سامي النصف

خارطة طريق لإدارة حكومية جديدة

ليست حقيقية على الاطلاق مقولة «ان المنتج الجيد يبيع نفسه» فالواقع المعيش يظهر ان المنتج الجيد من السيارات الى الالبسة والإلكتـرونيات هو الاكثر دفعا وصرفـا على الحملات الدعائية والـتسويقية، لعلـمه انه في غياب عملـيات الترويج الناجحة سيبقى المنتج حبيس الخازن، لا يعلم بوجوده احد.

أحد الأخطاء الرئيسية والمتوارثة في الكويت والمنطقتين الخليجـية والعربيـة انها تخصـص ضمن خططها الرباعـية والخـمسـية والمسـتقـبليـة مليارات الدولارات للصـرف على برامج الحكومة التنـموية، وتنسى ان تلك المشاريع الناجـحة حـالها كـحال اي مـنتج آخر تحـتاج الـى تسويق فـاعل لدى الناس، ومن ثم ضـرورة تخـصيص مـبـالغ ضمـن الميزانيـة للتـرويج لها، كـي يعلم المواطنون بهـا فيـدعمـوها وتتـغيـر ثقافتهم السالبة الى ثقافات متفائلة موجبة، تجعلهم يشعرون بالأمل وحب الحياة وان اموال الدولة ليست متسربة للجيوب، بل تستخدم للعمران وبناء المستقبل.

تحتاج الحكومة المقبلة ووزراؤها لتفعيل دور العلاقات العامة في الوزارات الختلفة حتى نرى مسؤوليها بشكل يومي على وسـائل الاعـلام الخـتلفة وهم يـشرحـون مـا يدور في وزاراتهم ويسلطـون الضـوء الباهـر على المشـاريع والخطط المستقبلية التي يعلمون هم بها ولا يعلم بها اغلب الناس، كذلك نرجـو الإيعاز بتـفـعيل اقـسام اسـتـقبـال شكاوى المواطنين والتـفاعل معـها والنظـر في تغيـير ساعـات الدوام كوسـيلة لزيادة الانتـاجـية، وتقلـيل الزحام، واحـيـاء المدن البـعيـدة الجديدة، وتخفيف الاوزان الثقـيلة الناتجة عن وجبات الغداء الدسمة والنوم بعدها.

الجلوس والخـمول والكسل تسـبب الأمراض الختـلفة التي تدفع الدولة المليارات لعلاجها، كمـا انها من اسباب التذمر والتـحلطم والتـقـرطم من بعض مـن يجلسـون في الدواوين والمقاهي دون عمل شيء مفيد. اختارت منظمة الصحة الدولية الكويت كـواحـدة من اربع دول في العـالم ضـمت الى جـانب الكويت روسيا وتشيلي والبرازيل لتـفعيل النشاط البدني في الدولة ولدى كـافة مواطنيـها ومـقيـميهـا، وهو امر لو تبـنته الحكومة لأطال الاعمار وزاد جرعة التفاؤل وحمى الشباب من آفات التطرف والخدرات وحوادث السيارات.

آخر محطة:
وضع الكويت في المكانـة الاولى للملاءة الماليـة في العـالم يرجع في جزء منه لجهود السيد بدر الحميضي الخازن الامين للمال العـام والمدافع الشرس عن حق الاجيـال المستقـبلية في الاستفادة منه، لذا نرجو ويرجو الشعب الكويتي معنا ان يبقى على رأس تلك الوزارة الهامة.