سامي النصف

خدعوك فقالوا

ان هدف اسرائيل الاستراتيجي من حربيها على جنوب لبنان وقطاع غزة هو التخلص من المنظمات التي خطفت جنودها او اطلقت عليها الصواريخ.

والحقيقة هي ان اسرائيل تعلم قبل غيرها استحالة قيام جيش نظامي بتصفية منظومة شعبية لا وجه لها حيث لم تستطع الولايات المتحدة بقوتها وجبروتها ومئات الآلاف من جنودها، وعبر سنوات طوال، القضاء على الفيتكونغ في ڤيتنام او تنظيم القاعدة وحركة طالبان في العراق وافغانستان.

الهدف الاستراتيجي لاسرائيل هو تدمير البنى الاساسية من بشر وحجر لدى اعدائها كي يصرفوا جل مواردهم البشرية والاقتصادية لاعمار ما هدم، ثم تدميره مرة اخرى فور انتهاء تعميره باستخدامه كأهداف لتجارب الاسلحة الحديثة وللتخلص من الذخائر الحية قبل انتهاء مدة صلاحيتها.

لم يترك الاستعمار الارض العربية الا بسبب قيام الانظمة الثورية بمحاربته في الخمسينيات والستينيات.

والحقيقة ان الدول الاستعمارية قررت فور انتهاء الحرب الكونية الثانية الانسحاب سلميا من المستعمرات كونها لم تعد مجدية اقتصاديا مع التزايد الديموغرافي الكبير لشعوب الدول المستعمرة لذا تم اعطاء الهند – جوهرة التاج البريطاني – استقلالها دون طلقة رصاص واحدة ولم يعد هناك سبب للبقاء العسكري في الشرق الاوسط لحماية الطريق الى الهند فبدأت عمليات الانسحاب من فلسطين والعراق ومصر، وفيما بعد انسحبت بريطانيا العظمى من دول الخليج الثرية دون ثورة او جعجعة مما يعني ان جميع الحروب والثورات والارواح التي قامت او فُقدت تحت راية محاربة الاستعمار في الخمسينيات والستينيات كانت جهدا ضائعا ودعاوى زائفة لا فائدة منها.

اصابت حركة التحرر الوطني بمحاربتها مشروع حلف بغداد ومشروع ايزنهاور.

والحقيقة هي كذلك ابعد ما تكون عن ذلك حيث لم يستغل العرب رعب الولايات المتحدة الشديد من الشيوعية والاتحاد السوڤييتي (المستعمر الاول للشعوب) كحال دول اوروبا الغربية وشرق آسيا ممن استفادوا من الدعم الاميركي لاقتصادياتهم وفتح اسواقها لمنتجاتهم وتأمينهم عسكريا ومنع غزو اراضيهم عبر مشاريع الاحلاف العسكرية معهم، ولو قبلنا الانضمام لحلف بغداد كما اقترح داهية العراق والعرب نوري السعيد ومعه كميل شمعون ولم نستمع لنصائح ضباط صغار لا خبرة سياسية لديهم لمنعنا تعديات اسرائيل على دولنا واحتلال اراضينا وتعدي بعضنا على بعض ولمنعنا كذلك حروب 56 وحرب اليمن وحرب 67 والاستنزاف و73 وغزو لبنان 78 و82 و2006 وحرب احتلال الكويت 90 وتحريرها 91 وتحرير العراق 2003، ولوفرنا اموال تلك الحروب واستخدمناها في التنمية.

سبب تأميم قناة السويس عام 1956 هو تمويل بناء السد العالي بعد سحب البنك الدولي والولايات المتحدة عرض تمويله بسبب صفقة الاسلحة التشيكية (الروسية).

والحقيقة ان الاتحاد السوڤييتي تقدم منذ اللحظة الاولى لسحب العرض بتقديم عرض اكثر سخاء وبفوائد اقل لكسب موضع قدم في المنطقة الا ان رغبة العسكر الحاكمين في القاهرة آنذاك في تحقيق اي انتصار بعد خسارتهم السودان دون تقدير للعواقب هي ما تسبب في التأميم والحرب التي تلته والتي جعلت السد العالي الاعلى كلفة في العالم رغم انه لا يأتي ضمن السدود العشرة الاعلى او الاكثر تخزينا للمياه والتي بنيت دون حروب، ودون تأميم لقناة اغلقت بسبب تلك الحروب لما يقارب عشر سنوات في وقت كانت ستعود فيه دون حرب لمصر خلال 12 عاما.

ساهمت حركة التحرر العربية في القضاء على التخلف في اليمن.

والحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك فالانقلاب لم يتم على حكم الامام الرجعي احمد، بل على حكم ابنه الشاب المتنور الامير البدر الداعم للعصرنة وحتى لمشاريع الوحدة العربية، ولو لم يحدث انقلاب العسكر لكانت اليمن تحت حكمه شديدة التطور والرفاه فيما هو اقرب لما حدث في امارة ابوظبي او سلطنة عمان من تصحيح الاشقاء او الابناء للمسار الخاطئ لمن حكم قبلهم ولكانت اليمن قد تحولت لليمن السعيد دون ضرب او حرب او تضييع للموارد والارواح.

آخر محطة:
نحتاج لزيارات جديدة لتاريخنا المعاصر بعد ان سادت الاكاذيب صفحات كتبه واخفيت حقائقه المرة عن الشعوب، ومن لا يتعلم من هزائمه واخطاء ماضيه فالارجح او الاكيد انه سيعيد تكرارها.

احمد الصراف

معركة الإنترنت مع التخلف والجهل

يقول «رزكار عقراوي» مؤسس موقع «حوار» الإلكتروني «..إن الإعلام الإلكتروني يقف في طليعة القوى التي تخوض معركة الدفاع عن الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان في مواجهة الحكومات والأنظمة المستبدة والقمعية..»!!
والإنترنت، لمن لا يعرفه، يشبه المحيط بالنسبة للقاطن في الصحراء أو الساكن على قمم الجبال، يسمع به ولكن لا يعرف مقدار اتساعه وعمقه وما به من مكنون الدرر، والثروات الهائلة والمعلومات القيمة التي تأتيك بلمسة إصبع وبعد طرفة عين!
على الرغم مما يمثله الإنترنت من رافد معلوماتي مهم وخطير، فإن الصحافي التقليدي، الذي اعتاد على الكتابة مستعينا بفكره وذاكرته، والانكباب على تحرير الصحيفة يوميا في أوقات محددة والذي طالما استهواه التمتع برائحة أحبار الطباعة، والتلذذ بملمس ورق الصحيفة وشكلها، لا يود عادة، أو يحبّذ الحديث عن الإنترنت أو ما يرد على فضائه الرحب من معلومات، ربما لعجز هذه الجهات، حتى الآن، وربما لضيق الوقت وازدحام المواد، عن الإحاطة بعالم الإنترنت بشكل كاف!! فما كان يبث مثلا على الإنترنت، طوال سنوات، عن هفوات الرئيس السابق جورج دبليو بوش، جعلت منه ضيفا شبه دائم على الكثير من برامج {التوك شو}، الفكاهية بالذات، وهذا جعله، حقا أو باطلا، الرئيس الأقل شعبية في تاريخ اميركا! ولكن غياب الإنترنت عن سابقيه لم يكشف حقيقة شخصياتهم، أو يجعلها في متناول يد وبصر مليار مستخدم للإنترنت في يومنا هذا، وهو رقم مخيف بالمقاييس كافة، علما بأن لا أحد يمتلك طرف حق ملكية هذه الوسيلة الإعلامية والتواصلية السريعة، أو منع ما يبث عليها بشكل كامل ومطلق، وكل ذلك من دون مقابل يذكر!
كما يحتوي الإنترنت على كم هائل من المواضيع الجنسية والسياسية والدينية التي لا تحتمل أي وسيلة إعلام، مرئية أو مقروءة ، تحمّل تبعات نشرها، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية أو الأخلاقية، والكثير منها يحتوي على معلومات علمية جنسية بالغة الأهمية، ولكن لا يمكن نشر نصوصها بأي وسيلة غير الإنترنت، لخصوصية الموضوع ولحساسية بعض أجزائه!!
وقد انتشرت على الإنترنت قبل أيام المحادثة الهاتفية التي أجراها الأمير فيصل بن فهد بالتلفزيون السعودي، ومقدم برنامج رياضي معروف وأسمعه وضيوفه كلاما لا يمكن أن ينشر لما تضمنه من هجوم مقذع واتهام بقلة الأدب والجهل وانعدام التربية وأنه {سيربي} مقدم البرنامج وضيوفه لأنهم تعرضوا بالانتقاد لطريقة لعب فريق كرة القدم السعودي في إحدى المباريات أخيرا!!
وفي الإنترنت يوجد الموقع التالي www.q8y2b.com/atlas/world.shtml
والذي يمكن عن طريقه الاطلاع على ما تشاء عن أي دولة في العالم تود زيارتها، وكل ذلك بمجرد الضغط على عدة أزرار. أما موقع www.newseum.org / فإنه يتيح لك فرصة الاطلاع على صحف العالم كافة وبمئات اللغات لحظة صدورها، وأيضا بالضغط على بضعة أزرار!!
وهناك مواقع ثقافية عديدة تتيح لمتصفّحيها الاطلاع على كم هائل من المقالات والتعليقات كموقع العربية. نت، و {إيلاف} وموقع شفاف الشرق الأوسط، المميز والمتعدد اللغات، وموقع www.aafaq.org / وموقع www.ahewar.org / وجميعها مواقع ثرية ويساهم في الكتابة فيها، مجانا، عشرات المبدعين والمستنيرين العرب، وغيرهم، من أنحاء العالم كافة ،وما يقومون بطرحه ومناقشته من قضايا لا يمكن التطرق إليها بحرية في صحافة غالبية دول الشرق السعيد.

أحمد الصراف