علي محمود خاجه

ثلث شهر

– الرياضة وبعد إصدار القانون رقم 5/2007 في فبراير 2007 من مجلس الأمة ونشره في الجريدة الرسمية، نعاني إيقاف الكرة بسبب أن أبناء الشهيد لم تعجبهم القوانين.

– أحد أكبر البنوك الكويتية يقع في ورطة مالية كبيرة.

– تشكيل ألف وزارة خلال سنتين.

– تهديد نائب بإستجواب رئيس الوزراء فتصدر قرارات تلغي قرارات سيادية للوزارة نفسها.

– قدوم شخص أجنبي لحضور محاكمته في الكويت، فيقوم ثلاثي نيابي باستجواب رئيس الوزراء.

– تستقيل الحكومة منذ أكثر من أسبوعين وتعلق الاستقالة على أن يستمروا بمهامهم في خدمة الوطن والمواطن.

– عدم إقامة أي حفلة غنائية في عيد الأضحى على الرغم من أن القانون لا يمنع ذلك.

– يصرح أحد الكويتيين بشكل مستمر وبالصحف بفخر بانتماء ابنه لجماعة إرهابية.

– إحدى الصحف تنشر الفتنة يوميا بمواضيع من وحي خيالها.

– استجواب وزراء لأن وكلاءهم لا يعجبون بعض النواب.

– الأطراف كلها تتدخل في تعيين رئيس ديوان المحاسبة.

– وجود محسوبية حتى في الحج من قبل بعض النواب.

كيف تعاملت الدولة مع هذه المصائب كلها وغيرها ياترى؟

أدخلت البلاد والعباد في إجازة مدتها 10 أيام من ديسمبر!

ثلث شهر من الإجازة توقف فيها الجميع عن العمل، وبحسبة بسيطة، فإذا افترضنا أن متوسط الرواتب الحكومية للموظف الكويتي تعادل 600 دينار فقط، فإن هذا يعني أن آلاف الكويتيين سيتقاضون ثلث رواتب ديسمبر «200 دينار» نظير جلوسهم في المنزل أو المخيم أو السفر.

هذا هو الحال في الكويت، وهكذا ندّعي التنمية والتطوير، ولأن البلد كله في إجازة بمن فيهم رئيس الوزراء «المستقيل» والكثير من النوّاب، فهم لم يتفرغوا للكويت إلا في يوم الإجازة الأخير، وكأن إجازة ثلث الشهر في الكويت ستوقف عجلة الزمن في العالم كله.

هل من متفائل؟

خارج نطاق التغطية:

أصبحت منطقة مشرف منذ بداية العام الحالي عبارة عن حفرة كبيرة، حطمت كل شيء، بسبب تغيير بعض «البايبات»… ومازالت الغالبية العظمى من شوارع المنطقة بعد الانتهاء من تغيير «بايباتها» دون ردم للحفر أو إعادتها كما كانت، ومنا إلى وزارة الأشغال.

سامي النصف

كويت الرؤية والحكومة الجديدة

لا تستغرب ان اخترت نفس الطريق أن تصل إلى نفس النهاية، ستواجه الحكومة القادمة تحديات عظاما منها انخفاض أسعار النفط وظهور العجوزات في الميزانية وتبخر العائدات المالية التي تستخدم لإرضاء الناس، ومع تلك التحديات المحلية سيساهم تقلص عائدات النفط في إشكالات حادة لدى بعض دول الإقليم مما سيؤدي بها لخلق إشكالات أمنية مع الجيران كي تغطي بها إخفاقات الداخل.

وإحدى الإشكاليات الحقيقية أمام الوزارة القادمة هي أن المزاج الشعبي في الكويت لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات السياسية القائمة على أخطاء بعض الوزراء لذا يأمل الجميع بأن يرضي التشكيل القادم ومنذ لحظته الأولى الجموع وأن يحظى بتأييد الشارع السياسي الكفيل بتعديل توجهات بعض القوى السياسية، حيث إن النواب هم وكلاء عن أصحاب القرار الأصليين أي المواطنين.

ولا بديل عن تشكيل وزارة ائتلافية تحظى بدعم وتأييد ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الكويتي، على أن تكون ضمن شروط محددة فيمكن للكتل أن تتقدم للمسؤولين بعدة أسماء كي يتم الاختيار منها للتوزير، ويمكن لصاحب القرار بالمقابل أن يسلط الضوء على أسماء كفاءات شابة تنتمي لتلك التكتلات والفئات طالبا دعم توزيرها وفي كلتا الحالتين يجب الاتفاق على بديهية أن دخول ممثل لكتلة ما يقتضي بالضرورة دعم قرارات ومشاريع الحكومة مادامت اتخذت تلك القرارات بالتشاور مع وزراء الكتل المعنية.

فليس من المنطق بشيء أن ترشح الكتل وزراء ثم تزايد بعد ذلك على معارضة الحكومة الممثلة فيها ولا شك بأن موقف الوزير السابق شريدة المعوشرجي هو المثال الجيد الذي يجب أن يحتذى به في الحكومات المقبلة فلا مجاملة ولا قبول بازدواجية المواقف كما لا يجوز أن ترتضي الكتل ـ أخلاقيا ـ بأن تحصد خير الحكومة نهارا ثم تقذفها بالأحجار ليلا.

وفي غياب مستودعات العقول كحال الدول المتقدمة يصبح مجلس الوزراء هو من يقوم بذلك الدور الهام، لذا فالواجب أن يحظى التوزير القادم بعدد وافر من الساسة المحترفين ورجال الدولة والمنظرين، فاللعبة التي تجري تحت قبة البرلمان هي في البدء والمنتهى «لعبة سياسية» تقوم على التنظير والتفكير ويفوز بها من يتقن المناورة والحركة الإعلامية والجماهيرية.

ويمكن للمراقب أن يلحظ أن الموديل الكويتي المتكرر الإخفاق يقوم على العكس تماما من معطى الموديل الصيني الناجح فلدى الصين سياسة مقيدة واقتصاد مطلق السراح ولدى الكويت انفلات سياسي واقتصاد مقيد بالكامل لذا تحتاج كويت الرؤية والحكومة الجديدة لإعادة النظر في قواعد اللعبة بحيث يتم التقليل من كم السياسة وزيادة كم الاقتصاد والتنمية في كويت الغد.

آخر محطة:
يلقي ضيف الكويت الكبير د.محمد اركون محاضرة في الساعة 6 منص مساء اليوم في مقر الجمعية الثقافية النسائية بالخالدية، والطريف أن الجهة المستضيفة حاولت أن تستغل وجوده لإلقاء محاضرة في جامعتنا العتيدة فكانت الإجابة «محمد مين؟» وهو ما يذكرنا بعالم الموسيقى الكبير الذي سألوه عن رأيه في إحدى سيمفونيات بيتهوڤن فقال «بيت مين؟» و… «العلم نورن»!!

احمد الصراف

عشرة عصافير بحجر واحد

انفقنا، او ربما اضعنا مئات ملايين الدولارات على غير المجدي من مشاريع حفر آلاف الابار في عدد من الدول الآسيوية والافريقية الفقيرة. كما قامت جماعات الاسلام السياسي، على مدى عقود ثلاثة او اكثر، بارسال «الدعاة» المبشرين الى العديد من الدول محملين بأطنان من الكتب الدينية، مقابل اجور مجزية تمنح لهم نظير قيامهم بنشر الدين والمساعدة في بناء دور عبادة لا يعرف احد عنها اليوم شيئا! ولكن بعد اكثر من ثلاثين عاما لم يبق من تلك الآبار والبيوت غير خرائب لم تجن الدول الفقيرة منها الشيء الكثير بعد ان عاد الدعاة لبلدانهم فور توقف تحويل «اجورهم» المجزية لهم، وبعد هجرة البعض الاخر الى افغانستان للجهاد فيها، واستمر الفقر والمرض والجهل تغطي مساحات هائلة من افريقيا، وحتى آسيا، التي زادت اخيرا معاناة شعوبها في الحصول على ما يكفي من الغذاء لولا ما يقدم لها من مساعدات من الدول الغربية والامم المتحدة.
في محاولة غير مسبوقة لاطعام الملايين بطريقة مبتكرة، قامت منظمة الغذاء العالمية التابعة للامم المتحدة، بتصميم برنامج انترنت يمكن عن طريقه اصطياد مجموعة عصافير بحجر واحد!
فبالدخول للبرنامج من خلال العنوان التالي www.freerice.com تتوافر لديك مجموعة خيارات في مجالات التاريخ واللغة والجغرافيا والفنون وغير ذلك الكثير، وبالنقر على اي منها تبدأ مجموعة اسئلة بالظهور في الموضوع الذي قمت باختياره، ومقابل كل اجابة صحيحة تجريها تقوم واحدة من الشركات المعلنة على الموقع بالتبرع بعشرين حبة ارز لمشروع اطعام فقراء العالم، وهذا يتيح للمشارك التمتع، مجانا، بوقت جميل من خلال تصفحه البرنامج والاستفادة منه في تطوير معلوماته العامة ولغته وتحسين قدراته في العديد من المجالات الاخرى، الامر الذي سيساهم في زيادة الثقة بالنفس ورفع مستوى الاداء والنجاح في العمل.
تبين من البرنامج لحظة كتابة هذا المقال، ان المشاركين فيه، وغالبيتهم بطبيعة الحال من غير منطقتنا (الملتهبة عطفا وحنانا على الآخر)، قد نجحوا في تجميع اكثر من 53 مليار حبة ارز، علما بأن الفرد العادي في الدول الفقيرة بحاجة الى أربعمائة غرام من الارز عادة في اليوم، او 20 الف حبة تقريبا، وتقوم منظمة الغذاء بتوزيع هذا الطعام على الفقراء في بنغلادش واجزاء من باكستان ودول افريقية عديدة تمتلئ بآبار خربة بقيت من دون استغلال بعد ان تركها «الدعاة»!
كم هو جميل ان نستمتع بتجرية جميلة، وننمي قدراتنا ونحسن لغتنا ونزيد من معلوماتنا ونساعد في الوقت نفسه في حصول شخص او اكثر على حاجته من الطعام، خصوصا ان علمنا ان سكان العالم يزيدون سنويا بمقدار 50 مليون نسمة، يعاني ما يقارب المليار، من اصل 6 مليارات و770 مليون نسمة، من سوء التغذية، كما يلقى 16 الف انسان حتفهم يوميا بسبب الجوع، نعم بسبب الجوع!
ملاحظة: أليس غريبا الاصرار على بناء اكبر اربعة مساجد في العالم الاسلامي تقع في اكثر الدول الاسلامية فقرا وتخلفا.
ونتمنى من القراء اعفاءنا من مشقة ذكر اسماء تلك الدول لكونها لا تخرج عن دائرة اليمن وبنغلادش والمغرب وباكستان، ولا يعني ذلك ان حالنا في دول مجلس التعاون افضل بكثير منها، فما نمتاز به عنها هو كثرة دور العبادة وزيادة قلة فهم الدين!
* * *
ملاحظة: اضطررت يوم امس الاول الى ركوب «الكويتية» من دبي الى الكويت بسبب الارهاق وروعة الخدمة استغرقت في نوم عميق طوال الرحلة، واثناءها علمت أن شركة DHL الاميركية العملاقة لنقل البريد اعلنت، بسبب الظروف المالية الصعبة التي تمر بها، وقف كل عملياتها التي تشمل استلام وتسليم مئات ملايين الطرود يوميا من مئات آلاف العملاء، وتسليم العملية برمتها لاسطول الخطوط الجوية الكويتية لتقوم بالمهمة بدلا عنها، ووصلت الطائرة الى الكويت متأخرة نصف ساعة عن موعدها وانتهى الحلم الجميل.

أحمد الصراف
habibi [email protected]