مشكلته أنه لا يحب الجلوس في المقاهي ومشاهدة الناس كما يفعل أبوه، الذي هو أنا، ولذلك أجلسته على فخذي ورحنا، أنا وهو، نتابع قمة الدوحة على التلفزيون، ورحت أشرح له الأحداث: إسرائيل، وأنا أبوك، هي التي جلبت لنفسها المصائب، وهي التي أيقظت المارد من سباته وأخرجته من قمقمه، وأيام وستقرأ أخبار صراعات الورثة في الصحف بعد موت إسرائيل، يا ابني، لطفك يا لطيف.
أكملت حديثي الموجه لـ «بو عزوز» (ابني سعود الذي أصيب بنوبة غرور خبيثة بعدما أكمل عامه الأول قبل أيام): وهذا رئيس إيران، أحمدي نجاد، الذي دُعي للقمة هذه لأنه ينتمي لقبائل عدنان، يعني من ربع مبارك الديحاني، ونحن وأنا أبوك من قحطان، لا جدّ يربطنا به. وأحمدي نجاد، والظليمة شينة، هو أكثر من شتم إسرائيل وأحرق أعلامها، وهو من ضحى بالغالي والنفيس، والغالي هو حزب الله وحماس، والنفيس هو الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيون، وإيران تعطي بيمينها ما لا تعلم عنه شمالها. متابعة قراءة «بو عزوز»… حللها
الشهر: يناير 2009
إلا مصر
نحمد الله ان على سدة الرئاسة في مصر قيادة واعية حكيمة ممثلة بالرئيس الطيار محمد حسني مبارك، لا تخدع ولا تقبل الانجرار وراء قضايا الدغدغة والانفعال التي تهدف لتوريط الآخرين وإدخالهم في معارك وحروب تدمر مواردهم وتقتل شعوبهم ثم تقوم بالتشفي فيهم بعد ذلك كما حدث عام 67.
ففي 13 نوفمبر 66 قامت اسرائيل باعتداء مدروس على قرية «السموع» بالضفة الغربية قتلت خلاله 18 شخصا وجرحت 125 آخرين وهدمت 125 منزلا، وقد وصف ذلك الاعتداء من قبل الاعلام الثوري آنذاك بأنه أقوى وأكثر فظاعة من مذبحتي دير ياسين وكفر قاسم، وبدأت الخطوة الاولى في الطريق الطويل الذي انتهى بالنكسة الكبرى التي سميت بحرب الايام الستة.
وقد تلقفت الترويكا الثورية المزايدة الحاكمة آنذاك في دمشق ـ والتي أطاحت بها فيما بعد حركة التصحيح التي قادها الرئيس المحنك حافظ الاسد ـ والممثلة بـ «زعين، ماخوس، جديد»، اخبار ذلك الاعتداء لترفع عقيرتها بالصياح وعبارات التهديد والوعيد، ولتعلن بدء حركة التحرير الشعبية لفلسطين والتحول لـ«هانوي العرب» كما ادعت أن إسرائيل تحشد الألوية العسكرية على حدودها استعدادا لدخول دمشق، وقد ثبت فيما بعد عدم صدق تلك الادعاءات.
وقد تفاعلت القيادة الثورية المصرية آنذاك مع تلك الدعاوى الكاذبة في اغلبها دون تفحيص أو تمحيص فسقطت سريعا في الفخ المنصوب لها، وقد كشفت فيما بعد مذكرات القادة كمال حسن علي ومحمد فوزي وعبدالمحسن مرتجي وعبدالحميد الدغيدي وأنور القاضي وصلاح الحديدي، الكثير من اخطاء ردة الفعل السريعة تلك، وأظهرت الاثمان الباهظة لاستخدام العاطفة بدلا من العقل عند الازمات.
لذا فهل نذكّر من يوجه سهام نقده للرئيس حسني مبارك بدلا من توجيهها لمن سبب الإشكال بأن مصر وقيادتها قد حاربت اسرائيل 5 مرات (48، 56، 67، الاستنزاف، 73)، وهل يخبرنا هؤلاء عن عدد الحروب الحقيقية التي خاضوها لأجل القضية الفلسطينية بعيدا عن حروب الاذاعات والحناجر والطناجر والقنادر التي استجدت هذه الايام؟!
وقد عدنا فيما نسمعه ونراه لمعادلة ان من لا يملك المعاهدات مع اسرائيل يطالب بتمزيقها، ومن لايملك السفارات يطالب بتجميدها، ومن لا يملك النفط يطالب بقطعه، ومن لا يملك الحدود يطالب بالحرب والتضحية بآخر طفل وامرأة فلسطينية، وبأصدقاء كهؤلاء من يحتاج حقيقة للأعداء؟!
آخر محطة:
تعقيبا على قرار وقف التطبيع كوسيلة «لوقف» العدوان الاسرائيلي المتكرر على الجيران، يرى بعض قادة حركات السلام في اسرائيل أن العكس هو الصحيح، حيث ان التطبيع ـ برأيهم ـ هو ما سيمنع الصقور في بلدهم من شن الحروب بين فترة وأخرى، حيث ستخلق العلاقات المتبادلة بين الشعوب مصالح مشتركة لا يمكن التفريط فيها، كما ستجعل الرأي العام الاسرائيلي يختار الحكومات المسالمة لا المحاربة.
ضوابط الخطاب الديني
ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي يسعى فيها وكيل وزارة الشئون الإسلامية فريد المفتاح للنهوض بمشروع إسلامي وسطي من خير العمل على تنقية الخطاب الديني من الأمور ذات النتائج السلبية العكسية، ولاسيما تلك المتشددة التي تثير الضغائن والأحقاد والعداوات والفتن بين أهل البلد.
ليست المرة الأولى، فالمعروف أن الشيخ المفتاح، كان ولايزال صاحب خطاب ديني، ثقافي، اجتماعي، إنساني، فكري معتدل، حتى قبل أن يتولى مسئولية هذا المنصب الحساس في وزارة حساسة، ولن تكون الأخيرة باعتبار أنه ما من مناسبة سانحة إلا ومضى الشيخ المفتاح ينشر مبادئ مشروع الخطاب الديني المعتدل… في المؤتمرات والملتقيات والاجتماعات بل وحتى في كلمته في الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج والمولد النبوي.
لكن كل ذلك سيذهب سدى؟
مع شديد الأسف… لا مشروع الشيخ المفتاح سينجح، ولا الضوابط ستفيد، ولا مشروع تحت مسمى «الخطاب الديني الوسطي» سينجح، بل الذي سينجح من دون أدنى شك هو الخطاب التحريضي التفتيتي، وهو خطاب يبدو أن أصحابه لهم (دلال) خاص لا ندري من الذي يدللهم ويدلعهم كل هذا الدلع!
لن تنجح مثل هذه الخطوات، وكلامي هذا ليس إثارة للتشاؤم، ولكن لأن البلد في حاجة إلى تطبيق القانون على الجميع… المشكلة ليست في إصدار التشريعات والقوانين، إنما في تطبيقها على كل من يثبت عليه تجاوز القانون.
لننظر خلال السنوات العشر الماضية، سنرى أن هناك من ساهم في تأجيج الوضع في البلاد من خلال خطبه الطائفية، ومع ذلك، وقلتها سابقا، فعل ويفعل وسيفعل، يستمر في الخطابة، وستكون الخطب التفتيتية المقبلة أشد وطأة، ولا يهمنا من ذلك كله إلا أن يتم تطبيق القانون… ليس على طائفة بعينها، ولا على خطباء بعينهم، بل ليكن أولئك الذين يكررون مقولة: «نحن أبناء الدليل، أينما مال نميل»، يستخدمون هذا الدليل في إثبات التهم على من يتهجم على الدولة وعلى الناس… لا بأس في ذلك، إن كان الناس سواسية أمام القانون.
ضوابط الخطاب الديني التي أقرتها وزارة العدل والشئون الإسلامية، مشكورة، ليست سوى صيغة من الصيغ التي اعتدنا عليها في بلادنا، وهي صيغة الكلام أو الحبر على الورق، وكلاهما يذهب أدراج الرياح، ثم لو نظرنا إلى المشكلة من الأساس، لن نجد أن الخطاب الديني المتعصب هو السائد… أبدا، فأهل البحرين، من الطائفتين الكريمتين، لا يرتضون أصلا أن يخطب فيهم من هو ليس أهلا للخطاب ولاحترام عقول الناس، ولكن القلة القليلة الشاذة من الخطباء، ومن يقال عنهم «علماء أفاضل»… قلة قليلة، لكنها تفعل فعلها الكريه المسموم.
ومع ذلك، لو لاحظتم أيها الأعزاء، لوجدتم أن عددهم تناقص نوعا ما! فقد كان هناك، إذا عدنا إلى قبل خمس سنوات مثلا، ثلاثة يصنفون على أنهم من أشد الخطباء إثارة للفتنة، تناقص العدد إلى واحد صامد مدعوم قوي لا يشق لها غبار، لا أعتقد أن الضوابط لوحدها ستفيد… تطبيق الضوابط بقانونيتها هو المفيد.
وإلا أصبح حال ما يسمى «ضوابط الخطاب الديني» حالها حال ما سمعنا عنه قبل سنوات… «ضوابط منع الكتب الطائفية»…
«فلا رضت برجيلها ولا خذت سيدعلي»!
زيارة «العتيبي» ضرورية
إصبع الإيرانيين الأوسط مكسور باتجاه الأمام، تماما كما كان إصبعي الأوسط الذي أصيب أثناء لعب الكرة الطائرة قبل سنوات، عندما تصديت لـ«كبسة» متقنة جاءت على رأس الإصبع من فوق فطرقع طرقعة موسيقية دفعتني للعب بيد واحدة، إلى أن شعرت بألم ودوخة فخرجت من الملعب طالبا التبديل. وفي المساء اشتد الألم فتوجهت للمستشفى الذي أحالني إلى مستشفى الرازي للعظام، وهناك أبلغوني بأنه مكسور وقاموا بتجبيره.
إلى هنا والأمن مستتب، والناس تأكل السندوتش، لكن المشكلة ظهرت بعد إزالة «الجبس» أو الجبيرة التي كانت تلف الإصبع والكف، إذ تشكل الإصبع على شكل زاوية قائمة للأمام، أي والله، وأمسيت كلما رفعت يدي لتحية أحد وكأنني أشتمه شتيمة قبيحة بسبب منظر هذا الإصبع المجنون المشبوه. بل وحتى من دون تحية كان منظره يثير الشبهات. وكان الربع، وهم مجموعة من الأتقياء، يذكرونني في الديوانية بمن نسيت السلام عليه، فأبادره مباشرة: «مساك الله بالخير»، رافعا كفي وإصبعي باتجاهه. متابعة قراءة زيارة «العتيبي» ضرورية
قضايا نهاية الأسبوع
بعد الهرج والمرج وانسحاب بعض النواب الافاضل امام بيان الحكومة الجديد، نتساءل بعيدا عن التفكير الجمعي وسياسة القطيع واسعة الانتشار في بلدنا الحبيب، هل كان الشعور بالخــيبة امام تشكيل الــــوزارة الجديدة مبررا؟ قد تكون الاجــــابة المستعجلة هي نعــــم، ولكن..
هل لنا ان نتذكر ان وزراء الحكومة الماضية او المستقيلة لم يقدم لهم استجواب كي نستغرب من عودتهم إلى مواقعهم؟ وهل لنا ان نتذكر كذلك حقيقة ان التشكيل الحكومي السابق ـ الحالي قد كسب كل التوصيات التي تقدم بها وخاصة القضايا الشعبوية المدغدغة التي يصعب في العادة كسبها كإسقاط القروض وازالة الديوانيات وزيادة الـ 50 دينارا وضمان الودائع؟ كما نجحوا بالامس في رفع الحصانة عمن اتهموا بالفرعيات.. الخ.
وواضح ان من انسحب من الجلسة هو من كان له موقف سلبي مسبق من الحكومة السابقة وهو حق مطلق له، كذلك فقد أبعد او ابتعد وزراء كان للبعض ملاحظات سلبية عليهم وما كان لهم ان يبعدوا بأي طريق آخر حيث كان البعض منهم يملك الاعداد الكافية لاسقاط اي استجواب او طرح ثقة يوجه إليه.
ومع ذلك، فأيا كان رأي زيد او عبيد في الحكومة القائمة او شخوص اعضائها، فالواجب ان تلقى الدعم من الجميع كوننا نمر بمرحلة شديدة الخطورة والحساسية تحتاج منا إلى لمّ الشمل لتخفيف اضرارها، فجميعنا ركاب سفينة واحدة ان غرقت تضررنا جميعا.
وفي البيوت والدواوين ما ان يعلن شخص غريب رغبته في الزيارة حتى يتنادى اهل الدار لاظهار بيتهم بأجل وأجمل صورة، فيختفي الخلاف وتترحل المشاكل، لذا الا نستطيع كنواب وكتاب وساسة ان نجمد خلافاتنا ونحن نستقبل على ارضنا عشرات القادة العرب وآلاف الاعلاميين العرب والاجانب؟ دعوة حقيقية لتغليب مصلحة الكويت والحفاظ على سمعتها عبر التهدئة المؤقتة التي نأمل ان تتحول إلى دائمة.
ان نهتم بالاعلام الزائر امر جميل وواجب بشرط ان نتابع ما يكتبه ويرسله والا فما فائدة وجوده؟ وبالمقابل علينا وبنفس القدر ان نهتم باعلامنا المحلي عبر إطلاعه على ما يجري اولا بأول ودعوة رؤساء التحرير والمحررين والكتاب للمؤتمرات الصحافية وغيرها، فالشعب الكويتي يقرأ ما يكتب في صحفنا لا في صحف الآخرين، ويشاهد ما يبث على فضائياتنا لا على فضائيات الآخرين، ولا تناقض ـ للعلم ـ بين الاهتمام الزائر والاعلام المحلي.
آخر محطة: 1 ـ وددنا لو صاحبت مؤتمر القمة الاقتصادية انشطة ثقافية وفكرية وعروض مسرحية.. الخ.
2 ـ التهنئة للفريق السعودي الشقيق على الفوز «وهارد لك» لفريقنا الذي عكس محدودية قدرات مدربنا مقابل قدرات المدرب السعودي ولا ملامة على اللاعبين او.. الخ.
يوم ضاعت الأخلاق
ورد في «القبس» الجمعة الماضية، على لسان الزميل احمد العنزي، ان اتحاد طلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، الذي يناهز عدد الطلبة فيه الاربعين الفا، عقد جمعية عمومية، بحضور خمسين طالبا وطالبة من اتجاه معين، لمناقشة تعديل لائحة النظام الاساسي، والمقترح من رئيس الاتحاد عبدالعزيز المطيري، الذي تضمن تعديلات خطيرة يمكن ان تؤثر في مسيرة الاتحاد الى الابد، ولمصلحة اتجاه ديني محدد، إن وافق عليها مدير الهيئة، ولم يكن مستغربا ان التعديل حصل على موافقة الحضور، والزميل العنزي لم يتطرق الى هذه الامور السياسية وكانت تغطيته سطحية وباهتة.
وعلى الرغم من رعاية «نخبة الطلبة» للاجتماع بحضور ممثلين عن عمادة النشاط والرعاية الطلابية له وكاتب الخبر، فان اياً من هؤلاء لم يعترض، او يستنكر، الطريقة البدائية والمتخلفة التي تم بها الاجتماع بفصل الذكور «المفترسين» عن الاناث «الطرائد»، بسواتر من القماش الابيض، علماً بأن غالبية الطالبات كن «منقبات، والبقية محجبات، وتغطي العباءات السوداء اجسادهن جميعا»!!
لسنا هنا في معرض مناقشة قانون منع الاختلاط، الذي يمكن القفز فوقه بسهولة بسبب عبثيته الواضحة، فمن الواضح ان الطلاب «الذكور» مجبرون على الذهاب للجانب الآخر من الساتر القماشي لتوزيع النشرات والاوراق على الطالبات والتحدث معهن، كما كان الجميع يجلس امام منصة تحتلها مجموعة من الطلاب الذكور، وعند انتهاء الاجتماع خرج الجميع من باب واحد، فكان صعبا منع تلاقي العيون وتلامس الاكتاف، ولكن من الواضح ان طرفا ما كان يخاف من وجود الطرف الآخر، وكأن قطعة القماش تلك ستمنع تعرض احدهم للافتراس من الآخر!!
ولو علمنا أن المجموعات المشاركة في الانشطة الطلابية هم عادة ما يكونون الانشط نقابيا وسياسيا بعد تخرجهم، لكان لنا تصور ما سيكون عليه مستقبل الكويت البشري والانساني، على ضوء نظرة «النجاسة» التي ينظر بها طرف للطرف الآخر، وما يعتقده بخطورته على خلقه وعقله وتصرفه، بحيث يتطلب الامر ليس فقط تغطيته بحجاب مانع، بل وبوضعه خلف حجاب حاجز!!
من ينظر الى الصورة التي التقطت للطلاب على اليمين والطالبات على اليسار والقماش الابيض يفصل بينهم، ومن دون العلم بحيثيات قانون منع الاختلاط سيشعر بمدى تناقضنا، وكم نحن «هيبوكرت»، ومراؤون ومتلونون في مواقفنا وتصرفاتنا!! فكيف يمكن ان تمنع قطعة قماش طرفا ما من التفكير في ما هو موجود على طرفه الآخر؟ وكيف يمكن ان نربي جيلا سليم العقل ونحن نحرص على زرع «غريزة» الخوف فيه من الطرف الآخر؟ ولماذا تختفي هذه المحظورات بمجرد خروج الطالب نفسه او الطالبة من شرنقة الكويت الى رحاب العالم الكبير، ويبدأ الاختلاط في المطار والطائرة وشوارع الدول التي تم السفر اليها وفي وسائل نقلها الجماعية ومطاعمها ودور لهوها وتجمعاتها؟
كيف يمكن ان نصدق ان وجود الفتى والفتاة في الكويت بالذات في قاعة محاضرة او ندوة او قاعة عامة يؤدي لارتكاب المحرمات، ووجودها مع الغريب في الطائرة والمركبة والمطعم مع آخرين لا يمتون لها بصلة حلال ومسموح به؟ لماذا تصبح المحظورات حلالا مع الغريب، وحراما مع القريب؟
آلاف الاسئلة التي يمكن طرحها، والتي لن نستمع لاجابة واحدة عنها، لان السلطة الممثلة بالحكومة راضية عن مسار التخلف الذي نحن فيه سائرون من دون حساب لما سينتج عن كل ذلك من مخاطر نفسية وجنسية.
وفي محاولة لنقل تطبيقات قانون منع الاختلاط من الجامعة ومدرجات وصالات المعاهد التطبيقية، الى الشارع العام، قام عدد من نواب التخلف والانحدار بالاحتجاج لدى ادارة الجامعة على قيام «رابطة العلوم الادارية» وهي من روابط الجامعات القليلة التي بقيت لسنوات ثلاث خارج سيطرة السلف والاخوان المستحوذين على كل نشاط، كما قام هؤلاء النواب بالاحتجاج على قيام الرابطة باقامة نشاط اجتماعي تمثل في يوم مفتوح لطلاب وطالبات العلوم الادارية واسرهم في.. ساحة العلم، وعلى بعد اكثر من 10 كيلومترات من اقرب مبنى جامعي! وقد شكلت التربية والتعليم العالي لجنة للتحقيق في «جريمة» اختلاط طلاب وطالبات كلية العلوم الادارية بعضهم بالبعض ومع امهاتهم وآبائهم، ويقال ان رئاسة لجنة التحقيق منحت لمدرس في كلية الشريعة (!!)، ولكم تصور نتيجة التحقيق في ظل مثل هذا النوع من اللجان «المحايدة»!
نعم لقد بدأ الضياع يوم ضاعت الهيبة وفتح المجال لتلاعب جهلة بنا يمنة ويسرة وكأن لا عقل لنا ولا ضمير ولا احساس بمسؤوليتنا كآباء وأمهات!
أحمد الصراف
نعم… ولكنكم تكرهون الدولة!
لا أرى بأسا من القول إن هناك (عصبة) من الناس، وهي كثيرة العدد، معقدة التشكيل، منظمة العمل، مدعومة ومجهزة بإمكانيات وأموال لا بأس بها، جل عملها هو الاستمرار في تشويه طائفة كاملة من أبناء البلاد، هي الطائفة الجعفرية قطعا، والاستماتة في نشر فكرة انعدام الولاء للبلاد ولقيادتها بين أبناء هذه الطائفة، عن بكرة أبيهم، واستغلال تصرف فرد، أو حركة أو مجموعة أفراد تنتمي إلى هذه الطائفة فيه إساءة للدولة وللقيادة، لكي تفرح بصيدها الوافر السمين، فتسقط ما جاء على لسان هذا أو ذاك على الطائفة بأكملها… ثم يحلو لها الرقص بعد ذلك… لكن هيهات!
وليس هذا خافيا على أحد، فهناك خطباء ونواب، ومجموعات خفيّة، أو حتى ربما أفراد يصدرون بيانات صفراء غاية في الركاكة والضعف الذي يكشف سوء مستوى كاتبه إملائيا ونحويا… وهناك المواقع الإلكترونية وهناك الناشطون وهناك مد كبير لا ينتهي من الناس الذين تصرف لهم مكافآت للمشاركة في المنتديات الإلكترونية نظير مواضيعهم الفتنوية والطائفية، ومع هذا، فليسوا هم الملامين قطعا… الملام هو أجهزة الدولة المعنية التي تنظر وتعلم وتتغاضى عما يجري.
ولابد أن أقول إن بعض الإخوة في (الأجهزة ذات العلاقة)، لم يقصروا، واتصلوا تعقيبا على بعض المقالات، وجمعوا المعلومات اللازمة، وشددوا على أن «مثل هذه التصرفات لا يمكن السكوت عنها» ثم اختفوا بعد ذلك! وهذا لا يهمني شخصيا، ما يهمني هو أن أوصل الكلمة، وأقدم المعلومة كاملة موثقة، لأن سكوت الأجهزة الرسمية عن مثل هذه التصرفات، لا يضيف المزيد من الإساءة للطائفة الجعفرية وتشويه سمعتها، فلطالما أكدت القيادة أن ولاء شيعة البحرين لقيادتها، وإن كانت (تقية)، كما يحلو للبعض أن يصف، فإن الدولة هي التي تكذب على نفسها وهذا محال.
وبمناسبة ذكر التقية، فإن أولئك القوم الذين تحدثت عنهم أعلاه، لا يتعدون حدودهم لنسف الطائفة من البلاد، بل لا يترددون في التشكيك في النوايا والمواقف، خذوا مثالا بسيطا… فيوم أمس الأول، صرح النائب السيدجميل السيدكاظم بما اقتبسنا منه نصا: «إن رؤية الوفاق بشأن حكم آل خليفة من المسلمات إذ إن الوفاق تحتكم إلى الدستور الذي ينص على أن الحكم في البحرين وراثي… الوفاق واضحة بالنسبة لنظام الحكم في البحرين ووراثية الحكم في عائلة آل خليفة، وهي من المسلمات بالنسبة إلينا»
فما أرينا المنتديات الإلكترونية إياها إلا وقد شنت هجوما عنيفا على التصريح وصاحبه والطائفة التي يتبعها، وكذبة التقية التي يقف وراءها وعداوة الطائفة للدولة وللعائلة الحاكمة، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فلم يسلم السيدجميل من بعض أبناء طائفته الذين جلدوه بما يكفي في ملتقاهم لأنه قال تلك العبارة، وفي كلتا الحالتين، ليس هؤلاء وأولئك، إلا أشباح وخفافيش ظلامية يظهرون بطولاتهم الهلامية خلف الأسماء المستعارة، لكن أن يصدق المسئولون مثل هذه الممارسات ويعتمدون عليها في قراءة واقع البلاد، فهذا خلل فظيع يجب أن يخضع للتصحيح.
ولكن سيبقى التصيد والربط المعنوي والتاريخي والمصلحي قائما لضرب انتماء الطائفة -شئنا أم أبينا- حتى أن بعض الإخوة ممن استجابوا لما طرحته من مراقبة منابر عاشوراء وتقديم من يتعدى على الدولة وعلى الصحابة وأمهات المؤمنين للمساءلة القانونية وإنني شخصيا سأدعم هذا التوجه، أصر -وهم ثلاثة من الإخوة- على تحمل مسئولية المراقبة والمتابعة، ثم اختفوا… فصرت أنا الذي ألاحقهم، فلم يتمكنوا إلا من ضبط شخص واحد تعرفه البحرين كلها اليوم بأنه قال مقولته التي صفق لها نفر صغير، ورفضها السواد الأعظم من أبناء البلاد…
أين البقية ممن شتم الصحابة وأمهات المؤمنين ودعا إلى كراهية إخواننا السنة؟ فكان جوابهم مشتركا وكأنهم متفقون (مع اختلاف الصياغة): «نعم ولكنكم تكرهون آل خليفة… وتكرهون الدولة»، وكما نقول بالعامية: «يا الله قوم فجج عاد»
لا لمحاولة تخريب القمة الاقتصادية
نعلم ويعلم الجميع ان الطريق الى جهنم يمر بطريق مليء بأصحاب النوايا الحسنة، ونعلم ويعلم الجميع ان أعداء الأمة هم أسعد الناس بانشغال الشعوب والقادة العرب بالهموم السياسية التي لا تنتهي والتي كلما أطفأنا نارا منها اشتعلت بفعل فاعل نار أخرى.
لقد أتت فكرة القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية العربية بمثابة ضخ كم هائل من الأوكسجين الصحي للرئة العربية التي كادت تتوقف بسبب مزايدات المزايدين وزعيق الصارخين وألعاب المشاغبين طوال العقود الماضية، وقد بدأت هذه الأيام جولة جديدة من التدمير عبر محاولة بث الدخان الكثيف على أعمال قمة الكويت الاقتصادية بحجة ما يحدث في قطاع غزة من مآس وكوارث.
وأول تساؤل يطرحه المواطن العربي هو ما ستفعله قمة سياسية عربية جديدة تجاه تلك الأحداث المتكررة عدا إضاعة الأوقات في بيانات الشجب والتنديد المعتادة، وتساؤل آخر يطرحه نفس ذلك العربي البسيط عن السبب في عدم مشورة الفاعلين لإخوتهم العرب في القرارات الجسام التي يتخذونها ومدى عدالة تحميل العرب بعد ذلك نتائج تلك الأفعال التي لم يُسألوا عنها؟!
وما يزيد الطين بلة ان العرب ـ لا غيرهم ـ هم من سيدفع الكلفة المليارية للخراب والدمار الناتج عن الكارثة والمأساة القائمة، وستخصم تلك المليارات من مشاريع التنمية العربية وتذهب لمعادلات صفرية عبثية، أي إعمار ما كان قائما ثم دمر بسبب قرارات انفعالية تهدف لخدمة أغراض لم تعد خافية على أحد.
ولتقريب ما نقول لذهن المواطن الكويتي والعربي نتساءل: هل كان سيوافق أحد فيما لو قررت احدى فصائل المقاومة الكويتية بعد تحريرنا عام 91 اتخاذ قرار منفرد بالتحرش بالنظام الصدامي آنذاك عبر إطلاق الصواريخ عليه أو خطف أحد جنوده بحجة وجود أسرى كويتيين لديه.. الخ، ومن ثم السماح له بالدخول للكويت مرة أخرى وقتل الآلاف وهدم المباني والمنشآت؟!
ثم هل يجوز ضمن ذلك السيناريو البكاء والتشكي ولوم الشعوب العربية الأخرى وقادتها على تقصيرهم في إنقاذنا من الأوضاع التي وضعنا أنفسنا فيها عبر تحرشنا بقوة لا طاقة لنا بها؟! ولن أسأل تحديدا عن رد فعل هذه الدول أو ذاك القطاع وما سيقوله منظروهم ومفكروهم وإعلاميوهم على الفضائيات العربية في حقنا، فتلك أمور جربناها وخبرناها جيدا من قبل عندما حملت الضحية لا الجاني مسؤولية الغزو.
آخر محطة:
الفارق بين قمم المآسي السياسية الطارئة المعتادة وقمم التنمية الاقتصادية المخطط لها جيدا، كقمة الكويت، ان الأولى تبدأ بقضية كبيرة ساخنة تصغر وتختفي دون أثر بعد أشهر قليلة، والثانية تبدأ بمشاريع استراتيجية تكبر مع كل يوم يمر إلى ما لا نهاية وتشعر بفوائدها الشعوب العربية.
نقاط طنوس السبع
انا “ادمون طنوس” فلسطيني، ولست بمواطن، فلا وطن لي. قضيت حياتي في مدينة البيرة بالضفة الغربية، ولم اغادرها قط. عشت النكبة طفلا وعاصرت الاضرابات والتظاهرات والقتل والتشريد والتشرذم شابا، وذقت، على الرغم من خلفيتي العائلية والمالية الرفيعة، كل صنوف الذل والتشرد رجلا، وكان العذاب النفسي والعقلي رفيقي طوال سنوات حياتي، وكل ذلك لانني اخترت ان اكون فلسطينيا، وان ابقى قريبا من الارض التي ولدت عليها واحببتها، متواجدا ضمن عائلتي ووسط بياراتي وزيتوناتي لأستمر ملتصقا بالارض التي امتصت انفاس ابي وتساقط عليها عرق جدي وضمت رفات من كان قبلهم من اهلي.
والآن دعوني احدد بعض الامور، او المسلمات التالية، التي تبدو كحقائق، بالنسبة إليّ:
اولا: ليس هناك من بامكانه انتزاع حقي في ان يكون لي، او لاحفادي، يوما ما، وطن سيد حر مستقل فيما يسمى الآن ب”ارتز” اسرائيل والضفة والقطاع، مهما طال الزمن.
ثانيا: هذا الحق لا يمكن ان يظهر للوجود بالسرعة المناسبة طالما كانت البندقية الفلسطينية تنتقل من كتف لآخر، وطالما تقاسم “الابوات”، وتقاتلوا على من له الحق التحدث نيابة عني.
ثالثا: صراعي مع اسرائيل صراع ثقافي وجغرافي وسياسي، ويجب ان يستمر هكذا، ولا يجب ان يختزل بكونه صراعا دينيا، فهذا سوف يطيل الصراع الى الابد، ولن ينتهي الا بفناء احد طرفيه، وهذا ما لا يمكن السماح بحدوثه، انسانيا وسياسيا، على الاقل في المدى المنظور.
رابعا: طلب العون من الدول العربية عبث لا طائل منه، فهذه الدول اعجز من ان تساعد نفسها، فكم المشاكل الاقتصادية والامنية والسكانية وغيرها الكثير التي تواجه كل دولة منها يجعلها اعجز من ان يكون بامكانها تقديم العون لغيرها، غير فتح الحناجر ورفع القنادر.
خامسا: لا يمكن لاي طرف ان ينكر علي انا المسيحي ابن الناصرة ويافا وحيفا وبيت لحم، ان ينكر على فلسطينيتي، او يقلل من تضحياتي طوال اكثر من سبعين عاما من النضال المستمر.
فكما كنت مرافقا للمسيح يوم ولد، ويوم صلب ويوم بعث، فانني سأبقى ابن هذا الوطن الذي على ترابه سار المصلوب ومئات غيره من العمالقة الافذاذ.
سادسا: ليس من السهل اقناع اي عاقل بالتنازل عن حريته في الحركة والقول والتصرف والتفكير مقابل كومة حجر او جواز او ارض وطن، فالوطن، اي وطن، لا يساوي شيئا في ظل القمع والظلم والقهر. ومن العبث القبول باستبدال قمع اسرائيل العسكري بقمع ديني اسلامي متشدد متوقع في حال سيطرت “حماس” على القرار الفلسطيني! فمنطلقات حماس في رفض اسرائيل لا تختلف كثيرا عن منطلقاتها في رفضي، انا المسيحي وغيري من اليساريين وحتى المسلمين غير المتدينين، وبالتالي لا يمكن ان نصبح مواطنين كاملي الحقوق تحت حكم حماس او غيرها من الحركات الدينية المتطرفة.
سابعا، واخيرا: يجب الفصل بشكل تام بين حماس، كحركة دينية عسكرية تؤمن بفناء دولة اسرائيل، وبين بقية ممثلي القضية الفلسطينية الذين يطالبون بحق العودة وحق التعويض حق تقرير المصير والحق في وطن حر مستقل وايضا.. وحق اسرائيل في الوجود.
ومن هذا المنطلق أكاد اجزم بان ما يحدث في غزة الآن من قتل وتشريد لا يمكن ان يقبله صاحب الضمير الحي، ولكن الامر قد يكون على خلاف ذلك عند التابعين والمؤمنين بايديولوجية حماس الدينية، فمن خطط ومن نفذ احداث الحادي عشر من سبتمبر في اميركا، التي كادت ان تودي بحياة الرئيس الاميركي ونائبه، وتنجح في نسف البيت الابيض والكابيتول والبنتاغون، كانوا على علم تام بأن رد فعل اميركا كان سيكون مرعبا لو نجحت الخطة كاملة، ومع هذا لم يثنهم سيناريو رد الفعل عن القيام بما نووا عليه من تدمير لكل من مراكز النبض في اميركا، سياسيا وتشريعا وماليا من دون خوف او وجل بسبب الهوس الديني الذي سيطر، ولا يزال، على عقولهم وتفكيرهم المهترئ، من هذا المنطلق يمكن القول ان قادة حماس لم ولن تثنيهم مصائب غزة وقتلاها وجرحاها والخسائر المادية الهائلة عن السعي في تنفيذ خطتهم الى النهاية الدموية المتوقعة، فباعتقاد اولئك القادة ان الجنة مآل القتلى، وان النصر آت لا ريب فيه، ولو نتج عنه فناء نصف الفلسطينيين.
وعليه، انا الفلسطيني المسيحي، وواحد من شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني، التي تتضمن مختلف الاطياف الدينية والعقائدية السياسية، ارفض توجهات حماس وتطلعاتها بقدر ما ارفض وحشية اسرائيل وافعالها، وما سينال الفلسطينيين من اذى وقمع وهوان، لو انتصرت حماس وحكمت وتحكمت في رقابنا، سوف لن يقل، باعتقادي، عما ينالنا الان، في ظل الاحتلال الاسرائيلي من قمع وهوان، ان لم يكن اكثر.
اكتب وانا اعرف باني لست منظرا ولا اكاديميا مطلعا ولا سياسيا محنكا او خطيبا مفوها، فما انا الا فلسطيني عادي لا يريد غير وطن مع كرامة وانتماء مع امن وهوية مع مستقبل، ولا شيء غير ذلك، ولكن الاحقاد التي تملأ النفوس والافكار المتطرفة التي عششت في العقول والايديولوجيات التي غزت النفوس جعلت من التوصل لحل عادل ومقبول ومنطقي امرا غاية في الصعوبة، خاصة ان لا جهة تمتلك منفردة حق التحدث باسم جميع الفلسطينيين.. حتى الآن!
***
ملاحظة: “ادمون طنوس” شخصية وهمية لا وجود لها.
أحمد الصراف
«احتشمي يا مَرَة»
الناس تستغرب، كيف تمشي الدولة والشيخ ناصر المحمد يرأس الحكومة؟ وأهل الفيزياء يجيبون: كل شيء على قمة دحديرة سيتزحلق لوحده إلى أن يرتطم بالقاع. و«على طعم هالسالفة»، تذكرت متدينا طيب قلب زارنا في مزرعة صديق ليحدثنا عن الانحلال الخلقي في أوروبا وأميركا، وكيف أن الانحلال الخلقي هذا يقود المجتمعات إلى التفكك، والدول إلى السقوط. فعلقت على كلامه مؤيدا ومطرقاً بخشوع: صحيح، الأميركان المنحلون خلقيا سقطوا من قمة الأرض إلى قاع القمر، عليهم لعنة الله والملائكة وخلف دميثير. متابعة قراءة «احتشمي يا مَرَة»