سامي النصف

الكويت في صحافة الزمن الجميل

أزور مصـر الحبـيبـة بشكل دائم ولا ارجع دون حــيـازة مـخطـوطات ووثائق قديمة، ومن ضمن مـجلدات مجلة «المصور» التي تغطي نصف القـرن الماضي، نجد عـدة تحقيقات تتصل بالكويت، ومن ذلك:

في العـدد الصادر في 11 يونيـو 1954 تغطيـتـان عن الكويت، الاولى صـفحـة 17 وفيها تحقـيق بعنوان «اغنى اغنياء العالم، افقـر فقـرائه» ويتضمن اسـتقـبال الرئيس محمـد نجيب لسمو الشيخ عـبدالله السالم وفيه ان دخل الامارة يجعل الحاكم بمصاف اغنى اغنيـاء العالم، إلا ان زهده وتواضـعه يجـعـلانه يعيش كـأفـقـر فقـراء العـالم، ويوضح التـحقـيق كـيف ان سمـوه لما زار اليـخت الذي اهدته اياه شـركـة البـتـرول وعاين فخامته وعظم فرشه ورياشه، التفت الى من معه قائلا: ان هذا اليخت تحفة ثمينة لذا ارجـو بيـعـه في الحـال وبدلا منه اريد مركبـا بسيطا من الخشب للرحـلات وصيد السمك.

وضمن اللقـاء الصحافي قول الامـير الراحل ان الارض والنفط همـا ملك خـالص لأهل الكويت جميعا ولـيسا ملكا خاصا به، لذا فهو بمثابة حـارس لاموال الشعب الذي يجب ان ينفق منهـا لنهضـته ورفـاهيتـه، وتعـيد الصـحيـفة للأذهان ان العـام الذي سبق شهد انتخاب الاهالي لجالس المصارف والصحة والاوقاف والشؤون البلدية، ووعد الامير بحصول الشعب الكويتي على حقوقه السياسـية كاملة، كما امر بتـخصيص ثلث الميـزانيـة العـامـة لقطاع الـتـعليم.

وعلى صـفحـة 41 من نفس العدد صـورة لعمـارة الكويت التي وصفت بأنها اجمل عمائر النيل والتي يقطنها الامـير الزائر بضيافـة مالكها الشيخ عبدالله الجابر وزير المعارف والعدل والاوقاف آنذاك.

في عدد المصور الصـادر في 3 اكتوبر 1958 صور ومقال من الكويت للدكتور احمد زكي رئيس تحــرير مـجلة العــربي التي صدرت بعد شهرين من ذلك التاريخ، تحدث فـيه عن 10 اشـياء لفـتت نظره في الكويت، اولهـا حـركة العـمـران الجـبارة وكـثـرة السـيارات وخضـرة البلد رغم عـدم وجود أنهار وكـثرة التنوع السكاني حتى اسـماها ببابل الجديدة، كما ابدى اعجابه بالدشداشة البــيـضـاء التـي تدل على نظافــة الناس والمسـاواة عند الكويتـيين حـتى لا تعـرف حاكـما من محكـوم ولا خادما من مـخدوم، ولفت نظره تـنوع البـضـائع في الاسـواق بسبب النشاط الاقتصـادي للتجار، ثم ختم بملاحظة حـول نساء الكويت اللاتي يقـول انهن يمتـزن بقوة الشـخـصيـة والجمـال والطول وقلة الشـحم بسبب وفرة الحـركة والعمل في البيت.

في العـدد الصادر في 30 يونيـو 1961 تحـقـيق بعنوان «هذه هي الكويت الحـرة» بمناسبـة استقـلال الكويت، ومن ضمنه ان عـدد السكان يقــارب المائتي ألف والاجـور مرتفعة والبطالة منعـدمة وقد بدأ العمل في شـارع فهـد السـالم بقلب العـاصمـة الذي ترتفع على جـوانبه عمـارات ضخـمة يبلغ عددها سبعين عمارة من احدث طراز، وثناء على قـرار الاسـتقـلال الذي تم بالحكمـة لا بإراقة الدماء.

ثم نقـفز لعـدد المصور الصـادر في 1 مـارس 1974 وفيـه عـدة صفـحـات تغطي نشاط الخطوط الجوية الكويتية، ولقاء مع رئيسها آنذاك فيصل الفليج، يتحدث فيه عن ازمة الطاقة والزيادات الضخـمة في اسعار الوقــود التي جـاوزت في بـعض المحطات 300%، كمـا يعرج على اعداد الـكويتيين في المؤسسـة وهم 3 كباتـن و27 مساعـد طيار و45 مـهندسـا ارضـيـا و14 مـيكانيكيـا و8 مـديري مـحطات خـارجــيـة، ولو لم تقم «الكويتـيـة» بشيء خـلال سنوات عـملهـا الطوال إلا بتـأهيل الـشبـاب الـكويتي على التخـصصـات الفنية النادرة ومـنح فرص عمل للآلاف منهم لكفاها هذا فخرا وتقديرا.