احمد الصراف

دكتوراه وأثقل نعال

ناشد المنسق العام لـ «تجمع حملة شهادات الدكتوراه الكويتيين»، السيد سلطان الشريدة (الرؤية 12ــ10) اللجنة التشريعية في مجلس الامة البت في اقتراح بقانون قدم اليها يتعلق بتنظيم اوضاع حملة شهادات الدكتوراه العاملين في الجهات الحكومية!
يعني هذا ان المنسق العام للتجمع، والذي ربما يوجد معه منسقون آخرون اقل عمومية، يمثل مجموعة من المواطنين الكويتيين الذين ترك البعض منهم وطنهم وتغربوا ليدرسوا في الخارج، وجلس بعضهم الآخر في بيوتهم ليراسلوا مجموعة عناوين لمواقع معينة على الانترنت، وليحصلوا، بطريقة او بأخرى، على شهادة «دكتوراه» من جامعات ما، وبعضها اشتهر ببيع شهادات جامعية، كالتي حصل عليها نائب معروف سبق ان قابل رئيس الوزراء ليريه الشهادة التي لا تساوي حتى ما أنفق من حبر في كتابتها، ان هؤلاء جميعا لم يتم الاعتراف بشهاداتهم، وبالتالي اصبح وضعهم الوظيفي مقلقاً ومعلقاً، كما ان بعضهم من غير وظيفة!
وهنا يطالب السيد سلطان الشريدة اللجنة التشريعية ومجلس الامة بإصدار قانون يمكن عن طريقه تجاوز تحفظات وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي واعتراضات قيادات الجامعة والمعاهد التطبيقية والمتخصصة والعسكرية، القاضية بعدم قبول اعتماد شهادات صادرة من جامعات غير معترف بها او «خرطي»، وتحويلها الى شهادات معترف بها بالرغم من انف رافضيها، وحتى الجهات التي سبق ان اصدرتها، والتي تعلم أن لا احد يعترف بها!
والعجيب والفاضح ان المنسق العام شكر النائبين علي الهاجري ومحمد الهايف لموقفهما «العظيم والمشرف» الرافض حتى لفكرة قيام اللجنة التشريعية بالاستئناس برأي وزيرة التربية وقياديي الجامعة، وضرورة تجاوزهم والموافقة على مقترح قانون الاعتراف بشهادات هؤلاء من دون تردد، ومن دون نقاش مع اي طرف!
وهذه هي السابقة الاولى في تاريخ الجنس البشري التي يطالب فيها برلماني (!!) بالاعتراف بشهادة جامعية بقوة القانون.
وبالأصالة عن نفسي وعن بقية الشعب الكويتي من غير حملة شهادات الدكتوراه المشكوك فيها، نناشد اللجنة التشريعية في مجلس الامة إمهالنا بضعة اسابيع لكي نتمكن جميعا من الاتصال بالجامعات السهلة و«السبهللة» الموجودة في العالم والحصول منها على شهادات دكتوراه متنوعة، ومن ثم لمجلس الامة، بقيادة النائبين الهاجري والهايف، اصدار قانون الاعتراف بهذه الشهادات مرة واحدة لنصبح بعدها شعبا كامل الدسم من حملة شهادات الدكتوراه، وندخل موسوعة «غينيس» للارقام القياسية على انجاز علمي غير مسبوق، وليس لسبب يتعلق بصنعنا اكبر «بيتزا» في العالم او امتلاك اطول لسان او انتاج أثقل نعال!
نتمنى من محبي النائب محمد الهايف تقديم الشكر له على موقفه «المشرف» من حملة شهادات الدكتوراه غير المعترف بها، وسعيه الحثيث لإنصافهم! وموقفه هذا كفيل بجعل العالم اجمع يضحك على كمال «خيبتنا»!
* * *
• ملاحظة: قال لي صديق ان هناك ثوابت وهناك متحركات. والامثلة تشمل كل شيء تقريبا. وقال ان ثوابته الدينية والسياسية والاخلاقية صلبة وثابتة ولا يخاف عليها من الاهتزاز، وبالتالي لم يفكر يوما في القيام بأي فعل للحفاظ على قوة ثباتها. اما ثوابت الآخرين، على حد قوله، فإن اهتزازها المستمر واهتراء قواعدها يتطلبان منها تكوين لجان ووضع خطط للسيطرة على اهتزازها المستمر! وفهمكم كاف.
* * *
• ملاحظة (2): طالب النائب حسين القلاف بحل مجلس الامة وتعليق الدستور الى اجل غير مسمى! ولكن، ألم يقسم القلاف علي احترام الدستور والمحافظة عليه؟ ام ان هذا القسم عند السيد القلاف وبقية النواب لا يعني شيئا ولا يسوى قيمة الورقة التي قرأوا منها نص القسم؟

أحمد الصراف

سامي النصف

لماذا تخدينا؟!

«الخداي» هو الغفلة أو العبط، كما يقول أهل مصر وقد كان بعض أهل الكويت يتهمون بعض أهل البحرين به حتى أجابهم المرحوم يوسف الشيراوي برد مفحم ضمن استراحة نشرها في الزميلة «الوطن» حين ذكر أن خداي أهل البحرين كلام منثور لا دليل عليه أما خداي أهل الكويت فهو مثبت بالحديد والاسمنت و«الكونكريت» حيث لا تخلو مشاريعنا الكبرى – بعكسهم – من الأخطاء الجسيمة التي تكلف المليارات دون داع.

وإليكم بعض الأسباب التي أدت إلى «تخدينا» وتخلفنا عن الركب بعد أن كنا في مقدمة الصفوف في جميع مجالات الحياة الفكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والفنية والرياضية والمسرحية والغنائية.. الخ، ليس في منطقة الخليج فحسب بل على مستوى وطننا العربي الكبير وما حوله ومن ثم فإن معرفة المرض تسهل علاجه.

كوننا وبخداي غير مسبوق كسرنا العصا وأكلنا الجزرة فانتقلنا من معاقبة المسيء ومكافأة المحسن إلى معاقبة المجد ومكافأة المسيء… وعجبي! وضعنا أصحاب الصفوف الخلفية في المدارس ممن لا فكر ولا علم ولا عزم لديهم في مقدمة الركب وجعلناهم بذكاء شديد من يقودون العمل في القطاع العام وحتي الخاص فدمروا الاثنين. خياراتنا في كثير من الأحيان لمن يقود الوزارات والإدارات والمؤسسات الحكومية خاطئة، خاطئة، خاطئة حتى النخاع ولن يصلح حالنا قط دون عمليات تغيير واسعة في مفاصل الدولة المترهلة تمس الأشخاص ومنهاجية العمل. في ظل تعقيدات الحياة وتشابك العلاقات لم نقم حتى اليوم بخلق مستودعات عقول تدرس القضايا وتأتي بالحلول الناجعة القابلة للتطبيق فلايزال القرار في دوائرنا الحكومية والخاص فرديا، فرديا. وقوفنا برضا شديد عند عملية الافتخار بممارستنا السياسية ولا أكثر من ذلك حتى أصبحت تلك الممارسة كـ «نونية» عمرو بن كلثوم التي قيل ان قبيلته «تغلب» استغنت بها عن المكارم. مشاحناتنا السياسية التي لا تنتهي وأكذوبة ان تلك المشاحنات الفارغة لا تدل على «الخداي» بل على حسن الممارسة السياسية وانها تدفع بعمليات التنمية إلى الأمام. عدم تعلمنا قط من أخطائنا كما تفعل حتى بعض أنواع القردة العليا وإصرارنا الدائم على تكرارها إلى ما لا نهاية. استماعنا لآراء أكثرنا غضبا واعلانا صوتا وتجاهلنا لآراء أكثرنا حكمة ورزانة. انعدام الوطنية وحب الوطن من النفوس وتقديم الولاءات البديلة ودعم المنتمين لها حتى لو انعدمت لديهم الكفاءة والمقدرة. اهتمامنا الشديد بالمظهر لا المخبر وتقديسنا لبعض أصحاب الشهادات العليا.. المشتراة! تفشي منهجي الحرمنة والحمرنة على مناحي الحياة وجعل المال لا المرجلة ومكارم الأخلاق هو الهدف الأساسي والأسمى للحياة. كثرة ووفرة الدواوين التي تسببت في ترهل أداء المهني والحرفي الكويتي حتى أصبح يضرب به المثل في وفرة الأخطاء و.. الخداي.

احمد الصراف

آلاف كلينتون و«الوطني»

قام البنك الوطني قبل يومين باستضافة الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون ليكون ضيفا رئيسيا في حفله السنوي المعتاد. وكان الرئيس السنغافوري لي كوان يو ضيف العام الماضي.
وقد تطرق الزميل محمد مساعد بطريقة فكهة الى موضوع المكافأة التي حصل عليها الضيف الكبير، وقال انها ربما كانت 500 الف دولار. كما تحدث آخرون عن ارقام اكبر. واستنكر صديق ضخامة المبلغ واستهجن دفعه لرئيس أسبق!
على الرغم من اهمية المبلغ، وضخامته النسبية، مقارنة بالوقت الذي انفقه الضيف في إلقاء كلمته والاجابة عن بضعة اسئلة، فإن الامور في واقع الحال اكثر تعقيدا مما يظن ويعتقد البعض. وحتما لو كان الضيف فردا عاديا لما نال الموضوع كل هذه الضجة، ولما حصل على ذلك المبلغ، وهذا من بديهيات الحياة. ونجد هنا ان من الضروري توضيح الامور التالية:
أولا: المبلغ الذي تم تداوله شفاهة وكتابة غير دقيق، ونعتقد، بحكم خبرتنا، انه بحدود 150 الف دولار او اكثر قليلا. وهذا المبلغ لم يدفع لغرض سفيه ولن يصرفه الضيف على شراء كماليات سخيفة، بل قام البنك الوطني، حسب اعتقادنا، وهذا ما استنتجناه من اللوحات التي كانت تزين قاعة الاحتفال، قام «الوطني» بدفعه لـ «صندوق كلينتون الخيري»، كما هي حال جميع المبالغ التي يحصل عليها الرئيس الاسبق في مناسبات مماثلة، وهي حتما عديدة.
ثانيا: يقوم صندوق كلينتون بالصرف على مشاريع ومبادرات عالمية متعددة، بإشراف مؤسسة كلينتون، وخصوصا في الدول الاكثر احتياجا للمساعدات، وبالذات في مجالات الدراسة والابحاث العلمية والبيئة ومحاربة الفقر وغير ذلك الكثير. وبالتالي، فهذا المبلغ دفع للشخص المناسب ليصرف في المكان المناسب. ولمعرفة المزيد عن انشطة هذا الصندوق يمكن الرجوع الى العنوان التالي: www.clintonglobalinitiative.org ، ليرى حجم النطاق الكبير الذي تغطيه انشطة الصندوق، علما بأن هذا الصندوق وما تلقاه ويتلقاه من مساهمات خارجية (خليجية) سيكون له دور شبه سلبي في موافقة الكونغرس الاميركي على تعيين هيلاري كلينتون في منصب وزيرة خارجية حكومة باراك اوباما!
ثالثا: اعتقد ان حجم الدعم المعنوي الذي حصل عليه البنك المضيف والسمعة الطيبة التي كسبتها الكويت عالميا من وراء وجود شخصية بحجم الرئيس كلينتون، يساويان ما دفع لصندوق كلينتون ويزيد على ذلك بكثير.
رابعا: لو قمنا بمقارنة المحصلة من صرف مبلغ 150 الف دولار مثلا على حملة اعلانية عن البنك، لما كان مردودها اكبر من حجم المردود الدعائي والمعنوي الكبير الذي حصل عليه البنك، والكويت بالتالي، من الزيارة. وبناء على ما سبق يجب النظر الى الموضوع من منظورين اعلاني ومعنوي، اضافة الى جانبه الخيري الكبير، خصوصا ان البنك يسعى للتوسع على النطاق العالمي، حسبما ورد في كلمة السيد دبدوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك الوطني، في ذلك الحفل.
نشكر «الوطني» على مبادراته المميزة في هذا المجال، ونتمنى لإدارته ومساهميه دوام التقدم، كما نتمنى ان تحذو البنوك الاخرى حذو هذا البنك الرائد.
> ملاحظة: نشرت «القبس» (10 ـــ 11) نقلا عن موقع الكتروني، خبرا عن اقدام وزارة الخزانة الاميركية على تعليم «انظمة التمويل الاسلامي» لوكالات التنظيم المصرفي والكونغرس وباقي اجزاء الفرع التنفيذي في واشنطن!! ولعدم منطقية الخبر، في ضوء الخسائر المخيفة والهائلة التي منيت بها الشركات والبنوك الاسلامية بالذات، كغيرها من المؤسسات، فقد قمنا بالبحث في الانترنت وتبين عدم صحة الخبر جملة وتفصيلا. ونشر هذه الملاحظة دليل صحة وعافية «القبس».

أحمد الصراف

سامي النصف

وماذا عن أداء القطاع الخاص؟!

أعجب من استهزاء بعض رجال القطاع الخاص من أداء الجهاز الحكومي والواقع ان ذلك الأداء مهما تواضع حاله – حال أداء الأجهزة الحكومية في جميع الدول – فلن يتسبب ترهله في إفلاس الناس بعكس القطاع الخاص الذي يفترض ان يعلم مديروه أن ترهله وعدم كفاءته قد يؤدي إلى الإفلاس وخراب البيوت.

استمرت الحرب الأهلية في لبنان 17 عاما إلا أن بنكا واحدا لم يعلن إفلاسه رغم أن بنوكهم هي التي تدعم الحكومة بالأموال لا العكس، والحال معهم كذلك مع الأزمة العالمية الحالية التي كادت تطيح بأحد أكبر بنوكنا العاملة لولا إنقاذ الحكومة له، ويمكن عبر قياس أداء البنوك الكويتية أن نقيّم أداء القطاعات الخاصة الأخرى في البلد.

ففي عام 1976 أوشكت البنوك الكويتية والشركات الخاصة الأخرى أن تعلن إفلاسها لولا تدخل الحكومة السريع لشراء الأسهم وإنقاذ الاقتصاد ولم تمض سنوات قليلة حتى تكرر الحدث عام 1982 مع كارثة المناخ وضخت الدولة عشرات المليارات لمنع إفلاس البنوك والشركات الكويتية الخاصة «من تاني» وتكرر هذا الأمر للمرة الثالثة عام 1991 بحجة الاحتلال الصدامي الذي استمر 6 أشهر لا 17 عاما كحال لبنان، وفي منتصف التسعينيات اضطرت الحكومة إلى أن تصدر قرار شراء المديونيات الصعبة كي لا تفلس البنوك وشركات القطاع الخاص.

ويأتي التدخل الحكومي الخامس هذه الأيام لإنقاذ البنوك والشركات الخاصة وهو أمر لابد منه كي لا يضار مئات الآلاف من المودعين وحملة الأسهم إلا أنه يثير تساؤلا محقا عن الفارق في الأداء أو سوء الأداء بين القطاعين العام والخاص في الكويت وعما سيحدث عندما يستمر انخفاض أسعار النفط ولا يعد في الخزانة العامة ما يكفي لعملية إنقاذ سادسة للقطاع الخاص؟!

إن علينا كحكومة وكمواطنين أن نصرخ بأعلى صوت بعد انتهاء الأزمة الحالية بأننا لن نقبل بعد اليوم بأن يورط الشعب الكويتي مرة أخرى من المقامرين والمغامرين ممن يرون في البورصة وفي أموال المساهمين والمستثمرين غنائم وأسلاب حرب يجوز نهبها وسرقتها دون خوف من محاسبة أو عقاب وأن يتحول القطاع الخاص من داعم للميزانية العامة إلى مدعوم بشكل دائم منها.

آخر محطة:
لو بعث صدام من قبره وحشد على حدودنا جيشه المليوني لما توقفنا للحظة، هذه الأيام، عن الصراع والشقاق.. ومللنا ومل الناس معنا مما يجري و«كفاية».

علي محمود خاجه

هذا حل

بناء على ما قاله كبير أندية التكتل أطلب من الأندية ما يلي:

السيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم،،،

نعلن نحن -الموقعين أدناه- رؤساء الأندية الكروية الأربعة عشر في الكويت، إقرارنا ومطالبتنا بتطبيق نظام الأربعة عشر عضوا في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وهو ما يعني إجماع الأندية الكروية في الكويت على هذا النظام.

الاســم                            المــنصــب                              الــتــوقـيــع

خالد رابح                        رئيس مجلس إدارة نادي التضامن

خالد الجارالله                    رئيس مجلس إدارة نادي الجهراء

منير العتيبي                    رئيس مجلس إدارة نادي خيطان

محمد ثلّاب                     رئيس مجلس إدارة نادي الساحل

عبدالله الطريجي                رئيس مجلس إدارة نادي السالمية

يعقوب رمضان                رئيس مجلس إدارة نادي الشباب

علي شعبان                     رئيس مجلس إدارة نادي الصليبخات

جمال الكاظمي                 رئيس مجلس إدارة النادي العربي

وليد الفليج                       رئيس مجلس إدارة نادي الفحيحيل

طلال الفهد                      رئيس مجلس إدارة نادي القادسية

أسعد البنوان                     رئيس مجلس إدارة نادي كاظمة

عبدالعزيز المرزوق           رئيس مجلس إدارة نادي الكويت

فلاح غانم                       رئيس مجلس إدارة نادي النصر

فهد غانم                        رئيس مجلس إدارة نادي اليرموك

 
وهذا الميدان يا طلال، ولنعرف اليوم من يقف مع القانون ومن يعرقله.

خارج نطاق التغطية:

تجمع مبهر جدا اسمه صوت الكويت، نجح في لم شمل الأسرة الكويتية احتفالا بالدستور… الغريب في الأمر هو أننا لم نشهد وجود أي من تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية في هذا التجمع، عسى أن يكون المانع خيرا!

سامي النصف

المقالات الاقتصادية

الزوبعة الاقتصادية المالية التي تعصف بالعالم هي أشبه بعاصفة هوجاء اسقطت 200 شخص (أو دولة) في البحر، الجميع سقطوا في الوقت ذاته إلا أن خروجهم من الماء سيختلف طبقا لاختلاف القدرات بين شخص وآخر فالرياضي ومن يجيد السباحة سيخرج سريعا وسيتلوه من هو أقل قدرة قليلا منه وقد يبقى في اليم للأبد من ترهل فكره وجسده ففقد القدرة على العوم.

في أواخر التسعينيات سقطت جميع دول شرق آسيا في بحر الأزمة الاقتصادية وقد خرجت منها سريعا سنغافورة ثم ماليزيا وهكذا حتى انتهت بخروج إندونيسيا، إلا أنها نجت في النهاية كونها جميعا أمما تعرف السباحة ويقوم عملها على اقتصاديات راسخة وقوية ولا تأنف من مساعدة الآخرين لها على الخروج من أزمتها.

وعليه نعلم وبشكل مسبق أن الولايات المتحدة وأوروبا ودول شرق آسيا ستخرج من الإثقال المالي خلال أشهر أو سنوات قليلة كونها تملك اقتصاديات حقيقية ولن يدفع ثمن الأزمة إلا دول الاقتصاد الورقي أو الريعي القائم على مورد واحد تنخفض أسعاره مع كل إشراقة شمس.

ولو نظرنا للخليج لوجدنا أن دوله ستتفاوت في عملية الخروج بل اننا رقبنا ذلك التفاوت في مؤشرات البورصات الخليجية، حيث تحول البعض منها للأخضر والبعض الآخر حافظ على درجة نزول معقولة والبعض الثالث على درجة انحدار قوية ومؤشرات حمراء طوال الوقت ومعروف أن البورصات هي في نهاية الأمر انعكاس لأداء الاقتصاد العام وحسن أداء إدارات الشركات المختلفة.

ففي السعودية على سبيل المثال هناك اقتصاد حقيقي يقوم على مناطق صناعية ضخمة في الجبيل وينبع ومنتوجات زراعية وحيوانية وألبان تصدر لمختلف أنحاء العالم، إضافة إلى النجاح في تحويل السياحة الدينية من موسم حج قصير إلى موسم حج زاخر طوال العام عبر توسعة المناسك إضافة إلى تشجيع عمليات السياحة والاستثمار بشكل حقيقي في البلاد.

وإذا ما نظرنا إلى الإمارات وقطر والبحرين وعمان نجد عمليات تحول جادة لدول المركز المالي العالمي عبر الاستعانة بالخبراء الدوليين وتقليل البيروقراطية وترسيخ الاستقرار الأمني والسياسي وإنشاء شركات طيران (حكومية) تملك مئات الطائرات لإحضار عشرات المليارات من السائحين والمستثمرين للدول المعنية ومن ثم إن نجح مشروعهم بالاستغناء عن النفط عبر تشجيع الموارد البديلة كان بها أو يكفي أنهم قاموا بمحاولات شديدة الجدية في هذا الشأن.

يبقى بلدنا الذي توقفت المشاريع الحكومية به منذ عقود بسبب المشاحنات السياسية التي لا تنتهي والاتهام الدائم بأن في كل مشروع سرقة وفي كل تحرك خطأ، ثم امتد مشروع إيقاف المشاريع إلى القطاع الخاص، حيث سنت قوانين «الحقد والحسد» الشهيرة فهربت الأموال الكويتية من الكويت وتوقف البناء والتعمير ولم يبق لنا إلا اقتصاد ورقي زائف لا صناعة ولا زراعة ولا خدمات فيه مما يهدد ببقائنا في بحر الأزمة الاقتصادية إلى أجل غير معلوم بعد أن فقدنا القدرة على العوم الذي كنا الرواد والسباقين فيه.

آخر محطة:
من الأمور المضحكة المبكية التي سيحاسبنا التاريخ عليها أن كل المتغيرات السياسية والكوارث الاقتصادية لم توقف للحظة عمليات الابتزاز والهدم والتشاحن السياسي الذي لا يتوقف لدى أهل بيزنطة الحديثة.

احمد الصراف

أربعة مطبات

1 ـــ توجد لدينا وزارتا صحة واشغال وهيئة عامة للبيئة ودوائر في البلدية معنية بإشغالات الطرق والنظافة العامة ويعمل فيها جميعا جيش من الموظفين المعنيين بنظافة الشوارع والسواحل والطرقات، ومع هذا وجد السفير الياباني ان هذا الجيش عار على الكويت وشعبها، ولهذا قام، ومجموعة من المتطوعين من مقيمين ومواطنين، بحملة لتنظيف جزء من شاطئ الشويخ!
ألا يمثل هذا العمل التطوعي، على الرغم من نبله، صفعة لنا جميعا؟ وألا يتضمن رسالة بأننا شعب غير نظيف وغير آبه بنظافة شواطئه، وربما نفسه؟ الا نخجل من قيام سفير دولة عظمى بمهمة تنظيف شواطئنا نيابة عنا وعن جيش موظفي الدولة الذين لم تنشف حناجرهم ولم تتعب حلوقهم عن المطالبة بزيادة الرواتب وتحسين العلاوات وإلغاء القروض عنهم؟
* * *
2 ـــ ورد في «السياسة» (9 ـــ 11) ان ثلاثة ملتحين من جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في السعودية قاموا «بزيارة» الشاعر رشدي الدوسري، في مكان عمله في مدينة الدمام، واوسعوه لكما ولطما وشتما، ومن ثم اقتيد الى مركز الهيئة، حيث اعطي حفلة اخرى من الاهانات، قبل ان يتم اخلاء سبيله! حدث له كل ذلك لانه فاز بجائزة «الادب المعاصر» في مهرجان شعري اقيم في العاصمة البولندية وارسو! والسؤالان اللذان يطرحان نفسيهما امامنا طرحا هما: هل كان رجال «هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» سيفقأون عين الشاعر مثلا لو لم تفز قصيدته بالجائزة الاولى؟ ام انهم كانوا «سيهتمون» بأمره بطريقة اخرى؟
ومتى سيأتي اليوم الذي سيضرب فيه الشعراء والادباء والكتاب في الكويت في اماكن عملهم، وعلى مرأى من زملائهم واهاليهم، على ما اقترفته ايديهم واقلامهم من كتابات لا تتفق وهوى اعضاء لجنة «مقاتلة الظواهر السلبية»؟
* * *
3 ـــ أخبرني صديق يتعامل مع «الجمعيات التعاونية» انها بدأت مؤخرا بفرض ضريبة على التجار تتمثل في اجبارهم على دفع مبلغ نقدي محدد كمساهمة في رحلات عمرة الجمعية! وقال ان التاجر يقوم عادة بإضافة مبلغ التبرع «القسري» لثمن مبيعاته للجمعية، مما يعني ان المستهلك هو الدافع الفعلي لتلك الضريبة التي تساهم بطريقة مباشرة في ارتفاع الاسعار. كما ان اصحاب واقرباء اعضاء مجالس ادارات هذه الجمعيات هم المستفيدون عادة من رحلات العمرة هذه، كما انها تساهم في زيادة شعبيتهم، ومن جيب المساهم والمستهلك! ولا ادري العبرة من قيام الجمعيات التعاونية بترتيب رحلات عمرة على حساب اعضائها.
* * *
4 ـــ تعليقا على مقال الامس المتعلق بشبهة تقاعس «جمعية اعانة المرضى» عن المطالبة بمبلغ الـ 12 مليون دولار، والذي سبق ان اتهم محاسب الجمعية بسرقته، فقد ذكر قارئ صديق أن المبلغ ربما لم يختلس ولكن تم «تهريبه» بتلك الطريقة المسرحية من الكويت لتمويل عمليات مشبوهة (!!!)
هل هناك من يود الرد على مثل هذا الاتهام الصريح؟

أحمد الصراف

سامي النصف

صرنا «طماشة»

ارجو ان يصدر تشريع عاجل وسريع يمنع منعا باتا التقدم بمشاريع او مقترحات او القيام بأعمال غير موجودة لدى 199 دولة «عاقلة» اخرى تشاركنا العيش على سطح الكرة الارضية، فهل سمع احد بمقترحات او افعال كحال دعاوى اسقاط القروض عن المواطنين او انشاء الدواوين او ايقاف التداول في البورصة التي جعلتنا جميعا «طماشة» بين الامم؟!

مع ارتفاع وانخفاض الأسعار في البورصة، يُخلق مع كل صباح رابحون وخاسرون، فاذا ما قبلنا مبدأ رفع الخاسرين دعاوى قضائية ينتج عنها اغلاق البورصة، فيعني هذا ان الدعاوى ستقام على مدار العام ومن ثم اغلاق البورصة 365 يوما في السنة لحقيقة ان الاحكام القضائية تعتبر سوابق يبنى عليها.. اضبط خطأ. اودعت الدولة المليارات لدى البنوك، وقد صدر قرار من البنك المركزي البريطاني يمنع البنوك من استخدام تلك الاموال الحكومية التي اودعت لديها لإنقاذ الاقتصاد من توزيعها كأرباح على المساهمين او «بونصات» للمدراء، اما لدينا فقد بقيت تلك الاموال الحكومية لدى البنوك دون اقراضها للشركات التي تكاد تموت ظمأ من جفاف السيولة.. خطأ. قامت شركات الاستثمارات ردا على ذلك بخفض الاسعار للحدود الدنيا واصبحت كمن جدع انفه لاغاظة زوجته! حيث انها التي تحتفظ بمحافظ بها مليارات الاسهم ومن ثم دفع الاسعار الى اسفل سيجعل موجوداتها تقارب الصفر ولن يتقدم احد لإنقاذ شركات شبه مفلسة.. خطأ. لو اختلفت في منزلك مع «جو السباك» على مبلغ 10 دنانير قيمة تسليك المواسير ورفعت الامر للقضاء لتمت احالة ذلك الموضوع البسيط للخبراء من اصحاب الاختصاص للاستئناس برأيهم، فكيف لم تتم احالة قضية بحجم اغلاق البورصة للخبراء في غرفة التجارة وغيرهم لسماع رأيهم.. خطأ. تعلم ادارة الفتوى والتشريع برفع تلك القضية، فلماذا لم تعلن موقفها بعدم جواز الحكم فيها كونها قضية سيادة «قبل» صدور الحكم لا «بعده».. خطأ. عندما ارسل قرار اغلاق البورصة للجنة البورصة كان «الواجب» ان يرفع الامر لوزير التجارة لاستشكال الحكم ومنع تنفيذه الا انها اخطأت وسارعت بالاغلاق ومن ثم لا يصح الاستشكال بعد التنفيذ.. خطأ. هناك عشرات القضايا السابقة كحال قضية بنك برقان على الدولة، وفي جميعها يكتفى بإبلاغ البورصة عن يوم صدور الحكم ولا يتم منع التداول حتى ذلك اليوم، فلماذا تم اغلاق البورصة حتى يوم الاثنين وكان بالإمكان استبدال ذلك بالإبلاغ فقط عن تحديد الموعد؟!.. خطأ. حتى يوم الإعلان كانت هناك تداولات بـ 80 ـ 100 مليون دينار يستفيد منها البائع لسداد ما عليه من استحقاقات مالية واستباقا لانخفاض اكبر، والمشتري للاستفادة من فرص ربح محتملة، فلماذا أضير البائع والمشتري عبر ايقاف التداول ولماذا لم يتم القيام به قبل البدء بالتداول يوم الخميس؟.. خطأ. أوصى اتحاد البورصات العالمية جميع الدول بعدم وقف التداول فطبقت تلك التوصيات المختصة «جميع» الدول العاقلة الحكيمة الاخرى وخالفتها دولة واحدة هي الكويت.. خطأ. القرار سيرعب المستثمرين ويضرب في الصميم خيار كويت المركز المالي البديل المستقبلي عن النفط.. خطأ. أرسل قرار الإغلاق رسالة قوية لجهات التصنيف الاستثماري والائتماني والمالي الدولية بأننا دولة «فريدة» يمكن ان يحدث بها ما لا يتوقعه احد وهو امر مضر ومدمر جدا لسمعة الكويت.. خطأ. الشهرة المصاحبة لمثل تلك الدعاوى والأحكام ستفرخ لنا في القريب العاجل عشرات الدعاوى والأحكام المماثلة.. خطأ.

آخر محطة:
إذا كانت أميركا أوباما قد رفعت شعار «نعم نحن نستطيع» فإن دولتنا الفتية قد رفعت بالمقابل شعار «نعم نحن نستطيع القيام بأخطاء كبرى وبشكل متواصل وبطريقة لم تسبقنا إليها أمة أخرى في التاريخ!».. صح.

احمد الصراف

12 مليون المحاسب

قام محاسب مصري، يعمل في جامعة أو «جمعية إغاثة المرضى» التي يسيطر عليها السلف منذ سنوات، والتي لم يطرأ تغيير أساسي على مجلسها منذ تأسيسها، قام محاسبها، قبل فترة بسرقة أكثر من 12 مليون دولار من حساباتها في مصرف محدد. وبالرغم من أن سرقته لم تكن من خلال عملية سحب واحدة، بل تمت من خلال عشرات التحويلات والشيكات وعلى مدى سنوات، فإن أيا من مسؤولي الجمعية أو أعضاء مجلس إدارتها لم يداخلهم شك بتناقص رصيد الجمعية أو بسبب تكرار سفر المحاسب إلى دبي والقاهرة، بالرغم مما عليه من علامات استفهام أمنية سابقة على عمله في الجمعية. ويمكن تبرير ذلك إما بضخامة أرصدة الجمعية في المصرف بحيث لم يظهر تناقصها من سحب أكثر من ثلاثة ملايين دينار، أو بضخامة بساطة عقول المشرفين على الجمعية وتواضع إمكاناتهم الرقابية، أو كما أشيع، لوجود تواطؤ داخل الجمعية مع المحاسب السارق الهارب!
من اليوم الذي هرب فيه المحاسب بما حمل واكتشاف العملية، وعلى مدى شهرين، لم تتوقف تأكيدات رئيس الجمعية وبقية أعضائها للصحافة بأن أموال الجمعية سيتم استردادها، وان السارق سيقدم للمحاكمة على ما جنته يداه بحق أموال «خيرية»، وان الحق لن يضيع، وان السلطات الأمنية في مصر متعاونة، وان وفداً من الجمعية قام بالسفر إلى دبي ومصر لوضع اليد على ممتلكات المتهم وشركاته، وان المفاوضات جارية معه لدفع جزء مما عليه، وان… وان… وفجأة خف الرمي وسكتت مدافع التصريحات، ونسي الجميع القضية إلى أن خرج علينا مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون، السيد ناصر العمار، بتصريحه لـ «القبس» في 12-11 من أن قضية اختلاس أموال «جمعية إعانة المرضى» فتحت أبواب الخير على الجمعيات الأخرى، وان معظمها حرص على التدقيق على أمواله ومشاريعه، وأوجه الكسب والإنفاق!
يظهر من واقع التصريح ان مبلغ الـ 12 مليون دولار أصبح في حكم الماضي وتحولت القصة إلى درس لبقية الجمعيات، وربما تمت الطمطمة على الموضوع لتورط أسماء كبيرة فيه. خاصة ان المتهم هدد بكشف من وراءه ان تم استرداده لمحاكمته. كما بين تصريح المدير كذلك ان كل ما يقال عن وجود رقابة مشددة على الجمعيات «الخيرية» غير صحيح! فلا يزال الكثير منها لا يمارس التدقيق على أمواله ومشاريعه ولا يعرف أوجه الكسب والإنفاق فيها!
كما بين التصريح أيضاً ان هناك أموالاً طائلة في الجمعيات، وان الوزارة «جففت» المنابع غير الشرعية لجمع التبرعات، وهذا يؤكد ما كنا نكرر دائماً عن وجود «منابع غير شرعية»، وكان البعض يستكثر علينا قول ذلك!
وورد في المقابلة أيضاً ان هناك مبرات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع!
وقد جاءت مقابلة «القبس» بعد التصريح «الشهير» الذي أدلى به السيد الشريفي المشرف الإداري في جمعية إعانة المرضى، من أن الجمعية أسهمت في إعادة النور لأعين 10 آلاف شخص (وفي مكان آخر من المقابلة 70 ألفا)!
وطبعاً ليس بإمكان الجمعية، أو أي طرف آخر، تأكيد هذا الرقم الخرافي والجزافي، ولكن الحق على من يصدق مثل هذه الادعاءات.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

لكي نفتح «ملفاتنا» في الداخل فقط!

 

في أكثر من مناسبة، أسقطت الكثير من الأضواء على «وزارة الداخلية» كهدف لكتابات كثيرة ماضية…بعضها يتصف بالقسوة حين لا تحسن الوزارة ومسئولوها، وبعضها يتصف بالإطراء والمديح حين يكون العمل المنجز لافتا للأنظار ومستحقا للثناء، فوزارة الداخلية، من وجهة نظري، ليست جهازا «قمعيا»وكلها شر مطلق، وليست أداة لقطع الأعناق والأرزاق، وليست هي – كجهاز مهم للغاية في منظومة الدولة – تستطيع أن تضع نهاية لكل قضايا البلد وملفاته ومشاكله بعصا سحرية.

ولهذا، يكون التحاور والنقاش مع المسئولين في الوزارة، يتصف بالصراحة المحترمة من الطرفين، ففي قضايا وظروف ومواقف متعددة، وجدنا في نخبة من المسئولين بوزارة الداخلية، تقديرا للموضوع المطروح قيد البحث والنقاش، سواء اتفقت وجهات النظر أم اختلفت…ولذلك، حين أثارت تصريحات وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ردود فعل «غاضبة في بعضها»و»عاصفة في بعضها الآخر»بشأن نقل الملفات وقضايا البلد الى «الخارج»في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، تعددت وجهات النظر حيال هذا الأمر بين فريق معترض ورافض للمادة (134) مكرر من قانون العقوبات التي تنص على عقوبة الحبس ثلاثة أشهر أو بالغرامة لكل مواطن حضر بغير ترخيص من الحكومة، أي مؤتمر أو اجتماع عام أو ندوة عامة عقدت في الخارج، أو شارك بأية صورة في أعمالها، بغرض بحث الأوضاع السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية في مملكة البحرين أو في غيرها من الدول»، وهذا الفريق استند على أن مثل هذا القانون لا يتماشى مع مرحلة الإصلاحات التي تشهدها البلاد، فيما كان لفريق آخر موقف آخر ووجهة نظر أخرى تقوم على أساس أن نقل الملفات والقضايا المحلية إلى الخارج مرفوض، و فيه تشويه وإضرار بالبلد بل وإضعاف لهيبتها، وأيضا، له انعكاسات سيئة على الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعلى الوحدة الوطنية، حتى لو تعثر التعاطي مع تلك الملفات.

لكن ليسمح لي القارئ الكريم أن أشير إلى نقطة من زاوية مختلفة، وهي أن تصريحات وزير الداخلية، كرّست شكلا من أشكال الاختلاف المحمود في وجهات النظر المختلفة، واحتفظ كلا الطرفين باحترامه وحقه في التعبير إلى درجة أنه عقدت ندوة للجمعيات السياسية أبدت فيها وجهة نظرها المشتركة والرافضة لوضع حدود على التحرك الداخلي والخارجي، فيما كان للطرف الآخر تحركات بلغت إلى حد رفع دعاوى قضائية والمطالبة بمساءلة من يفعل ذلك مساءلة قانونية.

وعلى أي حال، فتشويه صورة البلد، سواء كان ذلك على صعيد الداخل أم الخارج هو «منهج مرفوض»من وجهة نظري المتواضعة مع إيماني بأن هناك قضايا طال أمد البحث فيها دون الوصول الى بر الأمان، وسواء اعترض هذا الفريق على تصريح وزير الداخلية أو اتفق الفريق الآخر، يبقى الجانب المهم في الموضوع كله هو تفعيل اللقاء والتحاور على الصعيد الوطني من جانب المؤسسة التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني والأجهزة الرسمية للتباحث بصدق وقناعة في الملفات ذات الحساسية العالية، والخروج بنتائج متفق عليها لحل الإشكالات المرتبطة بتلك الملفات.

وحتى لو وضع البعض اعتبارات لأهمية المشاركة الخارجية ونقل الملفات إليها، فلست أرى أن ذلك العمل يمكن أن يكون أجدى وأنفع من العمل على صعيد الداخل بجرأة وتفهم وتفاهم حتى لا يكون الأمر مجرد شعارات فضفاضة وصدام ينتهي إلى نتيجة شبيهة بنقل قضايا البلد إلى خارجه.

أعتقد أن تصريحات وزير الداخلية ستفتح المجال، لا لتقييد التحرك الخارجي من جانب النشطاء السياسيين وحتى البرلمانيين أنفسهم باعتبار أن هناك نقلة إصلاحية في البلد أتاحت مساحة واسعة مشروعة من حرية التعبير، بل للدفع في اتجاه تفعيل الحوار الوطني في القضايا المحلية المهمة، والسماح بتحرك أقوى لمن يريد أن يطرح كل قضية مهمة في حدود الداخل، على أن يكون هناك تفهم من كل الأطراف بأن النوايا تصب في مصلحة البحرين وشعبها، وليس للإضرار بها