تؤكد الأزمة الأميركية المالية بأن الولايات المتحدة قد بدأت تدخل في مرحلة جديدة، وأن دولاً أخرى في العالم سوف تصعد بنسب متفاوتة، وأن الولايات المتحدة، وهي عاصمة الاقتصاد العالمي ستواجه وضعاً جديداً لم يمر عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في هذا ستجد الولايات المتحدة أنها دولة كبرى بقدرات أقل، وبمناعه أقل بعد انهيار مؤسسات مالية أميركية كبرى، وعليها ديون وعجز يساوي ميزانيتها السنوية. ففي فترة قياسية تغيّرت الحال الدولية: عودة روسيا لتأكيد دورها، قيام إيران بملء الفراغ السياسي في الشرق الأوسط، تعزيز قوة «حزب الله» في لبنان بعد حرب 2006، بروز آسيا من خلال الصين والهند، عودة اليسار المعارض إلى الولايات المتحدة في دول عدة في أميركا اللاتينية. في هذا الوضع الجديد ستكون القوة الأميركية محل تساؤل أكبر، وسيكون استخدامها هو الآخر محل تساؤل. إن الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة ستتعامل مع الجراح التي أصابتها، ولكنها بالتأكيد ستكون أقل أيديولوجية وأكثر واقعية وبراغماتية في التعامل مع العالم المحيط بها. لهذا نتساءل من بإمكانه من المرشحين «الجمهوري» جون ماكين و«الديموقراطي» باراك أوباما التعامل مع الوضع الجديد بصورة أفضل للعالم وللولايات المتحدة؟ متابعة قراءة هل من فارق بين «الديموقراطيين» و«الجمهوريين» في الانتخابات الأميركية المقبلة؟
اليوم: 29 سبتمبر، 2008
إلى المواطن محمد هايف
رسالة إلى الحكومة قبل البدء: افهموا جيدا واستوعبوا الأمر واقبلوه ولو على مضض، أي بالون اختبار تطلقونه لوأد الحريات، فإنكم ستجدون شعب الكويت دبوساً يفجره منذ البداية، فلا تتعبوا أنفسكم في بالونات التضييق على الحريات واعملوا للتنمية.
في أولمبياد ميونخ عام 1972 وبعد أن سجل منتخب السلة الأميركي انتصارات مستمرة في جميع مشاركاتهم في الأولمبياد منذ عام 1936، وفي المباراة النهائية تحديداً للمنتخب الأميركي ضد الاتحاد السوفييتي، وبعد إعلان فوز المنتخب الأميركي في تلك المباراة، قرر حكّامها إعادة الثواني الثلاث الأخيرة منها ففاز السوفييت على أميركا، ولقناعة منتخب الولايات المتحدة بالظلم الواقع عليهم في تلك المباراة وعدم أحقية السوفييت بالفوز ولكنهم فازوا لاعتبارات سياسية فقد رفض الأميركيون استلام الميداليات الفضية إلى اليوم، وعوملوا معاملة الأبطال فور رجوعهم إلى بلدهم.
في انتخابات مجلس الأمة لعام 2008 فاز بالمقعد الأخضر لهذه الانتخابات السيد محمد هايف المطيري، وكان الفوز عن طريق الانتخابات الفرعية المحظورة قانونا «وهو أمر موثق في الصحف بتاريخ 5-5-2008» وهو ما يعني أنه فاز بطريقة غير شرعية، وهو ما يجعلني لقناعتي التامة بعدم أهليته كنائب أن أكتب له كمواطن.
فور صدور عدد «الجريدة» بتاريخ 22-9-2008 والذي تضمن خبرا للزميل بشار الصايغ حول القرار البشع من وزارة المواصلات بحجب موقع اليوتيوب، وطبعا هبّ الأحرار من الشعب من كتّاب ومدونين ضد هذا القرار الجائر واللامنطقي أبدا، فتراجعت الوزارة عن قرارها، إلا أن المواطن محمد هايف غرّد خارج السرب كالعادة مصرحا بأن: «حجب موقع اليوتيوب واجب شرعي ووطني وسنتابع عملية الحجب».
شخصياً لا يعنيني تصريح لهايف أو المهري أو عاشور أو الطبطبائي أو غيرهم إذا ما تحدثوا عن خروج البعض عن الملّة أو دخولهم بها، فلا أحد منهم يملك مفتاحاً للجنة أو النار، والعلاقة الدينية هي علاقة خالصة بين العبد والمعبود لا شأن لهؤلاء بها. ولكن أن يتحدث المواطن محمد هايف عن أن وأد الحريات واجب وطني، مما يعني أن من يقف ضد هذا الأمر انسلخ من وطنيته، لهو أمر أرفضه ولن أسمح أن أوصم أنا وأبناء بلدي به أبدا، فنحن نعرف من نكون، نحن من وقف بالأمس القريب مع الحق السياسي للمرأة مع علمنا المسبق بأن التيارات المدنية ستكون هي الخاسرة بلغة الأرقام، ولكن حريتنا ومسؤوليتنا أجبرتنا على موقفنا، ونحن مَنْ وقف مع الدوائر الخمس على الرغم من يقيننا من أنها قد توصل مَنْ هم أشدّ عنفاً في نبذ الحريات، نحن يا محمد هايف من نقف احتراماً وتقديراً لعلمنا ونشيده وتقشعر أبداننا مع صوت السلام الوطني، نحن من لم نشترك بجريمة قانونية للوصول إلى المجلس، نحن من نؤمن بالديمقراطية ونشارك بها، لسنا كحضرتك نكفّر الديمقراطية ونستذبح للوصول من خلالها.
صك الوطنية لا تملكه كصك الدين الذي يعتقد البعض أنك تملكه للأسف، يا أستاذ محمد هايف إن كان حجب «اليوتيوب» واجب شرعي كما تفضلت بالقول، فلماذا تخليت عنه وانتظرت الحكومة لتتحرك باتجاهه ومن ثم تصرح؟! أم أنك تنتظر هذه البالونات التعيسة من الحكومة كي تحدد لنا واجباتنا الشرعية والوطنية؟! كم نتمنى أن تعطينا قبل أن تطلق الحكومة بالونها المقبل والذي سينفجر سريعا حتما كما انفجرت سابقاته رأيا حول التلفاز والهاتف والسيارة والطائرة والكتاب والصالون والحلاّق وميكي ماوس أيضا. كي يعرف من اختارك بالفرعية من اختاروا لتمثيلهم.
اعلم جيدا أيها الأستاذ الكريم بأننا سنقف ولن نرضى أبداً أن تكون معايير الوطنية من شخص ضرب بالوطنية عرض الحائط بمشاركته في انتخابات فئوية وتحركاته العنصرية، وهذه الرسالة ليست لك وحدك بل لكل من يعتقد أنه يستطيع أن يقمع لنا رأيا أو يقتل لنا كلمة.
خارج نطاق التغطية:
عبدالحسين عبدالرضا، سعاد عبدالله، إبراهيم الحربي، إسمهان توفيق، هدى حسين، خالد أمين، يعقوب عبدالله، فاطمة الصفي، شكراً على الأداء الجميل والفن الراقي.
القرّاء الأعزاء عيدكم مبارك.
المناظرة المحتدمة والتصويت الاحتجاجي
لا أخفي تعاطفي ورغبتي الشخصية بفوز المرشح جون ماكين لأمور عدة، منها ان الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه هو من قام بتحرير بلدنا، ولو ان الديموقراطي الضعيف دوكاكيس هو من فاز بانتخابات 88 لما وقف الموقف الحازم الذي اتخذه الرئيس جورج بوش الأب ولأصبحنا هذه الأيام قضية «منسية» أخرى من قضايا العالم، كما ان الرئيس بوش الابن هو من أفرحنا وأراحنا من صدام رغم معارضة المرشح أوباما لحرب تحريرالعراق، يتبقى ان سياسة الجمهوريين متى ما وصلوا ستبقي أسعار النفط مرتفعة نسبيا ولن تدعم بشكل جاد مشاريع الطاقة البديلة كما انها ستضمن الأمن في الخليج والعالم بشكل أفضل مما قد يقوم به الديموقراطيون.
ويظهر تاريخ المناظرات التلفزيونية أن بإمكانها أن تقلب النتائج رأسا على عقب كما جرى في مناظرة كنيدي – نيكسون عندما استطاع كنيدي الباسم المنتمي للأقلية الكاثوليكية سحب البساط من تحت نيكسون الغاضب، وقد تعلم الأخير الدرس فامتنع عن المشاركة في المناظرات عامي 68 و72 ففاز بالانتخابات، وبالمقابل فاز جون كيري في مناظراته عام 2004 على الرئيس بوش إلا أن الأخير فاز بالانتخابات العامة بسبب تكتيكات الساحر كارل روف.
ويكفي في بعض الأحيان سطر واحد قد يقوله أو يحفظه المرشح بشكل مسبق للفوز في المناظرة، مما قد يؤدي في النهاية للفوز بالانتخابات العامة، وقيادة أكبر قوة في التاريخ كحال الرئيس ريغان الذي اكتسح المناظرات والانتخابات اللاحقة عامي 80 و84 بجملتين بسيطتين وجه احداهما لمنافسه بشكل طريف ومضحك وهي «ها هو يعود مرة ثانية» والثانية قوية ومؤثرة للجمهور وفحواها «هل وضعك اليوم أفضل من وضعك قبل أربع سنوات؟» وقد تابعت المناظرة الأخيرة وشعرت بان ماكين كان الأفضل خاصة ان أوباما ظل يردد «إن جون على حق فيما يقول» إلا أن استطلاعات الرأي اللاحقة أظهرت ان النتيجة متعادلة أو تميل قليلا الى أوباما، وضمن تلك الاستطلاعات فضلت النساء أوباما، بينما دعم الرجال ماكين وقد يكون السبب هو ان ماكين ظهر بشكل غاضب وقاس ولم ينظر قط تجاه منافسه، كما أكثر الحديث عن الماضي في زمن الرغبة في التغيير.
والحقيقة ان ماكين قد يخسر الاستفتاءات ولربما الانتخابات بسبب التصويت السلبي أو الاحتجاجي على الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الأميركي خاصة ان الكارثة الاقتصادية لن تختفي خلال الأسابيع القادمة، كما ان المناظرات القادمة ستختص بالوضع الاقتصادي الذي يجيد الحديث فيه المرشح أوباما بعد ان انتهت مناظرة العلاقات الخارجية المختص بها المرشح ماكين.
آخر محطة:
العزاء الحار لآل المعوشرجي الكرام في فقيدهم الشاب محمد نايف المعوشرجي، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.