احمد الصراف

أعداؤنا: إسرائيل وإيران وأميركا

سأل أحدهم صبيا أعرابيا اشتهر بذكائه ان كان على استعداد لبيع عقله مقابل ألف درهم، فهز الصبي رأسه رافضا العرض بالرغم من كبر المبلغ، وصغر عمره النسبي، وعندما سئل عن السبب قال: أخاف أن تذهب قلة عقلي بالألف درهم ..فأبقى بلا عقل ولا دراهم!
ضاع نصف فلسطين في حرب 1948 بسبب تشرذم قيادات الجيوش العربية، وتخلف أنظمتنا الادارية والعسكرية والاقتصادية، وانتشار الأمية والفقر والمرض بين شعوبنا! وعندما ضاع النصف الآخر من فلسطين، ومعه كل سيناء وهضبة الجولان وأراض أخرى، كانت الهزيمة للأسباب ذاتها. وعندما التحمت جيوشنا وفدائيونا ومقاتلونا معهم للمرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة كانت الهزيمة من نصيبنا بسبب تشرذم قيادات الجيوش العربية، وتخلف أنظمتنا الادارية والعسكرية والاقتصادية، وانتشار الأمية والفقر والمرض بين شعوبنا(!)
يقول البعض أن عدوتنا الحقيقية هي ايران، قبل أن تكون اسرائيل! ويؤيد الكثيرون هذا الرأي ويشتهونه أكثر! ويرى غيرهم، ومنهم قادة القاعدة، أن أميركا هي أس البلاء والعدو الأكبر الذي تجب مواجهته وقتاله. ولكن قلة منبوذة فقط ترى أن العدو الحقيقي كامن فينا، فالعامل المشترك في خسارتنا لكل حروبنا مع اسرائيل كان دائما تخلفنا وباقي أمراضنا الاجتماعية، ولا تزال هذه الأسباب باقية، وستبقى مصدر هزيمة لنا في كل معركة داخلية أو خارجية نخوضها، الى أن ننتبه إلى حالنا وننهض من هذا السبات العميق الذي سيقضي علينا لا محالة. فبغير التعليم المميز والنهوض الاقتصادي لا يمكن أن نحرك شعرة في اسرائيل وكيانها العسكري، ولن نحصد غير المزيد من الخسائر في الأرواح والمزيد من المعاقين والمزيد من الفقر والخراب والتدمير والأمراض والتشريد والتهجير!
لنلقي المثالين التاليين عما نعنيه بالتخلف:
الكويت كمثال، تعتبر نفسها دولة متصدية بقوة «للعدو الصهيوني»، على الأقل ماليا، ولكن مع هذا فان حكومتها وشعبها، وبعد 75 عاما أو أكثر من التعليم الرسمي المنتظم وأكثر من مائة وخمسين عاما من الاحتكاك المباشر والمستمر بكل حضارات العالم، قبلوا طائعين بأن يسيروا ضد مسيرة التاريخ، وأن يعاد بهم إلى ثقافة الصحراء! ففي آخر حفل تكريم للطلبة والطالبات المتفوقين، الذين يفترض أنهم يمثلون «كريمدولاكريم» المدارس، وجدنا أن جيلا كاملا تربى على رفض الذكور فيه السلام باليد على الإناث، ورفض الإناث القيام بالأمر ذاته، ولكن لأسباب مختلفة!
ولو ذهبنا إلى المثال الآخر لوجدنا أن حركة طالبان منعت، ابان حكمها، تعليم الفتيات في المدارس، وأغلقتها وحولتها إلى مستودعات أعلاف وخشخاش! وعندما دحرتها قوات التحالف عن كابول وبعض المدن الكبرى، استمرت في اتباع السياسة نفسها في مناطق نفوذها وأرسلت أعوانها إلى المناطق الأخرى لمنع تدريس الفتيات عن طريق تشويه وجوه البعض منهن بمياه النار! أما طالبان باكستان فقد قامت أخيرا بتفجير مباني 200 مدرسة للاناث في مقاطعة «سيرات» وحدها لمنع الحكومة قسرا من توفير التعليم للفتيات!
وهناك عشرات الدول العربية والاسلامية الأخرى التي إما تشارك الكويت في نظرتها أو حركة طالبان في مواقفها، وهناك نواب في البرلمان الكويتي لا يزالون «يتشرفون» بتمثيلهم للحركة في الكويت. فاذا كنا، في غالبيتنا، لا نزال مجتمعا ينظر نصفه بشك كبير إلى نصفه الآخر، ويتجنب حتى النظر إلى وجهه، ويعتقد أن الحرام والرذيلة والنجاسة تكمن في الآخر، وأن المرأة لا تستحق حتى أدنى درجات التعليم، لكونها جالبة للمضرة والمفسدة، فكيف يمكن أن ننتصر على اسرائيل ومن بعدها، أو قبلها على ايران ،وأثناءها على أميركا، ونحن بمثل هذا الهوان والتفرق والتخلف؟
•••
ملاحظة:‍ أرسل إلي الصديق ناصر الكندري صورا لمدينة «هيروشيما» قبل سقوط القنبلة النووية عليها ،وبعد الدمار ،وصورتها الآن! ولا يمكن طبعا اجراء اي مقارنة بين الصور الثلاث لكبر وعظم الفارق بينها، ولا يمكن تصديق ان الصور الثلاث لمدينة واحدة! وهنا سألت نفسي عما سيكون عليه حالنا واوضاعنا لو كنا نحن _لا اليابانيون-ضحية تلك القنبلة، ولم يتواجد النفط في دولنا النفطية الحالية التي تزيد على العشر؟ مجرد سؤال خال من البراءة، وأترك الجواب لخيالكم الخصب!

أحمد الصراف
[email protected]

محمد الوشيحي

جاسم… والموقف الحاسم

بصراحة، ما تقوم به بعض الشركات هذه الأيام من أجل إجبار الحكومة على تعويض خسائرها بالمليارات هو نوع من النذالة، أو هو النذالة بكل أنواعها… هناك شبه اتفاق بين بعض الشركات الكبرى على فصل الموظفين الكويتيين وطردهم من مقار أعمالهم ليصرخ التجار بعد ذلك: «عطونا المليارات مو عشان خاطرنا، لا، عشان يرجعون هالمساكين المشردين لوظائفهم». والغريب أن الطرد جاء من نصيب الكويتيين فقط ولم يصل إلى الوافدين، في غالب الأحيان. شوف: النذالة عندما ترشّها بالقذارة ستحصل على خسّة أبا عن قح.
بعض أصحاب المليارات خسروا مئات الملايين وبقي عندهم مثلها وأكثر، وهم في سبيل تعويض ملايينهم المفقودة سيقطعون أرزاق الأسر البسيطة، فهل نجازي النذالة بإحسان؟ ثم ان غالبية هؤلاء «التجار المشافيح» لم يتبرعوا ببنت شفه وقت الرخاء، وإن تبرعوا فبمبالغ لا تذكر مقارنة بما حلبوه وهبشوه من الدولة. متابعة قراءة جاسم… والموقف الحاسم

سامي النصف

الرئيس أوباما وجذوره العربية

جذور الرئيس باراك حسين اوباما ليست كينية الأصل، بل عربية المنشأ، حيث ان سكان كينيا في الأغلب والأعم من غير المسلمين، ولا تزيد نسبة المسلمين هناك عن 6% قدموا جميعا من السودان او الصومال، ومن جانب آخر يرى الكاتب غريفن تاربلي في كتاب صدر له مؤخرا عن الرئيس اوباما ان له 3 «عرابين» من رجال الأعمال العرب هم جاره السوري الأصل توني ريزكو والعراقي الكلداني المتصل بصدام نادمي اوجي ووزير الطاقة العراقي الأسبق ايهم السامرائي ويرى الكاتب انهم مَن دفعوه للأمام وموّلوا حملاته الانتخابية.

وللولايات المتحدة صلة تاريخية قوية مع العالم العربي يستحق بعضها تسليط الضوء عليه لطرافته او غرابته، فأول دولة في العالم اعترفت باستقلال الولايات المتحدة هي المغرب عام 1777 اي بعد اشهر قليلة من اعلان الاستقلال في 4/7/1776 وسبب ذلك الاعتراف ان السفن الأميركية بقيت آمنة لزمن طويل في موانئ طنجة ابان حرب الاستقلال وقد وجد ملك المغرب بحكمته ان من يستطيع ان يهزم جيوش الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس يستحق ان يعترف به.

وفي عام 1787 فرض باشا ليبيا (طرابلس الغرب) عبر مفاوضاته مع سفيري الولايات المتحدة في لندن وباريس جون آدمز وتوماس جيفرسون (رؤساء اميركا فيما بعد) ما اسماه هو بـ «الجزية» وهم بالحماية للسفن الأميركية في البحر الأبيض المتوسط قدرها مليون دولار سنويا وهو ما يمثل 20% من الميزانية الأميركية وبقي هذا الحال لمدة 15 عاما، وفي عام 1801 وفور تقلد الرئيس جيفرسون الرئاسة قام الباشا الليبي الظالم بطلب 225 الف دولار اضافية، غير ان الرئيس الأميركي جيفرسون رفض العرض واطلق مقولته «ندفع الملايين للدفاع ولا سنتا للابتزاز».

تلا ذلك خوض أميركا الحرب الأولى في تاريخها اي حرب «الباربري» الأولى (180(1)1805) ضد حاكم ليبيا يوسف كرمانلي باشا الذي أسر أهم وأضخم البوارج الأميركية المسماة «فيلادلفيا» ولم تنته الحرب الا عندما قام القائد الاميركي بريزلي بانون بقيادة جيش ضخم من الاسكندرية ضم اميركان وعربا وبربرا ويونانيين نحو طرابلس، وفي 10/6/1805 تم الاتفاق على ان يسلم الباشا اسراه الأميركان ويسلم القائد الأميركي اسراه الليبيين، ولما كان الأسرى الأميركان يبلغون 3 أضعاف الأسرى الليبيين فقد اتفق على ان يدفع الجانب الأميركي 60 الف دولار لقاء فارق العدد.

استفادت أميركا من تلك الحرب في تعزيز قوتها البحرية وتوحيد جنودها حيث اصبحوا يحاربون للمرة الأولى كأميركيين لا كقوى تنتمي للولايات المختلفة كالحال في حرب الاستقلال لذا لم يكن مستغربا ان تقوم حرب «الباربري» الثانية (180(7)1815) ضد (باي) الجزائر هذه المرة وان تدك البوارج الأميركية عاصمتها وقصر حاكمها وقد شجعت تلك العملية فيما بعد فرنسا على ان تجرؤ هي الاخرى على غزو الجزائر واحتلالها بحجة صفع الباي (الحاكم) العصبي لسفيرها.

آخر محطة:
اثنى الزميل الفاضل مبارك المعوشرجي ضمن زاويته في جريدة «الرؤية» بشكل غير مباشر على الثائر تشي جيفارا والحقيقة انه بعيدا عن الصورة الوردية التي خلقتها الدعاية السوفييتية القريبة من النازية في منهجها لجيفارا الا ان سيرته الحقيقية ومعاملته السيئة لمن معه كانت ابعد ما تكون عن استحقاق مثل ذلك الثناء وقد نعود لتلك السيرة في احد مقالاتنا القادمة.

احمد الصراف

معركة الحضارات والقيم

{أن نكون طائفة مؤمنة ترفع راية الجهاد لا يعني أن غيرنا عكس ذلك. كما لا يعطينا ذلك الحقَّ في أن نرمي أنفسنا في التهلكة لمجرد أن موتانا… شهداء}
* * *
يعتقد الكثير من مؤيدي حماس وحدس والسلف أن جميع الأمور الخلافية ومشاكل الحدود، وحتى قضايا الوجود، لا يمكن أن تحل بغير البندقية والسيف، فهكذا فعل السلف وهكذا نجحوا، فما الذي يمنع من تكرار التجربة لألف مرة؟! وينطلقون في تصوراتهم هذه من منطلقات دينية لا تضع كبير اعتبارٍ لأمور استجدت على الساحة الدولية، كمجلس الأمن وتخطيط الحدود والمواثيق الدولية وحسابات الربح والخسارة في الميادين العسكرية، وغلق الحدود والأجواء، والمقاطعة بأشكالها كافة، وغير ذلك الكثير. فأن نكون على حق والنصوص الدينية تدعم حقنا لا يعطي {قادتنا} {كارت بلانش} للزج بنا في المعارك والوقائع والحروب من دون إجراء حسابات دقيقة تبرر قراراتهم! فهل استُشير غزّاوي واحد، مثلا، في قرار عدم تجديد الهدنة واستفزاز إسرائيل بصواريخ لا طائل من ورائها، لكي ندفع جميعا هذا الثمن الباهظ في الأرواح والممتلكات؟ لقد سئم الجميع تصريحات هؤلاء الزعماء، بعد انتهاء كل معركة، بأنهم لم يتوقعوا كل ذلك العنف في ردّ {عدوهم}، أو أن الخسائر في الأرواح وأعداد المصابين والدمار المادي كانت خارج تصورهم، وإننا بعد كل ذلك من المنتصرين! وبهذه المناسبة أتذكر تصريحا لأحد كبار مسؤولي الحكومة الكويتية في المنفى لمحطة {بي بي سي} أثناء الاحتلال العراقي، قال فيه إنه يريد استرداد الكويت، ولو كانت أرضا محروقة! فهذا الكلام لا معنى له، فالأرض لا تساوي شيئا من غير مَن عليها!
ظاهرتان في الصراع الدائر بين الفلسطينيين، ومن خلفهم العرب من جهة، وإسرائيل، ومن ورائها بعض الغرب، من جهة أخرى، لا يعترف بهما إلا قلة، وهما أننا انهزمنا شر هزيمة في كل معركة وميدان تواجهنا فيهما مع إسرائيل، وأن هذه الأخيرة بالتالي في وضع أفضل منا بكثير في {كل شيء}، أكرر {كل شيء}! ومن بإمكانه دحض هاتين الظاهرتين الأقرب إلى الحقيقة فعليه ألا يتردد، فالنفس عطشى إلى المعرفة.
ولعكس هذه المعادلة أو على الأقل تضييق الهوة بين الجانبين، يجب أولا التوقف عن إلقاء كل كسلنا وتخلفنا وقلة إنتاجيتنا على إسرائيل، فقد ولّى ذلك الوقت الذي كانت فيه هذه الدولة قميص عثمان لكل متعطش إلى السلطة مستميت على التكسب من السياسة، وأصبح البعض، لا الشعوب، أكثر إدراكا ووعيا من قبل. فبغير النهضة العلمية والثقافية والفكرية الشاملة في عدد من دولنا، إن لم يكن كلها، لا يمكن أن تعود إلى الشعب الفلسطيني حقوقه، وحتى لو استرد أرضه بالقوة، فإن الجهل سيضيعها مرة أخرى، كما حصل في أكثر من موقعة ومعركة. إذن المعركة بين الفلسطيني والإسرائيلي هي معركة حضارة وتقدم وتميز، وليست معركة مدفع هاون ورشاش ودبابة وصواريخ محلية الصنع وسيوف وخناجر!
في دراسة نشرت على الإنترنت، وذكر أن واضعها مصرفي كبير من ماليزيا، وردت الأرقام التالية عن يهود العالم الذين يبلغ عددهم 14 مليونا، يعيش نصفهم في اميركا، و5 ملايين في إسرائيل، ومليونان في اوروبا، حيث يقول الباحث إن عدد المسلمين يكاد يبلغ مائة ضعف عدد اليهود، لكن تفوُّق هؤلاء واضح في كل ميدان. ويقول إن سبب ذلك يعود إلى أن غالبية صانعي ومحركي تاريخ البشرية الحديث من أمثال آينشتاين وسيغموند فرويد وكارل ماركس وبول ساميولسون وميلتون فريدمان، وواضعي حجر أساس الطب الحديث من أمثال بنجامين روبن (التطعيم) وجونز سالك (تطعيم الشلل) وجرترود إليون (دواء سرطان الدم) وبول اهرليش (علاج مرض السفلس) وإيلي ميتشانيكوف، وغيرهم من كبار الأطباء ومكتشفي الأمصال والأدوية التي أنقذت أرواح مئات الملايين في العالم أجمع، هم يهود. وورد في الدراسة أن من أصل 14 مليون يهودي فاز 108 بجوائز نوبل، في الوقت الذي لم يفز فيه المسلمون إلا بثلاث جوائز، إحداها للسلام(!).
أما في عالم الاختراعات التي غيّرت وجه التاريخ فإن هناك ستانلي ميزو مكتشف الميكروشيب، وليو زيلاند مكتشف مفاعل الطرد النووي، وبيتر شولتز مخترع ألياف الفايبر أوبتك، وغيرهم من مكتشفي ومطوري إشارات المرور والستانلس ستيل والصوت في الأفلام السينمائية وسماعة الهاتف وآلة التسجيل بالشريط، ومؤسس شركة ملابس البولو والكوكاكولا، وملابس الجينز وسلسلة الستارباكس، وغوغل ودل وأوراكل، وأزياء دونا كارون، وباسكن روبن وغيرها الكثير، هم من اليهود. كما أن هناك العديد من السياسيين من أمثال هنري كيسنجر، ومديري جامعات عالمية مرموقة، وأصحاب دور نشر، ومالكي صحف ومجلات ذات تأثير كبير، وغيرهم العشرات في أكثر من مجال مؤثر، هم من اليهود.
ويتساءل المصرفي عن السبب في تقدمهم على الرغم من قلّتهم، وتأخرنا على الرغم من عددنا الهائل؟ ويجيب بأن ذلك يكمن في فقدنا القدرة على صنع المعرفة! ففي الدول الإسلامية الـ57 كافة 500 جامعة فقط، وهو عدد تافه عندما نعلم أن في الهند 8407 جامعات، وفي الولايات المتحدة 5758 جامعة(!). كما أن أيا من جامعات الدول الإسلامية ليست ضمن قائمة الخمسمائة الأولى في العالم. وإن نسبة التعليم في الغرب أكثر من 90%، ونسبة الأمية في الدول الإسلامية تزيد على 40% في المتوسط. وتصبح المقارنات أكثر إيلاما عندما نرى نسبة ما لدينا من فنيين وأطباء ومهندسين، مقارنة بما لدى غيرنا.
وعلى الرغم من أن الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب العربية تعلّماً، وعلى الرغم من الثروات الهائلة التي جنتها دول الخليج من بيع نفطها، فإن الطرفين، دع عنك البقية، فشلا في تحقيق أي إنجاز علمي، ولو كان متواضعا!
ولكن كيف يمكن الفلسطيني المشرد بملايينه السبعة بين الضفة وغزة والأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج والشتات الأوروبي والأميركي أن يصل إلى المستوى العلمي والتعليمي والثقافي الذي وصل إليه اليهود في العالم، ومكّنهم في نهاية المطاف من خلق دولة إسرائيل؟
الجواب بسيط بقدر ما هو صعب: أن تحذو القيادة الفلسطينية (!) حذو الآباء المؤسسين للحركة الصهيونية العالمية. فاليهود، قبل تأسيس دولتهم في فلسطين، كانوا يعيشون في الشتات، كما هو حال الفلسطينيين منذ 60 عاما. وبالتالي القضية الفلسطينية بحاجة إلى هرتزل فلسطيني لا إلى قيادي حماسي، وبحاجة إلى بن غوريون فلسطيني لا إلى منظمة فتح، وبحاجة إلى قيادة موحدة ذات رؤية واضحة، وبحاجة إلى صندوق فلسطيني خال من العيوب والثقوب، والأهم من ذلك أن يضع الفلسطيني {فلسطينيته} قبل أي أمر آخر. فما قضى على القضية في مقتل هو تفرق رجالها وتعدد انتماءاتهم العقائدية، بمشاربها كافة، التي كانت دائما وأبدا توضع في مرتبة أعلى من القضية نفسها! 

أحمد الصراف

سامي النصف

قضايا الأربعاء

تقدمت إسرائيل بطلب لعقد هدنة دائمة في غزة فرفضت الحركة، فخرجت بديلا لها هدنة لعام ونصف العام فأصرت الحركة على ألا تزيد عن عام واحد، والسؤال: ما الذي ستفعله الحركة بعد الانقضاء السريع لذلك العام؟! اي هل ستحاصر تل أبيب أم ستهدم مفاعل ديمونة على رأس علمائه؟! ان على المتبرعين من الخليجيين (وهل يتبرع غيرهم؟!) ان يأخذوا الضمانات الكافية لعدم هدم ما سيتم بناؤه بالمليارات خاصة مع الشح المالي الحالي والمستقبلي.

في الدول المتقدمة عندما تصرف الأموال على مشاريع الطرق والبنى الاساسية بهدف تنشيط الاقتصاد تبقى الاموال في الدار وينشط الاقتصاد، ولدينا لو طرح مشروع بمليار دينار لتم استيراد الشركات والعمالة والمواد الخام ولن يدخل البلد الا 10% من ذلك المبلغ، لذا من الافضل ان تضخ الأموال العامة بشكل «مباشر» للبنوك والشركات المساهمة بدلا من استخدام الطرق المطولة والمكلفة للوصول لنفس الاهداف بعشرات الأضعاف.

وفي الدول المتقدمة تم ضخ المليارات في عروق البنوك والشركات لإنقاذها ووصل الأمر لحد ان قامت ام الاقتصاد الحر في العالم بشراء وتأميم بعض الشركات الكبرى كونها اكبر من ان يسمح لها بالانهيار، وفي الكويت هناك خطة مماثلة لإنقاذ الاقتصاد عبر دعم البنوك والشركات ولا يجوز لأحد ان يربط تلك الخطة بقضايا اخرى كوننا لم نسمع احدا من نواب تلك الدول يسأل لماذا لا تشترون ديون المواطنين يا.. يوبا؟!

دعم البنوك والشركات مع محاسبة الإدارات المتجاوزة امر واجب لإنقاذ الاقتصاد الكويتي اما القروض الشخصية فأغلبها يسدد بانتظام وتضخ الاموال السائلة لشريان البنوك، كما ان المعسر من تلك القروض خلق له صندوق خاص به مع احتفاظ موظفي الحكومة بأعمالهم ورواتبهم ومزاياهم وبقاء دعم الدولة الكبير للمحروقات والكهرباء والماء والمواد الغذائية، ضمن حالة خضراء لا مثيل لها في العالم، فلماذا لا نحمد الله على ما نحن عليه بدلا من تأزيم الأوضاع في البلد والناس «مو ناقصين»؟!

مع تقلص موارد النفط لأجل غير مسمى ومعه تقلص عوائد الاستثمار بسبب الأزمة العالمية، نحن في أشد الحاجة للأموال المقترح اضاعتها على قضايا الدغدغة حتى نبقي مستقبلا على اسعار المواد الاساسية المدعومة وكي نعزز ميزانيات الإسكان والتأمينات الاجتماعية منعا لرمي المتقاعدين على الأرصفة، وعدم الحكمة في الصرف هذه الأيام سندفع ثمنه باهظا خلال مدة قصيرة لن تزيد على الـ 5 سنوات المقبلة.

كيف يمكن إنجاح مشاريع «الخصخصة» وتشجيع الناس على البعد عن العمل الحكومي اذا ما سمحنا بسقوط الشركات المساهمة العامة التي يملك اسهمها الاغلبية المطلقة من الكويتيين، وفي هذا السياق نرجو ان تبدأ عملية غربلة وإزالة لمسؤولي المؤسسات والشركات الحكومية التي تفشّى فيها الإهمال والفساد والخسائر الفادحة حتى أزكمت الأنوف حيث يتعرض البعض من تلك المؤسسات لتدمير غير مسبوق في تاريخها عكسته تقارير ديوان المحاسبة الاخيرة، ما نرجوه هو ان ترسل الحكومة برسالة اصلاح حقيقية تبعد من خلالها غير الاكفاء والمتجاوزين والعابثين، لا ان تنتظر إبعاد مجلس الامة لهم وكسب الشعبية وكي ترجع قاطرة «الخصخصة» لمسارها الصحيح بعد طول انتظار.

آخر محطة:
(1) ما يصح ويصلح لاقتصاد 146 دولارا للبرميل قد لا يصح بالضررورة لاقتصاد 40 دولارا للبرميل، نرجو ان يعاد النظر في المشاريع الحكومية فينفذ المفيد والرئيسي منها فقط ويؤجل او يلغى غير الضروري كي نوفر الدينار الابيض لليوم الاسود القادم.

(2) الشكر الجزيل لمدير مركز خدمة المواطن في منطقة اليرموك العقيد فيصل المصيريع على البشاشة في الاستقبال والكفاءة في التعامل.

سامي النصف

خدعوك فقالوا

ان هدف اسرائيل الاستراتيجي من حربيها على جنوب لبنان وقطاع غزة هو التخلص من المنظمات التي خطفت جنودها او اطلقت عليها الصواريخ.

والحقيقة هي ان اسرائيل تعلم قبل غيرها استحالة قيام جيش نظامي بتصفية منظومة شعبية لا وجه لها حيث لم تستطع الولايات المتحدة بقوتها وجبروتها ومئات الآلاف من جنودها، وعبر سنوات طوال، القضاء على الفيتكونغ في ڤيتنام او تنظيم القاعدة وحركة طالبان في العراق وافغانستان.

الهدف الاستراتيجي لاسرائيل هو تدمير البنى الاساسية من بشر وحجر لدى اعدائها كي يصرفوا جل مواردهم البشرية والاقتصادية لاعمار ما هدم، ثم تدميره مرة اخرى فور انتهاء تعميره باستخدامه كأهداف لتجارب الاسلحة الحديثة وللتخلص من الذخائر الحية قبل انتهاء مدة صلاحيتها.

لم يترك الاستعمار الارض العربية الا بسبب قيام الانظمة الثورية بمحاربته في الخمسينيات والستينيات.

والحقيقة ان الدول الاستعمارية قررت فور انتهاء الحرب الكونية الثانية الانسحاب سلميا من المستعمرات كونها لم تعد مجدية اقتصاديا مع التزايد الديموغرافي الكبير لشعوب الدول المستعمرة لذا تم اعطاء الهند – جوهرة التاج البريطاني – استقلالها دون طلقة رصاص واحدة ولم يعد هناك سبب للبقاء العسكري في الشرق الاوسط لحماية الطريق الى الهند فبدأت عمليات الانسحاب من فلسطين والعراق ومصر، وفيما بعد انسحبت بريطانيا العظمى من دول الخليج الثرية دون ثورة او جعجعة مما يعني ان جميع الحروب والثورات والارواح التي قامت او فُقدت تحت راية محاربة الاستعمار في الخمسينيات والستينيات كانت جهدا ضائعا ودعاوى زائفة لا فائدة منها.

اصابت حركة التحرر الوطني بمحاربتها مشروع حلف بغداد ومشروع ايزنهاور.

والحقيقة هي كذلك ابعد ما تكون عن ذلك حيث لم يستغل العرب رعب الولايات المتحدة الشديد من الشيوعية والاتحاد السوڤييتي (المستعمر الاول للشعوب) كحال دول اوروبا الغربية وشرق آسيا ممن استفادوا من الدعم الاميركي لاقتصادياتهم وفتح اسواقها لمنتجاتهم وتأمينهم عسكريا ومنع غزو اراضيهم عبر مشاريع الاحلاف العسكرية معهم، ولو قبلنا الانضمام لحلف بغداد كما اقترح داهية العراق والعرب نوري السعيد ومعه كميل شمعون ولم نستمع لنصائح ضباط صغار لا خبرة سياسية لديهم لمنعنا تعديات اسرائيل على دولنا واحتلال اراضينا وتعدي بعضنا على بعض ولمنعنا كذلك حروب 56 وحرب اليمن وحرب 67 والاستنزاف و73 وغزو لبنان 78 و82 و2006 وحرب احتلال الكويت 90 وتحريرها 91 وتحرير العراق 2003، ولوفرنا اموال تلك الحروب واستخدمناها في التنمية.

سبب تأميم قناة السويس عام 1956 هو تمويل بناء السد العالي بعد سحب البنك الدولي والولايات المتحدة عرض تمويله بسبب صفقة الاسلحة التشيكية (الروسية).

والحقيقة ان الاتحاد السوڤييتي تقدم منذ اللحظة الاولى لسحب العرض بتقديم عرض اكثر سخاء وبفوائد اقل لكسب موضع قدم في المنطقة الا ان رغبة العسكر الحاكمين في القاهرة آنذاك في تحقيق اي انتصار بعد خسارتهم السودان دون تقدير للعواقب هي ما تسبب في التأميم والحرب التي تلته والتي جعلت السد العالي الاعلى كلفة في العالم رغم انه لا يأتي ضمن السدود العشرة الاعلى او الاكثر تخزينا للمياه والتي بنيت دون حروب، ودون تأميم لقناة اغلقت بسبب تلك الحروب لما يقارب عشر سنوات في وقت كانت ستعود فيه دون حرب لمصر خلال 12 عاما.

ساهمت حركة التحرر العربية في القضاء على التخلف في اليمن.

والحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك فالانقلاب لم يتم على حكم الامام الرجعي احمد، بل على حكم ابنه الشاب المتنور الامير البدر الداعم للعصرنة وحتى لمشاريع الوحدة العربية، ولو لم يحدث انقلاب العسكر لكانت اليمن تحت حكمه شديدة التطور والرفاه فيما هو اقرب لما حدث في امارة ابوظبي او سلطنة عمان من تصحيح الاشقاء او الابناء للمسار الخاطئ لمن حكم قبلهم ولكانت اليمن قد تحولت لليمن السعيد دون ضرب او حرب او تضييع للموارد والارواح.

آخر محطة:
نحتاج لزيارات جديدة لتاريخنا المعاصر بعد ان سادت الاكاذيب صفحات كتبه واخفيت حقائقه المرة عن الشعوب، ومن لا يتعلم من هزائمه واخطاء ماضيه فالارجح او الاكيد انه سيعيد تكرارها.

احمد الصراف

معركة الإنترنت مع التخلف والجهل

يقول «رزكار عقراوي» مؤسس موقع «حوار» الإلكتروني «..إن الإعلام الإلكتروني يقف في طليعة القوى التي تخوض معركة الدفاع عن الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان في مواجهة الحكومات والأنظمة المستبدة والقمعية..»!!
والإنترنت، لمن لا يعرفه، يشبه المحيط بالنسبة للقاطن في الصحراء أو الساكن على قمم الجبال، يسمع به ولكن لا يعرف مقدار اتساعه وعمقه وما به من مكنون الدرر، والثروات الهائلة والمعلومات القيمة التي تأتيك بلمسة إصبع وبعد طرفة عين!
على الرغم مما يمثله الإنترنت من رافد معلوماتي مهم وخطير، فإن الصحافي التقليدي، الذي اعتاد على الكتابة مستعينا بفكره وذاكرته، والانكباب على تحرير الصحيفة يوميا في أوقات محددة والذي طالما استهواه التمتع برائحة أحبار الطباعة، والتلذذ بملمس ورق الصحيفة وشكلها، لا يود عادة، أو يحبّذ الحديث عن الإنترنت أو ما يرد على فضائه الرحب من معلومات، ربما لعجز هذه الجهات، حتى الآن، وربما لضيق الوقت وازدحام المواد، عن الإحاطة بعالم الإنترنت بشكل كاف!! فما كان يبث مثلا على الإنترنت، طوال سنوات، عن هفوات الرئيس السابق جورج دبليو بوش، جعلت منه ضيفا شبه دائم على الكثير من برامج {التوك شو}، الفكاهية بالذات، وهذا جعله، حقا أو باطلا، الرئيس الأقل شعبية في تاريخ اميركا! ولكن غياب الإنترنت عن سابقيه لم يكشف حقيقة شخصياتهم، أو يجعلها في متناول يد وبصر مليار مستخدم للإنترنت في يومنا هذا، وهو رقم مخيف بالمقاييس كافة، علما بأن لا أحد يمتلك طرف حق ملكية هذه الوسيلة الإعلامية والتواصلية السريعة، أو منع ما يبث عليها بشكل كامل ومطلق، وكل ذلك من دون مقابل يذكر!
كما يحتوي الإنترنت على كم هائل من المواضيع الجنسية والسياسية والدينية التي لا تحتمل أي وسيلة إعلام، مرئية أو مقروءة ، تحمّل تبعات نشرها، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية أو الأخلاقية، والكثير منها يحتوي على معلومات علمية جنسية بالغة الأهمية، ولكن لا يمكن نشر نصوصها بأي وسيلة غير الإنترنت، لخصوصية الموضوع ولحساسية بعض أجزائه!!
وقد انتشرت على الإنترنت قبل أيام المحادثة الهاتفية التي أجراها الأمير فيصل بن فهد بالتلفزيون السعودي، ومقدم برنامج رياضي معروف وأسمعه وضيوفه كلاما لا يمكن أن ينشر لما تضمنه من هجوم مقذع واتهام بقلة الأدب والجهل وانعدام التربية وأنه {سيربي} مقدم البرنامج وضيوفه لأنهم تعرضوا بالانتقاد لطريقة لعب فريق كرة القدم السعودي في إحدى المباريات أخيرا!!
وفي الإنترنت يوجد الموقع التالي www.q8y2b.com/atlas/world.shtml
والذي يمكن عن طريقه الاطلاع على ما تشاء عن أي دولة في العالم تود زيارتها، وكل ذلك بمجرد الضغط على عدة أزرار. أما موقع www.newseum.org / فإنه يتيح لك فرصة الاطلاع على صحف العالم كافة وبمئات اللغات لحظة صدورها، وأيضا بالضغط على بضعة أزرار!!
وهناك مواقع ثقافية عديدة تتيح لمتصفّحيها الاطلاع على كم هائل من المقالات والتعليقات كموقع العربية. نت، و {إيلاف} وموقع شفاف الشرق الأوسط، المميز والمتعدد اللغات، وموقع www.aafaq.org / وموقع www.ahewar.org / وجميعها مواقع ثرية ويساهم في الكتابة فيها، مجانا، عشرات المبدعين والمستنيرين العرب، وغيرهم، من أنحاء العالم كافة ،وما يقومون بطرحه ومناقشته من قضايا لا يمكن التطرق إليها بحرية في صحافة غالبية دول الشرق السعيد.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

الكويت دولة مؤقتة

هذه هي العناوين الإخبارية المتصدرة صحفنا في الأيام القليلة الماضية، وهي تبين وبشكل لا يدع أي مجال للشك ما كان يقوله الكاتب محمد الوشيحي في إحدى حلقات برنامجه التلفزيوني عن أن الكويت دولة مؤقتة، وأن الكثير من أهاليها ومن ممثلي الأمة لديه قناعة تامة بهذا الأمر.

فأن يطلب كثير من النوّاب إسقاط القروض الاستهلاكية عن المواطنين في وقت يعاني فيه برميل النفط الكويتي انخفاضاً يقدر بـ100 دولار تقريبا خلال فترة قصيرة، وتعاني كل الشركات الاستثمارية الكويتية- وهي عصب الاقتصاد الوطني- أزمة مالية حادة، فهو يبيّن بشكل لا يدع أي مجال للشك بأن هؤلاء لا يعنيهم هذا الوطن ككيان، بل كل ما يعنيهم هو مجدهم الشخصي المبني على سعادة وقتية فجّة يحققونها لبعض المواطنين.

شخصياً أصنّف نفسي بأنني من المتفائلين بأن حال البلد ستصلح قريبا، ولكن ما أراه مما يسمى بممثلي الأمة يجعلني لا أرى النور ولو من بعيد، فهذا السعي المتعمد إلى هدر أموال الدولة لا يحمل بين طيّاته أي تفسير سوى إهانة الكويت وكيانها الحر الثابت القوي.

هو سؤال واحد أوجهه إلى نواب إسقاط قروض السيارات والكشخة: لو تقدم لكم أحد أبنائكم بطلب شراء سيارة جديدة باهظة الثمن في وقت تمرون فيه بضائقة مالية، بماذا ستصمون هذا الابن وما ردّكم عليه؟

لن أقول لكم أكثر مما ستقولونه لأبنائكم رداً على طلبهم، لقد دمرتم الكويت وتفاؤلي بصلاحها بمطالباتكم الواضحة لكسر هذا الوطن والبحث بعدها عن أرض أخرى، فيها من الزرع والماء ما يكفي جشعكم، وما إن تصبح صحراء جرداء حتى تهجروها.

***

خارج نطاق التغطية:

«- منح أسعار تشجيعية مبالغ فيها لشركات الشحن السريع.

– استئجار المؤسسة إحدى الطائرات من دون استقصاء رأي قطاع الشحن، لهذا النوع من الطائرات ومدى ملاءمتها لمتطلباتهم.

– لم تكتف إدارة المؤسسة بذلك عندما قامت باستئجار طائرات بمبالغ مالية ضخمة على الرغم من توافر طاقات فائضة عن الحاجة لديها، بالإضافة إلى ضياع إيرادات محققة على المؤسسة في أغلب المحطات التي تعمل عليها رحلاتها من دون وجه حق، والمتمثلة في الوزن الزائد بصحبة الركاب من أصحاب التذاكر المجانية.

– التّلاعب بالتذاكر المجانية من قبل بعض الموظفين في المؤسسة.

– إبقاء المؤسسة على وكيلها في دلهي وشمال الهند بالرغم من مطالبته قضائياً بتهم رشاوى وغسل أموال».

هذا بعض ما جاء في تقرير ديوان المحاسبة عن الخطوط الجوية الكويتية، لا أعلم… هل يملك مجلس إدارتها رداً على كل هذه الفضائح؟

سامي النصف

أرواح وأرواح

الحفاظ على الأرواح في الأرض والجو هو أحد أهم واجبات الدولة وقد امتلأت الصحف بأخبار أخطاء الجراحين العاملين في احد المستشفيات الحكومية وقد تسابق البعض في طلب معاقبة المهملين وهو أمر جيد الا انه حل فردي لن يؤدي الغرض منه، حيث سنكتشف بعد حين وجود مهملين آخرين في مستشفيات اخرى او حتى في المستشفى نفسه كوننا لم نعالج الإشكال بشكل مؤسسي.

تتسبب أخطاء الأطباء ومضاعفات ما بعد العمليات في موت ما يقارب المائة ألف في الولايات المتحدة وقد اكتشف احد اطباء جامعة هارفرد مؤخرا نظاما قلل من عدد الأخطاء الطبية بمقدار 38% أي ما يقارب النصف وهو حل مستوحى مما يحدث في كبائن قيادة الطائرات أي لزومية استخدام لائحة «Check List» قبل وبعد كل عملية يتم التأكد خلالها من ان كل شيء يتم حسب الأنظمة والقواعد الطبية وبشفافية تامة، مقترح نرجو ان نراه مطبقا لدينا.

ومقترح آخر كنت قد تقدمت به إبان ترؤسي للجان التدريب والسلامة في الاتحاد العربي للنقل الجوي للجنة الطبية في الاتحاد وارجو ان تأخذ به الكويت وهو ان يطبق على الطبيب ما يطبق على الطيار اي ان يمتحن تحريريا وشفهيا وصحيا كل عدة اشهر حتى يتم التأكد من اهليته المهنية والصحية واذكر ان احد الأطباء اعترض آنذاك بحجة ان الطيار غير المؤهل يمكن ان يقتل 400 راكب وكانت اجابتي ان خطأ الطيار يفقده حياته ويعلم به الجميع، اما الطبيب المهمل وغير المؤهل فيمكن ان يقتل بتشخيصه القاصر او جراحته الخاطئة اكثر من ذلك العدد بكثير دون ان يشعر به احد.

فقدنا خلال السنوات الماضية مئات الشباب في حوادث انقلاب السيارات بسبب انفجار اطارات السيارات في اجوائنا الحارة ولجهلهم بكيفية التعامل الصحيح مع الانفجار، في بريطانيا والولايات المتحدة يضغط خبراء السلامة وأولياء امور ضحايا الاطارات لتحديد عمر الاطار الجديد بـ 6 سنوات فقط كونه لا يعد آمنا بعد تلك المدة حتى لو بقي مخزّنا دون استعمال، فهل لنا بحملة مماثلة في الكويت تحفظ لنا الأرواح قبل قدوم اشهر الصيف؟

أتى على موقع «نيوك بلز دوت كوم» ان الكويت اشترت 5.4 ملايين جرعة مضادة للإشعاع من الشركة صاحبة الموقع والسؤال المهم هو كيفية الاستفادة من ذلك الدواء؟ نرجو الا تكون الاجابة هي اننا سننتظر حتى ينفجر المفاعل النووي في بوشهر ثم نطلب بعد ذلك من 3.5 ملايين مواطن ومقيم أن يصطفوا امام الصيدليات لأخذ تلك الحبوب، وزعوها او بيعوها الآن لا عند وقوع الكوارث حفاظا على الأرواح.

تفاؤلنا شديد بوزير المواصلات م.نبيل بن سلامة الذي ارجو ان يقرأ بتمعن شديد ما اتى في تقرير ديوان المحاسبة، فلم تعد الكويت تملك الاموال اللازمة للتغطية على العبث الشديد القائم في «الكويتية» كما ان ارواح الكويتيين والمسافرين ليست لعبة بيد من سيكونون اول المتنصلين مما تفعله ايديهم المخربة هذه الايام والموضوع ذو شجون.

آخر محطة:
كتبنا عبر عدة مقالات في الماضي عن الفشل الذريع المتوقع لمشروع خصخصة «الكويتية» بالطريقة الخاطئة القائمة وهو ما تم، لذا نرجو عدم التفريط في المال العام عبر توزيع المكافآت والمنح يمينا ويسارا بحجة تلك الخصخصة المفترى عليها، وللعلم بيعت قبل ايام شركة «تي ام اي» اللبنانية العريقة للشحن الجوي بدولار واحد فقط لا غير بسبب خسائرها التشغيلية التي لم تتجاوز 15 مليونا، فبكم ستباع «الكويتية» بعد ان ضاعفت ادارتها خسائرها؟!

محمد الوشيحي

الكويت تتجه حرقا

كلما جلسنا على الرصيف نسترد انفاسنا الغائبة ونمسح عرقنا بعد رحلة غباء طويلة، صرخ في وجوهنا البعض: «ليس الآن»، وعلى رأس هؤلاء الصارخين سعادة الوكيل محمد باقر المهري.
بوصلة سعادة الوكيل لا تحوي سوى اتجاه واحد، الشرق، ولا شيء سوى الشرق. والشرق حرْق. وإن بدأ يظهر «اتجاه الشمال» في بوصلته في الآونة الأخيرة، لكنه شمال يتيم يعيش مع أمه الشرقية. وسعادة الوكيل سيربطنا من أعناقنا وسيستخدم كل حروف وأدوات الجر ليجرنا بها باتجاه مؤشر بوصلته. حيث السادة هناك، ونحن العبيد، ويجب أن نتشرف بأن نكون عبيدهم. وهو الوكيل في الكويت، ونحن الطلبة، وسيصحبنا الوكيل للناظر ليضربنا أمامه.
ويوم السبت، أمس، قرأت في إحدى الصحف تصريحا لسعادة الوكيل هاجم فيه «المتزمتين» وطالب بعودة الفالي، والفالي هو الذي أثبت أن في الكويت براكين قابلة للانفجار، بعكس ما يدّعيه علماء الجيولوجيا، وهو داعية إيراني طيب سريرة، خطبته تقود إلى الصرقعة والطرقعة مباشرة، وإلى الاقتتال الطائفي على مراحل، بالتقسيط المريح، ومن دون كفيل، فقط أحضر بطاقتك المدنية وتعال لتقتل أخاك، شعاره كما أراه «ما أجمل التقتيل في الشوارع، والكبدة والكوارع». متابعة قراءة الكويت تتجه حرقا