محمد الوشيحي

الأوباش وغطاء الحلة

يا عمي، حكومتنا هذه مرعبة، وداخلة على طمع، فلينتبه كلّ لمحفظته التي في جيبه إذا ما مر من أمام الحكومة، أو فليلبس «حزام الحج»، أو فليمر من هناك، من الشارع البعيد خلف المدرسة الابتدائية، المهم أن ينتبه فالحكاية كلها لطش في لطش، وفوائضنا المالية سنذكر محاسنها قريبا، ثم سنشد الأحزمة على البطون بطلب من الحكومة.
وما حكاية حدس وتكرار تواجدها في عمليات اللطش؟ أو كم نسبتها من العمليات هذه؟ خصوصا وأنها – أي حدس – هي التي تتسلق المواسير وتكسر شباك غرفة النوم بينما تكتفي الحكومة بالمراقبة في أول الشارع. ولم أشفق على أحد كما أشفق على «الوزراء الغلابة»، مثل وزير الصحة علي البراك، الذين لا يُستشارون في اللطش ولا يعرفون كم هي الحصيلة ولا نسبة لهم في العملية هذه ولا غيرها؟
ولو أن الحكومة شيّدت مدارس ومستشفيات وجسوراً وجامعات ومدناً إسكانية ولطشت من كل عملية هبرة، لصرخنا كلنا «ألف هناء وشفاء»، لكنها أي الحكومة تحدثنا عن شراء لوحات بيكاسو غالية الثمن لنعلّقها على جدران الصالة بينما تشتكي ثلاجاتنا من الفراغ. واقرأوا ما كتبته مدرسات إحدى المدارس في رسالتهن لي، المنشورة (ادناه)، لتدركوا بأن الحكومة لا تكتفي بسرقتنا بل تحاول قتلنا والتنكيل بجثثنا بعد أن تنهي «عملياتها». معلمات يشتكين من عدم وجود طاولات لهن في الفصول، تخيلوا. والكثير غير ذلك.
***
جميل جدا ذاك الوصف الذي قاله لي أحد كبار المخرجين المصريين، أول من أمس، في عشاء جمعنا على ضفاف النيل: «تابعت حلقات برنامج مانشيت، واكتشفت بأنك في الكويت، ويقابلك إبراهيم عيسى عندنا في مصر، تقدمان أكبر خدمة لحكومتيكما دون أن تشعرا». كيف يا أستاذ؟، سألته فأجاب: أنتما «ترفعان غطاء الحلة»… وصف في غاية الروعة.
***
وفي لقاء أجرته معي إحدى الصحف العربية، أجبت المحرر على سؤاله عن فرحة بعض العرب بالهجوم بالقندرة الذي تعرض له بوش، فقلت: أربعة آلاف مليون غبي مثل صاحب القندرة هذا لن يؤثروا على بوش والأميركان بقدر ما يؤثر العالم الكبير أحمد زويل لوحده، أو الدكتور مجدي يعقوب لوحده، أو أي من العلماء والعباقرة. فالعالم أحمد زويل عندما شعر بالغضب استعان بعقله وقلمه فتفوق على الأميركان، بينما استعان هذا الغبي بحذائه. وفي حالة زويل فرح العرب العقلاء، بينما في حالة صاحب القندرة لم يفرح سوى الأوباش، والأوباش في العالم العربي هم الأكثرية بالتأكيد. وسيرتبط اسم زويل بجائزة نوبل، بينما سيرتبط اسم صاحب القندرة بقندرته.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *