سامي النصف

الأحزاب والدواوين

السماح بالحزبية حاله كحال التحول للدوائر الخمس الذي قيل انه سيقضي على الفئوية والقبلية والطائفية ويمنع شراء الأصوات، فأظهر الواقع عكس ذلك تماما.

ان هناك دائما فارقا بين النظرية والتطبيق، فإقرار الأحزاب سيعني تشريع وتقنين التخندقات القائمة ومن ثم بقاءها للأبد كحال التجربة الحزبية المدمرة في لبنان والعراق والصومال وغيرها من دول العالم الثالث.

ومن يقل إنه لا ديموقراطية دون حزبية فهو في حقيقة الأمر يهرف بما لا يعرف، فلكل مجتمع ديموقراطيته الخاصة به، والديموقراطية القادمة للدول الخليجية الخمس الأخرى ستكون قطعا دون حزبية، وبالمقابل كان عراق صدام وصين ماو وروسيا ستالين والمانيا هتلر وايطاليا موسليني تقر وتزخر بالحزبية ولكن دون ديموقراطية، حيث لا صلة بين الاثنتين، كما لم يقل الآباء العباقرة المؤسسون لأميركا ان الديموقراطية لن تقوم لديهم ما لم يخلقوا نظاما ملكيا دستوريا كحال الديموقراطيات في العالم آنذاك، بل خلقوا ديموقراطية خاصة بهم.

ومن رفض الأحزاب المشتتة الى رفض الدواوين الدافعة للخمول والكسل والتي اثبتت عمليات الإزالة ان ما يقارب الخمسين الفا منها، اي 90% مما تمت ازالته، كان يستخدم كمخازن وعمليات تأجير وايواء للعمال والعزاب الذين كانوا يتسببون في مضايقة اهل المنطقة ونسائها، وقد تسبب تفشي الدواوين بشكل عام في قتل الابداع والتفوق في البلد مقارنة بما لدى الجيران، حيث تفرغ الطبيب والمهندس والاكاديمي والمحامي والاعلامي والرياضي والطيار الكويتي لمنتديات الكلام و«الحش» تلك، بدلا من التفرغ للعلم والقراءة والارتقاء بالذات او ممارسة الرياضة او قضاء الوقت المفيد مع العائلة والأبناء.

وقد خلقت الدواوين محدودة العدد في الكويت لزمن لم تكن هناك فيه بدائل لقضاء الوقت، ولا يوجد هذه الايام في 199 دولة اخرى من العالم مثل تلك الدواوين التي ساهمت في عمليات التفكك الأسري والعزوف عن الزواج وكثرة الطلاق، ولو كان للدواوين فائدة لما سبقْنا الألمان واهل اليابان اليها، بل ان الدول الاخرى ترفض تأجير الأراضي العامة المجاورة للبيوت حتى لخلق مصانع ومزارع منتجة.

وفي الوقت الذي يُتباكى فيه على زيادة 50 دينارا يُرضى بجلوس الشباب الكويتي دون عمل في المساء الذي يبقى فيه القطاع الخاص مفتوحا للعمل ولزيادة الدخل، والملاحظ ان الاخوة الوافدين من عرب واجانب ممن لا يرتادون الدواوين يستفيدون من تلك الفترة المسائية لتطوير ذواتهم وزيادة دخولهم، ولو احتجت الى اي خدمة بعد الظهر لوجدت ان من يقوم بها هم اخوة وافدون يعملون صباحا في الحكومة ومساء في القطاع الخاص دون كسل أو ملل.

آخر محطة:
 طالبنا في مقال سابق بإيجاد حلول للإشكال الاقتصادي الحالي عبر الاستعانة بالخبراء الاجانب المعتادين على التعامل مع تلك القضايا الشائكة الكبرى، لذا نود الا يكتفى باستخدام هؤلاء الخبراء القادمين لحل إشكال بنك الخليج، بل ان يمتد عملهم لإعطاء النصح للإشكال الاقتصادي بشكل عام.

احمد الصراف

الوزير الكاذب

لا توجد اليوم دولة موغلة في مظاهر التدين كإيران. فرجال الدين فيها، بمباركة من نائب الحجة، الولي الفقيه، يتحكمون في كل مفاصل الدولة، حتى في الوزارات والادارات العلمية او العالية التقنية التي لا تمت للتعليم الديني بصلة.
ويؤمن احمدي نجاد، رئيس جمهورية ايران، بأن تصرفاته، كما صرح بنفسه في اكثر من مناسبة، تملى عليه من قوى خفية يؤمن بوجودها، وان هذه القوى تبارك خطواته وسيكون لها الفضل في انتصاره على اعدائه واعداء وطنه! والطريف ان الرئيس الاميركي بوش يعتقد كذلك بأن قوى ربانية تملي عليه افعاله، ولكنها حتما تختلف عن التي يسمع الرئيس نجاد طنينها في اذنيه كل يوم!
كما تعتبر جمهورية ايران الغرب، واميركا بالذات، من اعدائها الذين يسعون للقضاء على نظامها الاسلامي، وبالتالي تشك في نوايا تلك الدول تجاهها، ولم يكن غريبا وصف السيد الخميني لاميركا بالشيطان الاكبر منذ اليوم الاول لنجاح ثورته، ولهذا رفض اسلوب الحياة الغربية، المتمثل بارتداء ربطة العنق للرجال والفاخر من الازياء للنساء، اضافة الى رفضه اشكال اللهو وأنواعه من مسرح وموسيقى وتمثيل ورقص وغناء، والتي اعتبرها من قشور «الحضارة الغربية».
على الرغم من كل مظاهر التدين والعفة والاستقامة هذه التي تلف الدولة من اقصاها الى اقصاها، فإن هذا لم يمنع اتباع النظام من الوقوع في الفساد وارتكاب اخطاء اخلاقية فادحة كثيرة، وهذا على الاقل ما تحفل به الصحف الايرانية اليومية، او ما ينجو منها من المصادرة والاغلاق!
يعتبر منصب وزير الداخلية في «جمهورية ايران الاسلامية» منصبا شديد الحساسية، ليس لارتباطه بأمن الدولة الداخلي فقط، بل لكونه ايضا المعني بقضايا الشرف واخلاقيات الشعب وتصرفاته، وبالتالي كان خبر اعتراف وزير الداخلية الايراني علي كردان بكذبه طوال شهرين فيما يتعلق بصحة شهادة الدكتوراه الفخرية التي يحملها، قضية اخلاقية ودليلا على استشراء الفساد في الجمهورية الاسلامية الى درجة انه اصبح خبرا لم تستطع وسائل الاعلام الداخلية، والخارجية الغربية بالذات، تجاهله، خاصة بعد موافقة البرلمان الايراني على طرح عدم الثقة بالوزير الكذاب، وربما بصورة غير مباشرة بحكومة احمدي نجاد برمتها!
من المعروف ان تعيين وزير في النظام الايراني يتطلب موافقة اكثر من جهة معنية بقضايا الاخلاق والامانة والشرف، ومنها مكتب الولي الفقيه. ويصبح الأمر اكثر اهمية في حالة تعلقه بمنصب وزير الداخلية في دولة اقرب ما تكون للدكتاتورية!!
فكيف استطاع علي كردان الضحك على هذه الجهات كلها بصحة شهادته المزورة، التي عرف طلاب الجامعات بحقيقتها يوم تعيين الوزير في منصبه المرموق. ولماذا كابر الوزير كل هذا الوقت مع كل ما تضمنته شهادته من اخطاء املائية لا يمكن ان تصدر من جامعة بمستوى «اكسفورد» البريطانية!
والآن كيف اختارت جمهورية بكل هذا «النقاء» الاخلاقي وزيرا بمثل هذا المستوى المتدني ولاكثر المناصب حساسية!! واين ذهبت الايحاءات التي يدعي احمدي نجاد بأنها تنير طريقة عند سماعها؟ ان ما نقوله عن النظام الايراني لا يعني تمام صلاح بقية حكومات العالم، ولكنها على الاقل لم تدع يوما تمام الفضيلة وكمال الطهارة.
ان هذه الحادثة وغيرها المئات، سواء في ايران او في السودان وفي مناطق حكم طالبان، تبين، حتى لفاقد الحواس، ان فصل الدين عن الدولة اكثر من ضروري، وان المسألة ترقى الى مستوى الوجود او الفناء! فلا حل لمشاكل وقضايا هذا الوطن، ولبقية الدول الدينية والاسلامية بالذات، الا بفصل الدين عن السياسة بسبب او حال ومؤامرات ولف ودوران هذه الاخيرة. فإذا كان لدى وزير الداخلية في دولة ثيوقراطية بحتة كل هذه الجرأة على الكذب فيما يتعلق بصحة مصدر شهادته، فما بالك بشاغلي بقية المناصب! وما يسري على ايران يسري على دولنا العربية المتخلفة، فقد سبق ان تبين حصول نواب في مجلس الامة وغيرهم على شهادات ليسانس وماجستير من «مصانع شهادات» معروفة مقابل مبالغ لا تتعدى السبعمائة دينار!

ملاحظة:
في اليوم نفسه الذي اعترف فيه وزير الداخلية الايراني بعدم صحة شهادته، نجح علماء يابانيون في خلق فأر سليم عن طريق استنساخ عينة اخذت من فأر مات قبل 16 عاما وتم الاحتفاظ به مجمدا! وقد اثار هذا الكشف العلمي المخيف ردود فعل متناقضة، لانه يفتح الباب امام استنساخ الاموات الذين سبق ان جمدت اجسادهم بانتظار مثل هذا اليوم!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

من يشتريها بخرابها؟

طريقة سمو الرئيس في تشكيل حكومته لذيذة جدا، تأكل أصابعك وراها. نظام محاصصي معتق: القبائل الأربع مطير والعوازم والرشايدة والعجمان لكل منها ممثل في الحكومة، والحضر لهم ممثلوهم، والشيعة كذلك والنساء. أي أن الغنائم وزعت بالتساوي. وعلى كل من هؤلاء الوزراء تقديم «ضمانات الكفالة» لنفسه والتأمين الشامل عليها.
لكن ثمة ثغرة في الخطة لم يحسب الرئيس حسابها، فالوزراء الشيوخ لا درع لهم ولا ظهر، وليس أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم بالسلاح الأبيض ضد المدافع والمدرعات. والمشكلة الأكبر أن قيادة الجيش أو رئاسة الحكومة هي ذاتها غير محصنة، بل هي الثغرة الأكبر والأكثر وضوحا للخصوم. وفي كل النظريات العسكرية التي يعرفها الناس جميعا «متى ما سقط القائد سهل سقوط الجيش، ولذلك يجب تأمين مناطق القيادة بأقوى الأسلحة وأشدها فتكا»، ومنطقة قيادة الحكومة تتمركز في العراء الطلق مكشوفة الظهر والرقبة، يحرق الصيف جلدها بلهيبه ويفتك البرد في عظامها بلا مقاومة. والنواب أدركوا ذلك، وهنا لندن، وهناك الكارثة. متابعة قراءة من يشتريها بخرابها؟

سامي النصف

أول الغيث.. حلف الديزل

سبب اجراء الانتخابات الاميركية في يوم الثلاثاء هو ان الآباء المؤسسين كانوا يذهبون للكنائس يوم الاحد ثم يغادرون يوم الاثنين في عرباتهم البطيئة للمدن للاقتراع وشراء الحاجيات لذا يتم التصويت في اليوم الثالث وفيما بعد اكتشف ان التصويت ابان ايام الاسبوع يعطي افضلية للمثقفين ورجال الاعمال واصحاب الياقات البيضاء على ما عداهم.

العمل السياسي في الكويت ووطننا العربي يقوم على ان الرجال متساوون في قدراتهم كأسنان المشط، في اميركا يرون العكس لذا يقوم العمل السياسي على العباقرة والنابغين من الافراد، سبب نجاح الرئيس جورج بوش الابن هو العبقري كارل روف وسبب تفوق الرئيس اوباما هو غريغوري كريغ الذي اكتشفه عام 2003 وعرض عليه ان يكون مرشح رئاسة 2008، ومعه العبقري ديڤيد اكسلورد وهو اعلامي واستراتيجي يهودي يقف خلف تحريك جموع الشباب واستخدام الانترنت لجمع الاموال وفكرة التصويت المبكر اضافة الى كتابة الخطابات المؤثرة على الناس ومنها خطاب «نعم نستطيع» الاخير.

ولو اختزلنا واختصرنا الامور لقلنا ان خسارة ماكين تقف خلفها الاوضاع الاقتصادية السيئة وتصويته شبه الدائم للرئيس بوش وخطاب تشيني المؤيد له ومقولته قبل اشهر ان الاقتصاد في احسن احواله واختيار فريقه الفاشل لسارة بالين كنائبة له (اختياره الشخصي كان جو ليبرمان) التي افادته في اغسطس واضرته في نوفمبر حيث ظهر جهلها الكبير حتى انها كانت تعتقد ان افريقيا هي دولة وليست قارة (لدينا من يعتقد ان اميركا دولة وليست قارة) وقد اضر بها كثيرا السخرية منها في البرامج الفكاهية الليلية، والسياسي تضره الاشاعة وتقتله السخرية، بالمقابل فاز اوباما بسبب فريقه المنظم وعمليات تسجيل مؤيديه في الولايات المتأرجحة وانحياز مؤيدي كلينتون له.

ومع انتخاب الرئيس اوباما يتوافر امامه 2600 منصب حكومي لملئها والاوضاع هناك ليست بعيدة عنا حيث تتداخل واسطات متبرعي ومؤيدي ومديري الحملات لملئها هذا اضافة الى «تعيين» اعضاء في مجلس الشيوخ ليحلوا محل اوباما وبايدن و«رامبو» ايمانويل الذي استقال من منصبه ليصبح مدير المديرين في البيت الابيض، وقد ظهر عامل «برادلي» واضحا في الانتخابات الاخيرة رغم فوز اوباما حيث حصد المرشحون الديموقراطيون البيض لمناصب مجلسي الشيوخ والنواب وحكام الولايات اصواتا اكثر من اوباما ومازالت النتائج تصل تباعا علما ان النتائج التي تظهر ليلة الانتخابات ليست رسمية او معتمدة حيث يتم اعلان النتيجة النهائية بعد نحو اسبوعين من الانتخابات.

ويمكن في الولايات المتحدة ان تسجل وتصوت في اليوم نفسه واذا لم يتم التأكد من تسجيلك في الدائرة المعنية لا تمنع من التصويت بل تصوت ويوضع صوتك والاصوات المماثلة في صندوق خاص وبعد التدقيق اللاحق يتم تثبيت تلك الاصوات واضافتها للنتيجة النهائية، كذلك لو ارسلت صوتك بالبريد يوم الانتخاب ووصل خلال 10 ايام يتم اضافته، ولو صوت بالبريد وصوت بالحضور وثبت ذلك يلغى الصوتان، ويصوت عادة بعدة طرق فهناك من يقبل التصويت اليدوي بعد منتصف ليلة الثلاثاء وهناك التصويت عبر الاوراق المثقوبة والاذرع الميكانيكية (وهما نظامان يعمل بهما منذ 80 عاما) وهناك مكائن شاشات اللمس ومكائن تسجيل الانتخاب المباشر وتتم الانتخابات في الكنائس والمدارس وحتى المطاعم الشهيرة ابان عملها ولا يرأس اللجان قضاة بل ناس عاديون.

آخر محطة:
حذرنا مرارا من تأثير انتخاب الديموقراطيين على اسعار النفط، المورد المالي الرئيسي لدول المنطقة، وقد تواترت الانباء عن استبدال محور الشر الجمهوري «اكس اوف ايفل» بمحور النفط الديموقراطي «اكس اوف ديزل» الذي يستهدف الاضرار بمحور ڤنزويلا، ايران، روسيا عن طريق العمل لخفض اسعار النفط وايجاد بدائل له وسنضار بالتبعية وقد تكون ايام الاقتصاديات المزدهرة في المنطقة قد ولت دون رجعة.

احمد الصراف

.. وكذلك تكون المرأة…!

سنعطي حكومات الكويت على مدى نصف القرن الماضي كل ما تستحقه من ثناء لنجاحها في تحقيق كل ما احتاجته الامة من وسائل راحة وتقدم وعمران ومؤسسات واندية ومطار وملاعب ومدينة ملاهٍ وطرق وخطوط مياه امطار ومجارٍ والى آخر ذلك من منجزات ومعجزات هندسية. ولكن يجب الاقرار في الوقت نفسه انها فشلت بجدارة في خلق الانسان الكويتي الذي يمكن الاعتماد عليه، ليس في الملمات والكوارث، بل حتى في الظروف العادية. فمظاهر فشل الحكومات المتعاقبة واضحة يمكن رؤيتها في كل بيت وسجل مخفر وسجن ومركز ادمان، ونسب طلاق وعنوسة وابناء شؤون وقضايا البدون، وجرائم اغتصاب وعنف اسري واعتداء محارم وفي عيون كل متشرد وصعلوك. ولولا ما قام به البعض من تلاحق على ابنائهم قبل عقدين من الزمن ووفروا لهم تعليما خاصا مناسبا في تلك الايام الخوالي، بعد ان اصبح التعليم الخاص هذه الايام بمثل سوء التعليم العام، او اكثر قليلا، لقلنا على الكويت السلام، وهي الآن اقرب لـ «عليها السلام» من اي وقت مضى!
تربية اي جيل، في اي وطن او مجتمع او عائلة، لا يمكن ان تتم بمعزل عن المرأة، فهي المكون الاساسي لأي تربية اسرية، وعلى اكتافها قامت الحضارات بعد ان اضطرت للبقاء بجانب الروافد المائية تكتشف الطبيعة وتتعلم منها اسرار الزراعة والحصد والطحن والعجن، وتقوم فوق ذلك بمهمة الحمل او الخلق اضافة للنسج والحياكة، واثناء كل ذلك كان الذكر، الاقرب للقرد، يسرح ويمرح ويجري لاهيا خلف الطرائد، متجنبا عمدا كل ابداع او مسؤولية عن تنشئة الابناء والعناية بهم وبصحتهم الجسدية او العقلية، ولا تزال الاغلبية منهم تفعل ذلك.
هكذا بدأت الحضارات وهكذا استمرت وهكذا ستبقى، وبالتالي نجد ان تقدم اي امة مرتبط بمكانة المرأة فيها، فهي الحاضنة او الوعاء الذي منه تنهل الطفولة معارفها، وعلى كاهلها تقع مسؤولية استمرار تلك المعرفة، ومن هنا تأتي ضرورة الاهتمام بسلامة عقل ذلك الوعاء وبدنه لكي يستمر في عطائه المميز!
ولكن، وبعد مرور اكثر من نصف قرن من التعليم المنتظم للفتيات في الكويت، تبين ان اللبنات التربوية الاولى التي وضعها عبدالعزيز حسين وصحبه قد بدأت بالتفتت تحت اقدام «هيلق» الأخوان والإخوان، الذين اجتاحوا، بسقيم مبادئهم والبالي من عاداتهم، زهور الحضارة الندية والرقيقة التي بدأت براعمها بالتفتح مع ستينات القرن الماضي، فمنذ ذلك الهجوم الشرس والامل في التضاؤل بعد ان طلبوا من النساء ان يقرن في بيوتهن وألا يخرجن منها الا الى بيت الزوجية او المقبرة، فما اقسى قلوب هؤلاء!
نقول ذلك بمناسبة النجاحات المتواصلة التي اصبحت المرأة تحققها في كل وطن حر ومجتمع منفتح على الرغم من كل الاعاقات التي حاول ويحاول المتخلفون وضعها امامها لايقاف مسيرتها.
ولكن من الواضح انه في الوقت الذي تتعارك فيه جمال العالم من اجل الفوز بقصب السبق في كل ميدان، فإن جمالنا اختارت ان تبرك من دون حراك! كما ان هناك مساعي حثيثة لإعادة وأد المرأة وطمس شخصيتها، وابسط مثال على ذلك ما يرد عادة في الكتب المقررة على مدارس الدولة، والتي تحط من قدر المرأة ومن مكانتها، بحيث اصبحت في نظر البعض جسما معيبا وصوتا مخجلا وشخصية لا يمكن الوثوق بها او الركون لصلابتها، وتعاني النقص في كل مجال. يحدث ذلك في عهد وزيرة وسيدة مستنيرة فاضلة، وبعد ان تعاقب على سدة وزارة التربية اكثر من مدع بالليبرالية وبالفهم الصحيح لدور المرأة في المجتمع.
تعالوا نقرأ معا ما ورد في الصفحة 166 من كتاب «اللغة العربية» المقرر على الصف الثامن وفي جزئه الاول: انها تتطلع الى اسمى من هذا، انها شخصية فذة حقا. امرأة فرعون نضج هداها، وتبين لها الحق فعرفت الله كما ينبغي ان يعرف، عرفت الله «في السماء وفي الارض اله». وكذلك تكون المرأة اذا نضجت، وما اقل نضوج النساء (!!!) انتهى.
لن نسأل عن اسم المسؤول عن ارتكاب هذا الجرم بحق نصف المجتمع الاجمل والاحسن، فهذا سؤال لن نحلم بالحصول على اجابة عنه، لكننا نسأل حكومتنا، مادامت هذه فكرتها عن المرأة، فالمقرر الدراسي مقررها، عما قامت به لتغيير هذه الصورة النمطية السيئة عن المرأة؟ نسأل ونحن على علم بأننا لن نسمع الجواب، فمن الواضح ان قوى التخلف والظلام كانت، ولا تزال قوية. فقد كانت اقوى من خالد المسعود وحتما اقوى من احمد الربعي ومن نورية الصبيح، ولن تزول قوتها او تضمحل من دون قرار واضح يطالب بذلك، وهذا، كما تشير كل الدلائل، ليس بالامر المتوقع حدوثه في القريب العاجل ولا البعيد الآجل.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

هكذا قالت: «الآن… وا أسفاه»!

 

أن نرفض قانون الأحوال الشخصية أو قانون أحكام الأسرة لأنه «لا يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وفقه الطائفتين الكريمتين»، أو لأن «هناك من سيعبث في شرع الله من غير المؤهلين»، أو لأننا «أصلا لسنا في حاجة إلى هذا القانون»… فهذا لا يعني أنه لا يوجد هناك من ينتظر الخروج بصيغة مناسبة لإصدار قانون مستمد من الشريعة – وهذا ما سيكون قطعا في السابق واللاحق – ليشكل المرجعية القانونية وكذلك الشرعية للمئات من القضايا المكدسة في المحاكم، والمتعثرة إلى ما لا يعلم إلا الله من مدد.

خلال الشهرين الماضيين، حملت مجموعة من المواطنات البحرينيات على عاتقهن المطالبة بحقوق المطلقات والمهجورات، بل ولم يضرب الوهن فيهن، إذ بدأن بإرسال خطابات إلى رئيس وأعضاء المجلس النيابي، ثم اتجهن إلى وزارة العدل والشئون الإسلامية، وبعد ذلك، إلى المجلس الأعلى للقضاء، وكان الاعتصام الذي نظمنه يوم 28 من الشهر الماضي، تتويجا لبرنامج العمل الذي تم طيلة الفترة الماضية…

جهة واحدة هي التي لم تكن متفاعلة مع أوضاع هذه الفئة، وهي المحاكم الشرعية، اللهم إلا من (شخص واحد) كان مقدرا لهذه الحركة ومؤكدا أن القضاة الشرعيين لا يريدون أن يكونوا في موقع «الذنب والاتهام» بأنهم السبب وراء الظروف الصعبة التي تعيشها بعض المطلقات والمهجورات، إلا أنه يؤكد في الحال ذاته، أن المحاكم تحسنت كثيرا عما كانت عليه في السابق، معترفا بأنه في السنوات الماضية كانت القضايا الشرعية تعشعش طويلا في الأضابير، مرجعا هذا الأمر إلى أن القضاة اليوم، عليهم رقابة من جانب المجلس الأعلى للقضاء، وهذه الرقابة الصارمة هي لحفظ حقوق الناس…

محدثي في الوقت ذاته يشير إلى أنه فعلا، هناك قضايا «يقف» فيها القضاة الشرعيون أحيانا إلى صف الرجل، وتتعرض المرأة لأنواع من التنكيل، لكن هذه الصور لم تعد موجودة إلا على مستوى قليل جدا، لكنها موجودة! وتم رصد عدد من تصرفات بعض القضاة في المحاكم الشرعية التي لا تستقيم مع المسئولية الملقاة عليهم، ولكن للقضاة أيضا مطالب، فهل قمت بزيارة لترى مستوى مكاتبهم؟ وهل نظرت إلى حال الفوضى التي تعم مكاتبهم من الداخل والخارج حتى وقت دخولهم وخروجهم؟

ولأن الموضوع ليس مخصصا للحديث عن ظروف القضاة، بل هو إشارة إلى تحركات المطلقات والمهجورات، فإنه من الصعب أن نتمنى من قضاة الشرع «الاهتمام بقضايا المطلقات والمهجورات» وأسرهن التي يتعرض بعضها لأقسى الظروف والمعاناة، ثم ندعو الدولة إلى النظر في أوضاع القضاة، فليس للأمر علاقة، لكن قضاة الشرع يستحقون الخير.

«الآن قالت وا أسفاه»… تلك المواطنة التي لم يمضِ وقت طويل بين مشاركتها في اعتصام لرفض قانون أحكام الأسرة، وبين طلاقها الذي جعلها في حال يرثى لها لأن زوجها فضل أن «يعلقها» تاركا لها مسئولية رعاية أبنائه الأربعة، مشترطا تنازلها عن البيت (الأمل)… لكي يطلقها!

الآن هي تشارك في اعتصام المطلقات والمهجورات اللواتي يخاطبن ضمائر المحاكم الشرعية: «رفقا بالقوارير»

احمد الصراف

شكرا لغادة وحصة وعلي فأنتم الأمل

دعيت قبل ايام الى حضور معرض الانشطة المتنوعة الذي اقامته مجموعة «صوت الكويت» في «بيت لوذان» كان اللقاء مميزا وجميلا منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي بوابة المعرض.
شباب وشابات في عمر الزهور و«رائحة» الندى الطري تشع من عيونهم الفتية وصوت الامل يتسلل من نفوسهم غير الملوثة، وكل ذلك يشعرك بمدى توقهم للخير لوطنهم الذي اختطفته على مراحل مجموعة متخلفة من البشر الذين لم يكتفوا برفض الخير لهذا الوطن وأهله، بل قاموا بشن حرب كراهية لا هوادة فيها على كل محب للحرية بكل نسائمها!
كم تمنيت ان اكون وقتها في عمر البعض منهم لاعود نشطا واعمل معهم واحاول قدر ما استطيع زرع الحب هنا والامل هناك، والدعوة الى الحرية للجميع فليس في الوجود ما هو اثمن من الحرية، خصوصا لذلك النفر الرائع من الشباب.
«صوت الكويت»، تجمع شبابي عفوي تقف خلفه اسماء كبيرة بمكانتها وخلقها، وتستحق كل احترام ليس فقط لدعمها المادي والادبي، بل وايضا لاستعدادها لفعل الكثير من اجل رفعة هذا الوطن الصغير وان يكون مكانا آمنا للجميع من دون تفرقة، وبالتالي فإن هذا التجمع لا يهدف الى تحقيق نصر سياسي ولا عائد مادي، وربما العكس هو الصحيح، بل نشأ لمحاربة كل غلو وتطرف في التفكير والتصرف ولاعطاء الفرصة للطاقات الشابة لكي تخرج ما عندها وتبدع في كل مجال، بعيدا عن سخف القيود وصرخات التابو وقواعد المنع وسيطرة العادات والتقاليد البالية التي لم نجن من التمسك بالتالف والمتخلف منها سوى الخواء.
سعدت كثيرا بتلك الوجوه الطيبة جميعها التي عرفتني او تعرفت علي، وكنت لدقائق جميلة احس وكأنني اسير على وسادة هوائية تحملني من غرفة الى اخرى من دون عائق او خوف!
وقبل ان اخرج مودعا سألني «حمد» بم تنصح شابا بمثل عمري، فقلت له ما سبق ان قرأت ما يماثله من مدونة «الجابرية زحمة» لــ «شروق مظفر»: سر في طريقك ولا تلتفت لما يقوله المتخلفون والمتطرفون، وابذل الجهد في تجنب الجدال معهم، وخلاف ذلك ستكتشف بعد سنوات، كما اكتشفت اخيرا، بأنك أضعت اجمل سنوات عمرك في الجدال مع مجموعة من الخشب المسندة.
خرجت من ذلك التجمع الشبابي وجلست في السيارة افكر في كل ما رأيت، ولم استطع ان اغالب دموعي، وانا افكر في المصير المجهول الذي ينتظر كل واحد منهم! فكم سيصمد من هؤلاء ويستمر في طريق العقل والمنطق؟ وكم منهم سينهار تحت ضغط الظروف وطلبات الاهل وسوء التعليم وضعف الادارة السياسية لينتهي الحال بعدد منهم اعضاء في جمعية دينية سياسية تسحق شخصيته وتجعله رقما انتخابيا يحقق شهوات ومصالح القائمين على تلك الخرائب؟! بعد ان تنجح في القضاء على كل ما كان لديه او لديها من طموح وحب للحياة وتوق الى الحرية.
شكرا لك يا «غادة» ويا بدر ويا فجر ويا علي ويا حمد ويا ضاري ويا السنافي ويا حصة، وغيركم العشرات الذين لا تزال ملامح وجوهكم حية في ذاكرتي، ولكن من غير اسماء.. شكرا لكم فقد اعدتم الامل الى قلبي المتعب من الصراع مع قوى التخلف، ونفسيتي شبه اليائسة من صلاح الوضع.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

تحذير من ماما أنيسة

عذرا لغياب «آمال» يوم الثلاثاء الماضي (4 نوفمبر 2008) بسبب «الصخونة»، وأيضا بسبب الزميل سعود العصفور الذي كان يجلس بجانبي أثناء كتابة المقالة ومسح العرق، والذي أوقفني بأمر جمهوري ظالم: «بو سلمان توقف عن كتابة المقالة وركّز على حلقة الليلة، كي لا تفقد المقالة والحلقة في آن واحد، فمقالتك كما أراها أمامي مفككة وغير مترابطة ويظهر فيها تأثير نزلة البرد بوضوح، وحلقة الليلة خطرة ومليئة وشائكة وتعتمد على أدائك الفردي»، صدر هذا الأمر الجمهوري في الساعة السابعة مساء يوم الاثنين الماضي. لذا فالعتب على زميل الدرب «بو عبد العزيز»، و«حاسب سعود لا تحاسبني أنا». متابعة قراءة تحذير من ماما أنيسة

سامي النصف

وداعاً سيد بوش

مع انتهاء الانتخابات الأميركية والفوز التاريخي للسيناتور أوباما ينتهي دور الرئيس جورج بوش ويبقى تأثير أعماله وقراراته قائما في العالم أجمع، وللبعض بالتأكيد مآخذ كثيرة عليه، الا اننا في الكويت والعراق ودول الخليج لا ننسى له ولوالده الرئيس جورج بوش الأب الأعمال الجليلة التي قاما بها ونود أن ترسل له طائرة خاصة في وقت لاحق لاستضافته وزوجته المحبة للكويت في بلدنا كما جرى الحال مع والده.

ففي عهد بوش الأب تم رسم خط في الرمال لمنع الطاغية صدام من البقاء في الكويت ومنع جيشه المليوني من استكمال مسيرته واحتلال منابع النفط في الجزء الشرقي من السعودية ثم ابتلاع البحرين وقطر والإمارات حاله كحال الطاغية هتلر في أوائل الحرب الكونية الثانية.

أما ما قام به الرئيس بوش الابن فلا يقل انجازا عن والده، حيث ساهم في إسقاط احد اكثر الانظمة قمعا وتخلفا وإساءة لصورة الإسلام الناصعة في التاريخ ونعني نظام طالبان، ثم ألحقه بإسقاط نظام صدام القمعي، وتنفس الشعب العراقي ـ بعد طول عناء ـ الهواء النقي، وأصبحنا في الكويت والخليج آمنين على مستقبل اجيالنا المقبلة، والفضل في ذلك بعد الله للرئيس جورج بوش.

إن سقوط الرئيس بوش يعني انحسارا «مؤقتا» للتوجه اليميني المحافظ في الولايات المتحدة والذي تمثله اجتماعيا الكنائس وكبار السن ورجال الأعمال، وجغرافيا ولايات الجنوب والوسط، لحساب التوجه الليبرالي واليساري الذي تمثله اجتماعيا الأقليات الدينية والعرقية ورجال النقابات والشباب، وجغرافيا ولايات الشمال والغرب.

ولا شك في ان الاوضاع المالية العامة والهزات الاقتصادية المتتابعة قبيل الانتخابات من ارتفاع جنوني لأسعار الوقود وأزمات العقار والبنوك وبطاقات الائتمان اضافة الى تحرك شباب «نبيها خمسين ولاية لصالح أوباما» وقيامهم بعمليات تسجيل ونقل أصوات ضخمة للولايات المتأرجحة، كل ذلك قد حسم الأمر وأهدى الفوز التاريخي للرئيس المفوّه باراك أوباما.

لقد تمنى العالم وبعض الجيران فوز أوباما وحدث ما تمنوه، ونستغرب في هذا السياق ممن يشجع فوز الاقليات في اميركا ويقمعها في بلده ومن يعجب بالحريات العامة والدينية وبناء دور العبادة هناك ويمنعها هنا ونقصد بـ «هنا» دول العالم الثالث، ويتبقى ان برغماتية اوباما لن تمنعه من إظهار أنيابه والقيام مستقبلا بعمليات عسكرية في مناطق مختلفة في العالم والخليج على رأسها.

آخر محطة:
(1) قد يوجه الرئيس اوباما جل جهوده الخارجية لحل مشاكل القارة الافريقية كالسودان والكونغو والصومال وزمبابوي (لديهم صدام آخر يدعى موغابي) وكينيا على حساب مشاكل الشرق الاوسط.

(2) الصورة المعبرة التي نشرتها بالأمس الزميلة «الرؤية» لأوباما وهو يلبس الدشداشة الكويتية والغترة والعقال جعلته أشبه بالمطرب الأسمر خالد الملا.

احمد الصراف

مستيك الرجيب وأوباما

على الرغم من أن شهرة الروائي وليد الرجيب وتعدد اعماله، فان قصته البديعة «مستيك» كانت الاولى التي اقرؤها له، ولم تأخذ مني الا القليل لانهائها، ليس لقصرها، بل لجمال سردها الذي يشدك فتقلب صفحاتها لاهثا من دون ان تشعر بمرور الوقت، او التعب.
تشم من خلال صفحات الكتاب عبق الماضي غير البعيد وتسمع اصوات الباعة في الشوارع وصوت «نخم الجليب»، او تنظيف الآبار، وترى بين حروفها تصاعد خيوط البخر وهي تتسلل من بين تراب الارض الى انفك بعد ارتطام ماء سيارات البلدية به وهي تجوب الشوارع محاولة التخفيف من شدة الحر.
قد تكون رواية «مستيك» الاولى في تاريخ كتابة الرواية في الكويت التي يتطرق فيها كاتب بحجم، وبخلفية الرجيب الاثنية، إلى جانب من حياة شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي من الذين تعود جذورهم إلى فارس! ولا يعيب هذه التجربة، او السابقة الجميلة، ما وقع فيه الكاتب من هفوات بسيطة عند تطرقه إلى سرد تاريخ واسباب هجرة هؤلاء، وغيرهم الى الكويت، والذي يسبق احداث الرواية بأكثر من قرن. فقد حاول الكاتب جاهدا، ونجح في التعامل مع جميع شرائح المجتمع، من خلال شخوص الرواية، بطريقة تتسم بالكثير من الحيادية والتسامي عن الصغائر، مشددا على انه ليس هناك من له فضل على الآخر، طالما ان الجميع اتى إلى هذه الارض لحاجة ما. وربما يكون المأخذ هنا انه وضع الكلام على لسان «مانع نهار»، العامل في شركة النفط والاب الروحي لمستيك، او مصطفى، الشخصية الرئيسة في الرواية، بشكل يميل إلى الخطابة عندما قال له معترضا على تساؤل مستيك: «انت كويتي وانا كويتي وش هالخرابيط! في الكويت ناس نزحوا من كل مكان من تركيا الى العراق الى ايران الى نجد الى فلسطين الى الهند الى مختلف الاصول الاخرى كلهم عندهم جنسية وكلهم مواطنون يحبون الكويت..»!
ملاحظة: يمكن الحصول على رواية «مستيك» من مكتبة «فيرجن» في «المارينا مول».

تزامنت قراءتي للرواية المليئة بالشجون، التي ربما لا تعني الكثير للبعض، مع ورود انباء فوز باراك حسين اوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية، واخذت افكر في عظمة تلك الدول وهوان حالنا، وكيف ان المعدن الحقيقي لاي امة يظهر في المحن وليس في اوقات الرخاء، وسرح بي الخيال فيما لو ان حسين اوباما اتجه قبل نصف قرن إلى الكويت، بدلا من اميركا، وتزوج كويتية وانجب منها طفلا وتركها وعاد إلى كينيا، لكان ابنه الذي اصبح في منتصف اربعينياته الآن لا يزال مسجلا في كشوف الـ«بدون» وامه لا تزال تنتظر دورها للحصول على احد بيوت الدولة المخصصة للارامل والمطلقات!
قطع حسين اوباما 14500 كيلو مترا ليصل الى اميركا، وليتزوج اميركية وليحقق ابنه حلما طالما راود مخيلة ملايين البشر في وصول اسود بيت ابيض! وهنا لا يزال من جاء الكويت قبل اكثر من 200 عام محرما عليه العمل في نصف مؤسسات الدولة ودوائرها الحساسة وشركاتها الخيرية، وقائمة المنع في ازدياد بفضل الصحوة المباركة.

أحمد الصراف