«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أظنها لا تفرج»، واستقالت الحكومة، وسنردد من جديد خلف فيروز «يا دارة دوري بينا، ضلك دوري بينا»، وسينتقل باقر من وزارة التجارة إلى المواصلات، وعبد الرحمن الغنيم سيقفز من المواصلات إلى المالية، وفاضل صفر من البلدية إلى الأوقاف، وانت رايح. لا حلول أخرى أمام سمو الرئيس، فتعداد الشعب الكويتي، كما يظن سموّه، ستة وأربعون مواطنا لا غير، وهو استنزف الكمية بأكملها، وبانتظار أن يكتمل نمو المواليد ليتسلموا الوزارات خلفا لآبائهم. من أين يأتي بالوزراء يعني؟ يزرعهم؟ متابعة قراءة سباق… على العظماء
اليوم: 16 ديسمبر، 2008
يا فرحة ما تمت
ضمن التشكيل الوزاري الجديد، هناك داخلون وخارجون، نرجو الا يخرج الوزير المجد الذي حافظ على تطبيق القانون بكل حزم والذي لا يحمل في قلبه الا كل الاخلاص للكويت والود لكل الكويتيين دون تفرقة كحال وزير الداخلية وان يخرج في المقابل بعض الوزراء من اصحاب القرارات الكوارثية والتنفعية التي شهد عليها القريب والبعيد.
ما ان نجح الرئيس اوباما في الانتخابات حتى حاول حاكم ولاية الينوي بيع كرسي مجلس الشيوخ الذي تم اخلاؤه مما جعله عرضة للتحقيقات الجنائية واحتمال دخوله السجن كحال اثنين من حكام الولاية السابقين، وفي نيويورك احيل رئيس الناسداك السابق للسجن، كما نشرت مجلة «روزاليوسف» في احد اعدادها الاخيرة تحقيقا من سجن مزرعة طرة التقت خلاله بجمع من مشاهير المساجين منهم وزير السياحة السابق توفيق عبده ومحافظ الجيزة السابق ماهر الجندي وجمع من نواب القروض على رأسهم النائب حسان دياب وحفنة من رجال الاعمال منهم هشام طلعت وحسام ابوالفتوح وعاطف سالم الملقب بملك السكر لسيطرته على تجارته، كما اجرى الاعلامي عمرو اديب لقاء مع رجل الاعمال الشهير رامي لكح الهارب من عدة احكام قضائية بالسجن.
رغم وجود اجهزة رقابية عدة في الكويت من مجلس امة وديوان محاسبة وقضاء مستقل وصحافة حرة، الا ان التجاوزات في ازدياد شديد في القطاعين العام والخاص، والسبب «الوحيد» لذلك هو عدم المحاسبة، حيث امتدت «الحصانة» التي افسدت بعض النواب الى جميع مناحي الحياة، واصبح جميع المتجاوزين محصنين من المحاسبة، لذا تفشى الفساد وقد تكون احدى خطوات الاصلاح، هي السماح لديوان المحاسبة بتحويل الشبهات مباشرة للنيابة العامة كي تصبح لتقاريره قيمة ومعنى.
وفي زمن الارهاب وعمليات مومباي، يلحظ من يدخل اهم مجمع في الكويت، ونعني مجمع الوزارات، ان على ابوابه المئات من رجال الامن والعديد من مكائن الاشعة، لكن الطريف او المخيف هو ان الجميع يدخل والمكائن تصفر وتحذر ولا احد يوقف ويفتش، وهو امر يحدث فقط في الكويت التي لا يتساءل احد فيها عن فائدة رجال الامن والمكائن ما دام الجميع يمر دون سؤال!
ولماذا يقيد البنك المركزي خطوط الائتمان على شركات التسهيلات والسيارات خاصة انها تتعامل في الاغلب مع موظفين حكوميين لن يتم طردهم كحال موظفي الشركات في الغرب؟! اي لماذا المساهمة في توسيع دائرة الضرر بحيث تصيب المواطن الذي يجد في تلك التسهيلات وسيلة لتحقيق مطالبه ولدى الشركات الخاصة ورجال الاعمال منهاج لتوفير السيولة لاعمالهم وسداد قروضهم؟!
نحن امام 3 خيارات فيما يخص المشاريع الكبرى التي طرحت في السابق من حقول الشمال الى المصافي وداو كيميكال وغيرها، الاول ان تلك مشاريع استراتيجية وباسعار معتدلة، ومن ثم فإن توقيفها يضر بالكويت وشعبها وتقع المسؤولية في ذلك على مجلس الامة، والخيار الثاني ان تلك مشاريع حيوية واستراتيجية، الا ان اسعارها مبالغ فيها ولم تخضع للجهات الرقابية، وهنا تقع المسؤولية على الاجهزة التنفيذية في الدولة، والاحتمال الثالث هو انه لا حاجة من الاساس لمثل تلك المشاريع المكلفة في انشائها المكلفة كذلك في عمليات الصرف السنوي اللاحق عليها وانها فقط وليدة محاولة التصرف السريع بالعوائد النفطية المرتفعة، نرجو من اهل الاختصاص اطلاع الناس على حقائق الامور وتحت اي من الخيارات الثلاثة تقع تلك المشاريع؟!
آخر محطة:
ارتفاع النفط الى 150 دولارا لمدة قصيرة لم يحقق اي مكسب للدول النفطية، بل اغاظ الناس في الدول الصناعية وجعلهم يعملون جادين ـ وسينجحون ـ في خفض اسعاره الى الابد وايجاد بدائل عنه، ويا فرحة ما تمت.
النصب العسلي وتعاون باقر
علامة FDA هي علامة شديدة التعقيد والاهمية تمنحها «ادارة الغذاء والدواء» الاميركية للادوية والاغذية ولجميع المواد الاخرى التي يستهلكها المواطن الاميركي بالدرجة الاولى، ولا تمنح هذه الشهادة عادة الا بعد اجراء تجارب مختبرية عديدة على المنتج والشركة المصنعة، وحصول اي جهة على هذه العلامة يعتبر بحد ذاته انجازا عظيما لاي منتج لا يمكن تخيل مدى اهميته.
وفي الكويت قامت شركة تتعامل ببيع العسل، وتصفه بالمعجزة بحملة اعلانية مكثفة في شهر ابريل الماضي اعلنت من خلالها بالحرف، وبوضوح لا يحتمل اي لبس، حصول «عسلها» على اعتماد ادارة الاغذية الاميركية FDA وان شهادة الاعتماد موثقة من «الحكومة الفدرالية الاميركية» (!!!).
لم يدخل الخبر عقلي فقمت بالاستفسار من مسؤولي ادارة الغذاء والدواء الاميركية عن طريق الانترنت فنفوا علمهم به، لانهم ببساطة لا يقومون بمثل هذه الاعمال اصلا!! وهنا قمت بالاتصال بشركة العسل المعجزة فتبين ان اصحابها والقائمين على إدارتها هم من الافغان (!!) هذا على الرغم من ان اعلانات الشركة تظهر احد المديرين وهو مرتد الملابس الوطنية الكويتية التي ربما اعتقد ان ظهوره بها يزيد من الثقة باعلانه ومنتجه، ولكن هذا المدير ومن معه تهربوا من التحدث معي.. بعد محاولات عدة وبعد شراء بعض العسل منهم، وانني سأقوم بتسويق منتجهم على شركات تجهيزات غذائية اتعامل معها، وافقوا على مضض على تزويدي بصورة عن شهادة FDA التي ادعوا الحصول عليها فتبين انها لا تساوي قيمة الورقة التي كتبت عليها (!!).
ففي وسيلة للضحك على شعوب الدول المتدهورة والاثراء منها، تبين ان جهة ذات نوايا خبيثة في اميركا، وبالتعاون مع جهات محلية في عدد من الدول المتخلفة كالكويت، قامت بتأسيس شركة باسم FDA Registerar Corp مهمتها تسجيل اي طلب يردها من اي طرف خارج الولايات المتحدة، وعن اي منتج غذائي او طبي، حتى ولو لم يكن له وجود، واصدار شهادة «تسجيل» للمنتج مقابل دفع رسم محدد!! وهنا تقوم الشركة المحلية بالاعلان عن حصول منتجاتها الطبية او الغذائية على شهادة FDA، وهذه تعني شيئا اخر غير المتعارف عليه دوليا!!
كان من الممكن ان تمر خدعة الشركة المحلية وتلاعبها علينا، ولكن ثقتها الزائدة بنفسها او بقلة فهم المستهلك في الكويت، دفعها لان تذكر في الاعلان ان شهادة الاعتماد«موثقة من الحكومة الفدرالية الاميركية»، وهذه المبالغة كشفت الخدعة والتزوير في الاعلان.
قمت من فوري بالكتابة لوزارة التجارة عن هذه الحادثة، مطالبا حماية المستهلك بالتحرك لحمايتنا، وارفقت بكتابي ما لدي من مستندات، وصور منها لا تزال بحوزتنا، وانتظرت شهرا وبعض الشهر، وعندما لم تتحرك الوزارة واستمرت الشركة في ادعائها المزيف، قمت بالاتصال بأحد مسؤولي الوزارة مستفسرا عن مصير شكواي، فاخبرني ان المدير الافغاني تم استدعاؤه، وان القضية قيد البحث، اتصلت مرة ثالثة ورابعة من دون جدوى، وبعد الحاح اخبرني احد صغار موظفي الوزارة ان القضية «قد حفظت» وان الوزير ربما امر بذلك كون الافغاني وأخيه هما من المنتمين للحزب الديني السياسي نفسه الذي يتبعه وزير التجارة (!!!)
نتمنى ان تكون معلومات الموظف خاطئة وان السيد باقر ليس له علاقة بالموضوع، وبالتالي ننتظر ردا توضيحيا منه شخصيا، او على الاقل من الوكيل، فالقضية والتهمة اخطر من ان تتركا من غير اجراء حاسم.
أحمد الصراف
habibi [email protected]