محمد الوشيحي

على أنغام القانون

يا جمال القانون في الكويت بالصلاة على النبي… حدثني ثقة عن صديقه الذي خرج من مستشفى الأميري وركب سيارته للذهاب إلى منزله فوجد سيارة أحدهم تغلق بوابة موقف السيارات، فتلفت بحثا عن صاحب السيارة فلم يجده، لكنه شاهد امرأتين في منتصف العمر انزنقتا أيضا معه في نفس الزنقة وانخنقتا نفس الخنقة ووقفتا بجانب سيارتهما بانتظار رحمة الرب، فهاتف صاحبنا خدمة (777) وطلب سحب السيارة المخالفة وإبعادها عن الطريق ليتمكن الناس من الخروج، فوعده الموظف بإرسال دورية الشرطة خلال نصف ساعة، وانتظر وانتظرت السيدتان معه، ومرت نصف الساعة بهدوء الملل ولم يأت فرج الله، مع أن الدوريات كانت تمر من أمام عينيه على الشارع العام، شارع الخليج العربي، وراح الوقت يمضي ويمضي ولا جديد، فما كان من السيدتين سوى امتطاء صهوة سيارتهما والخروج من الموقف عبر الرصيف، قبل أن تترجل إحداهما وتتجه نحو السيارة المخالفة وتبدأ في تفريغ عجلاتها من الهواء النقي، وعندما أنهت مهمتها التفتت إلى صاحبنا الذي فغر فاه فرحا ودهشة وقالت له بصوت الحكماء: أنت في الكويت يا عزيزي، حيث القانون يُنتزع باليد، فلا وجود للقانون هنا! قالت ذلك ثم عادت لتركب سيارتها وتتحرك بهدوء.
وقبل دخول رمضان ارتدى مدير عام البلدية أحمد الصبيح أجمل ثيابه وأخذ موقعه أمام كاميرات الصحافيين وأصدر أمرا بمنع نشر لوحات التهاني في الشوارع، فضحكنا وضحكنا حتى كدنا ننفقع، ولم تمض أربع وعشرون ساعة على قرار الصبيح حتى امتلأت الشوارع بالخشب المسندة وعليها أسماء المهنئين من نواب ومرشحين ومغازلجية من جماعة «للاستفسار يرجى الاتصال على الرقم التالي»، ولا ندري عن ماذا سيستفسر الناس! البعض أرفق التهنئة بصور والبعض الآخر جاءت تهنئته على الناشف، فصفقنا للقانون ولهيبته التي أخافت أصحاب التهاني فلم يجرؤوا على إظهار ألسنتهم في الصور ولله الحمد، كانوا يخالفون القانون بأدب… وتقرأ اللوحات فتصعقك أسماء المهنئين، فالغالبية الساحقة الماحقة منهم من المتدينين، والآية الكريمة تقول: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»! هل كيف؟
القانون في الكويت يا عزيزي لا يطبق سوى على الأرامل والمطلقات اللواتي تكدسن في ممرات وزارتي الشؤون والعدل لتسلم مساعدات الدولة، وإن سألتني من قتل القانون فستأتيك إجابتي مختصرة: الحكومات المتعاقبة، أما ما نشاهده الآن من مخالفات هنا وهناك فهو خرز السبحة بعدما كرت وانقطع خيطها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *