ارجو ان يصدر تشريع عاجل وسريع يمنع منعا باتا التقدم بمشاريع او مقترحات او القيام بأعمال غير موجودة لدى 199 دولة «عاقلة» اخرى تشاركنا العيش على سطح الكرة الارضية، فهل سمع احد بمقترحات او افعال كحال دعاوى اسقاط القروض عن المواطنين او انشاء الدواوين او ايقاف التداول في البورصة التي جعلتنا جميعا «طماشة» بين الامم؟!
مع ارتفاع وانخفاض الأسعار في البورصة، يُخلق مع كل صباح رابحون وخاسرون، فاذا ما قبلنا مبدأ رفع الخاسرين دعاوى قضائية ينتج عنها اغلاق البورصة، فيعني هذا ان الدعاوى ستقام على مدار العام ومن ثم اغلاق البورصة 365 يوما في السنة لحقيقة ان الاحكام القضائية تعتبر سوابق يبنى عليها.. اضبط خطأ. اودعت الدولة المليارات لدى البنوك، وقد صدر قرار من البنك المركزي البريطاني يمنع البنوك من استخدام تلك الاموال الحكومية التي اودعت لديها لإنقاذ الاقتصاد من توزيعها كأرباح على المساهمين او «بونصات» للمدراء، اما لدينا فقد بقيت تلك الاموال الحكومية لدى البنوك دون اقراضها للشركات التي تكاد تموت ظمأ من جفاف السيولة.. خطأ. قامت شركات الاستثمارات ردا على ذلك بخفض الاسعار للحدود الدنيا واصبحت كمن جدع انفه لاغاظة زوجته! حيث انها التي تحتفظ بمحافظ بها مليارات الاسهم ومن ثم دفع الاسعار الى اسفل سيجعل موجوداتها تقارب الصفر ولن يتقدم احد لإنقاذ شركات شبه مفلسة.. خطأ. لو اختلفت في منزلك مع «جو السباك» على مبلغ 10 دنانير قيمة تسليك المواسير ورفعت الامر للقضاء لتمت احالة ذلك الموضوع البسيط للخبراء من اصحاب الاختصاص للاستئناس برأيهم، فكيف لم تتم احالة قضية بحجم اغلاق البورصة للخبراء في غرفة التجارة وغيرهم لسماع رأيهم.. خطأ. تعلم ادارة الفتوى والتشريع برفع تلك القضية، فلماذا لم تعلن موقفها بعدم جواز الحكم فيها كونها قضية سيادة «قبل» صدور الحكم لا «بعده».. خطأ. عندما ارسل قرار اغلاق البورصة للجنة البورصة كان «الواجب» ان يرفع الامر لوزير التجارة لاستشكال الحكم ومنع تنفيذه الا انها اخطأت وسارعت بالاغلاق ومن ثم لا يصح الاستشكال بعد التنفيذ.. خطأ. هناك عشرات القضايا السابقة كحال قضية بنك برقان على الدولة، وفي جميعها يكتفى بإبلاغ البورصة عن يوم صدور الحكم ولا يتم منع التداول حتى ذلك اليوم، فلماذا تم اغلاق البورصة حتى يوم الاثنين وكان بالإمكان استبدال ذلك بالإبلاغ فقط عن تحديد الموعد؟!.. خطأ. حتى يوم الإعلان كانت هناك تداولات بـ 80 ـ 100 مليون دينار يستفيد منها البائع لسداد ما عليه من استحقاقات مالية واستباقا لانخفاض اكبر، والمشتري للاستفادة من فرص ربح محتملة، فلماذا أضير البائع والمشتري عبر ايقاف التداول ولماذا لم يتم القيام به قبل البدء بالتداول يوم الخميس؟.. خطأ. أوصى اتحاد البورصات العالمية جميع الدول بعدم وقف التداول فطبقت تلك التوصيات المختصة «جميع» الدول العاقلة الحكيمة الاخرى وخالفتها دولة واحدة هي الكويت.. خطأ. القرار سيرعب المستثمرين ويضرب في الصميم خيار كويت المركز المالي البديل المستقبلي عن النفط.. خطأ. أرسل قرار الإغلاق رسالة قوية لجهات التصنيف الاستثماري والائتماني والمالي الدولية بأننا دولة «فريدة» يمكن ان يحدث بها ما لا يتوقعه احد وهو امر مضر ومدمر جدا لسمعة الكويت.. خطأ. الشهرة المصاحبة لمثل تلك الدعاوى والأحكام ستفرخ لنا في القريب العاجل عشرات الدعاوى والأحكام المماثلة.. خطأ.
آخر محطة:
إذا كانت أميركا أوباما قد رفعت شعار «نعم نحن نستطيع» فإن دولتنا الفتية قد رفعت بالمقابل شعار «نعم نحن نستطيع القيام بأخطاء كبرى وبشكل متواصل وبطريقة لم تسبقنا إليها أمة أخرى في التاريخ!».. صح.