سعيد محمد سعيد

سيد حسين… لماذا غضبت؟

 

حتى ساعة متأخرة من الليل، أجبرني النائب الكويتي السيد حسين القلاف على الجلوس أمام شاشة قناة «سكوب» كما أجبر غيري وهو يفاجئ المشاهدين، بل ويفاجئ المذيعين بداح وأحمد الفضلي في اللقاء الذي أجري معه قبل عدة أيام، مفجرا الكثير من الحقائق بشأن قضية سحب الجنسية من سكرتير وزير الداخلية ياسر براك الصبيح!

دهاليز وعجائب وتشعيبات في تلك القضية غاية في التعقيد! إذ تم اتهام الصبيح بأنه كان واحدا من المتعاونين مع القوات العراقية في فترة الغزو الغاشم على دولة الكويت في الثاني من أغسطس/ آب من العام 1990، بل كان أحد أركان قيادة الجيش الشعبي، على رغم أنه كان أسيرا في سجون تكريت والموصل ثم البصرة قبل التحرير وقبل العودة إلى دولة الكويت، وهذا ما شهد عليه عدد من الأسرى الكويتيين الذين كانوا معه في الأسر وعادوا أحياء إلى وطنهم.

لماذا غضب النائب في مجلس الأمة الكويتي السيد حسين علي السيد خليفة القلاف البحراني، في لحظة من اللحظات التي شارك فيها عبر الهاتف اثنان من المتصلين، أحدهما إعلامي والآخر محام؟ كان سبب الغضب هو كلمة «المزايدة» التي لمز إليه بها أحدهما باعتباره «أي السيد القلاف»أحد المزايدين، وهذا ما رفضه وهو يحمل قضية مواطن كويتي قدم خدمات جليلة إلى الكويت، وهذا ما أكده عبر مجموعة من الأوراق والوثائق الرسمية التي بدا واضحا أن النائب القلاف بذل جهدا كبيرا للحصول على تلك الوثائق التي صدرت على مدى ثلاث فترات من الحكم في دولة الكويت الشقيقة، وبتوقيع ثلاثة حكام، بالإضافة إلى وثائق أخرى صادرة عن أجهزة استخباراتية وأمنية تؤكد أن المذكور، الذي سحبت جنسيته، قدم أعمالا جليلة لبلاده الكويت.

مع الاعتذار لكل القراء الكرام، ولكل النواب الأفاضل ولكل الناشطين السياسيين، ولكل من هب ودب في الساحة السياسية البحرينية، أود القول إن حديث أهل الكويت، في قناة «سكوب»، تحول إلى قضية رأي عام في المجتمع الكويتي، لتكسر تلك القضية الحواجز القبلية والعائلية والطائفية، بل تمكن نائب واحد من أن يجعل المئات – إن لم يكن الآلاف من الشعب الكويتي الشقيق – يجلسون على أعصابهم لساعات محاولين التقاط خط الاتصال بالبرنامج، لا ليؤكدوا تبجيلهم للكويت وحسب، بل ليؤكدوا انحناءهم احتراما لمن خدم الكويت ولمن يستحق أن تكرمه الكويت، فوصلت آثار من العاصفة التي أثارها السيد حسين القلاف إلى البحرين، ولكن، لتشعل نارا من الحسرة والألم… بين نماذج لنواب يستميتون في الدفاع عن الوطن والمواطن بغض النظر عن انتمائه الطائفي ويفضحون الصفقات، وبين نواب منشغلون فقط في تأجيج الخلاف الطائفي، يلف لفهم متابعون ومطبلون وراقصون يتفرجون من طرف قصي لينالوا شيئا من الصفقات؟

بعد كل ذلك، يرتفع الشعار: «إلا البحرين»!

حرام ما تفعلونه بالبحرين يا سادة… ويا حكومة أيضا!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *