سعيد محمد سعيد

التخطيط للأمن الاجتماعي

 

تبدو قضية تحقيق الأمن الاجتماعي مهملة في مجتمعنا على رغم أهميتها، وفي كثير من الأحيان، لا تظهر إلا للاستهلاك الإعلامي، لكنها على أرض الواقع، غير ملموسة!

قضية «الأمن الاجتماعي»مسئولية كبيرة دينيا ووطنيا، تستدعي موقفا مبدئيا وأخلاقيا من كل فرد في المجتمع، وإذا كنا نحتفل هذه الأيام بمناسبة عزيزة هي اليوم الوطني للبلاد وذكرى جلوس جلالة الملك، فالفرصة مواتية للحديث عن هذا الجانب والإشارة إلى ما نملكه من مرتكزات تسهم في تحقيق الأمن الاجتماعي منها العمل على ترسيخ التعايش المشترك بين جميع المواطنين، واعتماد لغة للتفاهم بين أصحاب الرؤى والثقافات والتوجهات المختلفة، الابتعاد عن الخلافات الدينية والطائفية والمذهبية، واحترام الرموز المعتبرة في كل دين وطائفة ومذهب، ورفع مستوى المعيشة بزيادة الدخل للفئات المتوسطة ومحدودة الدخل.

تحقيق الأمن الاجتماعي يتطلب أيضا إيمانا بتغليب الحس الوطني والأخلاقي على المصالح التجارية والمنافع الشخصية، والمشاركة في النظام السياسي لمعالجة المشكلات في المجتمع، والأهم من ذلك، الاجتماع على حب الوطن الذي يجمع جميع المواطنين بفعل ما يجلب الخير له ويدفع الضر عنه، وإشاعة روح المواطنة وزرع روح المشاركة على إعماره والحفاظ على وجهه الحضاري.

إن هناك مساحات أخرى مهمة قد لا يهتم بها المجتمع ومنها تشجيع الأهل والمؤسسات الاجتماعية على تحمل مسئولياتهم تجاه الأجيال الناشئة في النواحي التربوية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، والقضاء على الأساليب المؤثرة سلبا في فقدان الأمن الاجتماعي من انتشار الجهل والفقر والبطالة وتفكك الأسرة وإهمال الشباب، وهذا يستدعي، كما يرى أحد الباحثين العرب المهتمين بهذا الجانب وهو عدنان زرور، ضرورة توعية أفراد المجتمع بضرورة الالتزام بالقانون باعتباره حاجة بشرية اجتماعية تحفظ أمنهم الاجتماعي، وعليهم الاجتهاد بمعرفة الحقوق والواجبات والوسائل القانونية التي يحفظون بها حقوقهم ويؤدون واجباتهم.

قد لا يكون من المناسب طرح مقترح لإنشاء هيئة وطنية تتحمل مسئولية التخطيط للأمن الاجتماعي ووضع الوسائل وتحديد سبل تحقيقه، تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية وعلماء الشريعة وقادة الفكر ومنظمات المجتمع المدني وعلماء الاجتماع والتربية، لسبب أن مثل هذه المقترحات لا تلقى صدى تفاعليا، لكن لا يمكن تحقيق الأمن الاجتماعي بمجرد رفع الشعارات.

وكل عام وهذا الوطن الكريم بخير

محمد الوشيحي

تحشيش

الله يمسيه بالخير ذلك الشايب، كان يمتلك الكثير من فراسة البدوي، وكان يدقق النظر في وجه بوش ويقول: «عيون النصراني هذا عيون الشجاع»، ويدقق مرة أخرى وبجدية لا حدود لها في عيني بوش ثم يردد: «أشهد بالله أن عينيه عينا شجاع»! إلى أن جاءت ليلة ظهر فيها بوش في نشرة الأخبار يلوح بيده ويقبل زوجته، فصرخ الشايب مستنكرا: «الخبيث ديوث»؟
عبثا حاونا أن نشرح له بأن عاداتهم في أميركا لا تمنع مثل هذا التصرف بين الأزواج، بل بين العشيقين، وأمام الناس، لكنه أصر على أن بوش لديه بيت يستطيع أن يقبل فيه زوجته ويفعل معها ما يريد، أما أن يقبلها أمام الناس فهذه «دياثة» لا مراء فيها. وماذا عن شجاعته طال عمرك وهو الديوث؟ سألته فأجاب: «ما على هذي من هذيك»، أي لا دخل لهذه بتلك، هو شجاع وديوث في وقت واحد، الخبيث. متابعة قراءة تحشيش

سامي النصف

الوزارة الشابة القادمة وأدوار الوزراء فيها

لنبدأ بوزراء الأسرة الحاكمة والذين نعتقد ان ادوارهم تختلف عن ادوار الوزراء الآخرين فلا يطلب منهم الدخول في اللغو والقضايا الخلافية مع النواب والكتل السياسية حرصا على مكانتهم وحماية لهم من التجريح خاصة ان منهم أمراء المستقبل لذا فإن طلب من غيرهم من الوزراء الكلام، فالافضل لهم الصمت على ان يضربوا القدوة الحسنة في العمل وفي حسن اختيار القيادات الادارية التي تعمل معهم.

ويمكن النظر في خلق عرف ديموقراطي يبعدهم عن عمليات الاستجواب وبالمقابل من يثبت عليه بالدلائل والقرائن الخطأ الجسيم او التجاوز يطلب اعفاؤه على الفور من منصبه الذي هو نهاية مطاف عملية الاستجواب حفاظا على كرامة الاسرة التي يمثلها وكي لا نصحو يوما ونجد اننا قد جرّحنا وضعضعنا مكانة كل امراء المستقبل، وللاعراف في الديموقراطيات المتقدمة قوة الدساتير واكثر.

وقد استمعت قبل ايام من عالم الفضاء المصري فاروق الباز ابان منحه جائزة مؤسســـة الفكـــر العربي مقولــــة صفق لها الجمهور طويلا وملخصهـــا انه وبهذه السن لا يحتــــاج للتكريــــم والجوائــــز ويفضل ان تقدم تلك الجوائز للشبــــاب كحوافـــز لهـــم، وبعد ذلك التقيت في سفــــرة لاحقــــة بكثير من وزراء المغـــرب ودول الاتحاد الاوروبي ولاحظــــت انهم جميعا في الثلاثينيات أو اوائـــل الاربعينيــــات من العمر حالهـــم كحال الرؤساء اوباما وبوش وكلينتون كونهم الاكثر عطاء وتحملا وتجديدا في العمل.

وما يحتاجه الأمر هو البحث عن الوزراء في مراكز عمل العقول الشابة الكفؤة من خريجي ارقى الجامعات والمعاهد لا في دواوين الحش والحكي، حيث ان تلك العقول لا ترتاد مثل تلك المنتديات بل تجدها متفرغة لتطوير ذاتها، لذا بودنا ان توضع لوائح بالمبرزين من شباب علماء معهد الأبحاث والاطباء والمهندسين وغير ذلك من مهن، وبذلك تسقط المحاصصة عن طريق توزير الكفاءات المحايدة التي لا يختلف اثنان على قدراتها ويصبح من واجب النواب والكتل اعطاء هؤلاء الشباب فرصتهم كاملة لخدمة الوطن لا ان يستبدلوا بالاستجوابات المباشرة كل اشهر قليلة، كي لا ننتهي باستبدال شعار «كل مواطن خفير» ليصبح «كل مواطن وزير».

وسيجد من يرغب ضمن القطاع الخاص قدرات وكفاءات شابة كويتية بارزة ومنجزة لم تتلوث بالروتين الحكومي المعتاد، والمهم عند الاستعانة بشباب ذلك القطاع ان نبعد عن اختيار من انتهوا للتو من اغراق ونهب الشركات الخاصة وبدأت شهيتهم تتجه لأمـــوال القطـــاع العام، فالقطاع الخاص كغيــــره مــــن القطاعـــات يضـــم بين اعضائه من هم اقرب للملائكـــة في نقائهــــم وضمنه كذلــــك مـــن هم اقرب للشيــــاطـــين في تدميرهــم.

سعيد محمد سعيد

مستشارو الكذب و…قلة «الحيلة»!

 

على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي كلها، بدأت ظاهرة «المستشارين» قديما، وربما منذ عشرينيات القرن الماضي إذ كانت بعض مشيخات الخليج تستعين بمستشارين من هنا وهناك للمساهمة في تسيير أمور الدولة وتخطيط حاضرها ومستقبلها، وكان لبعض المستشارين دور لا يمكن إنكاره في تحقيق مراحل تطوير حقيقية مشهودة، فيما كانت للبعض الآخر صفحات سوداء سجلت في تاريخ هذا البلد أو ذاك، لا يمكن أن تنسى.

وعلى أي حال، ليس حديثنا هنا لتوثيق أسماء ومساهمات بعض المستشارين وأدوارهم فقد رحلوا وبقيت بصماتهم الجيد منها والسيئ، لكن الذي لا يزال قائما هو الاستعانة بخبرات من مختلف الدول، وبعضها من دول عربية، لتقديم الدراسات والتقارير الاستشارية للحكومات… إن الملاحظ على مدى السنوات العشرين الماضية، أن دول الخليج العربي مرّت بأزمات سياسية ومالية متعددة، وكان لبعض المستشارين حضور واضح في إثبات فشلهم في القدرة على تقديم الرؤى الواضحة والدقيقة في استشراف المستقبل، بل ما يلاحظ أن بعض أولئك المستشارين الذين يتقاضون أجورا خيالية وامتيازات لا يحلم بها من هو في مثل مستواهم وأفضل منهم من أبناء الخليج من الخبرات والطاقات الخلاقة، كانوا سببا في تعطيل الكثير من الخطط والبرامج التطويرية، وكان جل ما يقدر عليه بعضهم تقديم التقارير والاستشارات المبنية على الخيالات والدوافع الافتراضية غير المستندة على حقائق، ما أسهم في وقوع بعض دول الخليج في مشاكل سببها كذب أولئك المستشارين وعدم دقة تحليلاتهم.

والسؤال هو: «مع ثبوت فشل أداء الكثير من المستشارين، لماذا الإصرار على الاستعانة بهم في الوقت الذي تزخر فيه دول الخليج بالكثير من العقول من أبنائها؟ وهل لا تزال (عقدة الخواجة) متأصلة ومؤسسة على قناعة بأن ذوي الشعر الأشقر، أو أولئك الفطاحل من المستشارين العرب، يمتلكون عقولا وأفكارا وعبقرية لا يمكن أن تتوافر في أبناء البلد؟».

لسنا بالطبع ضد المستشارين ذوي الكفاءة من أصحاب الضمائر الحية، ولكن آن الأوان لإحداث تحول في رسم سياسات دول الخليج بالاستعانة بالخبرات الوطنية، وقد أثبتت بعض التجارب نجاحها، نأخذ على سبيل المثال دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت اللتين أدركتا أن من المهم منح الفرصة للخبراء الاستراتيجيين من أبناء البلد لوضع السياسات والبرامج والخطط، فكانت النتيجة مثمرة على صعيد تنشيط الاقتصاد وتطوير التشريعات والنظم وإحداث طفرات مميزة في مجالات التعليم والصحة والعمل الاجتماعي، بل وحتى على صعيد تنمية الطفولة والشباب، فيما لا تزال بعض الدول تقع في أزمة تلو الأخرى بسبب سوء تقدير وأداء مستشارين اعتادوا على الكذب وتقديم التقارير المليئة بالخيالات المخيفة والمقلقة وتلك التي لا تقوم على الأسس العلمية في التحليل والاستنتاج، حتى أن بعض دول الخليج لا تزال تعاني من معوقات متعددة على صعيد استكمال مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز العمل الديمقراطي والتعامل مع قضايا مهمة مثل البطالة والتصدي للفقر وتمكين المرأة وتنمية الاقتصاد الوطني، والسبب في ذلك، رؤى استشارية لا تعدو كونها سيناريوهات لا تصلح حتى لفيلم «هندي»

سامي النصف

التغيير وحكومة ما بعد العيد

لم تعد الكويت تحتمل نهج الازمات السياسية المتلاحقة ومعها خيارا حل المجلس أو استقالة الحكومة والتي ثبت بشكل قاطع أن الآباء المؤسسين للدستور لم يحلموا أو يتنبأوا، قط، بهذا الكم أو النوع من الازمات السياسية التي باتت تفرض تشكيل عدة وزارات قبل انتهاء الفصول التشريعية.

وعبر التاريخ هناك درس ثابت دائما، وهو أن العهود لا تسقط بل تتآكل قليلا قليلا مع كل خطأ جسيم يحدث حيث تتناقص معها مصداقيتها امام الشعوب وتزداد بالمقابل مصداقية أعدائها والمتربصين بها والعكس من ذلك يحدث عندما تتشكل الحكومات بشكل صحيح فتقل الاخطاء ويزداد الانجاز وتبدأ الناس بالثقة بها والتصدي لمنتقديها.

ومما هو معروف بالبديهة ان التشكيل الحكومي يرسل مع الثانية الاولى لإعلانه رسائل سريعة لا تخطئ للناس فإن قام على الكفاءة والامانة وثقت الناس به ودعمته، وان قام على العكس من ذلك وتم احضار من لا يرون في العمل العام الا وسيلة للتكسب والارتزاق والاستفادة الشخصية عبر التجاوز ع‍لى القوانين المرعية ستصل معه كذلك رسالة مضادة وبأقصر الطرق للمواطنين.

ومن الامور التي تهتم بها الشعوب الرايات التي ترفعها الحكومات، وواضح ان شعار الاصلاح لم يعد صالحا بعدما حصل في الماضي وبعد توزير من لم يلتزموا به والافضل منه رفع شعار «التغيير» وان يثبت هذا الشعار، عملا لا قولا، هذه المرة عبر التشكيل القادم للحكومة والذي سيتم على معطاه، إما التفاؤل والعمل أو التشاؤم والقنوط ولا خيار ثالثا لهما.

وقد قام الوزراء المخطئون بخلق تعيينات خاطئة اذا لم نقل شديدة الخطأ والفساد في الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بشكل لا تخطئه العين، والواجب، ان اردنا زرع الامل لا اليأس، والتفاؤل لا التشاؤم والبحث عن الاستقرار لا الانهيار، ان يشهد المواطنون إبعادا سريعا لعناصر عدم الكفاءة تلك ودون ذلك ستبقى عمليات التآكل السياسي مستمرة، وإلى مقال الغد.

محمد الوشيحي

الإيرانيون لا يتزلجون

يبدو أن الكويت دولة سياحية ونحن لا نعلم. وهي وردة ذابلة في عيوننا، أما في عيون الإيرانيين فهي بساتين وحدائق غنّاء تجري من تحتها الأنهار. الإيرانيون وحدهم مَن اكتشف جمال الكويت الأخاذ، فملأوا الطائرات القادمة إلى هنا، وانهمروا كانهمار قطرات المطر الغاضب، والمطر لا يغضب إلا في فترات محدودة، بينما المطر الإيراني المنهمر علينا غاضب على مدار السنة. أبشروا بالربيع الزين.
المحزن في الموضوع، أن السوّاح الإيرانيين لم يأتوا بعوائلهم وأطفالهم واكتفوا بالشباب فقط، وهذه أنانية لا أدري كيف سكتت عنها نساء إيران. المحزن ايضا أن هؤلاء الشباب الإيرانيين القادمين للسياحة في الكويت لم يشاهدهم أحد بجانب الأبراج ولا في المدينة الترفيهية ولا في صالة التزلج ولا في أي مكان سياحي آخر، يبدو أنهم لا يجيدون التزلج. وكما علمت، هم لم يتاجروا بـ«الآش» ولا بالسجاد الإيراني ولم يتابعوا مباراة نادي الشباب ونادي الساحل، هم فقط ينهمرون فيتحول مطار الكويت إلى «بايب» مكسور يتدفقون منه ثم يختفون فجأة وكأن الأرض ابتلعتهم، ولهذا أعتقد بأنهم في مسيس الحاجة للمساعدة والانقاذ. متابعة قراءة الإيرانيون لا يتزلجون

سامي النصف

قضايا منتصف الأسبوع

طرح الزميل المبدع صالح الغنام في زاويته بجريدة «الرؤية» مقترح قيام تجمع لأصحاب القلم ليصبح بمنزلة ضمير الأمة تجاه تجاوزات بعض النواب، ولاستخدام التجمع للردع والمحاسبة، وهو مقترح رائع من أبوأحمد واقترح ان يكون مكان تجمع الكتاب احد المقاهي الحديثة، حيث مازلنا في حالة استشارة وبحث مع بعض الزملاء لتحديد موقعه وبذا نضرب عصفورين بفنجان قهوة واحد.

تشريعات كسر الاحتكار في الكويت لا تفرض «المنافسة» وعليه لا نستغرب ما قرأناه من قيام وكيل وزارة المواصلات بدعوة شركات الاتصالات للالتقاء به بعد العيد «لتثبيت» الأسعار على المستهلك ومنع المنافسة التي هي أساس خدمة المواطن في النظام الرأسمالي، للمعلومة لو كنا فرضنا المنافسة قانونا لحصدنا جائزة تخفيض الأسعار مع إنشاء الشركة الثانية ولما احتجنا أساسا لشركة اتصال ثالثة.

وبناء على ما سبق سنسمع في القريب العاجل خبر إنشاء «اتحاد شركات الهواتف المتنقلة» لتوحيد الأسعار كحال الاتحادات الاحتكارية الأخرى والتي لولاها لكانت اسعار الفنادق والمنتجعات بربع سعرها ولبقي اغلب المواطنين والوافدين في الكويت يستمتعون بتلك المنتجعات بدلا من بقاء فنادقنا شبه فارغة وامتلاء فنادق الدول الخليجية والعربية من مواطنينا ووافدينا، ولو علم ادم سميث حقا بما نفعله في النظام الرأسمالي لانتحر.

وضمن قضايا الترفيه ما قاله لي كويتي مخضرم قبل أيام من ان هناك مجاميع «واصلة» تعرف من أين تؤكل الكتف الحكومية لذا تجد انها استفادت من كل تخصيص حكومي فحصلت على المزارع والجواخير والاسطبلات والمناحل في الوقت ذاته، لذا يقترح هذه المرة، وقد قرأ عن مشروع هيئة الزراعة، توزيع قسائم 5 آلاف متر في الشمال كمناطق ترفيه وزراعة لا تمنح لمن حصل على تخصيص حكومي سابق وان تحصر في المتزوجين ومن هم فوق 30 عاما والا يجوز منح قسيمة للزوج وأخرى للزوجة كما كان يحدث في السابق ومنا لمدير عام هيئة الزراعة النشط الأخ جاسم حبيب.

ومما يلحظه الزائر هذه الأيام لمصر الحبيبة ان صحافتها الصفراء لم تكتف بتشويه كل شيء جميل على ارض النيل بل بدأت بالتعدي على كل بلد عربي يصدر فيه حكم ضد متهم مصري، ومعروف ان أهل مصر كأهل الكويت وغيرها من الدول ليسوا جميعا ملائكة ومن يخطئ سينزل به العقاب حسب قوانين الدولة المعنية وقد كادت تلك الصحف الصفراء ان تمنع ذهاب المصريين للعمل في السعودية لولا حكمة القيادة المصرية.

آخر محطة:
ضمن الجرائم الغريبة في مصر ما تواترت به الأنباء من ان الفنانة ليلى غفران قررت توكيل محامٍ للدفاع عن المتهم بقتل ابنتها كونها لا تصدق الرواية التي ذكرها أمام النيابة لعدم منطقيتها ولنا ان نتصور لو ان تلك الجريمة الغامضة قد ارتكبت في دولة خليجية وقبض خلالها على نفس الشاب المصري وما كانت ستقوله الصحف الصفراء عن تلك القضية وعن تلك الدولة، ويا صحف مصر ارفقوا قليلا بحال مصر وحال شقيقاتها.

علي محمود خاجه

الدعيج… إنت غير

الدستور يا أستاذ لم يشترط في أي من نصوصه أن يكون النوّاب على شاكلة النيباري أو سامي المنيس أو الربعي، حتى إن كنّا نعتقد أنهم هم وأمثالهم من يجب أن يكونوا نوّاباً، والدستور لم ينص على أن يرفض ترشيح الصانع والمسلّم وهايف، والسبب أنهم كويتيون يعرفون القراءة والكتابة وتجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما، وهو ما كان يطلبه الدستور.

نحن نعلم تماماً بأن مواقف الصانع والمسلم وهايف لا تتوافق ولا تتماشى مع الدستور، ولكن دستورنا لم يمنعهم من الترشح، والعلّة كل العلّة في أن من يتوجب عليهم صيانة وحماية الدستور بشكل مباشر «الحكومة» ترحب وتبارك بأي تصرف غير دستوري، وهو ما جعل هؤلاء يتمادون ويطعنون الدستور يوما بعد الآخر.

نعم الوضع سيئ، والكويت في خطر، ولكن الحل الذي تفضلت به يعد خطيئة كبرى يا أستاذي الكريم، أقتبس هنا ما خطته يداك في مقال لك بعنوان «الحل في الحل الديمقراطي»: «إن مجلس الأمة ومن يتسيد فيه من جماعات وقوى متناقضة والنظام الديمقراطي هو اليوم العقبة الأساسية أمام أي إصلاح أو تفعيل حقيقي للنظام الديمقراطي أو تطبيق لدستور الدولة كما وضعه وصدره المؤسسون الأوائل».

إن ما تدعو إليه اليوم لإصلاح الأوضاع من الممكن أن يكون شمّاعة مستقبلية لأي قوى تريد وأد الديمقراطية، فلن تكون لها ذريعة أفضل مما تفضلت في طرحه، فتصنّف أي قوى لا توافق السلطة في المستقبل بأنها عقبة في تفعيل النظام الديمقراطي.

نعم نريد حلّاً، ولكني أعتقد أن الحل في أن تُضرب أي قوى لا تريد ولا تحترم الدستور بيد من حديد حتى تكف عن تعدياتها، وهذا الدور منوط بالحكومة أولاً وثانياً وثالثاً من دون أي مبالاة بتخويف أو صراخ قتلة الدستور.

خارج نطاق التغطية:

«عيدكم مبارك وعساكم من العايدين».

سامي النصف

يا أهل الكويت شدوا الأحزمة

عندما اقترب سعر برميل النفط من 150 دولارا، تصارع الدكاترة و«العباقرة» الكويتيون من أهل الاختصاص الاقتصادي والنفطي بالقول ان سعر النفط لن يهبط قط عن 100 دولار للبرميل نظرا لتزايد الطلب عليه من الهند والصين!

وقد كتبت ونشرت آنذاك ان اسعار النفط ستنخفض مع اقتراب وصول الديموقراطيين للحكم لـ 50 دولارا للبرميل، وقلت انها ستنخفض اكثر من ذلك بكثير مع وصولهم المؤكد، ودللت على خطأ مقولة الخبراء عبر التذكير بخطأ الخبير احمد زكي اليماني الفادح عام 2000 عندما تنبأ بأن اسعار البترول للعشرة اعوام القادمة لن تزيد عن 13 دولارا (!)، كما ذكرت بأن عمليتي العرض والطلب لا تحددان سعر سلعة استراتيجية كالنفط ضاربا المثل بما حدث في الثمانينيات عندما انخفض سعر النفط من 40 دولارا عند بدء الحرب العراقية ـ الايرانية الى 6 دولارات في منتصفها رغم توقف صادرات النفط العراقية والايرانية وحتى الكويتية والسعودية بسبب حرب الناقلات، وكان سبب الانخفاض آنذاك سياسيا وليس اقتصاديا وبقصد ارغام ايران على ايقاف الحرب والامتثال لقرارات الامم المتحدة.

ويحدث هذه الايام ما قلناه لا ما قاله عباقرة النفط والاقتصاد ممن تنبأ بعضهم بوصول سعر البرميل الى 300 وحتى 500 دولار (يا سلام)، ونقول هذه المرة ان اسعار النفط ستبقى منخفضة مع تذبذبات صغيرة هنا وهناك للثماني سنوات المقبلة، وتتسابق خلالها دول الانتاج على اختراق حصصها المقررة، واثناء الثماني سنوات العجاف تلك او بعدها سيتكفل مبلغ الـ 150 مليار دولار الذي خصصه الرئيس المحبوب اوباما بخلق بدائل عن النفط مما سيحوله لسلعة غير استراتيجية.

وقد ذكرت في مقال سابق ان مشروع «الطاقة المتجددة النظيفة» الذي تتبناه دول الاتحاد الاوروبي سيستغني عن البترول كوسيلة للطاقة ويجعل عمله محددا بـ «التصنيع» منه فقط، وهو امر ظاهره رحمة وباطنه عذاب، فمنتجات المشتقات النفطية التي تصنع في الكويت والخليج لا تلاقي قبولا في الاسواق العالمية مما يعني ان النفط سيصبح كباقي المواد الخام الاولية الموجودة في الدول الافريقية واللاتينية الفقيرة والتي تصدر بأرخص الاسعار للدول المتقدمة كي يعاد تصنيعها وتصديرها وبيعها لدول العالم بأبهظ الاثمان.

ومن الامور التي سنبكي دما عليها بخلنا وشحنا الشديد – بسبب الضغوط السياسية للسلطة التشريعية – على القطاع الخاص الكويتي بالاراضي العامة كي يعمرها بحجة ان التفريط في الارض كالتفريط في العرض، مما جعل المليارات ترحل لتعمير الدول الاخرى القريبة والبعيدة وتترك صحارينا القاحلة تبقى دون انماء، وهو ما سيحيل تلك الاتربة الى عالة حقيقية على اجيالنا المستقبلية، حيث لن يتوافر آنذاك المال العام او الخاص لتنميتها وخلق فرص عمل من خلالها.

والخلاصة، ان المستقبل كما نراه مظلم جدا، وبدلا من محاولة تغيير ذلك الواقع الكارثي القادم سريعا لنا بالتفرغ التام لعمليات الانماء والتصنيع والانتاج الزراعي والاقتصادي والخدماتي الحقيقي وفتح البلد للمستثمرين والسائحين الاجانب، اصبحنا ننشغل بالسرقات الكبرى في القطاعين العام والخاص والمشاحنات السياسية التي لا تنتهي، وستمحو كتب التاريخ اسم بيزنطة واهلها من سجلها وستضع بأحرف من نور اسم الكويت والعباقرة من اهل الاختصاص فيها بدلا منهم.

آخر محطة:
 العاقل والحكيم ـ إن وجد ـ هو من يبدأ بشد الاحزمة منذ اليوم ووقف الاستهلاك المبالغ فيه، وقد يحتاج البعض لاستثمار مدخراته في دول الاقتصاد الحقيقي لا الورقي ـ كحال بلدنا ـ لعل وعسى يكون هناك بصيص امل له ضمن ذلك المستقبل الكحلي اللون.

محمد الوشيحي

يوسف الإبراهيم مليح عيدكم مبارك…

الأخوة المسؤولون في وزارة الإعلام، قطاع الإذاعة، خصصوا فقط خمس دقائق بالتمام والرفاه والبنين – في نشرة أخبار الساعة الواحدة قبل أيام – لشرح تفاصيل سفر المستشار في الديوان الأميري الدكتور يوسف الابراهيم إلى مملكة البحرين محملا برسالة صاحب السمو أمير البلاد إلى شقيقه العاهل البحريني.
الأخوة هؤلاء تفانوا وبذلوا جهودا جبارة فذكروا لنا أن المستشار يوسف الابراهيم سافر الساعة كذا وودعه فلان وفلان وبجانبهما فلان وفلان، وخلفهما يقف ثلة من المسؤولين والجموع الغفيرة، كلهم تكبدوا عناء المجيء للمطار لتوديع المستشار، وكلهم جاءت أسماؤهم في النشرة، والحمد لله. ومحتمل أن يكون اسم أحدهم سقط سهوا في خطأ غير مقصود، فسبحان الذي لا يسهو ولا ينسى. متابعة قراءة يوسف الإبراهيم مليح عيدكم مبارك…