د. شفيق ناظم الغبرا

أخطاء أفغانستان وعودة «طالبان»؟

لقد ذهبت إدارة بوش إلى أفغانستان عام 2001، وهي بحالة تردد، واعتقدت أنها ستنجز أعمالها العسكرية إبان أسابيع، وذلك لكي تركز بعد ذلك على العراق حيث ستكون الحرب الأساسية. كانت أفغانستان مكاناً ثانوياً في التفكير الأميركي وكان العراق هو الهدف الرئيسي. وهذا بطبيعة الحال جعل الولايات المتحدة مشوشة في مقدرتها على إنجاز أهدافها في أفغانستان. في الآونة الأخيرة تبيّن أن «طالبان» استعادت الكثير من قوتها، وأنها سيطرت على أقاليم عدة في أفغانستان بعد أن كانت قد هُزمت العام 2001، عندما احتلت الولايات المتحدة أفغانستان وأسقطت نظام «طالبان» بقيادة الملا عمر و«القاعدة» بقيادة بن لادن. فما سر عودة «طالبان» وآفاق تهديدها للعاصمة كابول في الآونة الاخيرة؟ متابعة قراءة أخطاء أفغانستان وعودة «طالبان»؟

علي محمود خاجه

بوصباح ما ينفع

في الكويت نتمتع بصراحة قد لا تكون متوافرة في دول المنطقة المجاورة، هذه الصراحة وعلى الرغم من بعض الشوائب المطبلة لمصالحها على حساب مصلحة الكويت تكون هي الصوت الأكثر وضوحا، والأكثر جدية والأكثر قبولا في الأوساط المحلية.

اليوم لدينا مثال برأيي الشخصي فشل في إدارة الأمور بشكل مناسب، ولكن هذه المرة على نطاق البلد بأكمله، هذا المثال هو سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، ولكي لا أكون متجنيا أو متحدثا من باب الشجاعة وقوة القلم فسأورد بعض الأدلة منذ تولي سموه رئاسة الوزراء في 2006 إلى اليوم:

كانت البداية مع قضية الدوائر فقد أيدت الحكومة برئاسة ناصر المحمد الدوائر العشر، فثارت ثائرة الشباب ومن خلفهم النواب فحل المجلس، ليعود ناصر المحمد بحكومة جديدة توافق بلا أي اعتراض على الدوائر الخمس، وأتت بعدها قضية الرياضة فأجمع المجلس على قوانين رياضية معينة لم يطبق أهمها إلى اليوم بسبب ضعف الحكومة بقيادة «بو صباح» في مواجهة ابن عمه والبقية ممن يرفضون تطبيق القوانين صراحة ودون خجل، لتلحقها قضية إسقاط القروض وعارضتها حكومة ناصر المحمد فتمخضت عن صندوق للمعسرين وقانون يحد من القروض ويخفض نسبتها، فتدهورت البورصة وسوق العقار وكل الأسواق من هذا القرار.

ثم تلتها زيادة الرواتب التي أقرتها الحكومة بـ120 دينارا ولا شيء سواها، فاستنفر المجلس لتوافق حكومة «بوصباح» على زيادة أخرى وهي زيادة الخمسين!! إضافة إلى فشل الحكومة في دعم وزرائها باستثناء نورية الصبيح التي نجت من طرح الثقة وإن تكرر فلن تنجو.

بالإضافة إلى جمع المتناقضات في وزارة «بوصباح»، فهو ينشد أن تكون الكويت مركزا ماليا، ويختار شخصية كأحمد باقر ليكون وزيرا للتجارة!!! ولولا التربص النيابي فلم يكن ليتردد في تعيين من فاز أو من شارك في الانتخابات الفرعية في الوزارة.

إن ما أرغب في قوله ليس إنقاصا من قدر ناصر المحمد، بل إن الطبيعة البشرية تحتّم أن يكون هناك قادة قادرون على اتخاذ القرار وآخرون منفذون للقرار، ومع احترامي لعطاءات ناصر المحمد لكنني أعتقد أنه لم يمارس كامل صلاحياته الدستورية. فعلى الرغم من حاجتنا إلى هدوئه وطبيعته المسالمة فإننا بحاجة أكبر إلى دوره كرئيس حكومة بكل معاني الكلمة.

خارج نطاق التغطية:

«بريء» الناقلات يدير ويوجه البلد كيفما يشاء، على الرغم من أنه تولى وزارة النفط وسُرقت الناقلات، وتولى المالية فسُرقت الاستثمارات، أنا لا أقول عنه «لصا» -حاشا لله- ولكن هل يعقل أن تكون شخصية كهذه قادرة على رسم كويت الغد بشكل جميل؟

سامي النصف

أغبى جريمة في القرن الـ 21

حفلت السنوات الماضية بعدة جرائم عاطفية مروعة كجريمة اوجي سمبسون ومقتل الفنانة ذكرى على يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، إلا ان جميع تلك الجرائم لا تعد شيئا مقارنة بحقائق جريمة مقتل الفنانة سوزان تميم على يد المجرم «الداهية» محسن السكري وبتحريض من النائب ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.

وهشام مصطفى رجل سياسة واقتصاد ناجح جدا ومشاريعه العمرانية في مصر تقارب الكمال كـ «الربوة» و«الرحاب» و«مدينتي» وسلسلة فنادق الفور سيزن وغيرها، وقد لحظت انه أقام وسط المدن والنجوع مكاتب باسمه لخدمة المواطن، لذا فرجل بمثل هذا الكمال في عمليه السياسي والاقتصادي كان يفترض به ألا يرتكب غلطة عمره الأولى بارتباطه بفنانة وافرة المشاكل مع الآخرين كالراحلة سوزان تميم والثانية عبر تصحيح ذلك الخطأ الشنيع بخطأ أكبر منه عبر محاولته التخلص منها.

وقد اختار رجل الأعمال، كما أتى في الصحف المصرية، ضابطا سابقا في أمن الدولة للقيام بعملية القتل وكان يفترض به ان يعلم أن طبيعة عمل ذلك الضابط السابق ستجعله يسجل مكالماته، مما سيجعله، حتى لو نجحت العملية، عرضة لابتزازاته اللاحقة، كذلك كان مقترحه بإلقائها من البلكونة في لندن سيثير كثيرا من الشبهات والتحقيقات بعد تكرار حدوثه في تلك العاصمة، كما كان واضحا من سيرة محسن السكري في العراق انه شخص لا يتوقف عن الطمع وليس متقنا لعمله الإجرامي، حيث كشفت سريعا عملية الاختطاف الوهمية التي قام بها لبعض الموظفين.

دفع هشام مصطفى مبلغ 10 ملايين جنيه (2 مليون دولار) لمحسن السكري لإتمام تلك الجريمة وهو مبلغ مجز جدا لجريمة يفترض الا يعرف الجن الأزرق تفاصيلها، إلا ان السكري أقام في فندق يقع مباشرة أمام شقة القتيلة لربما توفيرا لأجرة التاكسي! ثم قام بشراء السكين والـ «تي شيرت» المستخدمين في الجريمة ودفع ثمنهما – وهنا العبقرية – بكارت الڤيزا المسجل باسمه ولربما كذلك توفيرا لسعر الصرف، كما قام فور قتلها بإلغاء حجزه اللاحق والسفر سريعا لشرم الشيخ، حيث وافاه رجل الأعمال القادم من سويسرا وأكمل له وبذكاء شديد كذلك باقي المبلغ الذي أصبح حجة عليه.

ولم يجد رجال الأمن الأكفاء في دبي صعوبة على الاطلاق في الاستدلال على القاتل، حيث وجدوا ان السكين والـ «تي شيرت» الملطخين بدماء القتيلة، والبصمة الوراثية، للقاتل، قد تم شراؤهما بالبطاقة الائتمانية للسكري، كما وجدوا انه سكن في فندق مقابل شقتها وسافر سريعا بعد مقتلها، ولا يقل غباء عن ذلك دعواه الجديدة عبر محاميه بأنه كان يعتزم بقلبه الكبير الاكتفاء بدس المخدرات في شقتها وابلاغ السلطات عنها ولم يقل عن سبب الحاجة للسكين و«التي شيرت».

اذا كان هذا مقصده، اعتقد انه سيمضي وقت طويل قبل ان نشهد جريمة بهذا الكم من الغباء وعدم الاتقان الذي بتنا نشتهر به للأسف كعرب.

آخر محطة:
قصة حقيقية.. زارني قبل مدة في القاهرة صديق سعودي يسميه اصحابه «الشرارة» وسكن في فندق الفورسيزن حيث التقيته هناك وقد ابدى دهشته الشديدة من حد الكمال في الفندق، حتى خشيت على الفندق من الحريق، ثم تمت دعوته من قبل أصدقاء دراسة له على حفل عشاء في منطقة الرحاب في القاهرة الجديدة، وأبدى دهشته الشديدة كذلك من جودة العمل في ذلك المشروع حتى خشيت عليه – لمعرفتي به – من الزلزال المدمر، لم يحدث الحريق أو الزلزال كما توقعت، إلا ان صاحب الفورسيزن والرحاب هشام طلعت مصطفى راح في الحديد ولربما ينتهي به الحال إلى المشنقة ولن ينشئ طلعت بعد تلك الزيارة الميمونة أي مشاريع أخرى!

احمد الصراف

من منتجات رمضان

من الصعب جدا مقاومة إغراء عدم التمتع بالكسل في شهر رمضان، فلا احد تقريبا في الحكومة يعمل دواما كاملا! ولا ادري حقيقة سبب هذا التدين الفجائي الذي يصيب امة بكاملها شهرا، ويختفي عنها احد عشر شهرا، لكن هذه قصة اخرى ليس هنا وقت التطرق لها، وعوضا عن ذلك سنكتب، وبكسل واضح، عما ورد في الصحف اخيرا من اخبار طريفة ومحزنة:
1ــ تم تتويج العقيد القذافي ملكا على ملوك وسلاطين وعمد افريقيا. كان ذلك الخبر الاكثر طرافة ضمن سلة اخبار الاسبوع الماضي. ويبدو ان السيد العقيد قد «قبض» القصة بجدية كبيرة حيث ظهر، وفي لقاء رسمي مع رئيس بوليفيا، وهو يضع تاج ملك الملوك على رأسه!! كما دفعه لقبه الجديد إلى التصرف على نسق المنصب المهيب، حيث اعلن في اليوم الثاني لتتويجه عن نيته توزيع «عائداته» من البترول على المواطنين مباشرة، بعد الغاء جميع ادارات الدولة، بخلاف تلك التي تحفظ حكمه.
2ــ اما الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، فقد ابت التخلي عن وصوليتها ومكيافيليتها، حتى في رمضان، حيث اعلنت عن وجود مستندات لديها تثبت تورط مهاجمي «المصفاة الرابعة»! وحيث ان الساكت عن الحق شيطان اخرس فإننا نترك التعليق لكم على خبر «حدس».
3ــ ابلغني صديق شارك في عمليات الافراج عن الاسرى الكويتيين لدى نظام صدام، وهو النظام الذي كان يوصف بالشقيق، بأن اسرانا كانوا في حالة يرثى لها من الهزال والمرض والاعياء، واقرب إلى الموت منهم إلى الحياة. وانه قارن اشكالهم المثيرة للشفقة والحزن بأشكال وصحة الاسرى الفلسطينيين الذين اطلقت اسرائيل سراحهم اخيرا، حيث كانت امارات الصحة والعافية بادية عليهم، بالرغم من انهم لم يكونوا في سجون الصديق ولا الشقيق، بل عدوهم التاريخي!! فمتى نفهم حقيقة ما تعنيه مبادئ حقوق الانسان؟
4ــ وفي جانب آخر، اعترف «ث.ش»، العائد الجديد من افغانستان، وهو عسكري سابق، انه تلقى دروسا دينية في الكويت على يد بعض المتشددين الذين اقنعوه بالذهاب الى افغانستان لمقاتلة «اليهود الاسرائيليين»! وانه كان يتدرب في المقر الرئيسي للمجاهدين، الذي كان عبارة عن مزرعة كبيرة لزراعة الحشيش وتصديره إلى إيران وباكستان.. ووطنه الكويت! ولا ادري متى تتعلم سلطاتنا السياسية، وليس الامنية المغلولة اليد، شيئا من هذه الشهادات المرعبة، فهذا ثالث شاهد يشهد بتورط المجاهدين في عمليات زراعة وتصدير الحشيش إلى الدول الاسلامية، لتمويل حروبهم من اجل رفعة اسلام طالبان، وزعيمهم «بن لادن»، الذي يعتبره بعض نوابنا اخا وشيخا ومجاهدا، وهو الذي لم يتردد في تشجيع تهريب المخدرات إلى الكويت بالذات؟
5ــ في حركة تلميع شخصية، وتحضيرا للانتخابات الداخلية في «جمعية الاصلاح، الحركة الدستورية» صرح المرشح حسين الدلال (الراي 31ــ8) بأن من مآسي الكويت ان من يقود الحكومة لا يمثل رأي الشعب ولا الغالبية البرلمانية(!!)! والسيد الدلال يعلم بأن التهجم على رئيس الحكومة هو اقصر طريق للنجاح في انتخابات الحركة!!

أحمد الصراف