إصبع الإيرانيين الأوسط مكسور باتجاه الأمام، تماما كما كان إصبعي الأوسط الذي أصيب أثناء لعب الكرة الطائرة قبل سنوات، عندما تصديت لـ«كبسة» متقنة جاءت على رأس الإصبع من فوق فطرقع طرقعة موسيقية دفعتني للعب بيد واحدة، إلى أن شعرت بألم ودوخة فخرجت من الملعب طالبا التبديل. وفي المساء اشتد الألم فتوجهت للمستشفى الذي أحالني إلى مستشفى الرازي للعظام، وهناك أبلغوني بأنه مكسور وقاموا بتجبيره.
إلى هنا والأمن مستتب، والناس تأكل السندوتش، لكن المشكلة ظهرت بعد إزالة «الجبس» أو الجبيرة التي كانت تلف الإصبع والكف، إذ تشكل الإصبع على شكل زاوية قائمة للأمام، أي والله، وأمسيت كلما رفعت يدي لتحية أحد وكأنني أشتمه شتيمة قبيحة بسبب منظر هذا الإصبع المجنون المشبوه. بل وحتى من دون تحية كان منظره يثير الشبهات. وكان الربع، وهم مجموعة من الأتقياء، يذكرونني في الديوانية بمن نسيت السلام عليه، فأبادره مباشرة: «مساك الله بالخير»، رافعا كفي وإصبعي باتجاهه. متابعة قراءة زيارة «العتيبي» ضرورية
اليوم: 15 يناير، 2009
قضايا نهاية الأسبوع
بعد الهرج والمرج وانسحاب بعض النواب الافاضل امام بيان الحكومة الجديد، نتساءل بعيدا عن التفكير الجمعي وسياسة القطيع واسعة الانتشار في بلدنا الحبيب، هل كان الشعور بالخــيبة امام تشكيل الــــوزارة الجديدة مبررا؟ قد تكون الاجــــابة المستعجلة هي نعــــم، ولكن..
هل لنا ان نتذكر ان وزراء الحكومة الماضية او المستقيلة لم يقدم لهم استجواب كي نستغرب من عودتهم إلى مواقعهم؟ وهل لنا ان نتذكر كذلك حقيقة ان التشكيل الحكومي السابق ـ الحالي قد كسب كل التوصيات التي تقدم بها وخاصة القضايا الشعبوية المدغدغة التي يصعب في العادة كسبها كإسقاط القروض وازالة الديوانيات وزيادة الـ 50 دينارا وضمان الودائع؟ كما نجحوا بالامس في رفع الحصانة عمن اتهموا بالفرعيات.. الخ.
وواضح ان من انسحب من الجلسة هو من كان له موقف سلبي مسبق من الحكومة السابقة وهو حق مطلق له، كذلك فقد أبعد او ابتعد وزراء كان للبعض ملاحظات سلبية عليهم وما كان لهم ان يبعدوا بأي طريق آخر حيث كان البعض منهم يملك الاعداد الكافية لاسقاط اي استجواب او طرح ثقة يوجه إليه.
ومع ذلك، فأيا كان رأي زيد او عبيد في الحكومة القائمة او شخوص اعضائها، فالواجب ان تلقى الدعم من الجميع كوننا نمر بمرحلة شديدة الخطورة والحساسية تحتاج منا إلى لمّ الشمل لتخفيف اضرارها، فجميعنا ركاب سفينة واحدة ان غرقت تضررنا جميعا.
وفي البيوت والدواوين ما ان يعلن شخص غريب رغبته في الزيارة حتى يتنادى اهل الدار لاظهار بيتهم بأجل وأجمل صورة، فيختفي الخلاف وتترحل المشاكل، لذا الا نستطيع كنواب وكتاب وساسة ان نجمد خلافاتنا ونحن نستقبل على ارضنا عشرات القادة العرب وآلاف الاعلاميين العرب والاجانب؟ دعوة حقيقية لتغليب مصلحة الكويت والحفاظ على سمعتها عبر التهدئة المؤقتة التي نأمل ان تتحول إلى دائمة.
ان نهتم بالاعلام الزائر امر جميل وواجب بشرط ان نتابع ما يكتبه ويرسله والا فما فائدة وجوده؟ وبالمقابل علينا وبنفس القدر ان نهتم باعلامنا المحلي عبر إطلاعه على ما يجري اولا بأول ودعوة رؤساء التحرير والمحررين والكتاب للمؤتمرات الصحافية وغيرها، فالشعب الكويتي يقرأ ما يكتب في صحفنا لا في صحف الآخرين، ويشاهد ما يبث على فضائياتنا لا على فضائيات الآخرين، ولا تناقض ـ للعلم ـ بين الاهتمام الزائر والاعلام المحلي.
آخر محطة: 1 ـ وددنا لو صاحبت مؤتمر القمة الاقتصادية انشطة ثقافية وفكرية وعروض مسرحية.. الخ.
2 ـ التهنئة للفريق السعودي الشقيق على الفوز «وهارد لك» لفريقنا الذي عكس محدودية قدرات مدربنا مقابل قدرات المدرب السعودي ولا ملامة على اللاعبين او.. الخ.
يوم ضاعت الأخلاق
ورد في «القبس» الجمعة الماضية، على لسان الزميل احمد العنزي، ان اتحاد طلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، الذي يناهز عدد الطلبة فيه الاربعين الفا، عقد جمعية عمومية، بحضور خمسين طالبا وطالبة من اتجاه معين، لمناقشة تعديل لائحة النظام الاساسي، والمقترح من رئيس الاتحاد عبدالعزيز المطيري، الذي تضمن تعديلات خطيرة يمكن ان تؤثر في مسيرة الاتحاد الى الابد، ولمصلحة اتجاه ديني محدد، إن وافق عليها مدير الهيئة، ولم يكن مستغربا ان التعديل حصل على موافقة الحضور، والزميل العنزي لم يتطرق الى هذه الامور السياسية وكانت تغطيته سطحية وباهتة.
وعلى الرغم من رعاية «نخبة الطلبة» للاجتماع بحضور ممثلين عن عمادة النشاط والرعاية الطلابية له وكاتب الخبر، فان اياً من هؤلاء لم يعترض، او يستنكر، الطريقة البدائية والمتخلفة التي تم بها الاجتماع بفصل الذكور «المفترسين» عن الاناث «الطرائد»، بسواتر من القماش الابيض، علماً بأن غالبية الطالبات كن «منقبات، والبقية محجبات، وتغطي العباءات السوداء اجسادهن جميعا»!!
لسنا هنا في معرض مناقشة قانون منع الاختلاط، الذي يمكن القفز فوقه بسهولة بسبب عبثيته الواضحة، فمن الواضح ان الطلاب «الذكور» مجبرون على الذهاب للجانب الآخر من الساتر القماشي لتوزيع النشرات والاوراق على الطالبات والتحدث معهن، كما كان الجميع يجلس امام منصة تحتلها مجموعة من الطلاب الذكور، وعند انتهاء الاجتماع خرج الجميع من باب واحد، فكان صعبا منع تلاقي العيون وتلامس الاكتاف، ولكن من الواضح ان طرفا ما كان يخاف من وجود الطرف الآخر، وكأن قطعة القماش تلك ستمنع تعرض احدهم للافتراس من الآخر!!
ولو علمنا أن المجموعات المشاركة في الانشطة الطلابية هم عادة ما يكونون الانشط نقابيا وسياسيا بعد تخرجهم، لكان لنا تصور ما سيكون عليه مستقبل الكويت البشري والانساني، على ضوء نظرة «النجاسة» التي ينظر بها طرف للطرف الآخر، وما يعتقده بخطورته على خلقه وعقله وتصرفه، بحيث يتطلب الامر ليس فقط تغطيته بحجاب مانع، بل وبوضعه خلف حجاب حاجز!!
من ينظر الى الصورة التي التقطت للطلاب على اليمين والطالبات على اليسار والقماش الابيض يفصل بينهم، ومن دون العلم بحيثيات قانون منع الاختلاط سيشعر بمدى تناقضنا، وكم نحن «هيبوكرت»، ومراؤون ومتلونون في مواقفنا وتصرفاتنا!! فكيف يمكن ان تمنع قطعة قماش طرفا ما من التفكير في ما هو موجود على طرفه الآخر؟ وكيف يمكن ان نربي جيلا سليم العقل ونحن نحرص على زرع «غريزة» الخوف فيه من الطرف الآخر؟ ولماذا تختفي هذه المحظورات بمجرد خروج الطالب نفسه او الطالبة من شرنقة الكويت الى رحاب العالم الكبير، ويبدأ الاختلاط في المطار والطائرة وشوارع الدول التي تم السفر اليها وفي وسائل نقلها الجماعية ومطاعمها ودور لهوها وتجمعاتها؟
كيف يمكن ان نصدق ان وجود الفتى والفتاة في الكويت بالذات في قاعة محاضرة او ندوة او قاعة عامة يؤدي لارتكاب المحرمات، ووجودها مع الغريب في الطائرة والمركبة والمطعم مع آخرين لا يمتون لها بصلة حلال ومسموح به؟ لماذا تصبح المحظورات حلالا مع الغريب، وحراما مع القريب؟
آلاف الاسئلة التي يمكن طرحها، والتي لن نستمع لاجابة واحدة عنها، لان السلطة الممثلة بالحكومة راضية عن مسار التخلف الذي نحن فيه سائرون من دون حساب لما سينتج عن كل ذلك من مخاطر نفسية وجنسية.
وفي محاولة لنقل تطبيقات قانون منع الاختلاط من الجامعة ومدرجات وصالات المعاهد التطبيقية، الى الشارع العام، قام عدد من نواب التخلف والانحدار بالاحتجاج لدى ادارة الجامعة على قيام «رابطة العلوم الادارية» وهي من روابط الجامعات القليلة التي بقيت لسنوات ثلاث خارج سيطرة السلف والاخوان المستحوذين على كل نشاط، كما قام هؤلاء النواب بالاحتجاج على قيام الرابطة باقامة نشاط اجتماعي تمثل في يوم مفتوح لطلاب وطالبات العلوم الادارية واسرهم في.. ساحة العلم، وعلى بعد اكثر من 10 كيلومترات من اقرب مبنى جامعي! وقد شكلت التربية والتعليم العالي لجنة للتحقيق في «جريمة» اختلاط طلاب وطالبات كلية العلوم الادارية بعضهم بالبعض ومع امهاتهم وآبائهم، ويقال ان رئاسة لجنة التحقيق منحت لمدرس في كلية الشريعة (!!)، ولكم تصور نتيجة التحقيق في ظل مثل هذا النوع من اللجان «المحايدة»!
نعم لقد بدأ الضياع يوم ضاعت الهيبة وفتح المجال لتلاعب جهلة بنا يمنة ويسرة وكأن لا عقل لنا ولا ضمير ولا احساس بمسؤوليتنا كآباء وأمهات!
أحمد الصراف
نعم… ولكنكم تكرهون الدولة!
لا أرى بأسا من القول إن هناك (عصبة) من الناس، وهي كثيرة العدد، معقدة التشكيل، منظمة العمل، مدعومة ومجهزة بإمكانيات وأموال لا بأس بها، جل عملها هو الاستمرار في تشويه طائفة كاملة من أبناء البلاد، هي الطائفة الجعفرية قطعا، والاستماتة في نشر فكرة انعدام الولاء للبلاد ولقيادتها بين أبناء هذه الطائفة، عن بكرة أبيهم، واستغلال تصرف فرد، أو حركة أو مجموعة أفراد تنتمي إلى هذه الطائفة فيه إساءة للدولة وللقيادة، لكي تفرح بصيدها الوافر السمين، فتسقط ما جاء على لسان هذا أو ذاك على الطائفة بأكملها… ثم يحلو لها الرقص بعد ذلك… لكن هيهات!
وليس هذا خافيا على أحد، فهناك خطباء ونواب، ومجموعات خفيّة، أو حتى ربما أفراد يصدرون بيانات صفراء غاية في الركاكة والضعف الذي يكشف سوء مستوى كاتبه إملائيا ونحويا… وهناك المواقع الإلكترونية وهناك الناشطون وهناك مد كبير لا ينتهي من الناس الذين تصرف لهم مكافآت للمشاركة في المنتديات الإلكترونية نظير مواضيعهم الفتنوية والطائفية، ومع هذا، فليسوا هم الملامين قطعا… الملام هو أجهزة الدولة المعنية التي تنظر وتعلم وتتغاضى عما يجري.
ولابد أن أقول إن بعض الإخوة في (الأجهزة ذات العلاقة)، لم يقصروا، واتصلوا تعقيبا على بعض المقالات، وجمعوا المعلومات اللازمة، وشددوا على أن «مثل هذه التصرفات لا يمكن السكوت عنها» ثم اختفوا بعد ذلك! وهذا لا يهمني شخصيا، ما يهمني هو أن أوصل الكلمة، وأقدم المعلومة كاملة موثقة، لأن سكوت الأجهزة الرسمية عن مثل هذه التصرفات، لا يضيف المزيد من الإساءة للطائفة الجعفرية وتشويه سمعتها، فلطالما أكدت القيادة أن ولاء شيعة البحرين لقيادتها، وإن كانت (تقية)، كما يحلو للبعض أن يصف، فإن الدولة هي التي تكذب على نفسها وهذا محال.
وبمناسبة ذكر التقية، فإن أولئك القوم الذين تحدثت عنهم أعلاه، لا يتعدون حدودهم لنسف الطائفة من البلاد، بل لا يترددون في التشكيك في النوايا والمواقف، خذوا مثالا بسيطا… فيوم أمس الأول، صرح النائب السيدجميل السيدكاظم بما اقتبسنا منه نصا: «إن رؤية الوفاق بشأن حكم آل خليفة من المسلمات إذ إن الوفاق تحتكم إلى الدستور الذي ينص على أن الحكم في البحرين وراثي… الوفاق واضحة بالنسبة لنظام الحكم في البحرين ووراثية الحكم في عائلة آل خليفة، وهي من المسلمات بالنسبة إلينا»
فما أرينا المنتديات الإلكترونية إياها إلا وقد شنت هجوما عنيفا على التصريح وصاحبه والطائفة التي يتبعها، وكذبة التقية التي يقف وراءها وعداوة الطائفة للدولة وللعائلة الحاكمة، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فلم يسلم السيدجميل من بعض أبناء طائفته الذين جلدوه بما يكفي في ملتقاهم لأنه قال تلك العبارة، وفي كلتا الحالتين، ليس هؤلاء وأولئك، إلا أشباح وخفافيش ظلامية يظهرون بطولاتهم الهلامية خلف الأسماء المستعارة، لكن أن يصدق المسئولون مثل هذه الممارسات ويعتمدون عليها في قراءة واقع البلاد، فهذا خلل فظيع يجب أن يخضع للتصحيح.
ولكن سيبقى التصيد والربط المعنوي والتاريخي والمصلحي قائما لضرب انتماء الطائفة -شئنا أم أبينا- حتى أن بعض الإخوة ممن استجابوا لما طرحته من مراقبة منابر عاشوراء وتقديم من يتعدى على الدولة وعلى الصحابة وأمهات المؤمنين للمساءلة القانونية وإنني شخصيا سأدعم هذا التوجه، أصر -وهم ثلاثة من الإخوة- على تحمل مسئولية المراقبة والمتابعة، ثم اختفوا… فصرت أنا الذي ألاحقهم، فلم يتمكنوا إلا من ضبط شخص واحد تعرفه البحرين كلها اليوم بأنه قال مقولته التي صفق لها نفر صغير، ورفضها السواد الأعظم من أبناء البلاد…
أين البقية ممن شتم الصحابة وأمهات المؤمنين ودعا إلى كراهية إخواننا السنة؟ فكان جوابهم مشتركا وكأنهم متفقون (مع اختلاف الصياغة): «نعم ولكنكم تكرهون آل خليفة… وتكرهون الدولة»، وكما نقول بالعامية: «يا الله قوم فجج عاد»