الأخوة المسؤولون في وزارة الإعلام، قطاع الإذاعة، خصصوا فقط خمس دقائق بالتمام والرفاه والبنين – في نشرة أخبار الساعة الواحدة قبل أيام – لشرح تفاصيل سفر المستشار في الديوان الأميري الدكتور يوسف الابراهيم إلى مملكة البحرين محملا برسالة صاحب السمو أمير البلاد إلى شقيقه العاهل البحريني.
الأخوة هؤلاء تفانوا وبذلوا جهودا جبارة فذكروا لنا أن المستشار يوسف الابراهيم سافر الساعة كذا وودعه فلان وفلان وبجانبهما فلان وفلان، وخلفهما يقف ثلة من المسؤولين والجموع الغفيرة، كلهم تكبدوا عناء المجيء للمطار لتوديع المستشار، وكلهم جاءت أسماؤهم في النشرة، والحمد لله. ومحتمل أن يكون اسم أحدهم سقط سهوا في خطأ غير مقصود، فسبحان الذي لا يسهو ولا ينسى. متابعة قراءة يوسف الإبراهيم مليح عيدكم مبارك…
اليوم: 7 ديسمبر، 2008
مدير عام بـ 265 فلساً في العام
ما استشففته من زيارتي لأكثر من ديوان في منطقة الضاحية معقل رجال الاقتصاد الكويتي ان هناك توجها لكثير من المساهمين برفع دعاوى قضائية على مجالس الادارات تطالبهم تضامنيا بتحمل الخسائر الناتجة عن اساءة استعمال السلطة الممنوحة لهم طبقا للمادتين 148 و149 من قانون الشركات التجارية وان البعض من تلك الدعاوى اخذ طريقه للمحاكم.
ومما قيل في البعض من تلك الدواوين ان احدا لا يمكن ان يفهم او يقبل القروض الضخمة التي تحملتها بعض الشركات المساهمة وبالتبعية مساهموها كوسيلة غش وتدليس يراد منها افادة بعض الادارات من التي لم تستخدم تلك الاموال لاجل التوسع في اعمال الشركات بل للمتاجرة الشخصية بالاسهم لاجل خلق ثروات ذاتية ضخمة عن طريق مبدأ ان ربحت لنا وان خسرت حملناها الشركة ومساهميها.
ومازال النقاش الساخن مستمرا في الولايات المتحدة حول دعم شركات السيارات الثلاث عن طريق اقراضها 34 مليار دولار كحماية لـ 3 ملايين شخص يعملون في مصانع السيارات ومعارض البيع والصناعات المصاحبة وقد اثبتت استطلاعات الرأي اعتراض 63% من الاميركيين على ذلك الدعم، مما خلق ما سمي بازدواجية معايير، حيث دعم مديرو بنوك وول ستريت بـ 700 مليار دون سؤال بينما تُخلق الشروط والعراقيل امام دعم تلك المصانع الكبرى بـ 5% من ذلك المبلغ.
وفي جلسة الاستماع الاولى لمديري شركات السيارات امام الكونغرس قيل لهم كيف تتوقعون الدعم المالي منا وانتم تصلون بالطائرات الخاصة وتتسلمون الرواتب الباهظة من الشركات التي تسببتم في الاضرار بها وهو ما جعلهم يعرضون طائراتهم للبيع ويحضرون هذه المرة لواشنطن بالسيارات بعد ان امضوا يومين في الطريق دون سائقين وان يقبلوا العمل للاعوام المقبلة بدولار واحد في العام (265 فلسا) وفي هذا السياق لم نسمع ان احدا من المديرين العباقرة الكويتيين ارتضى ان ينقص «فلس احمر» من راتبه الذي يتسلمه من اموال المساهمين الذين حول مدخراتهم الى اصفار كبيرة.
وقد اثبتت الكارثة الحالية القصور الكبير في اعمال الرقابة على الشركات والاموال الخاصة فلم نسمع بأي تحرك للجنة السوق او البنك المركزي او الجهات المعنية في قسم الشركات بوزارة التجارة تجاه ما كان يحدث في بعض الشركات المساهمة من نهب فاضح لاموال المساهمين وقد اعجبنا ما اتى في الصحف من مداخلات الشيخ احمد العبدالله في اجتماع الجمعية العمومية لبنك الخليج وان أتت بعد خراب البصرة.
اننا بحاجة ماسة بعد تجاوز الازمة الحالية – ان تجاوزناها – لخلق آليات رقابة صارمة على الشركات وعلى مكاتب تدقيق الحسابات وعدم الاكتفاء بالمقولة الساقطة الخالدة إن الجمعيات العمومية (الخاملة) هي التي تحاسب الادارات اي الرقابة اللاحقة حالهم كحال من يقول ان لنائب الامة ان يتجاوز ويتعدى على الاموال العامة ويثرى ثراء فاحشا غير مشروع ثم يحاسب بعد اربع سنوات من قبل الناس عن طريق عدم انتخابه و«يادار ما دخلك شر»، ان في القولين دعوات صريحة للسرقات المكشوفة والاثراء غير المشروع.
آخر محطة:
آخر نكات نكبة مصانع السيارات الاميركية ان اسواق «وول مارت» الشعبية وضعت اعلانا تقول فيه: اشتر ماكينة تحميص الخبز وخذ سيارة مجانا معها.
إعادة المواطن «سمير»
يعرف القليل من المواطنين قصة المواطن «سمير طاهر أحمد رشدان» الذي لا يزال خلف القضبان في جمهورية التشيك، وأهله في انتظار خطوات عملية من جانب وزارة الشئون الخارجية لإنهاء إجراءات إعادته الى بلده البحرين.
كان سمير طاهر أحمد رشدان، وهو من مواليد المنامة العام 1965، يقيم في جمهورية تيشكوسلوفكيا منذ العام 1993، أي قبل انقسامها إلى جمهوريتين، التشيك والسلوفاك، وكان قد سافر في العام 1988 للدراسة في روسيا وهناك، تزوج من امرأة تشيكية وعاد إلى البحرين بعد إنهاء دراسته لكنه سرعان ما غادر مرة أخرى إلى التشيك ليمارس عمله في التجارة… انقطعت أخباره منذ ذلك الحين عن أهله الذين لم يكونوا على علم بأحواله حتى العام 1996 حينما أرسل جواز سفره بغرض التجديد، وحينها، قام أحد أشقائه بمراجعة الجوازات لتجديد جواز السفر لكنه تفاجأ بأن الإدارة تحفظت على جواز السفر لأنه صاحبه مطالب بمبلغ 2100 دينار لمواطن رفع دعوى ضده، ولا يمكن استرجاع جواز السفر إلا بعد تسديد المبلغ المطلوب! وباءت كل المحاولات بالفشل.
في يوم السبت الموافق 6 نوفمبر /تشرين الثاني من العام 1999، تم استدعاء والده (رحمه الله)من قبل مكتب الإنتربول البحريني لإبلاغهم أن ابنهم مسجون في مدينة «براغ»منذ تاريخ 6 ديسمبر /كانون الأول من العام 1996 بتهمة بيع المخدرات وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وهي التهمة التي نفاها في رسائله التي أرسلها إلى ذويه فيما بعد.
لكن هناك تفاصيل أخرى دونها المواطن «سمير» نفسه، إذ خاطب الجمعيات الحقوقية قائلا أن حكما بالسجن صدر ضده لمدة ثمانية أعوام ونصف العام، وبتنفيذ الحكم المؤجل لمدة أربع سنوات ليصل مجموع سنوات الحكم إلى اثني عشر عاما ونصف العام بتهمة ملفقة من أحد رجال مركز الجنايات لمنطقة (براغ 3) وبما يتناقض مع التقارير والأدلة المباشرة أمام المحكمة لمركز مكافحة المخدرات إذ إنه على رغم المراقبة المشددة على شخصي لم يتم إثبات التهمة ضدي من ناحية حيازة وانتاج المواد السامة والمخدرة المؤثرة في القدرات العقلية والجسدية حسب الفقرة رقم 178 من قانون الجنايات.
ويشير أهالي المواطن «سمير» إلى أن أحدا لم يستجب لنداءاته، لا من ناحية الدولة ولا من ناحية الجمعيات الحقوقية! وقد وجه شكوى إلى وزارة العدل التشيكية وإلى وزير داخليتها وإلى المحكمة الدستورية وإلى رئيس مركز مكافحة المخدرات الشعبية وإلى المحكمة الأوروبية في ستراسبورغ بل وإلى رئيس جمهورية التشيك للنظر في قضيته من ناحية الاختراقات القانونية والإنسانية، حتى أنه طالب الجمعيات الحقوقية بإرسال أي ممثل أو عقد مؤتمر صحافي لكشف المعاناة التي تعرض لها، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل أيضا.
أسرة المواطن «سمير» تطالب الجهات المعنية في الدولة وعلى رأسها وزارة الشئون الخارجية بالتحرك لإعادته إلى بلاده، وأنهم مستعدون للتعاون مع أي جهة لتقديم المعلومات التي تسهل إجراءات إعادة ابنهم إلى بلاده.
فهل ستنتهي القصة أم لها فصول أخرى لا يعلمها إلا الله؟