إنسانيا، أي على المستوى الإنساني والشخصي، سمو رئيس الحكومة رائع، «تزوّجه بنتك» والمهر دينار، يستاهل بو صباح. لكن على المستوى السياسي والقيادي «تطلقها منه».
طيب، كيف سيُقنع سمو الرئيس الآخرين بالدخول في حكومته إذا كان هو مهددا بالاستجواب مسبقا بسبب صفقة، أو لطشة، الداو كيميكال، في الوقت الذي يرفض هو فيه الصعود على المنصة؟ يعني من البداية، البيعة خسرانة. صح؟
أمانة، لا أظن أن أحدا سيقبل بالمنصب الوزاري سوى الباحثين عن المئة ألف دينار (المنحة السنوية للوزراء) والساعين وراء لقب «وزير سابق». وهذه النوعية من البضاعة متوافرة بكميات هائلة في الأسواق الشعبية، وأيضا لا أظن أن سموّه سيقبل بها وهو المعروف بحرصه على اقتناء وارتداء الأفخر من الماركات العالمية.
إذا كانت حدس، بجلالة جشعها، قفزت من السفينة وأعلنت رفضها المشاركة في الحكومة، فمن بقي؟ التحالف الإسلامي الوطني، أي جماعة عبد الصمد؟ هؤلاء عليهم كمبيالات، بسبب صفقة التأبين، تربطهم بالسفينة وربانها، وأغلب الظن أنهم سيتقافزون من «تايتانيك» الواحد تلو الآخر في المحيط بعد سداد آخر كمبيالة.
مَن أيضا؟ السلف؟ الكل يعلم أن السلف من أملاك باقر، ولديه وثائق تثبت ذلك، فالسلف هي باقر، وباقر هو السلف، وكما قال «موغابي»، رئيس زيمبابوي: زيمبابوي ملكي، أنا زيمبابوي وزيمبابوي أنا. ولا ينافس فخامة روبرت موغابي في الاستذباح على المنصب سوى فخامة أحمد باقر.
مَن بقي أيضا؟ التكتل الشعبي؟ هؤلاء مصيبتهم مصيبة، ومحاولة شراء ولائهم بالمناصب «ضرب من الخيال، أو الخَبَال». وهم أقوى فرق الخصوم، وهم فرقة أو فريق بمستوى فريق برشلونة، يقودهم صاحب الفانيلة رقم عشرة، الدينامو أحمد السعدون، الذي قال عنه الزميل صالح الشايجي: «رغم اختلافي مع السعدون إلا أنه، وبصراحة، أكبر وأعلى مستوى من الحراك السياسي في الكويت». وهذا يعني أن دفاعات الحكومة أمامه، فيما لو خالفت القوانين، ستكون كما الخطوط السريعة في أميركا، مفتوحة وسالكة.
مَن أيضا؟ التحالف الوطني، أو التيار المدني، كما يسمي أعضاؤه أنفسهم؟ هؤلاء تبددوا بددا، وتلاشوا لششا (إذا كانت اللغة تسمح لي بذلك)، أطلالهم فقط هي الباقية يزورها السواح الأجانب! حقوق المرأة وانتهينا منها، ومشاريع «بي أو تي» استطاع الشعبي نزع ماكياجها بقانون، فأضحت الحكومة لا تغريهم، وهم المتفرقون أساسا، لا «يمون» أحدهم على الآخر.
المستقلون؟ هؤلاء ليسوا كتلة لتأمن شرهم بتوزير أحدهم. كلّ منهم يغني على مقام مختلف، ولكل منهم «شنّ ودنّ» يختلف عن شنّ الآخرين ودنّهم، وهم شعوب وقبائل لم يتعارفوا، ولن تستطع إرضاءهم سوى بتوزيرهم بالدور، كل واحد منهم لمدة أسبوعين لا أكثر، حفاظا على الوقت.
ما أطوّل عليك السالفة يا طويل العمر، سوف لن تجد أي كتلة، بمعنى كتلة، تدعمك وتشد من أزرك، بعدما شاهدت الكتل جميعها طريقتك في الإدارة. وليس أمامك سوى تقسيم المناصب الوزارية على الشيوخ، جابر المبارك ومحمد الصباح وجابر الخالد وصباح الخالد، والاستعانة باللاعبين الأجانب، فيصل الحجي لزوم التصريحات، ومصطفى الشمالي لاستكمال العدد، والنائب الموسوعة ناصر الدويلة لزوم كل شيء يخطر على بالك وبالي وبال العرب أجمعين.