فوزنا – في المباراة قبل الماضية على البحرين – ليس فوزا، هذه جنحة سرقة يعاقب عليها القانون بالحبس ثلاث سنوات. اللعب كله كان في منتصف ملعبنا ومنطقة جزائنا، وكأن البحرينيين نصبوا خيامهم في مرابعنا.
أحد عشر لاعبا كويتيا توزعوا المسؤوليات حسب التساهيل، جزء يبكي وينحب وجزء يولول ويصرخ ولا أجدع ندّابة من ندابات البصرة الفاضلات. الهدف سجلناه من ضربة ثابتة، وعينك ما تشوف إلا الانجحار الشديد، خطة الضبّ، أدخل جسمك كله في الجحر وارفع ذيلك قليلا يرحمنا ويرحمك الله.
والله عيب على الأمتين العربية والإسلامية أن يفوز منتخب الكويت ببطولة كأس الخليج إن استمر في الاقتداء بمنهج الضبان. وعيب على مدرب منتخبنا محمد إبراهيم أن يغش الفرق الأخرى ويتفق معها على مقابلة الرجال بالرجال ثم يستغفلها أثناء نومها ويفوز بالحظ المجرد ويخطف النقاط الثلاث.
بينما دخل البحرينيون الملعب بنية المبارزة والفوز أو الهزيمة بشرف وشجاعة، دخل منتخبنا بنية السرقة والهرب، والأعمال بالنيات،. ومحمد إبراهيم لا مانع لديه من التعادل طوال هذه الحياة الفانية، فالتعادل في حساباته فوز، والمهم السلامة، وهو لن يرمي شباك الصيد أبعد من ذلك، وسيكتفي بالقواقع المتناثرة على الشاطئ، وسيعود إلى أهله يغني فرحا بقواقعه… هذا المدرب أساء لكرة القدم على وجه البسيطة، وأظهر لاعبينا بمظهر لصوص المنازل، كان ينقصهم ارتداء «دلاغات» أو جوارب لتكتمل الصورة. ولو أن قوانين الحياة عادلة لخرجنا من المباراة مهزومين بفارق سبعة أهداف مع الرحمة والنفاذ.
ولا أدري لماذا تعامل لاعبونا مع الكرة وكأنها ذنب من عمل الشيطان، يجب التخلص منه بسرعة قبل الاستغفار والاستحمام للتطهر! الرعب من البحرينيين تلبس لاعبينا من أعلى رؤوسهم إلى أقدامهم، ولو كانوا أمام منتخب البرازيل لما عذرناهم على لعبهم بهذه الطريقة فكيف بمنتخب البحرين، مع الاعتذار والتقدير للبحرينيين الأبطال القادمين بحثا عن الكرة ففوجئوا بطريقة لعبنا الجبانة فشامت أنفسهم عن ضربنا.
يضحك بعضنا على بعضنا الآخر فيقول: لعبنا بخطة دفاعية شاملة، وقد نفوز بالبطولة بهذه الخطة، تماما كما فازت إيطاليا بكأس العالم عام 82، وهذا كذب بواح، فإيطاليا كانت تلعب بخطة دفاعية، هذا صحيح، لكن ليس بطريقة مدربنا المبكية، طريقة الحظ ولا شيء غير الحظ السادة، كان الطليان يهجمون بلاعبي الوسط والهجوم، بينما ترك مدربنا بدر المطوع في منطقة الخصم لوحده بتعليمات واضحة: «دبّر نفسك».
ورغم وجود لاعبين أكفاء من ذوي الهامات والقامات الشامخة، مثل بدر المطوع والفدائي يعقوب الطاهر وحسين فاضل ونواف الخالدي وبقية الأبطال الذين أجبروا على تعلّم السرقة والنواح، إلا أن المدرب الهمام يراهم أقزاما والخصوم عمالقة، للدرجة التي أصبحنا معها نستغرب خروج الكرة من منتصف ملعبنا… يا عمي هذه إساءة لشجاعة لاعبينا وأخلاقهم البطولية، بل وإساءة لكرة القدم الرجالية بأكملها.
والآن وبعد انتهاء الشوط الأول من مباراتنا مع العراق بتقدمنا لهدف مقابل لا شيء، أشاهد فريقا من الفهود الوثّابة، بغض النظر عن فوزنا وخسارتنا، المهم هو مسح الشوارب والتقدم لمناطحة الرجال. هذه هي كرة القدم الكويتية، وهذا هو أقل ما تستحقه الفانلة الزرقاء… كفو يا شباب.