبهم.

احمد الصراف

بقالة إنكليزية وحذاء كويتي

أوردت وكالات الانباء ان صاحب بقالة صغيرة في احد احياء انكلترا ترك متجره مفتوحا من دون اي عامل في ثاني ايام الاحتفال بأعياد الكريسماس، كما ترك لوحة اخبر بها زبائن المحل بأنه وعماله سيتركون المتجر مفتوحا، ليذهبوا في الاعياد مع اسرهم، وان بامكانهم اخذ ما هم بحاجة إليه من مواد، ووضع ثمنها في صندوق «أمانة» خاص، وتمنى للجميع اعيادا سعيدة.
وعند عودة صاحب المحل في اليوم التالي وجد مبلغ 187 جنيها في الصندوق، كما وجد رسائل شكر عدة من بعض الزبائن، وهذا ما ادخل الكثير من السرور الى قلبه.
لا يمكن طبعا تخيل ما كان سيحدث لمتجر هذا الرجل لو كان وسط لندن مثلا، حيث يقطن «الربع» او لو كان في احدى مناطق الكويت، ولن نذهب بعيدا الى مدينة في بنغلادش! فثقافة الامانة والشرف لا تعرفها مجتمعاتنا الا في حال ارتباط الامانة بالحفاظ على «سلامة» اعضاء محددة من اجسادنا، اما الشرف فمفهومه الوحيد لدينا لا يحتاج الى تعريف لسخافته.
كما ان تصرف صاحب المتجر النبيل الذي تلمس بطريقة مميزة حاجة زبائنه لما يبيع في ساعات الليل المتأخرة، ووضع مصلحتهم فوق خوفه من ان يسرق، لا يمكن الا ان يوصف بقمة التحضر في التصرف، ولا يمكن وصف زبائنه الذين دفعوا كاملا ثمن ما اخذوه من البقالة، بأنهم اقل حضارة من تصرفه، وهذا حقا ما نفقده في مجتمعاتنا التي سيطرت عليها ثقافة «نحن الفرقة الناجية»!
ذكرني هذا الخبر الجميل حقا بتجربة مماثلة مررت بها قبل 20 سنة تقريبا، عندما اضطررت واسرتي للمكوث في فندق على احد الطرق السريعة في اميركا، وتبين لنا ان الفندق يدار خلال العطل، وبعد ساعات العمل الاعتيادية، من غير موظف، وما على الراغبين في المكوث فيه، الا رفع سماعة الهاتف الوحيد الموجود في الصالة الصغيرة لكي يرد عليهم جهاز تسجيل، مرحبا وطالبا ادخال رقم بطاقة الائتمان ليرد عليك الجهاز نفسه بعد لحظات برقم سري يمكن عن طريقه فتح باب الصالة المؤدية الى غرف الفندق والى غرفتك او الغرف التي حجزتها، لتتمّ تسوية الامر مع الادارة في صباح اليوم التالي.
فوجئت وزوجتي بوجود بقالة صغيرة في الدور الارضي من الفندق تحتوي على كل ما قد يحتاجه القاطن فيه من صابون غسل والواح شوكولاتة واجبان وخبز وغير ذلك الكثير، ولم يكن هناك من يبيع، وكل ما كان علينا القيام به هو اخذ ما نريد ومن ثم وضع ثمنها نقدا في فتحة صندوق حديدي، وتسجيل رقم غرفتنا وتفاصيل المواد التي قمنا بأخذها من المحل على ورقة ووضعها في الصندوق نفسه لتتم محاسبتنا عليه في اليوم التالي!
اثار اسلوب التعامل دهشتي، وتبادلت وزوجتي النظرات لهذه الامانة واحترام الآخر، وكيف ان تصرفهم الحضاري اسعفنا في تلك الساعة المتأخرة من الليل بسبب حاجتنا الى أشياء كثيرة، وقد لاحظ اصغر ابنائنا «دهشتنا» فتساءل قائلا: لماذا تتعجبوا من ذلك، انه امر عادي! وايده بقية اخوته في ذلك، وقد شكل رأيهم صدمة «حضارية» لي ولوالدتهم، وتبيّنت الفرق بين طريقة تفكير اولئك الذين تلقوا الجزء الاساسي من تعليمهم في المدارس الحديثة، والغربية بالذات، وبين التعليم في مدارسنا ومجتمعاتنا التقليدية، فمنظر البقالة الصغيرة من غير بائع كان عاديا بالنسبة إليهم، وعكس ذلك بالنسبة إلينا، وربما لو كنا مكان اصحاب الفندق لما اقدمنا على فعل ما فعلوه بسبب مفهوم الامانة في ثقافتنا المشككة عادة في نوايا الآخر!

***
ملاحظة: يبدو ان لارتباط الحذاء في مجتمعاتنا بمفهوم القذارة سبباً «وجيهاً» ولم يأت بالتالي من فراغ! فقذارة الحذاء، الفعلية والرمزية، تكونت عبر السنين، بسبب ملامسته لأرضية المرحاض «القذرة جدا»، بمفهومنا الشرقي، ولو كانت الحمامات، سواء في بيوت من انطلقت منهم او من اظهروها، او بيوت الآخرين، نظيفة براقة معالجة بمختلف المعقمات والمنظفات، لكانت احذيتهم نظيفة ايضا، ولما كانت رمزا او اداة لاهانة الآخر، فمن يرفع حذاءه في وجه الآخر، او يضربه به، فإنه يعلن على الملأ، بصورة غير مباشرة بأن مرحاض بيته، او المراحيض التي يرتادها، قذرة جدا!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

النائب الفلِز

العمر يمشي والسنون تجري والشهور تتقافز والأيام تتطاير والحكومة لما تتشكل بعد. ليش؟ علم ذلك عند ربي والحكماء. والحكماء هم كل من يؤيد الحكومة ويتغزل في جسمها المترهل ويمتدح رقصتها المكسحة، بينما نحن المعارضين مجانين رسمي بختم وطابع، ونحن أصلا لسنا معارضين، نحن «معاً راضين» بأي شيء تعمله الحكومة، المهم أن تعمل شيئا، ووالله لنعلمن أنصارها – حينذاك – كيف يكون التصفيق والتهليل ورقص العرضة.
سابقا، كانت أسماء بورصة المرشحين لتولي المناصب الوزارية تظهر بعد اليوم الثالث من تكليف رئيس الوزراء بتشكيل حكومته، أو اليوم الرابع على أقصى تقدير. والآن مضت دهور ولم يتسرب شيء، سبحان الله. والحكومة مختفية خلف جدار الاستقالة، وهي مختفية أساسا وهي على رأس عملها، فما بالك بها بعد الاستقالة؟ ستتبخر بإذن الله، ولن تسمع لها تصريحا ولا بيانا يسد رمقك! كل واحد يسد رمقه بمعرفته. متابعة قراءة النائب الفلِز

سامي النصف

على اعتبار عام جديد

مع بداية كل عام تمتلئ الصحف بأخبار من يقومون بالتنبؤ بأحداث العام الجديد والحقيقة ان الفارق بين النجاح والفشل في الحياة يكمن في كثير من الاحيان في القدرة على التوقع «العلمي» الدقيق بما سيأتي وذلك عبر القراءة والربط المنطقي بين احداث الامس والحاضر والغد فثوب المستقبل تحاك خيوطه في نهاية المطاف من نسيج الحاضر ولا يأتي منفصلا عنه.

ندرة القراءة والاطلاع وقلة المشورة والاستماع كانتا سبب تباينا مع بعض الاحبة المنضوين للتيارات السياسية في اعتقادهم الجازم بالامس بأن تغيير الدوائر الانتخابية لم يقض على امراض اللعبة السياسية في الكويت من شراء اصوات وتفشي القبلية والعائلية والطائفية واعتقادنا بغير ذلك وان تطبيق القانون وتفعيله هما الحل وان من يدعون للتغيير فسيكونون اكبر المتضررين منه، وحدث ما حدث.

وابان الانبهار الشديد لبعض اقتصاديينا بما يجري في بعض دول الاقليم من مشاريع عمرانية ضخمة وتكرار طلبهم بتقليده تباينت معهم وكتبت في 12/7/2008 مقالا بعنوان «الانهيار الكبير» حذرت فيه من ظاهرة تحويل البترودولار الى مشاريع عمرانية لن تجد من يشتريها واستغربت ان دولنا قليلة السكان اصبحت تحوي «اكبر» الاسواق و«اطول» العمارات و«اضخم» المدن الترفيهية والفنادق في وقت يفترض ان تكون تلك المنشآت في البلدان شديدة الثراء كأوروبا وأميركا واليابان او وافرة السكان كالهند والصين واندونيسيا كما أتى نصا في المقال.

واستطردت بالقول اننا قد نشكر «يوما ما» بيروقراطيتنا العتيدة وازمات مجلس الامة المتكررة كونها حدّت دون قصد من قيام الكويت بمثل تلك المشاريع الضخمة عالية المخاطر ومن ثم منعنا خسارة ثلاثية كانت ستتم عبر دفع المليارات لانشاء تلك المشاريع ثم دفع مليارات لاحقة لصيانتها وتشغيلها ومليارات ثالثة «لانهيارها» انتهى، بالفعل هل لنا ان نتصور وضعنا الحالي فيما لو كنا قد قمنا بشكل مستعجل بتلك المشاريع الاسمنتية الضخمة التي أوصى بها وبقوة مختصونا وحدث الانهيار المالي.

وكنا قبل ذلك قد تباينا كذلك مع خبرائنا النفطيين ممن اشاعوا وصدقوا مقولتهم بان الطلب الصيني والهندي المتزايد على النفط سيمنع هبوط سعره عن 100 دولار، كما رفضنا الفكرة المجنونة التي روج لها بعضهم بانشاء انابيب نفطية تنقل نفطنا الى بحر العرب تحسبا لاغلاق مضائق هرمز التي قلنا في حينها انها لن تغلق كونها تمتد لاكثر من 55كم وليست كقناة السويس التي لا يزيد عرضها على مئات الامتار حتى لو اغلقت فلن يتعدى الامر الا سويعات او اياما قليلة لفتحها.

تبعا لما سبق نقول ودون حاجة لكثير من الشطارة والذكاء والاطلاع ان عام 2009 سيكون اسوأ بكثير من عام 2008 اقتصاديا وامنيا وسياسيا وضمن محيطنا المحلي والاقليمي والعالمي، فالازمة الاقتصادية التي اصابت الربع الاخير من العام الماضي ستمتد تداعياتها لجل العام الحالي حيث ستفلس الشركات وتتفشى البطالة ويهتز الأمن وتتكرر الازمات السياسية، والحديث ذو شجون.

آخر محطة:
 أمنية قلبية بالشفاء العاجل للزميل خليفة علي الخليفة رئيس تحرير «الوطن» وما تشوف شر يا بوعلي.