الحديث عن الحكومة المتكرر وضعفها الأبدي، أصبح لتكراره مثل «الطق في الميت»، ونحن لا نعاني من نقص في الذنوب، ولسنا بحاجة إلى «حرام» إضافي… تمام، إذاً صلوا على خير البشر، وتعالوا لنتحدث عن الحلقتين اللتين استضفت فيهما الفاضلين المليفي وسيد القلاف في برنامج «مانشيت»…
بدءا، الفرق ما بين المليفي والقلاف، برأيي كمُحاور، هو في الاستعداد للحلقتين، فالنائب المليفي شاطر جدا حتى أثناء ارتكابه للجناية، فهو يرتدي القفازات ويمسح الآثار من خلفه، ويتنقل بأربع سيارات، يركن إحداها في مواقف تحت الأرض، وهو يستخدم سبعة أسماء مستعارة في التنقل وتسعة جوازات سفر، ولذلك تتطلب محاورته في الميدان التأكد من صلاحية حد السيف الذي تحمله، ومتانة الدرع التي ترتديها، وقدرة الحصان الذي تمتطيه على المناورة في أقل من جزء من الثانية، فأمامك مناور عجنته الحروب والمعارك، ومقاتل يعرف «من أين تؤتى الغنائم»… أما النائب السيد حسين القلاف مع التقدير لشخصه فلا تحتاج لمحاورته أكثر من سكين مطبخ وقليل من البهارات والملح، وبالهناء والشفاء. ولا تنسَ أن المعدة هي بيت الداء، فلا تأكل أكثر من حاجتك، وقد أعذر من أنذر.
القلاف، والشهادة لله، ورغم عمامته ولقبه الذي يسبق اسمه، إلا أنه ليس طائفيا، وما كل هذه الإصابات التي يعاني منها إلا بسبب «لحظات الغضب»، فهو سيكسر التلفزيون ويهشم زجاج السيارة ويحرق ملابسه، وبعد نصف ساعة سيشعر بخطئه لكنه لن يعتذر ولن يعترف بالخطأ، بل سيكابر وسيبحبش في المنزل عن أي عذر يفيده في الزنقة، وسيدفع بقواته كلها إلى منطقة الخطر وستنكشف ثغرة في صفوف جيشه، وما أكثر الثغرات في صفوف جيش هذا النائب ذي القلب الناصع البياض. وهو سيحاربك وهدفه أن يقلل خسائره، بعكس المليفي الذي يدخل الحرب بحثا عن الغنائم… إذاً، الفرق بينهما استراتيجي حول الهدف من الحروب.
ومشكلة القلاف أنه لا يستفيد من الجبال لحماية ظهره، بل يسير مكشوفا أمام خصومه! وأتذكر أنني قلت لأحد المرشحين قبل بدء استضافتي له في برنامجي السابق «أمة 2008»، إذا أردت مني ألا أقاطعك فاتجه مباشرة للهدف، وعندما أسألك: لماذا اشتريت هذه السيارة؟ فلا تقل لي: «والله كنت وأصحابي نتمشى في يوم ماطر، بعدما تناولنا إفطارنا المكون من اللبنة والكبدة، لأن اللبنة كما تعرف…»، بل أجبني مباشرة: «اشتريتها لأنها الأنسب سعرا، أو الأصغر حجما، أو الأجمل لونا»، أو غير ذلك. والسيد القلاف يريد أن يسهب في الحديث عن فوائد اللبنة، وهذا ما لم أطلبه منه، ولذلك كنت أقاطعه باستمرار، فاللبنة لم تكن تهمنا تلك الليلة. ثم إن السيد يصر وبشدة على تأكيد المؤكد في محاولة منه للهروب على صهوة الوقت، وهذا أيضا سبب آخر لإيقافه المتكرر، وإعادة طرح السؤال عليه بصورة أوضح والإصرار على أن يجيبني إجابة مباشرة.
وعلى المستوى الشخصي، بإمكانك أن تترك هاتفك النقال ومحفظتك على طاولة السيد القلاف، وتذهب لإنجاز مشاويرك وتعود لتجد أغراضك كما هي لم ينقص منها شيء، لكن انتبه من أن يمر بجانب طاولتكما أي مصور صحافي أو محرر، عندها قطعا سيفقد صاحبك القلاف القدرة على السيطرة على حبه للفلاشات، وحتما سـ«يجيب العيد»، ليبدأ بعد ذلك مشوار البحبشة عن أي عذر في منزله.