سامي النصف

الطيار القاتل

التـهنئـة للزميلـين فؤاد الهـاشم واحمـد الربعي بعودتهـما سـالمين قبل أيام من رحلتهما العـلاجية في الخارج، وللقائمين على جـريدة «الوسط» الغراء بصدور عددهم الأول.

مع مغادرة نوابنا الأفاضل جزيرة بالي الاندونيـسيـة «اعتـفس» الوضع السـيـاسـي هناك فـتـجـمــعت الكتل البـرلمانيـة المختلفة وطـالبت رئيس الحكومـة بضرورة القـيـام بتعـديلات وزارية وهو مـا تم حـيـث خـرج منهـا بالأمس 5 وزراء، بعض زمـلاء السـفـر يرون أن جماعـتنا «شيشوا» جمـاعتهم بينما رأيت شـخصيا أن الأمر صدفة أو توارد خواطر.

التــقــرير الأمني الذي تصــدر الصفـحة الأولى للزميـلة «الوطن» قبل يومين حول تهديد الصـواريخ المحمولة للـطيـــران المدني الـكويتي هـو وضع تعـاني منه كل الـطائرات والمطارات في العـالم خـاصـة القـريـبـة من المناطق السكنيـة ويذكـرنا هذا بحـادثة إطلاق المقاومة الكويتية البطلة لصاروخ ارض ـ جـو من الـفـروانيـة على طـائرة نقل جـامـبـو عـراقـيـة مـحـمـلة بالجنود أصاب احد محركاتها إلا أنها هبطت ســـــالمة في البـصـرة وقــد تسـبب الحادث آنــذاك في إغلاق مطار الكويت حتى التحرير.

الحـادث الثاني شـاهدته بالأمس على قناة «الجغرافيا الوطنية» حيث تم لقاء مع صديق يوناني اسمه ماريو عمل مـعنا لسنوات طوال ثم انضم لشـركـة DHL الاميـركية تحـدث فيـه عن إصابة طائرتـهم الايرباص بصــاروخ ارض ـ جـو عام 2003 أثناء إقلاعهم من مطار بغداد ما نتج عنه احتراق جناح الطائرة وفقـدانهم للأجهزة الهيـدروليكية التي تؤهلـهم للســـيطرة عـلى الطائـرة لذا استخـدموا المحركات ـ كـحال الطراريد والسـفن البحـرية ـ لتـوجيـه الطائرة يمينا ويسارا وهي عملية بالغة الدقة لم ينجح احـد قط في إنزال الطائرة سـالمة عن طريقها.

وقد نجح ماريو ومن معه ( تدريب الكويتيـة )، بمعجزة وبعد مـحاولتين، في النزول بمطار بغداد، إلا أن العجلات انفصلت وانحرفت الـطائرة لتتوقف في حـقل ألغام لم يتم تـطهيـره بعد، وقـد تسـبب عـملهم البطولي في حـيـازتهم أعلى جـوائز سلامة الـطيران العـالمية، والغريب أن مـا جرى لهم كان مـصورا طـوال الـوقـت تارة مـن الإرهابيين الصداميين الذين اصطحبوا معهم فريقا تلفزيونيا فرنسيا ليشاهد عملية إسقاط الطائرة المفتـرض، وتارة أخرى من قبل طائرات الاباتـشي الامـيـركـيــة التي صاحبت الطائرة حتى نزولها.

منير ثابت شـخصية اندونيـسية معارضة قوية وبارزة اشتهر اسمه إبان حكم الرئيس سوهارتو الذي تنحى عام 98، في العـام 2004 قرر ذلك السـياسي السفر من جـاكرتا إلى هولندا وما أن تم وضع اسمه على لائحة الركاب حتى قام مسـؤولان كبيـران في شركـة طيرانهم الوطنيـة بتـبديل كـابتن الرحلة بآخـر طلب مـنه أن يقـــوم بدس السم لـذلك المعارض، وهو ما تم، وما ان طلب طاقم الخـدمـة من الكابـتن النزول في اقـرب مطار لإســعـاف المريض حــتى رفض وأكمل الرحلة حيث توفي المعارض قبل سـاعتين من الوصـول إلى أمستردام. القـضيـة انفضـحت ووصلت للمحـاكم الاندونيسية وصـدرت أحكام رادعة بها كما آتى فـي صحيفة «جـاكرتا بوست» الاندونيسية.

سعيد محمد سعيد

خيبة أمل الموظفين!

 

يبدو أنه من المحتم على ديوان الخدمة المدنية أن يعيد النظر في بضع حالات معدودة موعودة بتعديل الدرجات لكنها (لم تنل ما تتمنى)! وهذه دعوة للبت في طلبات حضرت أم لم تحضر إلى مكتب رئيس الديوان، لإحقاق الحق ولإزالة ردة الفعل السيئة وحالة الشعور بخيبة أمل لدى أولئك الموظفين، الذين يدرك مدراؤهم قبل غيرهم أنهم وصلوا إلى استحقاق الدرجة التنفيذية، لكن ذلك لم يحصل… لماذا؟

لقد كانت الخطوات سريعة هذه المرة، متتالية وموفقة من جانب ديوان الخدمة المدنية لتعديل أوضاع الكثير من الموظفين على الدرجات العمومية ممن يستحقون الترفيع إلى درجات أعلى أو الانتقال إلى الدرجة التنفيذية، لكننا نريد من الأخوة في الديوان أن يبلغونا بسبب حرمان (مجموعة) من الموظفين الذين يقومون بمهام تنفيذية وهم في مناصب تنفيذية إلا أنهم من ذوي الدرجات العمومية؟ حتى أن أحد الموظفين ذوي الخبرة ويعتبر ركنا مهما من أركان مكتب (وزيره) ويؤدي مهام منصب إداري رفيع يقول: «يعمل معي اثنان من الموظفين، هما الآن أعلى مني درجة ورتبة وراتبا… فكيف بالله يمكن أن يقبل أي موظف مثل هذا الإجحاف والجحود وغياب العدالة؟!».

لكن، قبل أن نرسل الرسالة إلى ديوان الخدمة المدنية… ماذا فعل أولئك الموظفون أنفسهم؟ هل جلسوا ينظرون إلى الدرجات وهي تجري لآخرين وهم ينظرون بحسرة؟ أو توجعوا وتألموا فقط وصمتوا؟ أم أنهم تكلموا ورفعوا الصوت مطالبين بالحق، مسددين بالقرائن والأدلة التي تؤكد حقهم في الحصول على الدرجة التنفيذية؟

يقال، إن ديوان الخدمة المدنية أهمل هذه المجموعة مع علمه وإدراكه بأهميتها؟ لكن لا أحد يستطيع أن يؤكد ذلك أو يوجه هذا الكلام إلى الديوان؟ ومن قائل إن الطلبات وصلت إلى مكتب الرئيس وأهملت ولم يتم حتى الآن حتى التعاطف معها بنظرة؟ وهذا الكلام أيضا نسمعه كثيرا، لكن المؤكد والمهم، هو أن يبلغنا أحد المسئولين بالديوان عن وضعية أولئك الموظفين المستحقين، ولماذا حرموا من الدرجات العليا سواء من عمومية أو تخصصية إلى عمومية أو تخصصية أعلى، أم إلى عمومية إلى تنفيذية…

ويدرك الأخوة في الديوان، أن المستحق يجب أن يحصل على ترقيته من دون مرحلة المرور بالشعور بالغضب والحنق والحزن وخيبة الأمل.