دعيت قبل ايام الى حضور معرض الانشطة المتنوعة الذي اقامته مجموعة «صوت الكويت» في «بيت لوذان» كان اللقاء مميزا وجميلا منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي بوابة المعرض.
شباب وشابات في عمر الزهور و«رائحة» الندى الطري تشع من عيونهم الفتية وصوت الامل يتسلل من نفوسهم غير الملوثة، وكل ذلك يشعرك بمدى توقهم للخير لوطنهم الذي اختطفته على مراحل مجموعة متخلفة من البشر الذين لم يكتفوا برفض الخير لهذا الوطن وأهله، بل قاموا بشن حرب كراهية لا هوادة فيها على كل محب للحرية بكل نسائمها!
كم تمنيت ان اكون وقتها في عمر البعض منهم لاعود نشطا واعمل معهم واحاول قدر ما استطيع زرع الحب هنا والامل هناك، والدعوة الى الحرية للجميع فليس في الوجود ما هو اثمن من الحرية، خصوصا لذلك النفر الرائع من الشباب.
«صوت الكويت»، تجمع شبابي عفوي تقف خلفه اسماء كبيرة بمكانتها وخلقها، وتستحق كل احترام ليس فقط لدعمها المادي والادبي، بل وايضا لاستعدادها لفعل الكثير من اجل رفعة هذا الوطن الصغير وان يكون مكانا آمنا للجميع من دون تفرقة، وبالتالي فإن هذا التجمع لا يهدف الى تحقيق نصر سياسي ولا عائد مادي، وربما العكس هو الصحيح، بل نشأ لمحاربة كل غلو وتطرف في التفكير والتصرف ولاعطاء الفرصة للطاقات الشابة لكي تخرج ما عندها وتبدع في كل مجال، بعيدا عن سخف القيود وصرخات التابو وقواعد المنع وسيطرة العادات والتقاليد البالية التي لم نجن من التمسك بالتالف والمتخلف منها سوى الخواء.
سعدت كثيرا بتلك الوجوه الطيبة جميعها التي عرفتني او تعرفت علي، وكنت لدقائق جميلة احس وكأنني اسير على وسادة هوائية تحملني من غرفة الى اخرى من دون عائق او خوف!
وقبل ان اخرج مودعا سألني «حمد» بم تنصح شابا بمثل عمري، فقلت له ما سبق ان قرأت ما يماثله من مدونة «الجابرية زحمة» لــ «شروق مظفر»: سر في طريقك ولا تلتفت لما يقوله المتخلفون والمتطرفون، وابذل الجهد في تجنب الجدال معهم، وخلاف ذلك ستكتشف بعد سنوات، كما اكتشفت اخيرا، بأنك أضعت اجمل سنوات عمرك في الجدال مع مجموعة من الخشب المسندة.
خرجت من ذلك التجمع الشبابي وجلست في السيارة افكر في كل ما رأيت، ولم استطع ان اغالب دموعي، وانا افكر في المصير المجهول الذي ينتظر كل واحد منهم! فكم سيصمد من هؤلاء ويستمر في طريق العقل والمنطق؟ وكم منهم سينهار تحت ضغط الظروف وطلبات الاهل وسوء التعليم وضعف الادارة السياسية لينتهي الحال بعدد منهم اعضاء في جمعية دينية سياسية تسحق شخصيته وتجعله رقما انتخابيا يحقق شهوات ومصالح القائمين على تلك الخرائب؟! بعد ان تنجح في القضاء على كل ما كان لديه او لديها من طموح وحب للحياة وتوق الى الحرية.
شكرا لك يا «غادة» ويا بدر ويا فجر ويا علي ويا حمد ويا ضاري ويا السنافي ويا حصة، وغيركم العشرات الذين لا تزال ملامح وجوهكم حية في ذاكرتي، ولكن من غير اسماء.. شكرا لكم فقد اعدتم الامل الى قلبي المتعب من الصراع مع قوى التخلف، ونفسيتي شبه اليائسة من صلاح الوضع.
أحمد الصراف