محمد الوشيحي

تحذير من ماما أنيسة

عذرا لغياب «آمال» يوم الثلاثاء الماضي (4 نوفمبر 2008) بسبب «الصخونة»، وأيضا بسبب الزميل سعود العصفور الذي كان يجلس بجانبي أثناء كتابة المقالة ومسح العرق، والذي أوقفني بأمر جمهوري ظالم: «بو سلمان توقف عن كتابة المقالة وركّز على حلقة الليلة، كي لا تفقد المقالة والحلقة في آن واحد، فمقالتك كما أراها أمامي مفككة وغير مترابطة ويظهر فيها تأثير نزلة البرد بوضوح، وحلقة الليلة خطرة ومليئة وشائكة وتعتمد على أدائك الفردي»، صدر هذا الأمر الجمهوري في الساعة السابعة مساء يوم الاثنين الماضي. لذا فالعتب على زميل الدرب «بو عبد العزيز»، و«حاسب سعود لا تحاسبني أنا». متابعة قراءة تحذير من ماما أنيسة

سامي النصف

وداعاً سيد بوش

مع انتهاء الانتخابات الأميركية والفوز التاريخي للسيناتور أوباما ينتهي دور الرئيس جورج بوش ويبقى تأثير أعماله وقراراته قائما في العالم أجمع، وللبعض بالتأكيد مآخذ كثيرة عليه، الا اننا في الكويت والعراق ودول الخليج لا ننسى له ولوالده الرئيس جورج بوش الأب الأعمال الجليلة التي قاما بها ونود أن ترسل له طائرة خاصة في وقت لاحق لاستضافته وزوجته المحبة للكويت في بلدنا كما جرى الحال مع والده.

ففي عهد بوش الأب تم رسم خط في الرمال لمنع الطاغية صدام من البقاء في الكويت ومنع جيشه المليوني من استكمال مسيرته واحتلال منابع النفط في الجزء الشرقي من السعودية ثم ابتلاع البحرين وقطر والإمارات حاله كحال الطاغية هتلر في أوائل الحرب الكونية الثانية.

أما ما قام به الرئيس بوش الابن فلا يقل انجازا عن والده، حيث ساهم في إسقاط احد اكثر الانظمة قمعا وتخلفا وإساءة لصورة الإسلام الناصعة في التاريخ ونعني نظام طالبان، ثم ألحقه بإسقاط نظام صدام القمعي، وتنفس الشعب العراقي ـ بعد طول عناء ـ الهواء النقي، وأصبحنا في الكويت والخليج آمنين على مستقبل اجيالنا المقبلة، والفضل في ذلك بعد الله للرئيس جورج بوش.

إن سقوط الرئيس بوش يعني انحسارا «مؤقتا» للتوجه اليميني المحافظ في الولايات المتحدة والذي تمثله اجتماعيا الكنائس وكبار السن ورجال الأعمال، وجغرافيا ولايات الجنوب والوسط، لحساب التوجه الليبرالي واليساري الذي تمثله اجتماعيا الأقليات الدينية والعرقية ورجال النقابات والشباب، وجغرافيا ولايات الشمال والغرب.

ولا شك في ان الاوضاع المالية العامة والهزات الاقتصادية المتتابعة قبيل الانتخابات من ارتفاع جنوني لأسعار الوقود وأزمات العقار والبنوك وبطاقات الائتمان اضافة الى تحرك شباب «نبيها خمسين ولاية لصالح أوباما» وقيامهم بعمليات تسجيل ونقل أصوات ضخمة للولايات المتأرجحة، كل ذلك قد حسم الأمر وأهدى الفوز التاريخي للرئيس المفوّه باراك أوباما.

لقد تمنى العالم وبعض الجيران فوز أوباما وحدث ما تمنوه، ونستغرب في هذا السياق ممن يشجع فوز الاقليات في اميركا ويقمعها في بلده ومن يعجب بالحريات العامة والدينية وبناء دور العبادة هناك ويمنعها هنا ونقصد بـ «هنا» دول العالم الثالث، ويتبقى ان برغماتية اوباما لن تمنعه من إظهار أنيابه والقيام مستقبلا بعمليات عسكرية في مناطق مختلفة في العالم والخليج على رأسها.

آخر محطة:
(1) قد يوجه الرئيس اوباما جل جهوده الخارجية لحل مشاكل القارة الافريقية كالسودان والكونغو والصومال وزمبابوي (لديهم صدام آخر يدعى موغابي) وكينيا على حساب مشاكل الشرق الاوسط.

(2) الصورة المعبرة التي نشرتها بالأمس الزميلة «الرؤية» لأوباما وهو يلبس الدشداشة الكويتية والغترة والعقال جعلته أشبه بالمطرب الأسمر خالد الملا.

احمد الصراف

مستيك الرجيب وأوباما

على الرغم من أن شهرة الروائي وليد الرجيب وتعدد اعماله، فان قصته البديعة «مستيك» كانت الاولى التي اقرؤها له، ولم تأخذ مني الا القليل لانهائها، ليس لقصرها، بل لجمال سردها الذي يشدك فتقلب صفحاتها لاهثا من دون ان تشعر بمرور الوقت، او التعب.
تشم من خلال صفحات الكتاب عبق الماضي غير البعيد وتسمع اصوات الباعة في الشوارع وصوت «نخم الجليب»، او تنظيف الآبار، وترى بين حروفها تصاعد خيوط البخر وهي تتسلل من بين تراب الارض الى انفك بعد ارتطام ماء سيارات البلدية به وهي تجوب الشوارع محاولة التخفيف من شدة الحر.
قد تكون رواية «مستيك» الاولى في تاريخ كتابة الرواية في الكويت التي يتطرق فيها كاتب بحجم، وبخلفية الرجيب الاثنية، إلى جانب من حياة شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي من الذين تعود جذورهم إلى فارس! ولا يعيب هذه التجربة، او السابقة الجميلة، ما وقع فيه الكاتب من هفوات بسيطة عند تطرقه إلى سرد تاريخ واسباب هجرة هؤلاء، وغيرهم الى الكويت، والذي يسبق احداث الرواية بأكثر من قرن. فقد حاول الكاتب جاهدا، ونجح في التعامل مع جميع شرائح المجتمع، من خلال شخوص الرواية، بطريقة تتسم بالكثير من الحيادية والتسامي عن الصغائر، مشددا على انه ليس هناك من له فضل على الآخر، طالما ان الجميع اتى إلى هذه الارض لحاجة ما. وربما يكون المأخذ هنا انه وضع الكلام على لسان «مانع نهار»، العامل في شركة النفط والاب الروحي لمستيك، او مصطفى، الشخصية الرئيسة في الرواية، بشكل يميل إلى الخطابة عندما قال له معترضا على تساؤل مستيك: «انت كويتي وانا كويتي وش هالخرابيط! في الكويت ناس نزحوا من كل مكان من تركيا الى العراق الى ايران الى نجد الى فلسطين الى الهند الى مختلف الاصول الاخرى كلهم عندهم جنسية وكلهم مواطنون يحبون الكويت..»!
ملاحظة: يمكن الحصول على رواية «مستيك» من مكتبة «فيرجن» في «المارينا مول».

تزامنت قراءتي للرواية المليئة بالشجون، التي ربما لا تعني الكثير للبعض، مع ورود انباء فوز باراك حسين اوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية، واخذت افكر في عظمة تلك الدول وهوان حالنا، وكيف ان المعدن الحقيقي لاي امة يظهر في المحن وليس في اوقات الرخاء، وسرح بي الخيال فيما لو ان حسين اوباما اتجه قبل نصف قرن إلى الكويت، بدلا من اميركا، وتزوج كويتية وانجب منها طفلا وتركها وعاد إلى كينيا، لكان ابنه الذي اصبح في منتصف اربعينياته الآن لا يزال مسجلا في كشوف الـ«بدون» وامه لا تزال تنتظر دورها للحصول على احد بيوت الدولة المخصصة للارامل والمطلقات!
قطع حسين اوباما 14500 كيلو مترا ليصل الى اميركا، وليتزوج اميركية وليحقق ابنه حلما طالما راود مخيلة ملايين البشر في وصول اسود بيت ابيض! وهنا لا يزال من جاء الكويت قبل اكثر من 200 عام محرما عليه العمل في نصف مؤسسات الدولة ودوائرها الحساسة وشركاتها الخيرية، وقائمة المنع في ازدياد بفضل الصحوة المباركة.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

كالعادة… نحن مستعدون طبعا!

 

قبيل حلول فصل الصيف بما يحمله مجرد نطق اسم الموسم من إثارة للهلع والضيق بالنسبة لنا أهل البحرين، نتبرد شيئا فشيئا وتطمئن قلوبنا و «نستانس وايد» لأن المسئولين رعاهم الله وجزاهم خيرا، يخرجون علينا بالعناوين والمانشيتات ذاتها في الصحف ليقولوا لنا: «فالكم طيب، ولا تديرون بال… كل شيء على ما يرام، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهة الموسم فلا انقطاعات ستحدث، وإن حدثت فإنها قليلة، ولا يحزنون… صيفكم على كيفكم».

ثم يدخل فصل الصيف، وتزيد فرحتنا بما تحقق من إنجازات، وتحدث الانقطاعات طوال الموسم، بل ولاتزال مستمرة وآخرها مساء يوم الاثنين في عدد من قرى المحافظة الشمالية.

لكن، وللأمانة، لم تكن الانقطاعات خلال موسم الصيف الماضي كما كانت في الأعوام الماضية، نعم، حدثت وتكررت في بعض المناطق وضج المواطنون والمقيمون، لكن الضجة ما كانت تعادل «ضجات» الأعوام الماضية، ولربما بدأ المسئولون في هيئة الكهرباء والماء يعيدون النظر فيما يجري، ويفضلون المصارحة والمكاشفة عوضا عن المديح وتغطية الأخطاء والنواقص…

مضى فصل الصيف يا أخواني، وحل فصل الشتاء شيئا فشيئا… وبدأنا في قراءة القليل القليل من العناوين عن الاستعدادات لموسم الشتاء، وموسم الأمطار هذا العام – كما تقول التنبؤات الجوية والله أعلم – سيكون شتاء ماطرا بكثافة، حتى أن بعض الدول الخليجية بدأت في تقييم استعداداتها من ناحية القوى البشرية والمعدات الآليات والأجهزة اللازمة، والتأكد من صلاحية عمل تلك الأجهزة وسلامة محطات ضخ مياه الأمطار مع استعداد كل الفرق المختصة والميدانية للعمل وفق الخطة المعتمدة… يعني نستطيع أن نقول إنها تجربة شبيهة بتجربة مواجهة «وهمية» للكوارث، لكي يتم تقييم الوضع.

نحن أيضا، مستعدون تماما فلا تخشوا شيئا! كل ما في الأمر، وجل ما سيكون علينا عمله هو أن نتحمل غرق الشوارع أولا، ثم نتمتع بصدر رحب جدا جدا وعقول متفتحة ديمقراطية وروح رياضية حين يتزامن هطول الأمطار وانتشار المستنقعات (حته وحده على قول إخواننا المصريين) مع أزمة الاختناقات المرورية القائمة منذ نحو عام كامل وستستمر عامين مقبلين… كما يفترض أن نقوي روحنا الرياضية ونحن نتابع مشكلة المجالس البلدية مع صهاريج شفط المياه، وألا نبكي ونحن نرى الكثير من منازل المواطنين الفقراء وقد غرقت… وأن نصرخ بأعلى الأصوات حينما تتكشف فضائح بعض المشاريع تحت المطر…

لكن، أهم نقطة يجب أن نطرحها: «هل فعلا سيكون موسم الأمطار قويا يا أرصاد؟».