سامي النصف

متفرقات الثلاثاء

تواصلا مع مقال الأمس، تحتاج تجربتنا الديموقراطية الى تعديلين رئيسيين تعلما من تجربة الخمسين عاما، الأول هو مد مدة التشاور اللازمة لتشكيل الحكومة من أسبوعين الى شهر ولا مانع توازيا من ان يمتلك رئيس الحكومة أسماء عدة حكومات ظل تقوم على معطى تخزين المعلومات وعمل المقابلات ابان الايام العادية لعمل حكومته لا انتظار أوقات الأزمات حتى يمكن القيام بعمل التعديلات الحكومية اللازمة دون عناء، الثاني هو اعطاء المحكمة الدستورية الحق في المتابعة الدائمة لما يصدره مجلس الأمة من تشريعات لتحصينه والتأكد من انه لا يخالف نص وروح الدستور كحال دور المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة.

استقرار الاوضاع في محيطنا الجغرافي فيه استقرار لأوضاعنا في الخليج، بعد نجاح الوساطة السعودية بين الفلسطينيين لماذا لا نرى وساطة كويتية تجمع اللبنانيين وإماراتية تلم العراقيين وقطرية للسودانيين وبحرينية تجمع الصوماليين وعمانية يلتقي فيها الأميركيون مع الايرانيين لعل وعسى تطفئ بعض حرائق المنطقة.

في السعودية قام شاب يدعى فيصل فوزان أبوكاب، الملقب بالانتحاري، بقيادة سيارة فورد والتفحيط بها مما تسبب بقتل 4 اشخاص، بعد التحقيق اكتشف ان لديه 60 مخالفة مرورية فأصدر قاضي محكمة جدة حكما غير مسبوق بإعدامه.

ليلة الخميس وبينما كنت أتمشى أنا وعائلتي في ممشى مدينة الأحمدي الجميل قام سائق سيارة فورد بيضاء تحمل رقم 203180 حولي بعمليات تفحيط في الموقف الملاصق للكنيسة ولو فلتت عجلة القيادة من يده لقتل عشرات الآسيويين المتجمعين في الموقف، لم يكتف ذلك المستهتر وزميله بما قاما به، بل نزل احدهما من السيارة ليجري خلف الآسيويين محاولا الاضرار بهم.

أغلب الشباب الكويتي لم يروا الاحمدي أو جزيرة فيلكا الجميلة أو القصر الأحمر أو المتحف الوطني.. إلخ، والسبب هو توقف الزيارات المدرسية لمثل تلك الاماكن، المرجو من الوزير الفاضل د.عادل الطبطبائي اعادة وتكثيف ما هو قائم في جميع أرجاء العالم من زيارة لأبرز المعالم في البلد، فلا يعقل في بلد يعتمد 98% من دخله على النفط ألا تتم زيارات منتظمة للطلبة والطالبات لمتحف النفط في مدينة الاحمدي.
 
ابان قيامي بواجب العزاء لديوان الفليج أخبرني الأخ أحمد النصار ان أوراق المرحوم والده تظهر أن سعر الكهرباء عام 1960 ـ عندما كان سعر برميل النفط دولارا واحدا والرواتب ضعيفة ـ بلغ 6 فلوس للوحدة، بعد نصف قرن ومع زيادة سعر برميل النفط الى 70 دولارا انخفض سعر وحدة الكهرباء الى فلسين وما أحد قاعد يدفع!

تصدر الصفحة الاولى لعدد «الأنباء» أمس خبر معلوماتي مهم عن تطور اعداد السكان في الكويت، في عام 1961 العدد يقارب المائة الف نسمة وخلال أربعة أعوام تضاعف الى ما يقارب المائتي ألف (تعداد عام 1965) وبعد ذلك ازداد العدد بعشرة اضعاف، بالمقارنة كان عدد سكان مصر (المتهمة تاريخيا بكثرة المواليد) عام 1961 يبلغ 25 مليون نسمة، ويفترض كنسبة وتناسب ان يبلغ عدد سكان مصر هذه الايام ربع مليار نسمة بدلا من 70 مليونا الحالية، ومع ذلك نجد من أبناء جلدتنا من يتهم بلدنا بالبخل والتقتير الشديدين في منح جنسيتها ولا نقول إلا خافوا الله ولا تتهموا الكويت بما هي شديدة السخاء فيه حالها كحال السخاء الشديد في كل شيء آخر، ولا 6 فلوس تصبح فلسين بعد نصف قرن وين صارت في العالم؟!