المثل المصري يقول: «اللي معاه قرش ومحيّرو يشتري حمام ويطيّرو»، وخير من ينطبق عليه المثل المصري هو الشيخ فؤاد الرفاعي جزاه الله خير الجزاء، فهو بالفعل يبدو أن «معاه قرش ومحيّرو فراح يشترى الحمام ويطيّروا». والرفاعي، لمن لا يعرفه، رغم أنه أشهر من مباحث الكويت، هو «داعية خط الفحيحيل» الذي ورث أموالا وعقارات لا حصر لها ولا خصر، منها بناية قديمة على طريق الفحيحيل السريع، لم يشأ هدمها وبناء أخرى مكانها وإنما حوّلها إلى سبورة مدرسية بعدما علّق عليها لوحات كهربائية تضيء على بعد كيلو متر، وشرع يكتب عليها ويرسم ما يجول في خاطره النقي.
وللرفاعي طريقته المحببة في السعي لتوحيد المسلمين ولمّ شمل السنة والشيعة، فتارة يكتب على لوحاته الكهربائية أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة على شكل مكعب ليخبرنا أن لا فرق بين هذا الخليفة وذاك، وتارة يرسم قلب حب وبداخله كلمة «محمد» ليبين مدى حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم، وتارة ثالثة يرسل رسالته بطريقة برازيلية من بين المدافعين فيكتب اسم فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها بجانب اسم زوجة الرسول عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، فنصفق له ونبتسم.
لوحده، يلون الرفاعي ويرسم بذوق كاميروني ممتع يخلط الأحمر بالأخضر ويدعس الأصفر في الوردي، ولسان حاله يقول: «المال مالي والفلوس فلوسي، وما همني لو يزعل السنعوسي». والسنعوسي مستعد للتنازل عن دوره الإسكاني بشرط ألا يجرح أحد الذوق العام، والرفاعي لم يجرح الذوق العام بألوانه الكاميرونية وإنما فتح بطن الذوق العام وأخرج كرشه في العراء الطلق… معلش يا أبا طارق، امسحها بدقني.
هذه الأيام، يبدو أن شيخنا المفضال تأثر بالعولمة فكتب على سبورته، أو بنايته، «انتظروا المفاجأة قريبا»! وها نحن ننتظر مفاجأته بلهفة الأطفال، فلا حل آخر أمامنا سوى التمني عليه بألا يتأخر بتفجيرها… والشهر عليكم مبارك.