محمد الوشيحي

علينا الطلاق

فتح الله عليّ فـ«لفّيت» الكرة الأرضية، من الدمام إلى أم القيوين، وشاهدت الكثير من عجائب الدنيا، الأهرامات وسنترال الفحيحيل، وقيّض الله لي فتمتعت بنقاهة في بعض سجون العالم، أوكرانيا وانجلترا ومصر، ونمت وبقربي مجموعة من الأخوة المجرمين، وقرأت عن «الأديب الياباني» الذي عاش في قاع المجتمع المصري زهاء خمس عشرة سنة ليكتب عن «المجتمع التحتي»، عاشر خلالها اللصوص وتجار المخدرات وبائعات الفل والياسمين، في الباطنية وحي السيدة وبولاق، فأغرتني فكرته، وقررت الاقتداء به. متابعة قراءة علينا الطلاق

سامي النصف

كتب تستحق القراءة

وصلنا من الصديق يوسف الجاسم كتابه القيم عن راحلنا الكبير د.أحمد الربعي والكتاب يؤرخ لمسيرة الربعي باللقاءات والصور، وخيرا ما فعلت يا اباخالد فقد تعبت وانا احاول اقناع بوقتيبة باصدار كتاب يروي فيه ذكرياته.

ومن الزميل الكاتب يوسف مبارك المباركي كتاب موسوعي متكامل عن وقائع ووثائق دواوين الاثنين ولا شك ان تلك الاحداث المهمة مهما اختلفنا حولها يبقى كتاب المباركي مرجعا مهما لها.

«لبنان الذي في خاطري» آخر كتب الصديق الديبلوماسي د.عادل العبدالمغني والمخطوط مليء بالصور التاريخية الجميلة والحكايات الطريفة ويعتبر تدوينا جيدا لتاريخ الاصطياف الكويتي في لبنان.

«هكذا عرفت البكر وصدام» يتحدث مؤلف الوزير العراقي د.فخري قدوري عن ذكريات 35 عاما في حزب البعث ومأساته وما حدث لقريبه شفيق الكمالي الذي كتب السلام الوطني العراقي «وطن مد على الافق جناحا» والذي سم في السجن وتوسط له من ادباء الكويت احمد السقاف ود.خليفة الوقيان لاطلاق سراحه، وضمن الكتاب ورقة للمستشار العم عبدالرحمن العتيقي ارسلها للمؤلف حول علاقة السياسة بالاقتصاد والامل في العم ابوانور ان يكتب مذكراته التي طال انتظارها.

«حماس من الداخل» للمؤلف الفلسطيني زكي شهاب وهو احد اشهر الفلسطينيين في حقل الاعلام العربي والدولي ويروي ضمن الكتاب لقاءاته مع شخصيات فلسطينية قبل اعدامها مثل الازهري أكرم الزطمة الذي قدم لقاء 100 دولار معلومات ادت الى استشهاد القيادي صلاح شهادة و16 ممن معه ومسؤول جهاز الدعوة في حركة حماس وليد حمدية الذي كانت آخر كلماته للمؤلف قبل اعدامه، ان السلطات اعتقلته قبل ان يصل الى يحيى عياش ويساهم في قتله وقد كان نادما على اخفاقه بتلك المهمة.

«مهمتي في اسرائيل» مذكرات سعد مرتضى اول سفير مصري في اسرائيل ويروي ضمن مذكراته التي صدرت هذا العام ان هناك رغبة صادقة من شعب اسرائيل في العيش بسلام مع العرب وان الاسرائيليين لا يقبلون كلمتي «معليش» و«المسامح كريم» كونهم لا يتقبلون الاخطاء والاعتذار عنها.

«حلف المصالح المشتركة» للبروفيسور الايراني الاميركي تريتا بارسي ويرى الكاتب الذي اشرف على كتابه الدكتوران زبنغيو بيرجنسكي وفرانسيس يوكوهاما ان هناك تحالف مصالح بين الاجنحة المتشددة في واشنطن وطهران وتل أبيب.

سعيد محمد سعيد

«ديسمبر»… وما أدراك!

 

شعرت كما شعر الكثيرون غيري، أن شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري محاط بالترقب والحذر بدرجة ربما لم يشهدها شهر «ديسمبر» فيما مضى من تاريخ البلاد، وإن كان هذا الشهر الذي له مكانة وطنية خاصة منذ استقلال البلاد في 14 أغسطس/آب من العام 1971 قد شهد الكثير من الحوادث على مدى السنوات الماضية، إلا أن شهرنا الجاري خصوصا، ليس كأي «ديسمبر» مضى.

هذا الشهر البارد طقسا في العادة، تدفئه مناسبة وطنية عزيزة على نفوس أبناء البحرين، وهي مناسبة ذكرى جلوس جلالة العاهل، ولأن هذه المناسبة ارتبطت في الوجدان الوطني بمعاني الانتماء والمواطنة، فإن ما شهده ديسمبر في عامه الماضي من حوادث مؤسفة لاتزال تبعاتها قائمة، يثير حالا من الترقب لما ستكون عليه الأوضاع في فترة الاحتفالات الوطنية من جهة، والحراك السياسي المرتبط بشكل أو بآخر بهذه المناسبة من جهة أخرى، لكننا نتمنى ألا تدخل البلاد في دوامة جديدة من دوامات العنف والاضطراب الأمني، وهذه ليست مسئولية طرف دون آخر، فهي دون شك مسئولية الدولة، وكذلك هي مسئولية الجمعيات السياسية والناشطين ومسئولية كل مواطن يدرك ويؤمن بميزان الحقوق والواجبات… إذا هي مسئولية مشتركة يتوجب أن يحملها الجميع لتجنيب البلاد ما لا تُحمد عقباه.

شخصيا، لست ممن يستسيغ المظاهر الوطنية المزيفة في امتثال حب الوطن والقيادة من خلال الأغاني والقصائد والرقصات الشعبية والمهرجانات وحسب، وهذه وإن كانت ليست «بدعة» وليست مظهرا ممقوتا لدى الكثير من الناس، لكن (ديسمبر البحرين) هو علامة وطنية يجب أن تبقى حية في النفوس وفي الوجدان الوطني كمرحلة لتجديد العهد والتوافق والبناء والنهضة بين الحاكم والمحكوم، وأن تكون المصلحة الوطنية، ولا شيء غيرها، هي العنوان المتجدد سنويا للحفاظ على الإنجازات والمكتسبات وإزالة ما يعوق المسيرة.

ومناسبتنا الوطنية هذه، ليست ألعابا نارية وأهازيج، وهي ليست مناوشات واضطرابا أمنيا ومواجهات، شئنا أم أبينا، هي ذكرى لها مكانتها الخاصة، ولهذا، دار حوار بيني وبين مسئول أمني كبير في وزارة الداخلية بشأن الكيفية التي يتوجب من خلالها تجنيب البلاد تكرار حوادث مؤسفة في هذه المناسبة العزيزة، فعلاوة على اتفاق الآراء على معاني ديسمبر الوطنية وحق المواطنين جميعا في الاحتفال بهذه المناسبة وإشاعة مظاهر الفرح والابتهاج، لفت ذلك المسئول نظري حين أكد أن الحراك الديمقراطي الذي تشهده البلاد والحق في التعبير، لا يمنع أبدا من طرح الهموم والقضايا الوطنية المهمة في هذه المناسبة، لكن شريطة ألا يخرج ذلك الطرح عن المسار السلمي الهادف، ويتحول من عنوان مقبول لاستغلال المناسبة لإيصال القضايا الوطنية المهمة للحكومة، إلى حال من الصدام العنيف والتخريب وإشاعة الفوضى والتأثير على صورة الوحدة الوطنية التي يجب أن تبقى مصانة والإضرار بهذه المناسبة، فإذا كان هناك طرف لا تعنيه المناسبة، هناك طرف آخر له الحق في أن يعلن موقفه واعتزازه بهذه المناسبة، وهذا الطرف يمثل الشريحة الأكبر من المواطنين.

وعلى كل حال، فإن الحكمة في التعامل مع «شهر ديسمبر» من جانب كل الأطراف، بتقديم المصلحة الوطنية والابتعاد عن مثيرات الاضطراب والصدام العنيف، سيكون كفيلا بأن يمارس كل مواطن حقه في التعبير، سواء في الاحتفالات الكرنفالية أو في المظاهر السياسية السلمية القانونية، فلسنا في حاجة الى حريق سنوي بقدر حاجتنا إلى نظرة موضوعية حكيمة من جانب كل الأطراف هدفها مصلحة الوطن وشعبه.

وكل عام، والبحرين ملكا وحكومة وشعبا بخير