سامي النصف

التنوير والتكفير

امضيت اليومين الماضيين مستمعا لندوات منتدى التنوير في الخالدية، وكان لي ضمنها مداخلات ملخصها اننا نحتفل هذه الأيام بمرور ما يزيد على مائة عام على بدء عمليات التنوير العربية، والتي نشأت في مصر على يد شخصيات أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وقاسم أمين وطه حسين وزكي مبارك، الا اننا نلحظ ان الأوضاع والمفاهيم القائمة في شوارع القاهرة لا تختلف هذه الأيام عن بدايات عصر النهضة بعكس ما حدث بعد مرور مائة عام على مشاريع التنوير في أوروبا وشمال أميركا واليابان.

وقد قلت ضمن مداخلاتي ان السبب كما أراه هو ان جميع رواد وأعلام النهضة والتنوير في المنطقة بدءا ممن أتى اسمهم في الفقرة السابقة مرورا بعبدالرحمن بدوي وخالد محمد خالد وعبدالله القصيمي وانتهاء بسيد القمني ومحمد شحرور ومحمد عابد الجابري وتركي الحمد ومحمد جابر الأنصاري وحسين أحمد أمين ونصر حامد أبوزيد والصادق النيهوم ومحمد سعيد العشماوي وفرج فوده وبرهان غليون وشاكر النابلسي ومحمد اركون وعبدالحميد الأنصاري وغيرهم قد قام عملهم على نقد التراث والقفز لنهره في محاولة لتغيير مساره أو لاقناع السابحين فيه من الشعوب بتغيير توجههم السياسي والثقافي والسباحة ضمن ذلك النهر ضد التيار.

واعتقد ان هذا هو السبب الرئيسي في بقاء عملية التنوير ساكنة غير متحركة في منطقتنا كونه يعني ان جل مفكري المرحلة (تقليديين وتنويريين) مشغولون في أعمال التراث الماضوي، البعض في مدحه والبعض الآخر في نقده، الا ان الرسالة الواضحة للأجيال الصاعدة هي ان حلول مشاكلهم تكمن جميعا في أدبيات الماضي وليس ضمن علوم المستقبل.

أما في دول الغرب وأمم شرق آسيا فلم يقم مفكروا وفلاسفة ومنظروا النهضة هناك كفولتيرو وروسو وديكارت وكانت وهيجل ونيتشه بنقد القديم أو التطرق لما أتت به كنائس العصور الوسطى من ممارسات، بل اختطوا لأنفسهم خطا تنويريا نهضويا يقدم الحلول لقضايا عصرهم والعصور اللاحقة، مما جعل الشعوب تخرج من مسار نهر تراث الماضي الى مسار نهر التنوير والنهضة، ومما جعل رجال الكهنوت في النهر الأول هم من يقومون ـ لا التنويريون ـ بعمليات نقد التراث المختصين به لتعديله كي يواكب العصر ويستقطب الجموع.

ودلالة صحة هذا المسار ان الحركة النهضوية الوحيدة التي استقطبت الجموع الشعبية الضخمة من المحيط الى الخليج وجعلتها تسبح في تيارها هي الحركة القومية ـ اليسارية في الخمسينيات والستينيات كونها لم تغرف من علوم الماضي ولم تنتقدها، بل خلقت مسارا موازيا جديدا آمنت به الشعوب وتبعته، الا انها اخطأت فيما بعد في الجمود الذي اصابها وفي تسليم مقاليد أمورها للجهلة من الثوريات العسكرية التي قادتها للهزائم، ولولا ذلك لكانت مازالت تسيطر على عقول وأفئدة الشعوب حتى يومنا هذا.

ان على حركة التنوير العربية ان تبتعد كل البعد عن الغوص في نهر التراث والعودة للماضي لنقد منابع الفكر الإسلامي كون هذا المسار الخاطئ خلال مائة عام دون نتيجة، اضافة الى استعدائه التيار الإسلامي شريك الأوطان في وقت يفترض ان يخلق التيار التنويري نهرا موازيا وخطا بديلا يترك للشعوب ان تختار ما تراه مناسبا لها من الخطين وكي لا يلجأ التيار الماضوي لاستخدام طلقة «التكفير» الناجحة ضد حركة التنوير كما استخدمها في الماضي وبنجاح كبير تجاه كل التوجهات السياسية المنافسة.

في الختام اعتقد ان على التيار التنويري ان يسوق لمنافستو وفكر جديد في شقه السياسي في الدعوة للدولة المدنية والديموقراطية ودعم الحريات العامة وصداقة الغرب، وعلى الليبرالية المالية غير المتوحشة كنهج اقتصادي، وعلى الانفتاح المجتمعي واعطاء المزيد من الحقوق للنساء كمسار مجتمعي، ولتطوير التعليم عبر تشجيع المدارس والمناهج الاجنبية من انجليزية واميركية وفرنسية وتدريس علوم العصر وارسال البعثات لجامعات الدول المتقدمة كخيار تعليمي وتشجيع الفنون المختلفة والرياضة والاستعانة بالدول المتقدمة، كذلك لحل اشكالات الصحة والبطالة والبيئة… إلخ، ثم ترك المجال بكل حرية للالتحاق بهذا التيار أو التيار الآخر دون عداوة أو فجور في الخصومة.

احمد الصراف

علماؤنا وتسامحهم

أقيم في قاعة “بروناي” بمركز الدراسات الشرقية في لندن في الثالث من الشهر الجاري احتفال كبير بمناسبة الذكرى المئوية لولادة الفنان القدير صالح (عزرا) الكويتي، الذي تشكل حياته واخيه داوود جزءا مهما من التراث الفني للكويت والعراق، وحتى لسوريا ومصر في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي. وقد قدم صالح الكويتي مجموعة اعمال فنية جاوزت الالف خلدته وألحانه في ذاكرة شعوب المنطقة. كما شدا باعماله معظم مطربي ومطربات تلك الحقبة من امثال سليمة باشا مراد وداخل حسن وخضيري بو عزيز وعفيفة اسكندر وراوية ونرجس شوقي وزهور حسين وغيرهم الكثير. كما ترك بصماته الواضحة على الفن الشعبي الكويتي وغنى له الكثير من مطربي الكويت والبحرين والسعودية وحتى اليمن.
ولو كان الزمن غير هذا الزمن والوجوه غير هذه الوجوه لكانت الكويت اولى بالاحتفال بمئوية هذا الفنان الكبير الذي ادخل الفرح والسرور وحب الحياة على قلوب آبائنا واجدادنا، فقد سبق لهذا الفنان ان احيا الكثير من المناسبات السعيدة وبالذات للشيخ احمد الجابر الصباح حاكم الكويت الاسبق. ولكن على الرغم من دور هذا الانسان في الحياة الفنية الكويتية، وربما بسبب ذلك، فانه ليس له ذكر في اي شارع او كتاب او مقرر وكأنه لم يكن يوما ما جزءا من تاريخ الكويت ولا من شعبها، ولم يحمل اسم هذا الوطن ويعطيه لابنائه واحفاده من بعده.
وقبل مائة عام كذلك وصلت اول ارسالية تبشيرية مسيحية الى الكويت لتقديم خدمات طبية، ونجحت البعثة في فتح اول مستوصف في عام 1911. وكان الدكتور ماليري اول من عمل في المستوصف، ثم جاء الدكتور لويس اسكندر في عام 1939 ليعمل في مجال تقديم الخدمات الطبية المجانية للكويتيين لفترة تقارب الثلاثين عاما، قبل ان يقفل المستشفى ابوابه في عام 1967. وقد نجح اطباء المستشفى والعاملون فيه من سيدات اميركيات ومواطنين كويتيين في انقاذ ارواح وعلاج عشرات الآلاف من المرضى والمصابين بامراض السل والتراخوما والدزنتاريا، على مدى عقود اربعة، كما ساهموا في علاج عشرات المصابين في معركة الجهراء.
وعلى الرغم من ان الدكتور اسكندر من مواليد الهند، حيث كان يعمل والده طبيبا هناك وقت ولادته، فانه ذكر في مقابلة اجراها معه الاعلامي المعروف رضا الفيلي سنة 1974، وبلغته العربية: ان سر بقائي في الكويت هو شعوري باني كويتي، يشاركونني واشاركهم، ولا اود ان اذكر احدا حتى لا ازعل الآخرين لان اصدقائي كثيرون في الكويت، وابني قسيس في الكويت ومن مواليد 1941، واذا ذهبت الى اميركا اشتاق الى الكويت كثيرا، وكل مريض يراجعني اكثر من مرة تربطني به الاخوة والمحبة والاتصال المستمر، وهؤلاء، وخصوصا الفقراء كنا نعالجهم مجانا لحبنا وعلاقتنا بهم (!!)
ونجد وفي هذا الزمن الاغبر وبعد ثلاثين عاما من العمل المخلص والدؤوب ان لا شيء لدينا خلد ذكرى رجل ساهم في علاج الآلاف من ابناء واجداد هذا الجيل من دون مقابل، فلا مكتبة ولا شارع ولا حتى جناح في مستشفى يحمل اسمه، في الوقت الذي تحمل فيه شوارع الكويت اسماء المئات من الشخصيات من الذين لا يعرف احد عنهم شيئا، ولا فضل لهم حتى على اهل بيتهم.
اكتب ذلك بعد ان اطلعت على رسالة “ايميل” عن كتاب “المختصر في تاريخ تصنيع الادوية” لمؤلفه ستيورات ادرسون، حيث ورد في الرسالة التسلسل الزمني لتاريخ العلاج والدواء ابتداء من المصريين القدماء الى عصرنا هذا. ويركز على اكتشاف واستخدام الادوية لعلاج الامراض خلال الازمنة المختلفة. وفي الفصل الثاني منه نبذة مطولة عن مساهمة العرب والمسلمين في ازدهار صناعة الطب والدواء في الفترة ما بين القرنين الرابع والحادي عشر الميلادي. والجميل واللافت للانتباه ان الكاتب في ختام حديثه عن العالم ابن سينا الذي ترجم كتابه “القانون في الطب” الى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي ليكون المرجع الاساسي لدراسة الطب لقرون، انه (اي ابن سينا) وجالينوس يظهران معا على شعار النبالة لجمعية الصيادلة الملكية البريطانية. وعلى الرغم من ان الشعار صمم واعتمد قبل أكثر من 164 عاما، فإنه بقي من دون تغيير من حيث شخصياته الرئيسية، فقد تغير تصميمه قليلا واضيفت له الالوان ولكن جالينوس وابن سينا بقيا في موقعيهما المميزين!
فهل لدينا مثل هذا التقدير وهذا التسامح اتجاه علماء العالم ودورهم العظيم في إسعاد البشرية وإمتاعها والتخفيف من آلامها؟ أشك في ذلك.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

سباق… على العظماء

«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أظنها لا تفرج»، واستقالت الحكومة، وسنردد من جديد خلف فيروز «يا دارة دوري بينا، ضلك دوري بينا»، وسينتقل باقر من وزارة التجارة إلى المواصلات، وعبد الرحمن الغنيم سيقفز من المواصلات إلى المالية، وفاضل صفر من البلدية إلى الأوقاف، وانت رايح. لا حلول أخرى أمام سمو الرئيس، فتعداد الشعب الكويتي، كما يظن سموّه، ستة وأربعون مواطنا لا غير، وهو استنزف الكمية بأكملها، وبانتظار أن يكتمل نمو المواليد ليتسلموا الوزارات خلفا لآبائهم. من أين يأتي بالوزراء يعني؟ يزرعهم؟ متابعة قراءة سباق… على العظماء

سامي النصف

يا فرحة ما تمت

ضمن التشكيل الوزاري الجديد، هناك داخلون وخارجون، نرجو الا يخرج الوزير المجد الذي حافظ على تطبيق القانون بكل حزم والذي لا يحمل في قلبه الا كل الاخلاص للكويت والود لكل الكويتيين دون تفرقة كحال وزير الداخلية وان يخرج في المقابل بعض الوزراء من اصحاب القرارات الكوارثية والتنفعية التي شهد عليها القريب والبعيد.

ما ان نجح الرئيس اوباما في الانتخابات حتى حاول حاكم ولاية الينوي بيع كرسي مجلس الشيوخ الذي تم اخلاؤه مما جعله عرضة للتحقيقات الجنائية واحتمال دخوله السجن كحال اثنين من حكام الولاية السابقين، وفي نيويورك احيل رئيس الناسداك السابق للسجن، كما نشرت مجلة «روزاليوسف» في احد اعدادها الاخيرة تحقيقا من سجن مزرعة طرة التقت خلاله بجمع من مشاهير المساجين منهم وزير السياحة السابق توفيق عبده ومحافظ الجيزة السابق ماهر الجندي وجمع من نواب القروض على رأسهم النائب حسان دياب وحفنة من رجال الاعمال منهم هشام طلعت وحسام ابوالفتوح وعاطف سالم الملقب بملك السكر لسيطرته على تجارته، كما اجرى الاعلامي عمرو اديب لقاء مع رجل الاعمال الشهير رامي لكح الهارب من عدة احكام قضائية بالسجن.

رغم وجود اجهزة رقابية عدة في الكويت من مجلس امة وديوان محاسبة وقضاء مستقل وصحافة حرة، الا ان التجاوزات في ازدياد شديد في القطاعين العام والخاص، والسبب «الوحيد» لذلك هو عدم المحاسبة، حيث امتدت «الحصانة» التي افسدت بعض النواب الى جميع مناحي الحياة، واصبح جميع المتجاوزين محصنين من المحاسبة، لذا تفشى الفساد وقد تكون احدى خطوات الاصلاح، هي السماح لديوان المحاسبة بتحويل الشبهات مباشرة للنيابة العامة كي تصبح لتقاريره قيمة ومعنى.

وفي زمن الارهاب وعمليات مومباي، يلحظ من يدخل اهم مجمع في الكويت، ونعني مجمع الوزارات، ان على ابوابه المئات من رجال الامن والعديد من مكائن الاشعة، لكن الطريف او المخيف هو ان الجميع يدخل والمكائن تصفر وتحذر ولا احد يوقف ويفتش، وهو امر يحدث فقط في الكويت التي لا يتساءل احد فيها عن فائدة رجال الامن والمكائن ما دام الجميع يمر دون سؤال!

ولماذا يقيد البنك المركزي خطوط الائتمان على شركات التسهيلات والسيارات خاصة انها تتعامل في الاغلب مع موظفين حكوميين لن يتم طردهم كحال موظفي الشركات في الغرب؟! اي لماذا المساهمة في توسيع دائرة الضرر بحيث تصيب المواطن الذي يجد في تلك التسهيلات وسيلة لتحقيق مطالبه ولدى الشركات الخاصة ورجال الاعمال منهاج لتوفير السيولة لاعمالهم وسداد قروضهم؟!

نحن امام 3 خيارات فيما يخص المشاريع الكبرى التي طرحت في السابق من حقول الشمال الى المصافي وداو كيميكال وغيرها، الاول ان تلك مشاريع استراتيجية وباسعار معتدلة، ومن ثم فإن توقيفها يضر بالكويت وشعبها وتقع المسؤولية في ذلك على مجلس الامة، والخيار الثاني ان تلك مشاريع حيوية واستراتيجية، الا ان اسعارها مبالغ فيها ولم تخضع للجهات الرقابية، وهنا تقع المسؤولية على الاجهزة التنفيذية في الدولة، والاحتمال الثالث هو انه لا حاجة من الاساس لمثل تلك المشاريع المكلفة في انشائها المكلفة كذلك في عمليات الصرف السنوي اللاحق عليها وانها فقط وليدة محاولة التصرف السريع بالعوائد النفطية المرتفعة، نرجو من اهل الاختصاص اطلاع الناس على حقائق الامور وتحت اي من الخيارات الثلاثة تقع تلك المشاريع؟!

آخر محطة:
 ارتفاع النفط الى 150 دولارا لمدة قصيرة لم يحقق اي مكسب للدول النفطية، بل اغاظ الناس في الدول الصناعية وجعلهم يعملون جادين ـ وسينجحون ـ في خفض اسعاره الى الابد وايجاد بدائل عنه، ويا فرحة ما تمت.

احمد الصراف

النصب العسلي وتعاون باقر

علامة FDA هي علامة شديدة التعقيد والاهمية تمنحها «ادارة الغذاء والدواء» الاميركية للادوية والاغذية ولجميع المواد الاخرى التي يستهلكها المواطن الاميركي بالدرجة الاولى، ولا تمنح هذه الشهادة عادة الا بعد اجراء تجارب مختبرية عديدة على المنتج والشركة المصنعة، وحصول اي جهة على هذه العلامة يعتبر بحد ذاته انجازا عظيما لاي منتج لا يمكن تخيل مدى اهميته.
وفي الكويت قامت شركة تتعامل ببيع العسل، وتصفه بالمعجزة بحملة اعلانية مكثفة في شهر ابريل الماضي اعلنت من خلالها بالحرف، وبوضوح لا يحتمل اي لبس، حصول «عسلها» على اعتماد ادارة الاغذية الاميركية FDA وان شهادة الاعتماد موثقة من «الحكومة الفدرالية الاميركية» (!!!).
لم يدخل الخبر عقلي فقمت بالاستفسار من مسؤولي ادارة الغذاء والدواء الاميركية عن طريق الانترنت فنفوا علمهم به، لانهم ببساطة لا يقومون بمثل هذه الاعمال اصلا!! وهنا قمت بالاتصال بشركة العسل المعجزة فتبين ان اصحابها والقائمين على إدارتها هم من الافغان (!!) هذا على الرغم من ان اعلانات الشركة تظهر احد المديرين وهو مرتد الملابس الوطنية الكويتية التي ربما اعتقد ان ظهوره بها يزيد من الثقة باعلانه ومنتجه، ولكن هذا المدير ومن معه تهربوا من التحدث معي.. بعد محاولات عدة وبعد شراء بعض العسل منهم، وانني سأقوم بتسويق منتجهم على شركات تجهيزات غذائية اتعامل معها، وافقوا على مضض على تزويدي بصورة عن شهادة FDA التي ادعوا الحصول عليها فتبين انها لا تساوي قيمة الورقة التي كتبت عليها (!!).
ففي وسيلة للضحك على شعوب الدول المتدهورة والاثراء منها، تبين ان جهة ذات نوايا خبيثة في اميركا، وبالتعاون مع جهات محلية في عدد من الدول المتخلفة كالكويت، قامت بتأسيس شركة باسم FDA Registerar Corp مهمتها تسجيل اي طلب يردها من اي طرف خارج الولايات المتحدة، وعن اي منتج غذائي او طبي، حتى ولو لم يكن له وجود، واصدار شهادة «تسجيل» للمنتج مقابل دفع رسم محدد!! وهنا تقوم الشركة المحلية بالاعلان عن حصول منتجاتها الطبية او الغذائية على شهادة FDA، وهذه تعني شيئا اخر غير المتعارف عليه دوليا!!
كان من الممكن ان تمر خدعة الشركة المحلية وتلاعبها علينا، ولكن ثقتها الزائدة بنفسها او بقلة فهم المستهلك في الكويت، دفعها لان تذكر في الاعلان ان شهادة الاعتماد«موثقة من الحكومة الفدرالية الاميركية»، وهذه المبالغة كشفت الخدعة والتزوير في الاعلان.
قمت من فوري بالكتابة لوزارة التجارة عن هذه الحادثة، مطالبا حماية المستهلك بالتحرك لحمايتنا، وارفقت بكتابي ما لدي من مستندات، وصور منها لا تزال بحوزتنا، وانتظرت شهرا وبعض الشهر، وعندما لم تتحرك الوزارة واستمرت الشركة في ادعائها المزيف، قمت بالاتصال بأحد مسؤولي الوزارة مستفسرا عن مصير شكواي، فاخبرني ان المدير الافغاني تم استدعاؤه، وان القضية قيد البحث، اتصلت مرة ثالثة ورابعة من دون جدوى، وبعد الحاح اخبرني احد صغار موظفي الوزارة ان القضية «قد حفظت» وان الوزير ربما امر بذلك كون الافغاني وأخيه هما من المنتمين للحزب الديني السياسي نفسه الذي يتبعه وزير التجارة (!!!)
نتمنى ان تكون معلومات الموظف خاطئة وان السيد باقر ليس له علاقة بالموضوع، وبالتالي ننتظر ردا توضيحيا منه شخصيا، او على الاقل من الوكيل، فالقضية والتهمة اخطر من ان تتركا من غير اجراء حاسم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

علي محمود خاجه

ثلث شهر

– الرياضة وبعد إصدار القانون رقم 5/2007 في فبراير 2007 من مجلس الأمة ونشره في الجريدة الرسمية، نعاني إيقاف الكرة بسبب أن أبناء الشهيد لم تعجبهم القوانين.

– أحد أكبر البنوك الكويتية يقع في ورطة مالية كبيرة.

– تشكيل ألف وزارة خلال سنتين.

– تهديد نائب بإستجواب رئيس الوزراء فتصدر قرارات تلغي قرارات سيادية للوزارة نفسها.

– قدوم شخص أجنبي لحضور محاكمته في الكويت، فيقوم ثلاثي نيابي باستجواب رئيس الوزراء.

– تستقيل الحكومة منذ أكثر من أسبوعين وتعلق الاستقالة على أن يستمروا بمهامهم في خدمة الوطن والمواطن.

– عدم إقامة أي حفلة غنائية في عيد الأضحى على الرغم من أن القانون لا يمنع ذلك.

– يصرح أحد الكويتيين بشكل مستمر وبالصحف بفخر بانتماء ابنه لجماعة إرهابية.

– إحدى الصحف تنشر الفتنة يوميا بمواضيع من وحي خيالها.

– استجواب وزراء لأن وكلاءهم لا يعجبون بعض النواب.

– الأطراف كلها تتدخل في تعيين رئيس ديوان المحاسبة.

– وجود محسوبية حتى في الحج من قبل بعض النواب.

كيف تعاملت الدولة مع هذه المصائب كلها وغيرها ياترى؟

أدخلت البلاد والعباد في إجازة مدتها 10 أيام من ديسمبر!

ثلث شهر من الإجازة توقف فيها الجميع عن العمل، وبحسبة بسيطة، فإذا افترضنا أن متوسط الرواتب الحكومية للموظف الكويتي تعادل 600 دينار فقط، فإن هذا يعني أن آلاف الكويتيين سيتقاضون ثلث رواتب ديسمبر «200 دينار» نظير جلوسهم في المنزل أو المخيم أو السفر.

هذا هو الحال في الكويت، وهكذا ندّعي التنمية والتطوير، ولأن البلد كله في إجازة بمن فيهم رئيس الوزراء «المستقيل» والكثير من النوّاب، فهم لم يتفرغوا للكويت إلا في يوم الإجازة الأخير، وكأن إجازة ثلث الشهر في الكويت ستوقف عجلة الزمن في العالم كله.

هل من متفائل؟

خارج نطاق التغطية:

أصبحت منطقة مشرف منذ بداية العام الحالي عبارة عن حفرة كبيرة، حطمت كل شيء، بسبب تغيير بعض «البايبات»… ومازالت الغالبية العظمى من شوارع المنطقة بعد الانتهاء من تغيير «بايباتها» دون ردم للحفر أو إعادتها كما كانت، ومنا إلى وزارة الأشغال.

سامي النصف

كويت الرؤية والحكومة الجديدة

لا تستغرب ان اخترت نفس الطريق أن تصل إلى نفس النهاية، ستواجه الحكومة القادمة تحديات عظاما منها انخفاض أسعار النفط وظهور العجوزات في الميزانية وتبخر العائدات المالية التي تستخدم لإرضاء الناس، ومع تلك التحديات المحلية سيساهم تقلص عائدات النفط في إشكالات حادة لدى بعض دول الإقليم مما سيؤدي بها لخلق إشكالات أمنية مع الجيران كي تغطي بها إخفاقات الداخل.

وإحدى الإشكاليات الحقيقية أمام الوزارة القادمة هي أن المزاج الشعبي في الكويت لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات السياسية القائمة على أخطاء بعض الوزراء لذا يأمل الجميع بأن يرضي التشكيل القادم ومنذ لحظته الأولى الجموع وأن يحظى بتأييد الشارع السياسي الكفيل بتعديل توجهات بعض القوى السياسية، حيث إن النواب هم وكلاء عن أصحاب القرار الأصليين أي المواطنين.

ولا بديل عن تشكيل وزارة ائتلافية تحظى بدعم وتأييد ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الكويتي، على أن تكون ضمن شروط محددة فيمكن للكتل أن تتقدم للمسؤولين بعدة أسماء كي يتم الاختيار منها للتوزير، ويمكن لصاحب القرار بالمقابل أن يسلط الضوء على أسماء كفاءات شابة تنتمي لتلك التكتلات والفئات طالبا دعم توزيرها وفي كلتا الحالتين يجب الاتفاق على بديهية أن دخول ممثل لكتلة ما يقتضي بالضرورة دعم قرارات ومشاريع الحكومة مادامت اتخذت تلك القرارات بالتشاور مع وزراء الكتل المعنية.

فليس من المنطق بشيء أن ترشح الكتل وزراء ثم تزايد بعد ذلك على معارضة الحكومة الممثلة فيها ولا شك بأن موقف الوزير السابق شريدة المعوشرجي هو المثال الجيد الذي يجب أن يحتذى به في الحكومات المقبلة فلا مجاملة ولا قبول بازدواجية المواقف كما لا يجوز أن ترتضي الكتل ـ أخلاقيا ـ بأن تحصد خير الحكومة نهارا ثم تقذفها بالأحجار ليلا.

وفي غياب مستودعات العقول كحال الدول المتقدمة يصبح مجلس الوزراء هو من يقوم بذلك الدور الهام، لذا فالواجب أن يحظى التوزير القادم بعدد وافر من الساسة المحترفين ورجال الدولة والمنظرين، فاللعبة التي تجري تحت قبة البرلمان هي في البدء والمنتهى «لعبة سياسية» تقوم على التنظير والتفكير ويفوز بها من يتقن المناورة والحركة الإعلامية والجماهيرية.

ويمكن للمراقب أن يلحظ أن الموديل الكويتي المتكرر الإخفاق يقوم على العكس تماما من معطى الموديل الصيني الناجح فلدى الصين سياسة مقيدة واقتصاد مطلق السراح ولدى الكويت انفلات سياسي واقتصاد مقيد بالكامل لذا تحتاج كويت الرؤية والحكومة الجديدة لإعادة النظر في قواعد اللعبة بحيث يتم التقليل من كم السياسة وزيادة كم الاقتصاد والتنمية في كويت الغد.

آخر محطة:
يلقي ضيف الكويت الكبير د.محمد اركون محاضرة في الساعة 6 منص مساء اليوم في مقر الجمعية الثقافية النسائية بالخالدية، والطريف أن الجهة المستضيفة حاولت أن تستغل وجوده لإلقاء محاضرة في جامعتنا العتيدة فكانت الإجابة «محمد مين؟» وهو ما يذكرنا بعالم الموسيقى الكبير الذي سألوه عن رأيه في إحدى سيمفونيات بيتهوڤن فقال «بيت مين؟» و… «العلم نورن»!!

احمد الصراف

عشرة عصافير بحجر واحد

انفقنا، او ربما اضعنا مئات ملايين الدولارات على غير المجدي من مشاريع حفر آلاف الابار في عدد من الدول الآسيوية والافريقية الفقيرة. كما قامت جماعات الاسلام السياسي، على مدى عقود ثلاثة او اكثر، بارسال «الدعاة» المبشرين الى العديد من الدول محملين بأطنان من الكتب الدينية، مقابل اجور مجزية تمنح لهم نظير قيامهم بنشر الدين والمساعدة في بناء دور عبادة لا يعرف احد عنها اليوم شيئا! ولكن بعد اكثر من ثلاثين عاما لم يبق من تلك الآبار والبيوت غير خرائب لم تجن الدول الفقيرة منها الشيء الكثير بعد ان عاد الدعاة لبلدانهم فور توقف تحويل «اجورهم» المجزية لهم، وبعد هجرة البعض الاخر الى افغانستان للجهاد فيها، واستمر الفقر والمرض والجهل تغطي مساحات هائلة من افريقيا، وحتى آسيا، التي زادت اخيرا معاناة شعوبها في الحصول على ما يكفي من الغذاء لولا ما يقدم لها من مساعدات من الدول الغربية والامم المتحدة.
في محاولة غير مسبوقة لاطعام الملايين بطريقة مبتكرة، قامت منظمة الغذاء العالمية التابعة للامم المتحدة، بتصميم برنامج انترنت يمكن عن طريقه اصطياد مجموعة عصافير بحجر واحد!
فبالدخول للبرنامج من خلال العنوان التالي www.freerice.com تتوافر لديك مجموعة خيارات في مجالات التاريخ واللغة والجغرافيا والفنون وغير ذلك الكثير، وبالنقر على اي منها تبدأ مجموعة اسئلة بالظهور في الموضوع الذي قمت باختياره، ومقابل كل اجابة صحيحة تجريها تقوم واحدة من الشركات المعلنة على الموقع بالتبرع بعشرين حبة ارز لمشروع اطعام فقراء العالم، وهذا يتيح للمشارك التمتع، مجانا، بوقت جميل من خلال تصفحه البرنامج والاستفادة منه في تطوير معلوماته العامة ولغته وتحسين قدراته في العديد من المجالات الاخرى، الامر الذي سيساهم في زيادة الثقة بالنفس ورفع مستوى الاداء والنجاح في العمل.
تبين من البرنامج لحظة كتابة هذا المقال، ان المشاركين فيه، وغالبيتهم بطبيعة الحال من غير منطقتنا (الملتهبة عطفا وحنانا على الآخر)، قد نجحوا في تجميع اكثر من 53 مليار حبة ارز، علما بأن الفرد العادي في الدول الفقيرة بحاجة الى أربعمائة غرام من الارز عادة في اليوم، او 20 الف حبة تقريبا، وتقوم منظمة الغذاء بتوزيع هذا الطعام على الفقراء في بنغلادش واجزاء من باكستان ودول افريقية عديدة تمتلئ بآبار خربة بقيت من دون استغلال بعد ان تركها «الدعاة»!
كم هو جميل ان نستمتع بتجرية جميلة، وننمي قدراتنا ونحسن لغتنا ونزيد من معلوماتنا ونساعد في الوقت نفسه في حصول شخص او اكثر على حاجته من الطعام، خصوصا ان علمنا ان سكان العالم يزيدون سنويا بمقدار 50 مليون نسمة، يعاني ما يقارب المليار، من اصل 6 مليارات و770 مليون نسمة، من سوء التغذية، كما يلقى 16 الف انسان حتفهم يوميا بسبب الجوع، نعم بسبب الجوع!
ملاحظة: أليس غريبا الاصرار على بناء اكبر اربعة مساجد في العالم الاسلامي تقع في اكثر الدول الاسلامية فقرا وتخلفا.
ونتمنى من القراء اعفاءنا من مشقة ذكر اسماء تلك الدول لكونها لا تخرج عن دائرة اليمن وبنغلادش والمغرب وباكستان، ولا يعني ذلك ان حالنا في دول مجلس التعاون افضل بكثير منها، فما نمتاز به عنها هو كثرة دور العبادة وزيادة قلة فهم الدين!
* * *
ملاحظة: اضطررت يوم امس الاول الى ركوب «الكويتية» من دبي الى الكويت بسبب الارهاق وروعة الخدمة استغرقت في نوم عميق طوال الرحلة، واثناءها علمت أن شركة DHL الاميركية العملاقة لنقل البريد اعلنت، بسبب الظروف المالية الصعبة التي تمر بها، وقف كل عملياتها التي تشمل استلام وتسليم مئات ملايين الطرود يوميا من مئات آلاف العملاء، وتسليم العملية برمتها لاسطول الخطوط الجوية الكويتية لتقوم بالمهمة بدلا عنها، ووصلت الطائرة الى الكويت متأخرة نصف ساعة عن موعدها وانتهى الحلم الجميل.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

نخبة نخبة نخبة النخبة

السياسة المحلية الآن بين الشوطين، فريق البرلمان يلعب بالناشئين المطعم ببعض الخبرات ومع ذلك هو يدبغ فريق الحكومة دبغا مبينا، والبرلمان سيهبط مستواه إذا استمر في اللعب مع الحكومة هذه، ويحتاج إلى معسكر خارجي يلعب فيه مع فرق قوية الهجوم والدفاع، ليكتشف مناطق ضعفه وقوته… وإلى أن يطلق الحكم صافرة بداية الشوط الثاني سـ«نقزّرها» في مقالات تنظيرية…
أيام دراستي في الثانوية، إن لم تخني ذاكرتي الخوّانة، اكتشفت أنني الأفضل حسبا ونسبا ودينا ومذهبا على طول امتداد الكرة الأرضية. يا ما أنت كريم يا رب. فأنا ولدتُ من دون أي مجهود مني، هكذا، تزوج والدي رحمة الله عليه من والدتي فأنجباني، سبحان الله. ومن هنا بدأت أمجادي تنهمر فوق رأسي المبارك. فأنا أعتنق أفضل الأديان على وجه البسيطة، الإسلام. وأنا أتبع أفضل المذاهب، المذهب السني. وأنا عربي، أو عربي أنا، كما قال العلامة يوري مرقدي في فيديو كليبه الجميل. وأنا من قحطان، وما أدراك ما قحطان، ويحك وويح أمًك التي جابتك، قحطان هم أصل العرب وخيارهم، ومنبعهم اليمن. وأنا من قبيلة «يام»، أو بالأحرى قبائل يام، وقد كتبت في يام وعن يام قصيدة طويلة قوامها نحو أربعين بيتا حربيا حماسيا، أثناء تواجدنا في الخندق على حدود العراق، بعد تهديد صدام الأخير للكويت، وكنت أقول لعساكر السرية التي أقودها: «الحرب تجمع الحطب الآن، ولا ينقصها سوى الكبريت، وكل منكم يفاخر بأجداده، والحروب مهمتها إظهار حقيقة تاريخ الأجداد، فليكتب كل تاريخ أجداده بيده اليمنى»، وتراجع صدام فكفانا الله شر الحرب. المهم أنني من يام أتفرع إلى «وعيل» وهي الأكثر كرما، ومنها أتفرع إلى «آل العرجاء»، نسبة إلى جدتنا ذات الاحتياجات الخاصة رحمها الله، وآل العرجاء هم خيرة أبناء القبائل، لا إله إلا الله، وهم «لابة (ن) من جن تمشي على هيئة بشر»، كما يقول الشاعر ضيدان بن قضعان. ومنها أتفرع إلى أفخاذ صغيرة تقودني إلى حمولة أو عائلة «آل وشيح»، وما أدراك من هم آل وشيح وما تاريخهم، هم أعظم الأعظم، على طول القبيلة وعرضها، وأنا ابن كبيرها… إذا أنا في الدين أفضل الأفضل، وفي النسب من نخبة نخبة نخبة النخبة، لا ينافسني سوى أخي سعود حفظه الله… كل هذا من دون تدخل مني، وإنما استلمت الأمور جاهزة، أقصد أمجادي. متابعة قراءة نخبة نخبة نخبة النخبة

سامي النصف

رسالة ودراسة

الأخ الفاضل

                                    بعد التحية والسلام

هذه هي المرة الاولى لي شخصيا التي اراسل فيها كاتب عمود صحافي ولم اقم بهذه المراسلة الا بعد احساسي العميق بصدق ووضوح طرحكم الذي يختص بحس وطني مميز ومعه تقبل لآراء قراء عمودكم بسعة صدر وشجاعة ادبية قلما يتميز بها الآخرون من كتّاب الزوايا، ولي تعليق على مقالتكم «التغيير وحكومة ما بعد العيد» التي نشرتموها يوم الاربعاء 10/12/2008 وكأنك تأمل الخير فيما هو قادم، واحدى صفاتك الجميلة انك دائم التفاؤل فيما تخطه في زاويتكم.

أخي الفاضل، هناك عدة اسئلة هي محور اي تطور اداري في اي بلد ولا يخفى عليك ان الدول يقاس تطورها بمدى فاعلية ادارتها وقدرتها على العمل والتميز في جميع المجالات، لذا اتقدم اليكم بهذه الاسئلة التي ارجو ان ترى صداها ضمن اسطر عمودكم في الايام المقبلة:

هل هناك معايير لاختيار الوزراء؟! وهل هناك انظمة ومعايير تحكم اختيار القياديين بحيث لا يستطيع اي وزير ان يتخطاها كونها محصنة وتستهدف الصالح العام، اي على مستوى الوكلاء والوكلاء المساعدين والمديرين؟! لماذا عندما نرجع لارشيف الصحافة في الثمانينيات والتسعينيات نجد ان جميع مشاكلنا الحالية هي تكرار لتلك المشاكل؟! من يملك السلطة والقوة ومن يملك الثروة؟! هل هي السلطة الاولى ام الثانية؟!  هل وضعت في الكويت قط خطط لخمسة او خمسة وعشرين عاما؟! وهل قامت اي حكومة من الحكومات المتعاقبة بتنفيذ خطط من سبقها من حكومات ان وجدت؟!

والسؤال الاخير:
هل لو تم اختيار الوزراء وفق معايير محددة (القوة، الامانة، الصدق، حسن السيرة العلمية والقدرة القيادية ونظافة اليد)، وتم اعطاؤهم صفة الثبات ومنع التدخل والاخلال بمعايير اختيار القيادات العليا والوسطى، فهل يستطيع احد من النواب حينذاك مناكفتهم؟! ان المال بيد الحكومة، والسلطة بيد الحكومة، والتنفيذ بيد الحكومة، وتطبيق معايير العدالة بيد الحكومة، لو استخدمت تلك الاوراق في المرحلة المقبلة بشكل صحيح لتفرغ اعضاء مجلس الامة لسن التشريعات والقوانين التي تساعد تلك الحكومة الجادة على الانجاز، وهنا سينسحب من يفكر في مصلحته الشخصية لا مصلحة الوطن، ومن يعمل لتنمية ثروته الشخصية لا ثروة الوطن من العمل السياسي، سواء كان نائبا او وزيرا كونه سيعلم ان مرحلة التكسب غير المشروع قد ولت دون عودة.

اخي سامي، الكويت مساحتها 17 الف كلم2، ومبتلاه بفوضى ادارية وفساد مالي ومنهاجية محاصصة ساقطة، وقد سبق لي ان قدمت رسالة ودراسة مجانية بحكم تخصصي ورسالة بالماجستير اسمها «اسس ومعايير اختيار القيادات العليا في الكويت على مستوى الوكلاء ومساعديهم والقيادة الوسطى»، وارجو تحقيقا للاصلاح والتغيير ان يتم تطبيق معاييرها بقوة القانون.

آسف على الإطالة استاذ سامي، لكني للامانة وجدت متنفسا في عمودك خاصة ما يتميز به من هدوء وحكمة وعقلانية.

اخوك فايز المطيري    

[email protected]

ارجو ان نضيء الشموع بدلا من الاكتفاء بلعن الظلام، ولا شك ان رسالة ودراسة الاخ فايز المطيري تستحق النظرة الجادة لها ومن ثم العمل على تطبيق معايير ثابتة وواضحة لتعيين القيادات السياسية والادارية في الدولة من الوزير حتى ادنى مستويات القيادة في الوزارات والمؤسسات الحكومية.