علي محمود خاجه

والله فشله

«الكويت هي سوقنا الأساسي، و«الكويتية» ستهيمن على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية». «بروح التحدي التي بنينا من خلالها مؤسستنا بعد تحرير بلدنا الكويت عام 1991 نتطلع لمستقبل تبرز فيه «الكويتية» كشركة طيران رابحة».

الجمل السابقة هي جزء من الطلاسم المكتوبة في الموقع الإلكتروني للخطوط الجوية الكويتية، فمن يستطيع تفسير إقحام العولمة في العبارة الأولى؟ وكيف ستهيمن «الكويتية» على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية في العبارة الثانية؟! والمصيبة الأعظم هو أن تتطلع «الكويتية» إلى أن تكون شركة طيران رابحة، أي أنها وبعد أن اختزلت فترة عملها في 18 عاما فقط، فإنها لم تحقق ذاتها في أن تكون شركة رابحة!

ليس هذا فحسب، بل إن المصيبة هي أن أسطول «الكويتية»، وكما ورد في موقعها الرسمي، كان يتمثل بـ21 طائرة حتى 2 أغسطس 1990، ولكنه وفي -1 سبتمبر 2008 يتكون من 17 طائرة فقط!

مَن من المسافرين على متن «الكويتية» على مر السنوات لا يملك ذكرى سيئة عن هذا الناقل الجوي الأقدم بين نظرائه في المنطقة؟ خمسون عاما أو أكثر وهذا الطيران بعد أن كان في الريادة لا يجلب سوى الخزي والعار على الكويت وأهلها، مازلت أتذكر رحلتي إلى لندن في 1998، ولم نجد أنا وصديقي حجزا على «الكويتية» فتوجهنا إلى لندن من خلال الخطوط القطرية الحديثة النشء، وكنا نقول إننا سنسافر على «القطرية» بخجل شديد، واليوم نسعى إلى السفر من خلالها بعد أن تمكنت خلال عشر سنوات من أن تقارع أفضل شركات الطيران في العالم، والحال نفسها تنطبق على «الإماراتية» و«الاتحاد».

حتى رئيس الوزراء تعطلت طائرته الكويتية وتأخرت رحلته قبل فترة وجيزة، هل ننتظر كارثة تحدث كي نتحرك؟ وهل يجب أن تسقط طائرة لا سمح الله حتى يسن النواب ألسنتهم، ويشمر الوزراء عن سواعدهم؟

الخجل الخجل ولا شيء سوى الخجل، لا نريد من السلطتين سوى الخجل من هذا التراجع السخيف في كل شؤون الحياة في الكويت، فالخجل وحده هو من سيحرك العمل، فلو أجري استفتاء عالمي اليوم عن أكثر مواطني العالم خجلا من تراجع بلادهم فسنجد في المقدمة الشعب الكويتي وليس السلطتين.

نكتة من موقع «الكويتية» قبل الختام: تطوير المصداقية وتعزيز السلامة والأداء الملتزم بدقة التوقيت لخدماتنا ومنتجاتنا من خلال التقنيات المستحدثه.

خارج نطاق التغطية:

أحد المتابعين الكرام قام بتصحيح معلومة أوردتها بالخطأ في المقال الأخير عن عدم وجود عالم مسلم حائز على جائزة نوبل في الفيزياء، والصحيح هو أن العالم الباكستاني–البريطاني المسلم «عبدالسلام» حائز على هذه الجائزة في عام 1979، أعتذر عن الخطأ ومبارك عليكم الشهر.

احمد الصراف

لبنان الذي عرفت

تعرفت على لبنان طفلا في منتصف الخمسينات، عندما زرناه لأكثر من مرة مع العائلة وسكنا وقتها في بيت حجري كبير في حمانا، كما عرفته مراهقا عندما استضافني صديق للوالد من عائلة البدر في «بحمدون الضيعة». واكثر ما التصق بذاكرتي من احداث تلك الايام والزيارات، اشجار بيت حمانا المثمرة، التي كنت أعشق تسلقها وتناول فواكهها. و«الكسدرة» في ساحة حمانا ومحطة بحمدون وسماع صوت القطار الذي لم تكن سكته تبعد كثيرا عن البيت. كما بهرني وقتها منظر الدبابات والجنود في الشوارع.،بعد حادثتي اغتيال نعيم مغبغب ونسيب المتني، ولا اتذكر من منهما كان الصحافي ومن كان النائب. تذكرت كل ذلك وانا اقرأ جردا لما مر به لبنان من محطات خطيرة واحداث دامية في تاريخه الحديث، كانت في اغلبها جزءا مني، حيث كنت متواجدا، بطريقة أو بأخرى، في ذلك البلد والجميل والمنكوب، اثناء وقوع غالبية تلك الاحداث.
استقل لبنان عام 1943، وخرجت في عام 1946 الجيوش الفرنسية منه. وجرى اعدام انطون سعادة عام 49، بعد ادانته بمحاولة انقلاب لمصلحة الحزب القومي السوري. ولم يطل الأمر كثيرا قبل ان يقوم قومي سوري في العام نفسه باغتيال رياض الصلح، اول رئيس وزراء للبنان. وفي 1952 اشتعل الشارع اللبناني ضد محاولة الرئيس بشارة الخوري تجديد رئاسته. وفي 15 يوليو 1958 دخل لبنان 14000 جندي اميركي لمساندة الرئيس كميل شمعون، ضد مناوئيه من الناصريين. وخرج الأميركيون في 1958/10/25، بعد انتخاب فؤاد شهاب.
في 28 ديسمبر 1968 قامت اسرائيل بشن هجوم على مطار بيروت، وتمكنت من تدمير 13 طائرة مدنية لبنانية، في رد على هجوم قامت به الجبهة الشعبية الفلسطينية ضد طائرة ركاب اسرائيلية في مطار اثينا.
نشبت في عام 1973 صدامات بين الجيش اللبناني وفصائل من منظمة التحرير الفلسطينية، وانتهت المسألة بتوقيع اتفاق القاهرة بين الطرفين برعاية مصرية.
في 5 مارس 1975 اغتيل النائب معروف سعد متأثرا بجراحه بعد دوره في مظاهرة صيداوية، وفي 13 ابريل 1975 نشبت الحرب الاهلية اللبنانية، بعد حادثة فرن الشباك.
وفي 21 يونيو 1976 دخلت قوات ردع عربية متعددة الجنسيات لبنان بعد قرار الجامعة، ولكنها سرعان ما انسحبت تاركة الجيش السوري ليكون طرفا في النزاع اللبناني، والذي استطاع قلب موازين القوى بعد ان كانت الحرب تتجه الى الحسم لمصلحة الحركة «الوطنية» بقيادة الفلسطينيين وجنبلاط، ومن تداعيات ذلك اغتيال «كمال جنبلاط» في 16 مارس 1977، وهذا حول الحرب الاهلية من يمين ويسار الى صراع طائفي.
في 6 يونيو 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان وذلك لابعاد المقاتلين الفلسطينيين عن العاصمة والجنوب. وفي 14 سبتمبر 1982 جرى اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، وتم انتخاب اخيه أمين الجميل من بعده رئيساً. وفي 16 سبتمبر 1982 ارتكبت القوات الاسرائيلية مجزرة صبرا وشاتيلا، وبعدها بعام تم توقيع معاهدة 17 ايار بين لبنان واسرائيل، والغى الرئيس اللبناني امين الجميل المعاهدة تحت ضغط سوري.
في فبراير 1985 – انسحبت اسرائيل من لبنان مع ابقائها على منطقة شريط امني في جنوبه بدعم من جيش لبنان الجنوبي كحاجز ضد هجمات الفدائيين الفلسطينيين. لتكون مساحة الأرض المحررة 2600 كلم مربع من اصل 3450 كلم كانت قد احتلتها اسرائيل في اجتياح عام 1982 .
وفي 25 مايو 2000 – انسحبت اسرائيل تماما من لبنان. وفي 14 فبراير 2005 اغتيل رفيق الحريري، فاستقالت حكومة كرامي تحت الضغط، وفي 14 مارس 2005، تظاهر اكثر من مليون لبناني وفاء له، وبدأ ما سمي بثورة الارز، ولم تنته التظاهرات الا بعد خروج الجيش السوري من لبنان بشكل كامل.
في يونيو 2006، جرت الانتخابات النيابية وفاز تيار المستقبل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل بأغلبية مقاعد المجلس النيابي، وتولى فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة في يوليو 2005. وفي 12 يوليو 2006 قام حزب الله بعملية عسكرية على شمالي اسرائيل ادت الى قتل 4 جنود اسرائيليين واختطاف جنديين. ردت اسرائيل على رفض الافراج عنهما بشن حرب على لبنان في 13يوليو 2006 استمرت 33 يوماً وادت الى وفاة الكثير من المدنيين. وقفت الحرب وانسحبت اسرائيل وارسلت قوات دولية لمراقبة وقف اطلاق النار، وبعدها بقليل اقرت الحكومة اللبنانية مشروع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري.
في21 نوفمبر 2006، اغتيل الوزير والنائب بيار أمين الجميل. وفي 13 يونيو 2007 اغتيل النائب وليد عيدو. وفي 2 سبتمبر 2007 يعلن الجيش سيطرته على مخيم نهر البارد ونهاية العمليات العسكرية فيه وهروب قائد التنظيم شاكر العبسي. وفي 19 سبتمبر 2007 جرى اغتيال النائب انطوان غانم. وتم قبلها اغتيال الصحافي سمير قصير واغتيال جبران تويني، رئيس تحرير النهار. وفي 12 ديسمبر 2007 اغتيل العميد في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج.
في 21 مايو 2008 وقع في الدوحة اتفاق على المصالحة واختيار ميشال سليمان رئيساً.
ولا تزال أيام لبنان حبلى بالكثير من المصاعب والمصائب.

أحمد الصراف