سامي النصف

مدير عام بـ 265 فلساً في العام

ما استشففته من زيارتي لأكثر من ديوان في منطقة الضاحية معقل رجال الاقتصاد الكويتي ان هناك توجها لكثير من المساهمين برفع دعاوى قضائية على مجالس الادارات تطالبهم تضامنيا بتحمل الخسائر الناتجة عن اساءة استعمال السلطة الممنوحة لهم طبقا للمادتين 148 و149 من قانون الشركات التجارية وان البعض من تلك الدعاوى اخذ طريقه للمحاكم.

ومما قيل في البعض من تلك الدواوين ان احدا لا يمكن ان يفهم او يقبل القروض الضخمة التي تحملتها بعض الشركات المساهمة وبالتبعية مساهموها كوسيلة غش وتدليس يراد منها افادة بعض الادارات من التي لم تستخدم تلك الاموال لاجل التوسع في اعمال الشركات بل للمتاجرة الشخصية بالاسهم لاجل خلق ثروات ذاتية ضخمة عن طريق مبدأ ان ربحت لنا وان خسرت حملناها الشركة ومساهميها.

ومازال النقاش الساخن مستمرا في الولايات المتحدة حول دعم شركات السيارات الثلاث عن طريق اقراضها 34 مليار دولار كحماية لـ 3 ملايين شخص يعملون في مصانع السيارات ومعارض البيع والصناعات المصاحبة وقد اثبتت استطلاعات الرأي اعتراض 63% من الاميركيين على ذلك الدعم، مما خلق ما سمي بازدواجية معايير، حيث دعم مديرو بنوك وول ستريت بـ 700 مليار دون سؤال بينما تُخلق الشروط والعراقيل امام دعم تلك المصانع الكبرى بـ 5% من ذلك المبلغ.

وفي جلسة الاستماع الاولى لمديري شركات السيارات امام الكونغرس قيل لهم كيف تتوقعون الدعم المالي منا وانتم تصلون بالطائرات الخاصة وتتسلمون الرواتب الباهظة من الشركات التي تسببتم في الاضرار بها وهو ما جعلهم يعرضون طائراتهم للبيع ويحضرون هذه المرة لواشنطن بالسيارات بعد ان امضوا يومين في الطريق دون سائقين وان يقبلوا العمل للاعوام المقبلة بدولار واحد في العام (265 فلسا) وفي هذا السياق لم نسمع ان احدا من المديرين العباقرة الكويتيين ارتضى ان ينقص «فلس احمر» من راتبه الذي يتسلمه من اموال المساهمين الذين حول مدخراتهم الى اصفار كبيرة.

وقد اثبتت الكارثة الحالية القصور الكبير في اعمال الرقابة على الشركات والاموال الخاصة فلم نسمع بأي تحرك للجنة السوق او البنك المركزي او الجهات المعنية في قسم الشركات بوزارة التجارة تجاه ما كان يحدث في بعض الشركات المساهمة من نهب فاضح لاموال المساهمين وقد اعجبنا ما اتى في الصحف من مداخلات الشيخ احمد العبدالله في اجتماع الجمعية العمومية لبنك الخليج وان أتت بعد خراب البصرة.

اننا بحاجة ماسة بعد تجاوز الازمة الحالية – ان تجاوزناها – لخلق آليات رقابة صارمة على الشركات وعلى مكاتب تدقيق الحسابات وعدم الاكتفاء بالمقولة الساقطة الخالدة إن الجمعيات العمومية (الخاملة) هي التي تحاسب الادارات اي الرقابة اللاحقة حالهم كحال من يقول ان لنائب الامة ان يتجاوز ويتعدى على الاموال العامة ويثرى ثراء فاحشا غير مشروع ثم يحاسب بعد اربع سنوات من قبل الناس عن طريق عدم انتخابه و«يادار ما دخلك شر»، ان في القولين دعوات صريحة للسرقات المكشوفة والاثراء غير المشروع.

آخر محطة:
 آخر نكات نكبة مصانع السيارات الاميركية ان اسواق «وول مارت» الشعبية وضعت اعلانا تقول فيه: اشتر ماكينة تحميص الخبز وخذ سيارة مجانا معها.

سعيد محمد سعيد

إعادة المواطن «سمير»

 

يعرف القليل من المواطنين قصة المواطن «سمير طاهر أحمد رشدان» الذي لا يزال خلف القضبان في جمهورية التشيك، وأهله في انتظار خطوات عملية من جانب وزارة الشئون الخارجية لإنهاء إجراءات إعادته الى بلده البحرين.

كان سمير طاهر أحمد رشدان، وهو من مواليد المنامة العام 1965، يقيم في جمهورية تيشكوسلوفكيا منذ العام 1993، أي قبل انقسامها إلى جمهوريتين، التشيك والسلوفاك، وكان قد سافر في العام 1988 للدراسة في روسيا وهناك، تزوج من امرأة تشيكية وعاد إلى البحرين بعد إنهاء دراسته لكنه سرعان ما غادر مرة أخرى إلى التشيك ليمارس عمله في التجارة… انقطعت أخباره منذ ذلك الحين عن أهله الذين لم يكونوا على علم بأحواله حتى العام 1996 حينما أرسل جواز سفره بغرض التجديد، وحينها، قام أحد أشقائه بمراجعة الجوازات لتجديد جواز السفر لكنه تفاجأ بأن الإدارة تحفظت على جواز السفر لأنه صاحبه مطالب بمبلغ 2100 دينار لمواطن رفع دعوى ضده، ولا يمكن استرجاع جواز السفر إلا بعد تسديد المبلغ المطلوب! وباءت كل المحاولات بالفشل.

في يوم السبت الموافق 6 نوفمبر /تشرين الثاني من العام 1999، تم استدعاء والده (رحمه الله)من قبل مكتب الإنتربول البحريني لإبلاغهم أن ابنهم مسجون في مدينة «براغ»منذ تاريخ 6 ديسمبر /كانون الأول من العام 1996 بتهمة بيع المخدرات وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وهي التهمة التي نفاها في رسائله التي أرسلها إلى ذويه فيما بعد.

لكن هناك تفاصيل أخرى دونها المواطن «سمير» نفسه، إذ خاطب الجمعيات الحقوقية قائلا أن حكما بالسجن صدر ضده لمدة ثمانية أعوام ونصف العام، وبتنفيذ الحكم المؤجل لمدة أربع سنوات ليصل مجموع سنوات الحكم إلى اثني عشر عاما ونصف العام بتهمة ملفقة من أحد رجال مركز الجنايات لمنطقة (براغ 3) وبما يتناقض مع التقارير والأدلة المباشرة أمام المحكمة لمركز مكافحة المخدرات إذ إنه على رغم المراقبة المشددة على شخصي لم يتم إثبات التهمة ضدي من ناحية حيازة وانتاج المواد السامة والمخدرة المؤثرة في القدرات العقلية والجسدية حسب الفقرة رقم 178 من قانون الجنايات.

ويشير أهالي المواطن «سمير» إلى أن أحدا لم يستجب لنداءاته، لا من ناحية الدولة ولا من ناحية الجمعيات الحقوقية! وقد وجه شكوى إلى وزارة العدل التشيكية وإلى وزير داخليتها وإلى المحكمة الدستورية وإلى رئيس مركز مكافحة المخدرات الشعبية وإلى المحكمة الأوروبية في ستراسبورغ بل وإلى رئيس جمهورية التشيك للنظر في قضيته من ناحية الاختراقات القانونية والإنسانية، حتى أنه طالب الجمعيات الحقوقية بإرسال أي ممثل أو عقد مؤتمر صحافي لكشف المعاناة التي تعرض لها، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل أيضا.

أسرة المواطن «سمير» تطالب الجهات المعنية في الدولة وعلى رأسها وزارة الشئون الخارجية بالتحرك لإعادته إلى بلاده، وأنهم مستعدون للتعاون مع أي جهة لتقديم المعلومات التي تسهل إجراءات إعادة ابنهم إلى بلاده.

فهل ستنتهي القصة أم لها فصول أخرى لا يعلمها إلا الله؟

محمد الوشيحي

علينا الطلاق

فتح الله عليّ فـ«لفّيت» الكرة الأرضية، من الدمام إلى أم القيوين، وشاهدت الكثير من عجائب الدنيا، الأهرامات وسنترال الفحيحيل، وقيّض الله لي فتمتعت بنقاهة في بعض سجون العالم، أوكرانيا وانجلترا ومصر، ونمت وبقربي مجموعة من الأخوة المجرمين، وقرأت عن «الأديب الياباني» الذي عاش في قاع المجتمع المصري زهاء خمس عشرة سنة ليكتب عن «المجتمع التحتي»، عاشر خلالها اللصوص وتجار المخدرات وبائعات الفل والياسمين، في الباطنية وحي السيدة وبولاق، فأغرتني فكرته، وقررت الاقتداء به. متابعة قراءة علينا الطلاق

سامي النصف

كتب تستحق القراءة

وصلنا من الصديق يوسف الجاسم كتابه القيم عن راحلنا الكبير د.أحمد الربعي والكتاب يؤرخ لمسيرة الربعي باللقاءات والصور، وخيرا ما فعلت يا اباخالد فقد تعبت وانا احاول اقناع بوقتيبة باصدار كتاب يروي فيه ذكرياته.

ومن الزميل الكاتب يوسف مبارك المباركي كتاب موسوعي متكامل عن وقائع ووثائق دواوين الاثنين ولا شك ان تلك الاحداث المهمة مهما اختلفنا حولها يبقى كتاب المباركي مرجعا مهما لها.

«لبنان الذي في خاطري» آخر كتب الصديق الديبلوماسي د.عادل العبدالمغني والمخطوط مليء بالصور التاريخية الجميلة والحكايات الطريفة ويعتبر تدوينا جيدا لتاريخ الاصطياف الكويتي في لبنان.

«هكذا عرفت البكر وصدام» يتحدث مؤلف الوزير العراقي د.فخري قدوري عن ذكريات 35 عاما في حزب البعث ومأساته وما حدث لقريبه شفيق الكمالي الذي كتب السلام الوطني العراقي «وطن مد على الافق جناحا» والذي سم في السجن وتوسط له من ادباء الكويت احمد السقاف ود.خليفة الوقيان لاطلاق سراحه، وضمن الكتاب ورقة للمستشار العم عبدالرحمن العتيقي ارسلها للمؤلف حول علاقة السياسة بالاقتصاد والامل في العم ابوانور ان يكتب مذكراته التي طال انتظارها.

«حماس من الداخل» للمؤلف الفلسطيني زكي شهاب وهو احد اشهر الفلسطينيين في حقل الاعلام العربي والدولي ويروي ضمن الكتاب لقاءاته مع شخصيات فلسطينية قبل اعدامها مثل الازهري أكرم الزطمة الذي قدم لقاء 100 دولار معلومات ادت الى استشهاد القيادي صلاح شهادة و16 ممن معه ومسؤول جهاز الدعوة في حركة حماس وليد حمدية الذي كانت آخر كلماته للمؤلف قبل اعدامه، ان السلطات اعتقلته قبل ان يصل الى يحيى عياش ويساهم في قتله وقد كان نادما على اخفاقه بتلك المهمة.

«مهمتي في اسرائيل» مذكرات سعد مرتضى اول سفير مصري في اسرائيل ويروي ضمن مذكراته التي صدرت هذا العام ان هناك رغبة صادقة من شعب اسرائيل في العيش بسلام مع العرب وان الاسرائيليين لا يقبلون كلمتي «معليش» و«المسامح كريم» كونهم لا يتقبلون الاخطاء والاعتذار عنها.

«حلف المصالح المشتركة» للبروفيسور الايراني الاميركي تريتا بارسي ويرى الكاتب الذي اشرف على كتابه الدكتوران زبنغيو بيرجنسكي وفرانسيس يوكوهاما ان هناك تحالف مصالح بين الاجنحة المتشددة في واشنطن وطهران وتل أبيب.

سعيد محمد سعيد

«ديسمبر»… وما أدراك!

 

شعرت كما شعر الكثيرون غيري، أن شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري محاط بالترقب والحذر بدرجة ربما لم يشهدها شهر «ديسمبر» فيما مضى من تاريخ البلاد، وإن كان هذا الشهر الذي له مكانة وطنية خاصة منذ استقلال البلاد في 14 أغسطس/آب من العام 1971 قد شهد الكثير من الحوادث على مدى السنوات الماضية، إلا أن شهرنا الجاري خصوصا، ليس كأي «ديسمبر» مضى.

هذا الشهر البارد طقسا في العادة، تدفئه مناسبة وطنية عزيزة على نفوس أبناء البحرين، وهي مناسبة ذكرى جلوس جلالة العاهل، ولأن هذه المناسبة ارتبطت في الوجدان الوطني بمعاني الانتماء والمواطنة، فإن ما شهده ديسمبر في عامه الماضي من حوادث مؤسفة لاتزال تبعاتها قائمة، يثير حالا من الترقب لما ستكون عليه الأوضاع في فترة الاحتفالات الوطنية من جهة، والحراك السياسي المرتبط بشكل أو بآخر بهذه المناسبة من جهة أخرى، لكننا نتمنى ألا تدخل البلاد في دوامة جديدة من دوامات العنف والاضطراب الأمني، وهذه ليست مسئولية طرف دون آخر، فهي دون شك مسئولية الدولة، وكذلك هي مسئولية الجمعيات السياسية والناشطين ومسئولية كل مواطن يدرك ويؤمن بميزان الحقوق والواجبات… إذا هي مسئولية مشتركة يتوجب أن يحملها الجميع لتجنيب البلاد ما لا تُحمد عقباه.

شخصيا، لست ممن يستسيغ المظاهر الوطنية المزيفة في امتثال حب الوطن والقيادة من خلال الأغاني والقصائد والرقصات الشعبية والمهرجانات وحسب، وهذه وإن كانت ليست «بدعة» وليست مظهرا ممقوتا لدى الكثير من الناس، لكن (ديسمبر البحرين) هو علامة وطنية يجب أن تبقى حية في النفوس وفي الوجدان الوطني كمرحلة لتجديد العهد والتوافق والبناء والنهضة بين الحاكم والمحكوم، وأن تكون المصلحة الوطنية، ولا شيء غيرها، هي العنوان المتجدد سنويا للحفاظ على الإنجازات والمكتسبات وإزالة ما يعوق المسيرة.

ومناسبتنا الوطنية هذه، ليست ألعابا نارية وأهازيج، وهي ليست مناوشات واضطرابا أمنيا ومواجهات، شئنا أم أبينا، هي ذكرى لها مكانتها الخاصة، ولهذا، دار حوار بيني وبين مسئول أمني كبير في وزارة الداخلية بشأن الكيفية التي يتوجب من خلالها تجنيب البلاد تكرار حوادث مؤسفة في هذه المناسبة العزيزة، فعلاوة على اتفاق الآراء على معاني ديسمبر الوطنية وحق المواطنين جميعا في الاحتفال بهذه المناسبة وإشاعة مظاهر الفرح والابتهاج، لفت ذلك المسئول نظري حين أكد أن الحراك الديمقراطي الذي تشهده البلاد والحق في التعبير، لا يمنع أبدا من طرح الهموم والقضايا الوطنية المهمة في هذه المناسبة، لكن شريطة ألا يخرج ذلك الطرح عن المسار السلمي الهادف، ويتحول من عنوان مقبول لاستغلال المناسبة لإيصال القضايا الوطنية المهمة للحكومة، إلى حال من الصدام العنيف والتخريب وإشاعة الفوضى والتأثير على صورة الوحدة الوطنية التي يجب أن تبقى مصانة والإضرار بهذه المناسبة، فإذا كان هناك طرف لا تعنيه المناسبة، هناك طرف آخر له الحق في أن يعلن موقفه واعتزازه بهذه المناسبة، وهذا الطرف يمثل الشريحة الأكبر من المواطنين.

وعلى كل حال، فإن الحكمة في التعامل مع «شهر ديسمبر» من جانب كل الأطراف، بتقديم المصلحة الوطنية والابتعاد عن مثيرات الاضطراب والصدام العنيف، سيكون كفيلا بأن يمارس كل مواطن حقه في التعبير، سواء في الاحتفالات الكرنفالية أو في المظاهر السياسية السلمية القانونية، فلسنا في حاجة الى حريق سنوي بقدر حاجتنا إلى نظرة موضوعية حكيمة من جانب كل الأطراف هدفها مصلحة الوطن وشعبه.

وكل عام، والبحرين ملكا وحكومة وشعبا بخير

سامي النصف

الكويت تحتاج كذلك لنواب دولة

استضافنا قبل أيام الزميل علي الطراح ضمن برنامجه الشائق «حديث الديرة» على قناة الوطن للحديث عن الازمة السياسية الحالية، وكان مما قلناه واقترحناه ان يتحول القرار الحكومي الى قرار مؤسسي مدروس عبر خلق «مستودعات عقول» عالية الاداء تساهم في دعم القرار الحكومي وتحصنه من الزلل والخطأ.

وبعد ساعات قليلة من اللقاء كنت والزميلة د.هيلة المكيمي نستقل الطائرة بدعوة كريمة من سفير المملكة المغربية لدى الكويت للمشاركة في منتدى «حوض البحر الابيض الجديد» الذي عقد في مدينة طنجة الساحرة، والذي أشرف على أنشطته «معهد امادوس» الذي هو كما أتى في تعرفته مستودع عقول مغربي ودولي يقوم بتسليط الضوء والبحث عن حلول للمشاكل الجيواستراتيجية والاقتصادية التي تهم المغرب والعالم أجمع.

وقد بدأ معهد امادوس اعماله قبل اشهر قليلة بجهد وافر من مجاميع شابة ترأسها ابراهيم فاسي فهري ابن وزير الخارجية المغربي الحالي، وقد استطاع ذلك المنتدى في اول أنشطته التي حضرناها ان يستقطب رؤساء حكومات ووزراء ومفكرين ومختصين من المغرب العربي وفرنسا واسبانيا والاردن ومصر وغيرها من دول وجدت في ذلك المنتدى، الذي بات قريبا في نشاطاته من مؤتمر «دافوس» العالمي، ما يستحق الدعم والمتابعة.

ومن القضايا المهمة التي عرضت على المؤتمر آخر مستجدات مشروع «الطاقة النظيفة المتجددة» التي تقوم فلسفتها على ان النفط مادة ناضبة وهي أثمن من ان يتم «حرقها» وتلويث الاجواء بمخلفاتها لاستخدامها كوسيلة للطاقة في الطائرات والسيارات والبواخر والقطارات.. إلخ، لذا بدأ العمل على خلق طاقة نظيفة بديلة لا تنضب تقوم على استخدام اشعة الشمس وحركة الهواء والمشروع سيصبح حقيقة واقعة خلال سنوات قليلة.

وعلى هامش المؤتمر اتيحت لنا الفرصة مرة اخرى لزيارة مدينة طنجة الساحرة التاريخية وضواحيها وروابيها النظيفة والجميلة التي تستحق وبحق الزيارة والسياحة والاستثمار، واسألوا في هذا السياق الزميلة د.هيلة المكيمي وزوجها عن معالم «كهف هرقل» السياحي المطل على البحر، والخلاصة أن معهد «امادوس» يستحق الدعم والمؤازرة والمشاركة في نشاطاته المستقبلية.

آخر محطة:
 استضافتنا ليلة قبل الامس الزميلة منتهى الرمحي ضمن برنامجها واسع الانتشار «بانوراما» على قناة العربية وقد طالب الضيف الآخر وهو أحد النواب الافاضل وبحق، ان يتم توزير رجال دولة في الحكومة القادمة، وكان رأينا في المقابل حاجة الكويت لـ «نواب دولة» يتماشى عملهم مع وزراء الدولة القادمين فلا تأزيم ولا عيش على الدغدغة أو خلق سلسلة المشاكل المتصلة.

احمد الصراف

«الوهابية» و«لـوريمر» وخضير والشايجي

ورد في «القبس» (1ــ12) ان محكمة الجنايات غرمت خضير العنزي النائب السابق وعضو الحركة الدستورية ــ الفرع المحلي لتنظيم الاخوان المسلمين العالمي ــ 15 الف دينار لمصلحة الرائد نايف الحساوي، الذي تعدى العنزي عليه، عندما كانت لديه حصانة برلمانية، واتهم الضابط من دون وجه حق وشهّر به علنا.
لقد بين هذا الحكم ان الحصانة التي يتمترس خلفها الكثير من النواب لا تحميهم، ان هم تعرضوا لاعراض الناس وسمعتهم بالسوء، فهذه الحصانة منحها الدستور لهم لاداء مهامهم الرقابية، ولحمايتهم من بطش السلطة وليس لاستعمالها في الانتقام من المواطنين غير المحصنين! ونتمنى ان يكون الحكم درسا لاولئك النواب الذين طالما خاضوا وطعنوا في سمعة كبار موظفي الدولة، لاعتقادهم ان يد العدالة بعيدة عنهم.
وفي هذا السياق، اخبرني قارئ فاضل ان موسوعة لوريمر Lorimer التاريخية ورد فيها ان جماعة وهابية متعصبة حاولت في اوائل القرن الماضي بناء مسجد لها في الكويت، ولكن حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح ــ الجد الاكبر لصاحب السمو الامير ــ لم يمكنهم من ذلك!
اما الآن، وبعد مرور مائة عام على تلك الحادثة، فان مساجد «الوهابية السلفية»، لا تملأ الكويت فقط، بل ويهدد اصحابها كل من يمنعهم من بنائها بالطريقة التي تروق لهم!

ملاحظة: طالب النائب عبدالعزيز الشايجي وزارة التربية بإلغاء شرط الحصول على «التوفل» عن الطلبة الراغبين في الدراسة في الدول الاجنبية! حيث ان جميع الجامعات المعترف بها تشترط مستوى محددا من معرفة الانكليزية، وهذا لا يمكن تحقيقه بغير الحصول على «التوفل»، فان هذا يعني ان الطالب المبتعث سيحتاج سنة او اكثر للدراسة في الخارج، على حساب الدولة، لتعلم اللغة! فهل لدى هذا النائب طلبات أخرى بمثل هذا المستوى التعليمي الرفيع، لكي تلبى ايضا؟!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

على الرصيف

الوزراء هذه الأيام ينامون على الرصيف في شارع الصحافة، يقبلون أكتاف الصحافيين وأيديهم لنشر تصريحاتهم «الإصلاحية»، وهم يصرحون لكل عابر، والقلم والورق على حسابهم، وقد يصرّحون ثم يكتشفون بأن الواقف أمامهم عامل كهربائي يشتغل في أحد كراجات الشويخ الصناعية المجاورة لشارع الصحافة ساقه سوء الحظ للمرور أمام خيام الوزراء المنتشرة في شارع الصحافة.
الوزراء أولئك يعلمون بأن الحكومة لن تعود كما كانت، وأن الانسحاب الحكومي من جلسة البرلمان الأخيرة سيجبرها على دفع الثمن، والثمن هو رؤوس بعض الوزراء الصغار، رغم أنهم «ليسوا في العير ولا في النفير»، أهل العير أربعة وزراء أو خمسة على الأكثر، سمو الرئيس ونوابه وأحمد باقر ومستشاره الدكتور إسماعيل الشطي، ولا أدري ما هو ذنب الوزير الذي «يحترم» نفسه كثيرا ولا يتحدث عن أي شيء في أي شيء، حتى لو كان الحديث عن وزارته سيستمع وينصت بأدب، ولا أدري ما الذي جناه على نفسه ذلك الوزير الذي يتواجد في وزارة التجارة أكثر مما يتواجد في وزارته، ليستخرج الرخص التجارية بأنشطة لها علاقة في مجال عمله، وهو لم يكن يمتلك الوقت للتباحث مع زملائه في مجلس الوزراء، ولم يشارك في خطة الانسحاب، لكنه وكما سرت الشائعات سيغادر الحكومة على أول طائرة، والشائعات هي المصدر الوحيد الموثوق هذه الأيام، فالحكومة تخاف من التصريحات، إنما المؤكد هو بقاء أحمد باقر في الحكومة، خوفا على حياته. متابعة قراءة على الرصيف

سامي النصف

الوزراء اللاعبون والوزراء الصامتون

من الأمور البديهية حقيقة انه لا يجوز لك، فيما لو أردت ان تلعب كرة قدم ضد فريق تطمع في الفوز عليه، ان تحضر معك فريقاً مكوناً من لاعبي كرة سلة يجيدون استخدام الايدي ـ لا الأرجل ـ في الملعب، وأمر كهذا ان جربته مرة فلا يجوز أن يجرب مرة أخرى.

ثبت ضمن الخيارات الوزارية المتتالية أن هناك وزراء غير ملائمين أو مناسبين على الاطلاق للعمل السياسي الديموقراطي القائم على الحوار والتنظير والتفكير وخلق الحلول المناسبة لكل معضلة ومن ثم علينا هذه المرة البعد عن الاختيار القائم على معطى الصداقة والمعرفة الشخصية.

فقد أثبتت الازمات المتتالية فشل امثال هؤلاء الوزراء ممن يعاد توزيرهم عادة طبقا للمبدأ الذي اخترعه المشير عبدالحكيم عامر والقائل ان الثقة تقدم على الكفاءة وان للمسؤول أن يخطئ ويستمر في تكرار اخطائه دون محاسبة حتى يغرق البلد أو يتوفاه الله.

ان هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في كيفية تشكيل الوزارة القادمة منعا للمشاكل، وان يتم خلق مستودع للمعلومات يوفر اسماء الاكفاء ممن يمكن توزيرهم بعد القيام بسلسلة لقاءات شخصية يشرف عليها مختصون، وذلك لأخذ موافقتهم على المشاركة الوزارية وللاستماع لخططهم المستقبلية ومعرفة مدى استعدادهم للدفاع عن تلك الخطط تحت قبة المجلس وفي المنتديات الاعلامية.

ولصمت المسؤولين أسباب غير وجيهة عديدة، فالبعض يريد أن يأكل من بلح الحكومة وعنب المعارضة في الوقت ذاته، لذا يتعمد الصمت غير الحميد عند وقوع عمليات التسخين السياسي، مما جعل الحكومات المتتالية تخسر الدعم الشعبي ويستأسد عليها بعض النواب بالتبعية حتى ينتهي الحال إما بحل المجلس أو استقالة الحكومة.

آخر محطة:
يصرخ البعض: «لا للمحاصصة» إلا أنه يصبح أول الصارخين والمعارضين فيما لو تم الاستماع لنصيحته ولم يتم توزير أحد من جماعته، ان المحاصصة لا تضر بذاتها فيما لو تم اختيار الاكفاء من كل انتماء سياسي أو شريحة اجتماعية.

احمد الصراف

الهدف هو المال فقط!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

يعتقد بعض أصحاب النفوس المريضة والسذج أنني اهدف، من وراء كتاباتي، الى تقويض دعائم الدين وخلخلة اركانه، وهذا ما لم يستطع القيام به من هو أعتى واقوى مني رأيا وحجة، فالدين باق ولن يضيره مقال هنا او رأي هناك!
ما نهدف اليه، ويهدف اليه غيرنا من الكتاب الذين يمكن وصفهم «تجاوزا» بالليبراليين او العلمانيين، هو تحقيق اهداف ثلاثة رئيسية:
اولا: الحد من سيطرة رجال الدين على مقدرات الناس والتحكم في رقابهم وآرائهم، من خلال فتاواهم، ووقف استغلالهم للدين لتحقيق الرخيص من الاهداف.
ثانيا: فصل الدين عن الدولة بحيث تتحقق الديموقراطية بصورتها الصحيحة، فلا ديموقراطية من غير حرية رأي.
ثالثا: ازالة كل ما علق بالدين على مدى عقود من التخلف، وجعله اقرب للعقل والقلب.
وللتدليل على «ثالثا» فإن ذاكرتي تزخر بكم هائل من المتناقضات التي تملأ حياتنا، والتي تكاد تخنق حس المنطق والفهم لدينا بحيث لا نعرف كيف نتصرف. فالضحك والبكاء يندمجان معا في تراجيديا عندما نسمع مثلا ان نائبا متخلف الفهم والفكر استغل «نفوذه» في اقناع ادارة المرور بتغيير اتجاه كاميرات السرعة بحيث تقوم بالتقاط ارقام السيارات المخالفة لحدود السرعة من الخلف، وليس من الامام، لان جناب النائب لا يرغب في ان تصور كاميرات الدولة «نسوة بيته» وهن مسرعات، ولكن لا مانع لديه من قيامهن بمخالفة القانون، لثقته بأن المخالفة ستسقط.. بالواسطة!
وفي مثال آخر، أجرت قناة المجد مقابلة مع الدكتور العالم عبدالباسط سيد، ورد فيها ان رائد الفضاء آرمسترونغ قال انه عندما اصبح في الفضاء رأى ان الارض كرة معلقة ومظلمة، ووجد شعاعا يخرج منها، وبالتدقيق اكثر تبين ان الشعاع يخرج من مكة، وبتقريب اشد تبين انه يخرج من الكعبة، وان له خاصية محددة، وان مكة تعتبر منطقة زوال مغناطيسي، ومن يزر مكة او يعش فيها يصبح اطول عمرا واكثر صحة.. لانه يتعرض لتأثير اقل من الجاذبية الارضية. وقال ان في المتحف البريطاني 3 قطع من «الحجر الاسود» وان علماء المتحف اثبتوا انه من غير احجار المجموعة الشمسية!
وغني عن القول ان كل ما ذكره هذا «العالم المصري الفذ» لا صحة له، فخلال اكثر من 1400 عام لم يدع احد انه رأى شعاعا يخرج من مكة، كما ان معدلات الحياة في مكة لا تختلف فيها عن أي مدينة سعودية اخرى، والحجر الاسود لم يسبق ان فحصت خواصه من اي جهة حتى الآن، والقول بأنه من خارج المجموعة الشمسية فهو ادعاء، فالمتحف البريطاني، حسب موقعه، لم تجر اي تجارب عليه، حتى كتابة هذا المقال، ولم ينشر اي بحث بهذا الصدد.
المؤسف ان حديث هذا «العالم»، واقوال وادعاءات كثيرة اخرى للعشرات من هذه النوعية من «العلماء» من امثال زغلول النجار وعبدالحميد الزنداني، الذي قال ان آرمسترونغ اكد صحة القرآن، وكأن المسلمين بحاجة لشهادته، كل هذه يتم تداولها على شبكات الانترنت، وتسيء الينا جميعا، شئنا ام ابينا، وهنا تكمن مهمتنا في كشف هؤلاء والتنبيه الى خطرهم، فما يقومون بترويجه من قصص ونظريات لا هدف من ورائها غير الشهرة الفارغة واحياناً الاثراء غير المشروع.