الناس تستغرب، كيف تمشي الدولة والشيخ ناصر المحمد يرأس الحكومة؟ وأهل الفيزياء يجيبون: كل شيء على قمة دحديرة سيتزحلق لوحده إلى أن يرتطم بالقاع. و«على طعم هالسالفة»، تذكرت متدينا طيب قلب زارنا في مزرعة صديق ليحدثنا عن الانحلال الخلقي في أوروبا وأميركا، وكيف أن الانحلال الخلقي هذا يقود المجتمعات إلى التفكك، والدول إلى السقوط. فعلقت على كلامه مؤيدا ومطرقاً بخشوع: صحيح، الأميركان المنحلون خلقيا سقطوا من قمة الأرض إلى قاع القمر، عليهم لعنة الله والملائكة وخلف دميثير.
نعود لموضوعنا لنقسم يمينا بأن أحد أكثر المناظر قرفا هو منظر المرأة المسنّة القبيحة المترهلة الخارجة للتو من طبيب التجميل لتغريك بتضاريسها وهي تخلع هدومها أمامك على الشاطئ. يا ستّار. منظر يجعلك تستعيد ماضيك لتتذكر الذنب الذي تستحق عليه عقوبة كهذه! وحكومتنا مترهلة دميمة أجرت خمس عمليات تجميل في ثلاث سنوات، وخرجت إلينا اليوم على الشاطئ – بوجه تتصادم فيه الألوان كتلة تتلوى وتتعنفص مغطاة بالبكيني، قال يعني شقية ودلوعة، و«استح على وجهك، ما عندك خوات ولا بنات تخاف عليهن، قلة أدب»، تردد هذا وهي تسير لوحدها، لا أحد يتبعها، وهي تتمنى لو التقت في طريقها رجلا لا بنات له ولا أخوات يخشى عليهن. وهي لشدة إثارتها وفتنتها، تزداد حشمة كلما خلعت قطعة من ملابسها، وقمة حشمتها في عريّها التام. يا سيدي حتى إبليس هرب منها وهي تستجديه للحضور عندما تختلي برجل، وشوّح لها بيده وهو يهرب مجهشا بالبكاء.
وبعد دهور وشهور، قامت خلالها دول وسقطت أخرى، خرجت لنا الحكومة المنتظرة، وعلى شنو مستعجلين؟ ما ورانا عيال يبكون. على أن النكتة الأجمل هذه السنة، أن يتم استجواب رئيس الحكومة فيسقط وزيران ليسا في العير ولا في الشعير، الغنيم والبراك. وغدا سيتم استجواب وزير الأوقاف فيسقط وزير الصحة، عادي جدا، المهم أن يتم اللعب بعيدا عن الرئيس ونائبه الأول. وكل شيء في الكويت ممكن حتى أن النائب علي الراشد تفوق على ناصر الدويلة في توفير الماكياج لوجه الحكومة المتجعد، وهو الوحيد إلى لحظة كتابة المقالة الذي لم يعترض على طريقة تشكيل الحكومة. وهو من كان، لكن دوام الحال من الخبال.
والشيخ ناصر المحمد استعان بوزراء اسكوتلنديين، من خارج الأسرة الحاكمة، والاسكتلنديون كان يستخدمهم البريطانيون في الحروب قرابين وأضحيات، وسرعان ما سيتركهم على قارعة الطريق كما فعل مع وزير الأوقاف السابق عبد الله المعتوق. وهي سُنة حميدة استنها لنفسه.
والحكومة جاءت بهذه التشكيلة المريضة المكسحة، ليغضب الناس ويحتج النواب فتولول هي مطالبة بإلغاء الدستور أو تعليقه… والوضع في الأيام المقبلة غير مطمئن يا صاحبي، خصوصا بعدما تمت السيطرة على الإعلام، برا وبحرا وجوا.
والصورة الآن كالتالي: الشعب يضع يده على خده بانتظار مباراة اعتزال الشيخ ناصر المحمد، لكن اعتزاله سيرافقه تجميد الدوري وشغب على المدرجات المقابلة للمقصورة الرئيسية، ينتج عنه بعض الإصابات، قبل أن يعود الدوري ليستأنف من جديد.