مع إعلان التشكيل الوزاري الجديد علينا أن نسـتذكر حقـيقة إن الوزراء جـمــيـعــا هم أبناء الكـويت المخـلصـــــون الـذين يسـتحـقـون من نوابنا الأفـاضل الذين هم أبناء الكويت المخلصون كـذلك، الفرصـة الكاملة والفتـرة الكافيـة لإنجاز القـفزة النوعـية المطلوبـة للبـلاد والعـبــاد، فلم يعرقل مـسيرتنا التنمـوية خلال نصف القـرن المـاضي ويتـسـبب بتــخـلفنا عن الآخـــرين إلا هذا الصـراع المدمر وغـير المبـرر بين السـلطتين الـلتين يفـــتـــرض الدستور «تعاونهما» لا تقاتلهما.
أرجـــو أن تـكون البــــداية الصحـيحـة بين السلطتين والتي يجب ألا يعلو عليـها مطلب آخـر، هي دراسة برنامج عمل الحكومة الواعد الذي تبلغ كلفـته 14 مليار دينار، وبعـد الاتفــاق عليـه يتم دعمه من كـافة القوى السيـاسية والكتل الـبـرلمانـيـة بشـكل دائم ومسـتمـر، ويبعد ذلك الـبرنامج الطمـوح عن التباينـات والمعارك السـياسـية التي لا تنتـهي تحت قبة بيت الشعب المقابل للبحر.
والمرجـو من السلطة الرابعـة بدورها أن تـسـاهـم في تهــدئة الأوضاع السيـاسية في البلد لمدة عــام من الآن، أي حــتى الـربيع المقـبل، مع علمي أن بعض القـراء المتشائمين سيقولون أن أمرا كهذا لن يستمر حتى ليوم واحد، حتى يمكن التفرغ التام لعملية التنمية المسـتـدامـة في البلد ومـراقـبـة الأوضـاع الأمنيـة المحـيطة التي تتـجـه ســريعـا للتـصــعـيـد والمواجهة.
وقد تكلمنا في مقـالات سابقة عن إخفـاقنا الكويتي في الألعاب الرياضية المختلفة، هذا الإخفاق امــتـد في الماضي لــ «اللعـبــة السـيـاسـيـة» بـدلالة التـوقف المتكرر لها عبر استقالة الحكومة أو حل البرلمان، لذا فعلى جناحي الأمــة أو فــريقي مـــبــاراتنا السـياسـية خلق لـعبـة جمـيلة يسـتــمـتع الجـمـهــور المحلي ومراقبو الدول الأخرى بمهاراتها وأهدافها.
العـمل السـيـاسي يفـتـرض الكثــيـر من حـسن الـنوايا، لذا نرجـو إن يحـسـن بعض النواب الظن بالحـكومـة القــائمـة وأن تعطى لهم فترة إنجاز تمتد كذلك لعـام من الآن كي تبرر بعـد ذلك عمليـات المحاسبـة بعد أن أعطي الوزراء المعنيـون الوقت الكافي ـ بحــده الأدنى ـ لتــصــحــيح الأخطاء.
عــمليـات تـصـفــيـة الحـسـابات وافـتـعـال المعـارك الشخـصية تثـبت ان هناك من لا يهتم بمصلحة الكويت وشعبها.
آخر محطة:
أكــتب من قطـر، الشــعب القطري الشقيق يتابع بدقة مسير الأوضاع السـياسيـة في الكويت، ويناقشـها معنـا بمنطق العارف، إن لم أقل بمنطق الخبير.
تصدر خبـر توزير امرأتين الصحف القطرية، نجاح التجربة يجــعلنا نأمل أن نـرى المزيد من النساء في الوزارات المقبلة.